الفصل الثالث : الطريق نحو المجهول
استفاق ستيف من السقوط، ليجد نفسه مستلقيًا على أرض غريبة، مع الهواء البارد الذي يخترق جسده. المكان كان غريبًا تمامًا، وكان كل شيء فيه يبدو وكأنه في حالة تغيير مستمر، كأن العالم نفسه لم يتخذ شكلاً ثابتًا بعد.
ارتقى بصعوبة، وعينيه تبحثان في كل اتجاه، لكنه لم يجد ما يشير إلى الحياة البشرية. لا أحد. فقط الطبيعة التي لا تذكره بعالمه الذي تركه خلفه.
جلس، يلتقط أنفاسه، ينظر حوله بذهول:
"أين أنا؟ ما هذا المكان السخيف؟ هل... هل أنا في حلم؟"هل أنا وحيد هنا؟" سأل نفسه بصوتٍ هامس.
السماء كانت ممتلئة بالمكعبات، حتى السحب كانت مربعة الشكل. الأشجار كانت كذلك، لكن… كانت تشبه الأشجار التي رأها في عالمه، وإن كانت مربعة قليلًا أكثر من المعتاد. الأرض التي يقف عليها كانت مشابهة لما اعتاد عليه، لكن بكثير من الاختلافات المزعجة.
تنهّد بعمق، بدأ يمشي. لم يكن لديه وجهة، فقط كان يسير بلا هدف، لعلّه يصادف أي شخص آخر. لكن الطريق بدا طويلًا، مثل درب لا ينتهي.
جبال تمتد بلا نهاية، أنهار صغيرة تلتف حول الصخور، وحشائش تحيط به وكأنها تراقب حركاته. لكنه لم يجد أي شخص. رغم هذا، شعر بشيء غريب، وكأن هناك شيئًا ما يراقبه، يخشاه.
فجأة، ظهرت أمامه مجموعة من الأبقار. كانت شكلها غريبًا. كانت مربعة الشكل إلى حد ما، وليست كما في عالمه. كانت تقف هناك في صمت، بعينين غير متوهجتين، فقط جامدة، وكأنها غير حية، لا تبدو وكأنها تريد ان تتناول طعامها بسرعة وتختبأ قبل ظهور شيء معين، رغم أن أجسامها تتحرك بين الحين والآخر.
اقترب منها بحذر، ملاحظًا الفرق الواضح في تكوينها. لوهلة، كاد يعتقد أنه لا يزال في حلم.
ثم، اكتشف ما هو أكثر غرابة. رأى خرافًا تقترب من نفس المكان، تتحرك كما لو كانت في حلقة مفرغة، وكل خطوة تأخذها نحو المجهول.
"ما الذي يحدث هنا؟" تمتم ستيف.
لكن، قبل أن يكتشف المزيد، بدأ الليل يهبط بسرعة، كما لو أن العالم يطوي نهاره بسرعة كبيرة. الغابة أصبحت مظلمة في لحظة واحدة، والظلال تزايدت حوله. كما لو أن الوقت بدأ يفرّ.
بدأ يشعر بشيء آخر… شيء لا يمكن وصفه بالكلمات. شيء يشبه الحذر، خوفٌ عميق من أن الظلام ذاته سيبتلعه. وعندما نظر إلى السماء، رأى القمر وقد أصبح بلا وجه، فقط كرة خالية، وتلألأت النجوم وكأنها حية.
في تلك اللحظة، حدث ما كان يخشاه.
بدأت الأصوات تتغير. همسات خافتة، ثم تلاها صوت حفيف أغصان كبيرة.
ثم… همسات أخرى. لا يمكنه تحديد مصدرها، لكنها كانت قادمة من كل زاوية.
وكانت الأشجار... تتحرك.
اختبأ ستيف خلف أحد الصخور، يحاول أن يهدئ تنفسه. لكن، من بين الظلال، ظهر شيء.
أصوات ضجيج غير طبيعي. حركة غير منتظمة.
في الظلام، يمكنه أن يرى شيئًا يقترب، شيء له عينان حمراء مثل الجمر، وجسمه مغطى بالظلال. كان يقترب منه بخطوات بطيئة، ولكنه أكاد يسمع وقعها في كل مكان.
"من هناك؟" صرخ ستيف في خوف، لكن صوته تم تناسيه في الظلام.
ثم رآه.
لم يكن كالأبقار أو الخراف. كان شيء آخر… شيء كان يبدو نصف إنسان ونصف كائن آخر متحلل كأنه زومبي. عيناه تشعان من بين الظلال، كما لو أنه يجلب معه الظلام نفسه.
"أيها الفتى، أنت هنا في الوقت الخطأ…" همس الكائن بصوت مبحوح.
قبل أن يستوعب ستيف ما يحدث، تراجع الكائن في الظلال، ليتركه في صمت مطبق.
ثم، ببطء، بدأ يختفي كل شيء حوله. كانت الأصوات تتوقف، والظلال تتراجع، وكأن الليل نفسه قد قرر أن يعود إلى مكانه.
استفاق ستيف، مرة أخرى وحيدًا، لكن مشاعره كانت مختلطة. هل كان ذلك كائنًا من هذا العالم؟ أم هل كانت مجرد هلوسة من التعب والخوف؟
ثم شعر بشيء غير عادي… حرارة الشمس بدأت تعود تدريجيًا، كما لو أنها كانت تخترق الحواجز التي بينه وبين الضوء.
لكن… في تلك اللحظة، سمعها.
همسات أخرى. هذه المرة كانت مختلفة.
"أنت لا تعرف بعد، أيها الغريب، ما الذي يهددك في هذا العالم."
ثم، انفجر الصوت فجأة، ليدوي في أذنه. وكأن شيئًا ما بدأ يقترب بسرعة
ثم في لحظة امسك به شيء من رقبته حاول ستيف التحرر لكنه بدا كفأر يحاول الهروب من مخالب القط
"ألم اخبرك أنك هنا في الوقت الخطأ.."
ضرب ستيف برد مفاجئ. ثم رائحة… رطبة، كأن شيئًا مات هنا ولم يُدفن. سمع خشخشة. ليست أوراق شجر، بل... خطوات.
من بين الظلال، ظهر كائن غريب. بشريّ الشكل، جلد أخضر متعفّن، عيناه ميتتان.
فجأة امسك بيد الكائن الاول واخبره ان ينتظر
تحول وجه الكائن الأسودالى الأسود ثم تغيرت عيناه الى لون احمر دموي كأنه نمر يحاول الدفاع عن طعامه
"أبعد يديك الحقيرة عني"
توقف الكائن الثاني ثم تراجع قليلا واخبره
"مهلا أنا لا اريد سرقة طعامك لكنه يبدو كنوع جديد نوعا ما غريب.."
"انا لا أهتم يبدو كقروي حقير ابتعد عن قطيع الكراغا"
"نعم يبدو لكن ليس كذلك لكن انفه ليس طويلا ونحن نهاجمه بالفعل لم يظهر الكراغا بعد مما يعني أنه ليس كذلك"
كان ستيف يستمع الى كلامهم بصمت عارفا أن حياته بين يديهما ثم فجأة
خشخشة جافة، كأنها عظام تضرب على التراب خرج من التراب كائن، عظام خالصة، يحمل قوسًا. يتحرك بلا لحم، بلا وجه. كان يمشي نحو المكان
فجأة قال بصوت مهيب وكأنه مقاتل مخضرم
"لقد خرجنا للصيد علينا ان نسرع قبل شروق الشمس وانتم تتجادلون "
صمت عم المكان ثم قال الكائن الاول
"لقد كنت احاول تناول هذا الفتى لكن جاء ذلك الحقير يحاول منعي "
تكلم الكائن الثاني بسرعة
"يا سيادتك يبدو انه من نوع جديد اليس من الافضل تركه ليتكاثر "
ثم يدأ الوحش الاول بالجدال وكانا سيبدآن بالشجار ثم فجأة
"صمتا" خرج صوتا مهيب مع بعض الغضب
ركع كلا الوحشان في خوف تام فجأة سقط الوحش الثاني مع سهم في منتصف
كان ستيف لا يزال في يد الوحش الاول ثم رماه فجأة على الحائط وتبع الوحش الكبير ثم سمع
"اسرعو وأحظرو اكبر قدر من الطعام قبل شروق الشمس واتركو ذلك الطفل"
"إن بقي حيًّا... فقد نحتاجه لاحقًا."
ثم تلاشى الصوت في العتمة، وغطّت العيون الحمراء الأفق... قبل أن يُسدل عليه الظلام ستار فقدان الوعي.