لا تنسوا الصلاة على الرسول، والدعاء لاخوتنا بفلسطين.

الفصل السابع : القمر الأحمر.

أعلن صوت العصافير حلول الصباح.

كان ثلج قد غفى دون إدراكه، ولكن الغير متوقع أن الفتاة جلست بمكان قريب لتحرس المكان.

"اعتذر" تأسف ثلج عن الغفوة التي لم تكن بالحسبان.

"لنتحرك، ستجتمع الوحوش قريبًا بسبب رائحة الدماء" قالت الفتاة على عجل وهي تراقب المحيط بعينيها.

فهم ثلج مقصدها حيث أن ملابسها مصبوغة بدماء الجثة من السابق.

مضى الاثنين في دربهم، كانت الفتاة في المقدمة هذه المرة.

"هناك قرية قريبة لنسرع" قالت الفتاة بتعابير متوترة.

لم يفهم ثلج السبب إلا عندما اندفعت رائحة الدماء، رائحة عميقة للغاية.

"لنسرع!" بدأت الفتاة تسرع خطاها أكثر وأكثر.

واكبت وتيرتها، لم أشعر بالتعب بالرغم من أنني غير معتاد على الحركة، في عالم كهذا حيازة اللامنطقية شيء غير مفهوم.

فجأة، استقبلتنا مشاهد صادمة ظهرت مسافة واسعة تظهر فيها قرية محالة بالدمار. النيران تلتهم المباني، والدخان يتصاعد في الهواء. الجثث تتناثر في كل مكان، والدماء الطازجة تنتشر على الأرض، الدماء الطازجة يشير أن الأمر لم يحدث إلا قريبًا، استنتجت بهدوء.

كانت ملامح الذعر ترتسم على محياها، لم أفهم مشاعرها، بالرغم من رؤية هذه المشاهد الدامية إلا أن القلب مات، ولم يعد ينبض خوفًا أو قلقًا أو حزنًا على اشياء لا تخصني.

فجأة، تظهر شخصية غامضة من العدم. يبدو عليه الهدوء والبرود، ويرتسم على وجهه ابتسامة ساخرة.

"أخي الأكبر! مر وقت طويل! لماذا تأخرت عن موعد لقائنا المعتاد لقد انتظرتك لعدة أيام! شعرت بالملل بالنهاية وأحلت هذه القرية بالدمار" قال بسخرية أثناء رفرفة شعره المبعثر.

نظرت الفتاة بتعابير صدمة ناحيتي، عبرت الفتاة عن مشاعري بتعابيرها، لم أفهم أيضا أي شيء.

من هذا؟ وعن ماذا يتحدث؟ وهل يقصدني بكلامه؟

قبل أن اتمكن من التحرك أو فهم ما يحدث، تحرك الشخص الغامض بسرعة خاطفة نحو الفتاة بجانبي. بضربة واحدة سريعة ودقيقة، يقتلها دون تردد.

"الأخ الأكبر، للأسف سأفسد متعتك، أعلم أنك اردت الإستمتاع بهذه الفتاة، ولكن لنؤجل هذا الأمر لوقت آخر إن المعلم يستدعينا!" قالت الشخصية الغامضة بتعابير جدية.

الاخ الأكبر.. هل يقصد ذلك الشبيه الذي مات بالكهف؟ هل لديه علاقات معقدة كهذه، هل اتفق كليهما على الإلتقاء هنا، كما انه انتظر لعدة أيام.

تواجدي هنا بهذا الوقت بالتحديد لا يبدو كصدفة.. إلا لو كنت أفكر اكثر مما ينبغي.

علمت بداخلي أنني لو أوحيت عن شيء خاطئ أو شيء لا يشبه تصرفات ذلك الشخص الذي يشبهني سألقى مصير هذه الفتاة.

أنقذت التعابير الهادئة على محياه حياته، حيث راقبت الشخصية الغامضة التصرفات الغريبة لأخيه الاكبر، لم يعلم لماذا يبدو هادئًا، حتى أنه لم يرمش عند موت الفتاة بجانبه، بالعادة كان سيغضب لأنني أفسدت متعته..

"تلقيت الأمر ذاته، لنتحرك" قلت بهدوء.

آه! الآن فهمت، حصل على نفس الاوامر لهذا لم ينزعج من إفساد متعته، بالرغم من أن الأمر محير قليلًا إلا أن هذا يشبه تصرفات الأخ الأكبر المعتادة.

"الأخ الأكبر! كما هو متوقع منك.. بالرغم أنك بالعادة لن تدع الامر بسهولة لو أفسدت متعتك، ولكن من تعابيرك الهادئة يبدو أن الأمر الذي استدعانا المعلم لأجله جدي للغاية، هيهي آمل أن يكون هناك الكثير من الفرص لسفك بعض الدماء" ارتسمت ملامح الشر على وجهه.

"لا تثرثر وقد الطريق" أمرت بتعابير هادئة.

"ياه! الأخ الأكبر ممل كالعادة، حسنًا حسنًا لنتحرك" قالها مع شعور بالإرتياح ان شكوكه كانت مجرد شكوك بالنهاية.

أخرجت الشخصية الغامضة كرة منفوشة بيضاء، ألقاها وتوسعت لتصبح غيمة ضخمة.

"الأخ الأكبر من بعدك!" مد يده ليتقدمه ثلج

تقدمت بهدوء ناحية الغيمة، شعرت بالإمتنان لخسارة القدرة على التعبير لأول مرة، كانت المشاعر المشتتة التي أشعر بها غير قابلة للوصف، شيء من القلق على القليل من الخوف وعدم اليقين، أردت أن أنجو، لم أكن خائفًا من الموت سابقًا، الآن عندما عادت حريتي وأستطعت أن اعيش لم أعد أرغب بالتخلي عن حياتي.

ملمس الغيمة طري وغريب، شعرت كما لو أنني سأخترق وسطها مع مظهرها الخارجي الغيمي، ولكن على غير المتوقع استطاعت حملي، تبدو مثل شيء متماسك وناعم.

"الأخ الأكبر يتصرف بغرابة حقًا، سمعت قصة الأخ الأكبر، لقد كنت رائعًا بطحن رؤوس اؤلائك البشر المتعجرفين! يطلقون علينا شياطين وهم أشر منا بتصرفاتهم، سمعت أنهم أرادو سلخ شخص ما وحرقه بالنار، بالتفكير بأن الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم "الفصيل الصالح" يفعل مثل هذا الشيء، مثير للسخرية" سخر منهم.

"كفاك ثرثرة! المعلم ينتظر! اصعد ولنذهب" قلت بتعابير غاضبة.

تقمص المشاعر والأحاسيس، مع التعابير الوهمية، لم يكن شيئًا صعبًا، شعرت فقط أنني بحاجة للإسراع كي لا أصبح مكشوفًا.

"الآن تبدو مثل الأخ الأكبر، هيهيهي، أتطلع لسحق بعض الرؤوس قريبًا، الأخ الأكبر ما رأيك أن نمر على قرية قبل أن نعود للمعلم لن يستغرق الأمر طويلًا!!"

"هل تسعى لموتك؟ أفسدت متعتي الخاصة والآن تريد أن تحصل على المتعة لنفسك! أتجرؤ!!"

"اعتذراتي الأخ الاكبر، كنت أمزح فحسب لا تأخذ الأمر بجدية! هيا لنذهب لنذهب" قال على عجل.

حلقت الغيمة فوق السحب.

استنتجت من هذه المحادثات التي أجريتها، الشخص الذي يشبهني يمتلك قوة أكبر من التي يمتلكها الشخص أمامي، لديه معلم، ويبدو أن منزلته ليست بالهينة، الشخص أمامي من يقود الغيمة هو تلميذ تحت نفس المعلم بمنزلة أقل.

تتحدث الشخصية التي تشبهني بتعابير باردة ومتعجرفة، كانت تصرفاتي تشبه المراهنة، لم أعلم إن كنت سأفلح، ولكن على غير المتوقع أفلحت.

"الأخ الأكبر يبدو أنك بالهاجرة، هذا متوقع منك! هاهاها الاخ الأكبر رائع للغاية استطعت الدخول للمدينة الداخلية التي يصعب اختراقها وسفك دماء رئيسها، هاهاهاها كما هو متوقع"

استمر بالمفاخرة بالإنجازات الدموية لبعض الوقت، تجاهلته بالكامل وركزت على تحليل الوضع.

"بالمناسبة الأخ الأكبر، هل تريد خوض نزال لاحقًا! مر وقت منذ أن اختبرت قوتي، آه أيضا تذكرت! يبدو أن المعلم يريد منا سرقة ذلك الشيء!"

"اصمت وقد الطريق" عبرت بغضب.

ذلك الشيء؟ ما ذلك الشيء.. أردت سؤاله ولكن بالوضع الحالي قد يثير الشكوك، لم أكن في موضع للتصرف بحرية.

"هيهي بالطبع الأخ الأكبر يعلم ما ذلك الشيء حيث أنك أكثر شخص مقرب من المعلم، أتطلع للعمل معك الأخ الأكبر، سنلتقي ببقية الاخوة عند لقاءنا بالمعلم قريبًا"

شعرت بالإمتنان لثرثرة هذا المغفل، يمكنني الحصول على الكثير من المعلومات من كلامه، يمكنني سد الفجوات والنقص في أسلوبي التمثيلي.

استمر يثرثر ببعض الهراء والعشوائيات، ولكنني أخذت الخيوط المهمة وفحواها ونسجتها لتصبح قصة كاملة.

حلقنا فوق بحر من السحب البيضاء اللامتناهية. الهواء نقي ونظيف، السماء الزرقاء الصافية تمتد بلا نهاية بالأعلى، بينما الشمس تشرق بقوة، تنشر أشعتها الذهبية الدافئة على كل شيء.

بينما تستمر الغيمة في التحليق، فجأة في منتصف مشهد طبيعي ساحر لا يصدق. بالخلف يظل النهار ساطعًا ومشعًا بألوانه الزاهية؛ الشمس مشرقة والسماء زرقاء نقية، والسحب البيضاء تلمع كالقطن الناصع.

بالأمام، يمتد عالم من الليل الهادئ والساحر؛ السماء سوداء عميقة مرصعة بالنجوم اللامعة، والقمر الأحمر يضيء بنوره الغريب، ينير السحب التي تتحول إلى ظلال حمراء هادئة.

المشهد يجسد تبايناً مذهلاً بين النهار والليل. بالخلف، الأشعة الشمسية تنعكس على السحب وتضفي على الجو إحساساً بالدفء والحيوية، وبالأمام، النجوم تتلألأ بجمال باهر والقمر يسبح في السماء كمنارة حمراء تنشر الرعب والخوف.

الحد الفاصل بين النهار والليل يبدو وكأنه خط دقيق من الضوء الذهبي، يمتزج بين الدفء النهاري والسحر الليلي. الطيور تحلق بالقرب من حدود النهار، بينما تحوم بعض الخفافيش على حدود الليل، مما يضيف إلى المشهد طابعاً سريالياً وخياليًا.

وكأن الكون بأسره قد تآمر ليقدم مثل هذه اللحظة الاستثنائية.

شعرت بالقليل من الإمتنان لكوني جزءًا من هذه اللوحية الطبيعية الباهرة.

"هاهاها، الاخ الاكبر أترى هذا، إنه عالمنا! لقد وصلنا، هذا المكان الذي يخشاه العديد من المدّعين بالصلاح، انه عالم -الفصيل الشيطاني- هيهي، كما هو متوقع من الأخ الاكبر لم تتغير تعابيرك، في كل مرة أمر من هنا أرتعش من جمال هذا المشهد ولكن حسنًا لا يمكن فهم عمق تفكيرك"

لم يعلم هذا المغفل أنني أشعر بالإمتنان، وربما القليل من مشاعر الإنبهار الغريبة.

في رحلتي التي بدأت بهذا العالم منذ أقل من 4 أشهر جربت العديد والعديد من المشاعر، لربما وجود المشاعر ليس شيئًا سيئًا، ربما..

هذا المشهد يشبه المشاهد الخيالية من قصص الخيال المظلم، على الرغم أنه لا تتواجد الشياطين غريبة المظهر، إلا أن الجو يشيع إحساسا بالغموض والرعب.

بالأمام تتواجد قلعة ضخمة، جدرانها سوداء كالفحم، أبراجها ترتفع عاليًا نحو السماء المظلمة. القلعة محاطة بهالة غريبة وتنبض بطاقة مظلمة وغامضة.

تحلق حول القلعة كائنات غريبة، تشبه التنانين، ولكنها تختلف عنها؛ أجنحتها ضخمة وجلدها مغطى بقشور لامعة تعكس ضوء القمر الأحمر، وتصدر صرخات مخيفة تملأ الأجواء.

تطير الكائنات بحركات متناسقة ورشيقة، تضيف الى المشهد طابعا سرياليًا ومرعبًا، على الأرض تتوزع المباني والأماكن المدهشة؛ بعضها يبدو كمنازل عتيقة من الحجارة السوداء.

والبعض الآخر كبنى هندسية متقنة ومعقدة، تمتزج فيها العناصر المعمارية القديمة والحديثة. الشوارع مرصوفة بحجارة داكنة، تنبعث منها أحيانا أضواء خافتة ووميض غريب.

الأشجار السوداء، بأوراقها الداكنة والمتدلية، تخلق ظلالا متراقصة على الأرض.

البشر ينتقلون في الأرجاء وكأنهم معتادون على هذا المكان الغريب، بعضهم يرتدي ملابس تقليدية مزينة برموز غامضة، بينما آخرون بملابس حديثة مغطاة بغبار الزمن.

القمر في السماء أحمر اللون، يضيء المشهد بلون دموي مخيف، وينعكس على كل شيء، مما يضيف إلى الجو شعوراً بالكآبة والرعب. في الأفق، يمتد نهر ضخم، مياهه حمراء كدماء طازجة، يتدفق بقوة وكأنه يحمل معه أسرار هذا العالم المظلم. صوت تدفق المياه يمزج بين الهمس الغامض والهدير العنيف، وكأنه يحكي قصصًا قديمة ومروعة.

كل شيء في هذا المكان يبدو وكأنه جزء من عالم منفصل بالكامل.

"ما هي تلك القلعة الضخمة" تمتمت بصوت خافت وأنا اتساءل مع نفسي، لم أدرك أن الصوت مسموع.

"هاهاها الأخ الأكبر يبدو غريبًا حقًا اليوم، هل تخليت عن ذكريات عالمنا بعد العيش لمدة طويلة مع الفصيل الصالح، دعني أذكر الأخ الأكبر تلك هي قلعة أقوى شخص في المسار الشيطاني، وهو المسيطر على هذا المكان بالكامل"

"الأخ الأكبر غريب، تلك التنانين التي تحلق حول القلعة هي حيواناته الأليفة، إنه يستخدمها ككلاب حراسة هاهاها، أيضا النهر الاحمر يقال أنه نهر من دماء جميع أعدائه، من المخيف التفكير أن شخص كهذا على قيد الحياة، بالرغم أنه عجوز طاعن بالسن الآن، إلا أنه لا أحد يجرؤ على الإستخفاف به، حتى معلمنا يدفع الإحترام له، ما يجعل المكان آمنا، هو خوف الفصيل الصالح من هذا الأخير"

بدأت أحب ثرثرة هذا الشخص أكثر وأكثر مع الوقت..

هبطت الغيمة عند محيط شاسع تتواجد به العديد من المباني المتصلة ويحيط المكان بالكامل جدار دفاعي مثل الفقاعة الزرقاء.

"وصلنا للعشيرة، لنذهب للقاء المعلم"

اندفع العديد من الصغار "الأخ الأكبر هل احضرت لنا بعض الهدايا!!"

"أنتم! لا تزعجوا الأخ الأكبر، أحضرت انا لكم بعض الهدايا!! كان الأخ الأكبر بمهمة أوكله إياها المعلم، قام بتدمير قلعة المدينة الداخلية، كما أنه شرب الدماء من الجماجم، وأحال بالمكان بقوته المدهشة!"

اندهش الصغار "الأخ الأكبر رائع!!!!!"

"أنظروا ماذا أحضرت لكم" أخرج من جيبه أمامي جلد صغير مدور وهناك خيط يغلقه، لا يكفي لحمل بعض العملات الصغيرة.

بشكل مفاجئ أخرج من هذا الجلد قلب بشري مليء تتساقط منه قطرات الدماء.

"هيهيهي، في طريقي قبل لقاء الأخ الأكبر دمرت قرية من الملل وحصلت على بعض القلوب لأجلكم أيها الصغار!" قالها بفرح

إبتهج الصغار بسرور وتلقوا الهدية.

بهذا المشهد المخيف لم أستطع أن افهم كيف يمكن لهذه البراءة أن تكون مرعبة، يتناقلون قلوب البشر كالسكاكر.

بالتفكير بالأمر، لم يكن هناك شيء بهذا العالم يسير بشكل منطقي، يبدو الأمر كحلم غريب بدون تفسير، يمكن للشر أن يكون بريئًا ومرعبًا، ويمكن للخير أن يكون فاسدًا وضحلًا.

الفرق بين المكانين كالليل والنهار، عالم مضيء وغريب، وعالم مرعب ومظلم.

"الآن أيها الصغار استمتعوا بوجبتكم، انا والأخ الأكبر مشغولان"

"حسنا الأخوة الكبار! هيهي شكرا لكم" ابتهج الصغار وودعوا الأثنين

الآن أصبحت فرصة نجاتي في هذا المكان شبه معدومة، حتى لو لم يتم كشفي الآن، سيتم إكتشافي لاحقا، لا يمكنني معرفة عاداتهم ولكنني يمكنني التخمين أنه شيء مقزز ومرعب.

أمام المبنى الضخم "الأخ الأكبر لندخل، المعلم بالداخل"

الصمت ساد، شعرت بشيء غير طبيعي، وفجأة سمعت صوتًا، ليس عبر أذناي، بل في أعماق قلبي وروحي، صوت غامض وواضح، مليء بالسلطة والهدوء.

"فقط ثلج يدخل"

الشعور غريب مثل إرتعاش عميق في الروح، كأنما الصوت ينبثق من صميم كيانك الداخلي، يتردد صداه في الأعماق، غير مسموع بالأذن ولكن محسوس بقوة.

شعرت بالقليل من التوتر.

"هاهاها، يبدو أن المعلم يريد لقاء الأخ الأكبر وحده"

تفاؤل هذا الشخص الدائم غريب.

دفعت الباب للأمام، أصدر صريرًا عاليًا وغريبًا، كأنه صوت صرخات قديمة، الباب يفتح ببطء، ويكشف عن ممر طويل ومظلم يمتد للداخل.

أخذت العديد من الأنفاس العميقة، وخطوت للداخل، حواسي كلها بأهبة الإستعداد، لاحظت الجدران الغريبة، مبنية من حجارة سوداء، تلمع بوميض باهت كأنها تحتوي على حياة خفية.

نقوش غامضة تزين الجدران، تروي قصصًا غير مفهومة بلغة قديمة، تضيف إلى الجو شعورًا بالغموض والخطر.

الممر طويل وملتوي، كل خطوة اخطوها للأمام يتردد صوت خافت لأصداء الخطى بين الجدران، يزيد من إحساس العزلة.

الهواء بارد ورطب، رائحة العفن القديمة تعبق في الأنف، الظلال تتحرك بشكل غير طبيعي، وكأنها تراقبني.

بعد ما يبدو كأبدية، وصلت لنهاية الممر، يفتح على قاعة ضخمة مظلمة، في وسط القاعة وعلى منصة مرتفعة، يجلس شخص غامض، الظلام يخفي ملامحه، لكن حضوره قوي ومهيب.

الضوء الخافت ينبعث من الشموع المحيطة التي بالكاد تكشف عن شكل جسده، لكن تفاصيل وجهه غير ظاهرة.

الشخص الغامض يجلس على عرش حجري قديم، الجو مشحون بطاقة غريبة، هناك شعور غريب مثل أن العديد من العيون تراقبني.

شعرت بثقل النظرات الغامضة، الصوت الغامض يعود ليخترق الصمت، الآن فقط أصبح الصوت مسموعًا بالأذن ليس بالقلب، صوت من الشخص الجالس على العرش، بنفس الهدوء والمهابة السابقة.

"انت لست تلميذي، من انت؟"

انكشف السر بسهولة!

2024/06/25 · 119 مشاهدة · 2064 كلمة
AfterNight
نادي الروايات - 2024