15 - الفصل الخامس عشر: سقف الزجاج

الفصل الخامس عشر: سقف الزجاج

مرّت سنتان منذ وصول ستيف إلى القرية…

سنتان من العرق، الخوف، الشجاعة… والانتصار.

كان يبلغ من العمر ثماني سنوات ونصف حين دخل هذا العالم الغريب،

والآن، وهو يقف على تلٍ صغير يطل على الحقول، أصبح في العاشرة ونصف…

لكنّ عينيه تحملان ما لا يحمله من في العشرين.

جسده أصبح أقوى، نظرته أكثر تركيزًا،

يتحرك بسرعة أكبر، ويقاتل بدقة ملحوظة.

قدرته أصبحت جزءًا من تفكيره،

يتنقّل بين استخدام السيوف، الرماح، والسهام كأنها امتداد لروحه.

لم يعد يحتاج التفكير كثيرًا في "كيف"... بل "متى" و"أين".

أليكس، التي كانت ترافقه كل يوم، لمحت هذا التغير.

— "أصبحت تسبقني الآن، يا ستيف…"

— "منذ كنا نركض معًا خلف الأغنام، وأنا كنت الأسرع."

ابتسم وهو ينظر للسماء:

— "لم أعد أركض من الأغنام، بل نحو الظلال."

وفي أحد تدريبات اليوم، أخرج جولريم وحشًا جديدًا من ساحة التدريب السريّة، محاطًا بأحجار مطلسمَة تحمي الجميع من أي خطر خارج السيطرة.

كان وحشًا غريبًا… سكيليتون يشبه العاج، طويل، يحمل رمحًا مكسور الرأس لكن حدّه سامّ،

عدد قلوبه: ❤❤❤❤❤❤❤❤❤ (9 قلوب)،

بين المستوى المتوسط والمرتفع.

واجهه ستيف بشجاعة.

ركض، انزلق تحت قدميه، رمى سيفًا في الهواء،

سحب الآخر من الأرض، ضرب، تدحرج،

ثم أطلق سهمًا من مسافة قريبة.

لكن الوحش… قاوم.

ضربه مرة في كتفه،

أحسّ ستيف بألم لم يشعر به منذ أشهر.

— "إنه قوي… مختلف."

لكن بعزم لا يتزحزح، استمر القتال حتى انهار الوحش أخيرًا.

سقط ستيف على الأرض، يتنفس بصعوبة.

اقترب منه جولريم وقال بصوتٍ فيه وقار:

— "لقد وصلت إلى المرحلة الحقيقية يا ستيف."

— "من هذه اللحظة، كل خطوة نحو القوة… ستكون أصعب بمرات مما كانت."

— "كل مهارة تحتاج جهداً مضاعفًا، كل خصم سيكون أكثر خبثًا."

سألته أليكس:

— "هل يعني هذا… أن ستيف أصبح من النخبة؟"

رد الحكيم ببطء:

— "لا… بل يعني أنه كسر سقف الزجاج الأول."

— "لكنه سيجد نفسه الآن في متاهة من الأسقف الزجاجية الأخرى. بعضها لن يُكسر إلا بالألم… وبعضها… قد لا يُكسر أبدًا."

في تلك الليلة، جلس ستيف على سطح أحد بيوت القرويين ينظر إلى النجوم.

تمتم:

— "هل سأصل يومًا لمكان يمكنني فيه مواجهة هذا الشرّ الذي يراقبنا؟"

فجأة، هبّت ريح باردة…

صوت خافت عبر أذنه،

ليس من هذا العالم...

— "استمر يا بني… ما زال الطريق طويلًا… وأنا… معك."

أدار رأسه بسرعة.

لم يرَ أحدًا.

لكنه ابتسم…

فروحه، رغم التعب… لم تكن وحيدة.

2025/06/12 · 0 مشاهدة · 377 كلمة
Weazz
نادي الروايات - 2025