7 - الفصل السابع: جذورٌ غير مرئية

الفصل السابع: جذورٌ غير مرئية

مرّ أسبوعٌ على وجود ستيف في القرية. تعلم خلالها أساسيات الزراعة والبناء وصنع الأدوات الخشبية، وعرف أسماء بعض القرويين، وأصبح وجهه مألوفًا لدى الأطفال الذين باتوا يلوّحون له كل صباح.

لكن داخله... لم يكن هادئًا.

ذاك الشريط الذي لمح ظهوره في يده اليمنى لم يتكرر ظهوره مجددًا، لكنه لم ينسه. كلما لمس شيئًا بيديه، شعر بنبض خافت كأن شيئًا داخله يتحرك.

وفي صباحٍ مشرق، وبينما كان يساعد أحد القرويين في تقطيع الأخشاب، سقطت قطعة خشب عن الطاولة، لتتدحرج بعيدًا عنه.

مدّ يده بلا تفكير، وقبل أن يخطو خطوة، شعر بجسده يبرد للحظة، ثم... طارت قطعة الخشب نحوه بسرعة، واستقرت في راحة يده كأنها جُذبت مغناطيسيًا!

اتسعت عيناه بدهشة. لم يره أحد، لكنه ظل واقفًا في مكانه، يحدق في يده، كأنها أصبحت شيئًا آخر.

"أنا... أجذبتها؟!"

أعاد التجربة حين انفرد بنفسه خلف إحدى الحظائر. رمى حجرًا صغيرًا بعيدًا، ثم ركّز... ومدّ يده. في البداية لم يحدث شيء، لكنه تذكر ذلك الإحساس الغريب، فكأن شيئًا داخله استجاب.

ومجدّدًا... الحجر يرتفع قليلًا، ثم يسقط.

"أحتاج إلى تدريب..." همس.

في الليل، وبينما الجميع نائم، تسلل ستيف إلى أطراف القرية، حيث لا يوجد سوى الأشجار والسكينة.

جلس هناك على جذع مقطوع، وأخذ يجرب قدرته مرارًا: يجذب أشياء، ثم يسقطها... يركز، ثم يخطئ.

شيء ما يعيق التحكم، كما لو أن قدرته تعرف ما يجب فعله... لكنها لا تعرف متى.

وخلال عودته إلى منزله، لمح زعيم القرية واقفًا عند الحائط الحجري، يحدّق في السماء.

توقف ستيف، فأشار له الزعيم بالاقتراب.

قال الزعيم دون أن ينظر إليه: — "هل تساءلت يومًا... لماذا نحن هنا؟ لماذا لا نغادر هذه القرية أبدًا؟"

أجابه ستيف بصوت خافت: — "لأن الخارج... مليء بالوحوش؟"

ابتسم الزعيم، ابتسامة حزينة، ثم قال: — "هذا ما نقوله للأطفال... أما الحقيقة... فهي أقدم من تلك الوحوش."

نظر إليه ستيف متفاجئًا، لكن الزعيم أنهى الحديث فجأة: — "اذهب للنوم، ستبدأ غدًا بتعلّم الصيد."

ومشى بعيدًا دون كلمة أخرى.

في تلك الليلة، حلم ستيف بحلم غريب. كان في كهفٍ مظلم، تتوهج فيه مكعبات من النار على الجدران.

اقترب من جدارٍ حجري، فظهرت عليه رموز غريبة، ثم ظهر شخص يشبهه تمامًا... بعينين بيضاوين متوهجتين.

قال ذاك الشخص له: "ستيف... ليس كل ما في داخلك هبة... أحيانًا، يكون اختبارًا."

استيقظ مفزوعًا، ويده اليمنى ترتجف دون سبب واضح.

2025/06/12 · 2 مشاهدة · 363 كلمة
Weazz
نادي الروايات - 2025