> "الحرية ليست حقًا… بل تهمة.
من أرادها، فعليه أن يدفن الخوف."
— مقتطف من كتاب "صراخ الملائكة"
---
في أرضٍ باردة تدعى "أكليدرا"، حيث الثلوج لا تذوب حتى في الحروب، كان صوت السيوف أعلى من صمت المقابر.
قائد عائلة "أرغون"، العائلة الخامسة من السبع الكبرى، خاض معركة سرّية ضد متمرّدين من "أبناء الجُمر"، وهم عبيد سابقون تعلموا كيف يسرقون "شُعلَة الروح"، أحد أنماط القوى النادرة.
قال أحدهم قبل أن يُقطع رأسه:
"أن تكون حرًّا يعني أن تموت باختيارك."
ضحك القائد "داريوس أرغون" وهو يُعيد سيفه لغمده:
"بل يعني أن تموت ببطء لأنك تظن نفسك أكثر من عبد."
---
في مكانٍ آخر، جلس فيلوس تحت شجرة قديمة قرب حدود قرية "تيلما"، يراقب الشروق.
قال له "الشيخ آرين":
"ما الذي يُقلقك؟ لقد نجوت من المغارة، يجب أن تبدأ رحلتك."
ردّ فيلوس، وصوته لا يحمل غضبًا ولا سكينة:
"بدأت… فقط داخلي.
العالم ينتظرني كعدو… قبل أن أكون تهديدًا."
"وما الذي ستفعله؟"
"سأكون مرآة لكل من يدّعي أنه يعرف نفسه.
سأهدم أسطورة النقاء."
---
بينما يتحدثان، اقتربت منهم امرأة ترتدي عباءة خضراء، يحيط بها طيف أزرق شاحب. كانت "نورا"، حفيدة زعيم قبائل "أوتيس"، وأحد الحاملين لقوة "النبض الحجري" — طاقة تُجسّد إرادة الأرض عبر الجسد.
قالت:
"إن كنتم تبحثون عن حلفاء، فأنتم متأخرون… الحرب بدأت دون إذن."
قال آرين:
"وأين ستكون أول الجبهات؟"
"في القلوب.
ثم في الذاكرة.
ثم… في العروش."
---
في قصر "عائلة سيرافين"، كانت إليان تُعالج جراحها بعد معركتها مع راك. على الجدار، خارطة قديمة تتوسطها عبارة محفورة:
> "الأرواح لا تُقسم بين خير وشر، بل بين من نجا… ومن انهار."
دخل عليها جدّها، الدوق "إستيفان سيرافين".
"أخطأتِ حين قاتلتِ وحدك."
"كنت أختبر نفسي."
"وما النتيجة؟"
"الخوف لم يختف… لكنه لم يمنعني."
"إذن، حان وقتك لزيارة العرش الخشبي."
صمتت قليلاً ثم همست:
"أتظن أنني مستعدة؟"
قال وهو يضع يده على كتفها:
"لا أحد مستعد حقًا…
لكن الذين يجرؤون على دخول العرش، لا يعودون كما كانوا."
---
العرش الخشبي، مكان سرّي داخل "أروقة الزمن"، وهو أحد أدوات العائلة لمعرفة توجه الشخص الحقيقي. كل من يجلس عليه، يرى انعكاس روحه كمخلوق حي.
الذين رأوا طيفًا بشريًا، أصبحوا حكماء.
الذين رأوا حيوانًا، صاروا مقاتلين.
الذين رأوا ظلًا فقط… تم نفيهم.
---
في قلب مدينة "نيرغال"، حيث الظلال تملك أسماء، اجتمع زعيم العائلة "أزراف" بابنه راك.
"هل شعرت بالخوف في القتال؟"
"شعرت بنفسي فقط، وهذا أكثر ما يخيفني."
"إذن أنت تنضج…
لكن اعلم، يا بني،
أن القوة ليست في هزيمة الآخر،
بل في كتمان الجُرح أمام الأعداء."
رد راك:
"والكتمان… ليس كذبًا؟"
"بل هو فنّ النجاة."
---
في منتصف الغابة السوداء، جلس فيلوس وحده، يتأمل قطعة حجرية غريبة الشكل — كانت جزءًا من سلاح قديم.
تذكر كلمات والده (قبل أن يُقتل):
> "حين تصير أقوى، لا تثق بذلك…
لأن من يثق بقوته، يغفل عن نواقصه."
في تلك اللحظة، أتى إليه أحد الجنود من قبيلة "إلكرا"، يحمل رسالة سرية مختومة بشعار منظمة "أقنعة العهد".
فتحها فيلوس…
كانت تحتوي فقط على ثلاث كلمات:
> "هل تعرف مَن أنت؟"
---
لم يكن السؤال استفهاميًا فقط، بل تحريضيًا.
و"أقنعة العهد" لا تُراسل إلا من تريد زعزعة توازنه.
---
في أقصى شرق "أراضي كيرا"، في قرية مخفية تُدعى "كارياث"، كان هناك مشعوذ أعمى يُلقَّب بـ"ناسج الدم"، يتحدث إلى تلامذته:
"الحقائق تُسفك قبل الدماء…
ومن لم يُجنّ من الحقيقة، فهو لم يرَها بعد."
---
في نهاية الفصل، نرى خريطة للعالم وقد بدأ يتصدع:
العائلات السبع تتجسس على بعضها، وتستعد لتحالفات وخيانات.
منظمة "أقنعة العهد" بدأت بمراسلة شخصيات ذات طابع فلسفي تميل إلى الشك.
فيلوس بدأ يدرك أن قوته ليست السحر فقط… بل الرؤية.
وصراع داخلي بين "من أكون؟" و"لماذا لا أكون غيري؟" يتضخم.
**
قبل أن تُغلق الصفحة، يظهر مشهد أخير:
في زنزانة تحت الأرض، رجل مقيد بسلاسل، كل يوم يُسأل نفس السؤال:
"هل الندم هو ذنبك؟"
ولأول مرة، يبتسم ويقول:
"لا… بل جهلي بمن أنا."
وتُفتح الزنزانة…
لأنه حان الوقت لإطلاق "المرآة الأولى".
---