لا تنسوا الصلاة على الرسول، وادعوا لاخوتنا بفلسطين لا تنسوهم من دعائكم.

الفصل السادس : سحب أرجوانية

رسم الرعد خطوط متفرقة بالسماء، نظر ثلج للمطر المنساب من أوراق الأشجار، كانت الرياح عاصفة، بينما إرتفع صوت الخطى بالغابة، كانت الحيوانات تفر لملاجئها.

فجأة ظهر شخص من العدم أمام ثلج، أخذ ثلج على حين غرة ولم يمتلك الوقت للتفكير، حيث أمسكه من ملابسه من الخلف واختفى من محيط الكهف.

في الصحراء ظهر شخصين بشكل غير مسبوق من الفراغ، لم يمتلك ثلج الوقت ليرى ملامح الغريب "سأعود بعد شهر، ابذل جهدك أيها التجربة" ثم اختفى.

الموقف الذي تم وضع ثلج فيه ليس منطقيًا، لم يكن مقبولًا أيضًا، الآن في صحراء غريبة عليه أن يعيش؟ كيف لهذا أن يكون ممكنًا حتى.

لم يتذمر ثلج، قرر التوقف عن التفكير، بسبب مبادئه المستحدثة قرر تقبل الوضع الحالي، لم يكن سيسخط أو يحقد، لم يكن سيكتسب أي شيء من التفكير في أشياء غير مُجابة، فقط سيفكر وينزعج ويبقي على إنزعاجه لوقت طويل ثم يتقبل الأمر، وثلج قرر إختصار كل هذا وتقبل الامر منذ البداية.

نظر حوله، لم يتواجد شيء سوى الرمال.. الشمس ساطعة للغاية، العرق بدأ يتصبب من جبهته، قرر أن يمضي قدمًا في إتجاه الشمس، كان لديه فكرة غريبة حيث يمكن دومًا للأشياء أن تتواجد في إتجاه الشمس، معتقد غريب ولكنه أراد أن يجد مخرجًا من أي شيء.

بدأ رحلته، رغم أن الأفق مليء بالرمال إلا أنه لن يستسلم قبل أن يجرب.

أنا أشعر بالعطش الشديد. الرمال تبدو وكأنها تمتد بلا نهاية، والشمس تحترق في السماء، تلفح وجهي بشدة. بدأت أرى واحات مياه بعيدة تلوح لي، أشجار نخيل خضراء مورقة تدعوني إليها، لكن عندما أقترب، تختفي كأنها لم تكن موجودة أبداً.

أشعر أنني محاصر في هذا المكان، كل خطوة تأخذني أعمق في الصحراء. السماء بدأت تبدو غير طبيعية، ألوانها تتغير، هل هذه سحب أرجوانية؟ لا أستطيع أن أميز بين الحقيقة والخيال. صوت الماء الجاري يتردد في أذني، لكنني أعلم أنه لا يمكن أن يكون هنا، الماء بعيد عن متناولي.

أرى أشخاصاً يلوحون لي في الأفق، لكن عندما أقترب، يتلاشون كالدخان. عيني بدأت تخدعني، أو ربما عقلي هو الذي يخدعني. الأشجار تتحرك، تبدو كأنها تهمس لي بأصوات غير مفهومة. أنا عالق هنا، في مكان بين الحقيقة والوهم، لا أعرف إن كنت سأخرج من هذا المكان أم لا.

مرّت ساعة أخرى، ولكنها بدت لي كأيامٍ طويلة لا نهاية لها. شعرت أن الزمن توقف، وكل دقيقة تمر كانت ثقيلة على روحي. الرمال تحت قدمي كانت تحرقني، وكل خطوة تبدو وكأنها تقودني بعيدًا عن أي أمل.

لكن فجأة، بدأت أرى تغييرًا في الأفق. بدلاً من السراب المعتاد، بدأت تظهر لي ألوان خضراء، وأشجار بدأت تتشكل بوضوح أكثر. الغابة التي بدت بعيدة وغير حقيقية في البداية بدأت تتصل بالرمال. رائحة الأشجار والنباتات بدأت تعبق في الهواء، وتجدد الأمل في قلبي.

اقتربت بخطواتي الثقيلة، وبدأت أشعر بظل الأشجار يغمرني، ويخفف من حدة الشمس المحرقة. صوت الطيور وغناء الماء العذب جعلني أشعر بالحياة مرة أخرى. كانت هذه الغابة وكأنها وعد بالنجاة، بالحياة بعد الصحراء القاسية.

مددت يدي ولامست أوراق الأشجار، كانت حقيقية، ملمسها بارد ومنعش. بدأت أتحرك نحو الداخل، حيث الماء يتدفق من ينبوع نقي. شربت حتى ارتويت، وجلست مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة. هنا، وسط هذا المكان السحري، شعرت أنني وجدت الأمل من جديد. لم تكن الصحراء سوى امتحان للصبر، والآن بدأت الحياة تزهر من حولي.

تنهدت بعمق، وشعرت بنسيم بارد يحمل معه قليلاً من الراحة. رغم السكون الظاهري للغابة، لم أكن متأكدًا من الأمان هنا. قد تكون هذه الجنة الخضراء مخبأً للوحوش التي تنتظر في الظلال. تساءلت عن الخطوة التالية، هل عليّ البقاء هنا والاستمتاع بالراحة المؤقتة، أم يجب أن أستمر في طريقي وأبحث عن مخرج؟

بينما كنت أفكر في ذلك، بدأت السماء تظلم فجأة بشكل غير طبيعي. السحب الكثيفة اجتمعت بسرعة، وبدأ المطر يهطل بغزارة. كانت قطرات المطر باردة ومنعشة، لكنها حملت معها إحساسًا بالخطر الكامن في هذه الغابة الغامضة.

رغم الارتياح الذي شعرت به تحت المطر، علمت أن البقاء هنا لفترة طويلة قد يكون خطرًا. كان هناك شيء غير طبيعي في هذه التغيرات السريعة في الطقس. قررت أن أفضل خيار لي هو المضي قدمًا، في محاولة للعثور على مكان أكثر أمانًا.

نهضت، شعرت بالطاقة تتجدد في جسدي، وبدأت أتحرك بثقة نحو الأمام. كنت أعلم أن الطريق قد يكون محفوفًا بالمخاطر، لكن البقاء في مكان واحد لم يكن خيارًا. كل خطوة أخذتها كانت تأخذني بعيدًا عن الصحراء القاسية، وأقرب إلى المجهول الذي قد يحمل في طياته الأمل أو التحدي.

بينما أمضي قدمًا، كانت الأمطار تتساقط حولي، تشكل سيمفونية طبيعية تشجعني على الاستمرار. لم أكن أعرف ما ينتظرني في نهاية هذا الطريق، لكنني كنت مستعدًا لمواجهة أي شيء. مع كل خطوة، كنت أترك خلفي الشكوك والخوف، وأتقدم نحو مصير جديد، ربما يكون أفضل مما تركته خلفي.

أثناء مواصلة طريقي تحت المطر، فجأةً رأيت فتاة تجثو على ركبتيها أمام جثة، والدماء تحيط بها كبحيرة حمراء تحت المطر. كانت الفتاة تبكي، لكن لم أستطع تمييز ما إذا كانت الدموع تنهمر من عينيها أم أن المطر هو الذي يغسل وجهها.

توقفت ونظرت إليها بصمت. كانت صورة محيرة ومأساوية في الوقت نفسه لم تكن الفتاة مدركة لما يجري حولها، اجتاحت الأفكار مخيلتي، لم يتواجد المنطق النقي بداخلي، لا توجد خيارات مطلقًا في هذا الموقف العجيب.

ربما علي المضي قدمًا؟ قرر ثلج التخلي عنها، نظرت الفتاة ناحيتي بعينيها المبللتين، نظراتها مليئة بالألم والحزن العميق، أصبح خيار المضي قدمًا أثقل وأثقل، الآن لم يعلم ماذا يدفعه للتوقف والنظر، لم يكن شخصًا سوف يساعد.

لا يمتلك أي شعور بالحزن حول ما يحدث أمامه، لم يستطع إختيار أي خيار الآن، خيّم الصمت حيث نظر الإثنان لبعضهم البعض، قرر ثلج بالنهاية التخلي عنها، ليس شخصًا طيبًا، بالكاد يمكنه النجاة في هذا الموقف وحده، أن يحمل مسؤولية شخص آخر ليس شيئًا ممكنًا.

تحرك للأمام، ولكن بشكل مفاجئ جذبت الفتاة ملابسه من الخلف وكأنها تدعوه لعدم التخلي عنها في هذا الموقف، الآن أصبح محتارًا للغاية، لا يريد المساعدة، ولكن شيء ما بداخله يدفعه للشعور بشيء غريب مثل إنقباض صدره، هل كان ثلج شخصًا طيبًا فيما مضى.

لم يعلم حول سبب مشاعره الغريبة، ولكنه أناني، قرر أن يزيل يدها ويتحرك، شرع بإزالة يدها المحكمة على ردائه، ومضى للأمام، نظر للخلف عدة مرات قبل أن تختفي الفتاة خلفه، قبل أن يضع قدمه للخطوة التالية شعر أن قلبه سينفجر من الألم.

قرر فقط أن يطاوع رغبات قلبه، عاد مسرعًا ووجد الفتاة مازالت جاثية عند الجثة، ليس شخصًا يمكنه أن يجد أي حل في هذا الموقف، قرر أن يجلس بجانبها فقط وينتظر.

مرت الدقائق الصامتة ببطء، كأنها تعاند الزمن، وكل ثانية كانت ثقيلة، مليئة بالترقب والحزن بالنسبة للفتاة.

الفتاة كانت غارقة في صمتها، تبكي دون صوت. كان المطر يتساقط برفق، يختلط بالدماء التي تحيط بالجثة. لم يكن هناك صوت سوى قطرات المطر التي ترتطم بالأرض، تشكل لحنًا حزينًا يزيد من وطأة الموقف.

نظرت إلى الفتاة. شعرها كان مبتلاً، ووجهها شاحبًا. كانت عيناها مغمضتين، كأنها تحاول أن تهرب من الواقع، لكن الدموع والمطر لا يتوقفان. نظرت إلى الجثة أمامها، تساءلت عن قصتها، من هو هذا الشخص؟ وما الذي جلبهما إلى هنا في هذا الوضع المأساوي؟

فكر ثلج بشكل غريب حول الموقف وكأنه يستحضر ذكرياته السابقة حول حياته على الأرض، أحيانًا، الحضور الصامت يمكن أن يكون أعظم دعم يمكن أن نقدمه..

شعر كأنه وعظ نفسه، كان غريبًا أن تتحدث مع نفسك وتعظها.

الريح كانت تتحرك ببطء بين الأشجار، تهمس بأصوات خافتة، كأن الطبيعة تشاركها حزنها.

كانت تلك الدقائق فرصة للتأمل، للتفكير في الحياة والموت، في الألم والأمل. كنت أعلم أن البقاء في هذا المكان لن يدوم، لكنني أيضًا شعرت بأن هذه اللحظات كانت ضرورية.

سقط الليل على النهار، كانت الظلمة تزيد من الشعور بالكآبة والغموض، مضى الوقت دون أن يشعر ثلج، لم تغير الفتاة وضعيتها، فقط وكأنها جثة محنطة.

فجأة، وبلا مقدمات، نهضت الفتاة. بدأت تجمع التراب بيديها، تحفر بجدية وصمت، كأنها تحمل على عاتقها واجبًا لا يمكن تجاهله. راقبتها دون أن أتدخل، شعرت أن هذا الأمر يخصها وحدها، وأنها تحتاج للقيام به بنفسها كما أنني لم ارغب بالبداية من البقاء معها ولكنني خسرت لرغباتي.

بصبر وتأنِ، استمرت في الحفر حتى انتهت من دفن الجثة، كانت عملية دفن بطيئة ومؤلمة، لكن مع كل حفنة تراب بدا وكأنها تتقبل الموقف، عندما انتهت، وقفت وألقت نظرة أخيرة على القبر، ثم نظرت ناحيتي.

كانت نظرتها مليئة بالمشاعر، مزيج من الحزن والشكر وربما بعض الأمل. بادلتها النظرات، كانت عيناي مثل نهر ضحل لا يملك أي مشاعر بداخله.

تموجت عيناي بينما لم أنبس ببنت شفة.

"لنتحرك؟" نطقت الفتاة بصوت متعب وصعوبة.

شعر ثلج ببعض المشاعر الغريبة، اراد الآن فقط أن يبتعد عن هذه الفتاة كما بين المشرق والمغرب، لم يفهم ولكنه عرف أنه في الوضع الطبيعي يجب عليها أن تشكره لبقاءه، لم يواصل ثلج التفكير ونهض بينما نفض الغبار عن ردائه.

"حسنا" تجاوب ثلج.

سرت أمامها، لم أمتلك وجهة محددة، أردت فقط أن اجد مكانًا آمنا، الآن مع زيادة الحمل على كتفي أصبح من الصعب معرفة ما هو المكان الآمن حتى.

خيّم الصمت أثناء السير دون وجهة، بشكل مفاجئ خرج ظل ضخم مفاجئ من بين الأشجار.

الفتاة أخذت وضعية دفاعية، بينما ثلج لم يحرك ساكنًا.

"أيها الفاني عد للخلف" قالت الفتاة.

استمع ثلج بهدوء، كان أمامه ذئب ضخم بطول ثلاثة أمتار.

هاجمت الفتاة أولا، قامت بلكمة مشابهة لفنون الكراتيه القتالية، ولكن هذه اللكمة كانت مختلفة حيث خرج شكل قبضة وهمي للذئب، طار الذئب بضعة أمتار للخلف، قبل أن ينهض ويهاجم بدوره.

أليست الذئاب تكون في قطيع بالعادة؟ لم يكن ثلج يدرك أن التفكير بعض الأحيان بالحقائق قد يكون جالبًا للنحس.

خرجت العديد من الذئاب من ظلال الأشجار، أحاطت بكليهما، ولكن القتال بالكامل كان على الفتاة وحدها.

ماذا يمكن لثلج أن يفعل سوى المراقبة، انقضت الذئاب على ثلج والفتاة، عادت الفتاة بسرعة وأخذت ثلج وقفزت بين الأشجار.

هل كل سكان هذا العالم هكذا.. مخيف ومدهش في ذات الوقت، أراد ثلج ان يحصل على قوة مشابهة، لم يرد أن يعتمد على احد.

لاحقتنا الذئاب لبعض الوقت قبل أن يختفوا بالأفق خلفنا، لم يعلم ثلج ماذا كان ليحدث لو استمر بالسفر لوحده، الآن شعر أن غريزة البقاء لديه أنقذته، بسبب مشاعره التي رفضت ترك فتاة وحدها لم يمت.

الخير يتبعه الخير، لا يوجد خير يتبعه شر، لأن الخير الذي يتبعه شر بالنهاية سيتبعه خير، لذا الخير سيعود بالنهاية، كل شيء تُقدمه سيعود لك أضعافا.

توقفت الفتاة في نقطة بالغابة "لنخيم هنا"

أصبح هناك قانون غير مكتوب في هذه اللحظة، الفتاة أصبحت هي القائد الحالي.

لم يقل ثلج أي شيء، وتبعها، قامت بإخراج شيء من العدم وألقته أمامها، ظهرت خيمة.

قامت بجمع الحطب وكأنها مغناطيس، ثم أشعلت النار ونصبت الأماكن للجلوس.

فعلت كل شيء وحدها، الصاقلون في هذا العالم وحوش.

"أيها الفاني، ماذا تفعل وحدك هنا؟ لم أرى فاني يتجول في صحراء الموت من قبل، كما انك وبكل جرأة دخلت للغابة الملعونة، عليك أن تشكر حظك لمقابلتي" قالت الفتاة بنبرة متكبرة ثم أكملت "هل تعلم لو أنك تركتني ولم تعد، كنت سألاحقك وأقتلك، بالرغم من أنك كنت ستموت وحدك من الذئاب، حظك رهيب بالفعل"

لم يستجب ثلج للكلام، لم يعلم كيف عليه أن يشعر الآن.

".."

"حسنا، بما أنك غير راغب بالإجابة، دعني اجيب عن تساؤلاتك ايها الفاني، سبب أنني لم استخدم الطاقة في حفر القبر، وحفرته بيدي لأن أخي طلب هذا كوصيته الأخيرة، هل يمكنك تصديق الأمر، أراد مني تجرع ألم الحفر والدم في أصابعي، على أي حال انت ممل للغاية، كما ان مشاعرك لا يمكن تخمينها من ملامحك التي لا تتغير، كيف وصلت لهنا؟ هل تنتمي لطائفة عميقة ما؟ لا اظن أن هناك طائفة سترسل تلميذ لديها للموت، حسنا لا يهم"

كانت الفتاة ثرثارة بشكل غير متوقع، كما أنها افترضت تساؤلات لم افكر بها.

"ثلج" قلت بهدوء

"ثلج؟ لا لن تسقط الثلوج هذا العام كما تعلم، ايضا ما بالك تقول ثلج كأول كلمة؟" تذمرت الفتاة

"اسمي ثلج"

"..." تفاجئت "يا له من اسم غريب، بكل الأحوال لم تجب على أي من اسئلتي، ماذا تفعل في هذا المكان؟"

"انت ثرثارة" قلت بشكل غير مبالي

"....." برزت العديد من العروق على جبهتها 'لنهدئ قليلًا، انه مجرد فانِ، يمكن للكمة مني أن ترسله للجحيم' هدئت أفكارها "انت مزعج! همف." ادارت الفتاة رأسها ثم ذهبت للخيمة "لا تجرؤ على الدخول هنا! كما أنك ستحرس الليلة كمقابل انقاذي لك!"

"حسنا"

نظرت ببرود ناحيته، 'مجرد فاني يتصرف بتكبر، من يظن نفسه، هذا المتغطرس!!' دخلت الخيمة واغلقت على نفسها.

..

في مكان مظلم إجتمعت الظلال مجددًا.

"هل تلقى الهدية؟" تساءل أحدهم

"أجل، الآن لدينا محتوى لنستمتع به الفترة المقبلة، اتطلع لأرى كيف سينجو بذلك المكان"

"ماذا عن جسده؟ هل اكتشف الأمر بعد؟"

"لا اظن ذلك، يحتاج للقليل من الوقت قبل أن يكتشف هديتنا المذهلة، هيهيهي"

تحدثت الظلال فيما بينها.

في مكان آخر بالغابة المظلمة، حيث عزفت الريح معزوفة دموية حزينة.

اشتعلت النيران في المنازل، وصخب البكاء أصبح لحن الأرجاء، توزعت العديد من الجثث الميتة، بينما بكى الكثيرون على فقداهم.

تحرك رجل صبغته الدماء للأمام بينما تساقطت قطرات حمراء من بقايا الجثث من سيفه، نظر بعيون لا ترحم، بينما رفرف ردائه وشعره مع الهواء.

"هكذا تفنى الحياة، ينشد الكثيرون الراحة الوهمية بمواجهة المصير الدموي، فإذا تغلبوا عليها أصبحت الراحة مما لا يحتمل! كم انتم مثيرون للشفقة!" ألقى كلماته الهادئة في الهواء

بالرغم من ذلك بتلك الأجواء الصاخبة أصبحت تلك الكلمات الهادئة مرعبة للغاية.

2024/06/24 · 113 مشاهدة · 2070 كلمة
AfterNight
نادي الروايات - 2024