الفصل الحادي عشر: الشرارة الأولى
استفاق ستيف باكرًا، أسبق من العصافير التي بدأت بالتحليق فوق حقول القمح.
كان وجهه لا يزال يشعر بأثر السهم الأبيض، لا من الألم، بل من الذكرى.
خرج من غرفته بهدوء واتجه إلى ساحة التدريب حيث وجد أليكس بالفعل تنتظره، تمسك بعصا خشبية وتتدرب على صد الضربات في الهواء.
— "نمتَ قليلًا، صح؟" سألت أليكس وهي تبتسم.
— "قليلًا... كثير من الأفكار، لكنني جاهز."
✦
بدأ الحاكم منذ تلك الحادثة بإرسال المدرب القديم إلى ساحة التدريب كل صباح.
كان قرويًا مسنًا يُدعى "جولريم"، لم يكن قويًا، لكنه قاتل في الحروب القديمة، وكان يعرف ما يعنيه أن يتعلّم طفلٌ أن يقاتل بسرعة، أو يُقتل ببطء.
قال جولريم وهو يعطي ستيف سيفًا خشبيًا: — "اضرب، ثم أعد... اضرب بسرعة، ثم فكّر."
وبدأ التدريب.
✦
في البداية، كان ستيف بطيئًا. لكن شيئًا غريبًا بدأ يحدث... كلما كرر الحركة، بدأ يشعر كأن جسده يتعلم أسرع مما ينبغي.
بدأ يصد الضربات، ثم يُباغت، ثم يدور حول أليكس، ثم يتراجع.
في لحظة، توهجت يده اليمنى، وفجأة ظهر في الهواء شريط سريع كوميض برق، وعاد ليختفي فورًا.
سأل جولريم بذهول: — "ما هذا؟"
لكن ستيف لم يرد. كان يشعر أن شيئًا داخله تحرك.
✦
خلال الأيام التالية، لم يتوقف التدريب.
■ تعلّم التبديل بين السيف والدرع في ثوانٍ.
■ فجأة، وفي لحظة خطرة خلال التدريب، قفز للخلف وأخرج قوسًا تلقائيًا من المخزون وأطلق سهمًا أصاب الهدف.
■ ثم اختفى القوس، وظهر في يده سيفان خشبيان.
صرخ جولريم بدهشة: — "هل رأيتم ذلك؟! لم يلمس حزامًا، لم يفتح كيسًا!"
ضحكت أليكس وقالت: — "هذا ستيف."
✦
مرت الأيام، وكل يوم كان يحمل شيئًا جديدًا:
– تعلم كيف يصنع الإكسير البسيط من نباتات القرويين:
● إكسير القوة: يزيد ضرباته قليلاً.
● إكسير الرؤية الليلية: يساعده على التسلل.
– تعلم كيف يدمج إكسيرًا آخر لتضعف دفاع العدو (لعنة خفيفة لا تدوم كثيرًا).
لكن كان عليه دائمًا صُنعها خارج جسده. قدرته لا تسمح له بحفظها داخل يده.
✦
في اليوم السابع...
بدأ يرى شيئًا جديدًا.
حين قاتل هدفًا خشبيًا، ظهر فوقه صفّ صغير من القلوب... ثم اختفى.
أعاد التجربة مع دجاجة هاربة، فرأى قلبين فقط.
قالت له أليكس بدهشة: — "هل ترى... القلوب؟"
أجابها بصوت خافت: — "أظنني... أرى صحة الأشياء."
✦
قال جولريم حين علم بالأمر: — "هذا يعني... أنك ستعرف عدوك قبل أن تضربه."
ثم رسم على الرمال جدولًا وقال:
---
▪ نظام القلوب الذي تعلّمه ستيف:
الكائن عدد القلوب ملاحظات
دجاجة ❤️❤️ (2) ضعيفة جدًا
زومبي عادي ❤️❤️❤️❤️❤️ (5) متوسط
سكيليتون عادي ❤️❤️❤️❤️❤️ (5) متوسط
سكيليتون اليشم ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ (7) أقوى من المتوسط
عنكبوت ❤️❤️❤️❤️ (4) سريع وضعيف الدفاع
قروي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️ (6) بشر عاديون
ستيف الآن ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ (8) متطور قليلًا
أليكس ❤️❤️❤️❤️❤️❤️ (6) أقل من ستيف بقليل
---
قال ستيف وهو يتأمل الجدول: — "لكن... لا أرى قلبي أنا."
ردّت أليكس: — "ربما... لأنك لم تصل بعد إلى مرحلة رؤية ذاتك."
✦
في نهاية اليوم العاشر، وقف ستيف في الساحة لوحده، بيده قوس وسيف.
ثم أغلق عينيه.
في لحظة واحدة...
أطلق سهمًا على هدف في اليسار،
ثم ظهر في يده سيفان،
ثم اندفع بقدميه نحو دمية خشبية وقام بضربتين سريعتين،
ثم لف بجسده للخلف وسحب سيفًا آخر من المخزون ورماه كرمح.
ثم سقط جالسًا يتنفس بصعوبة، لكنه كان مبتسمًا.
✦
في الظلال البعيدة خلف الأشجار، كانت طيف ساحرة يتشكل للحظة قبل أن يتلاشى.
قال صوت خفي:
> "الطفل يتعلم بسرعة... لكن هل سيتحمل الثمن؟"