8 - الفصل الثامن: السهم الأول

الفصل الثامن: السهم الأول

استيقظ ستيف في وقتٍ أبكر من المعتاد، والشمس لم تكن قد ارتفعت بعد. الهواء بارد، والسماء لا تزال تكتسي بعتمة زرقاء داكنة.

فتح عينيه ببطء، فوجد بجانبه قوسًا خشبيًا وسهمًا وحيدًا.

رسالة صغيرة كانت موضوعة أسفل القوس:

> "اليوم تبدأ الصيد. لا تتأخر. — زعيم القرية"

أحس بقشعريرة خفيفة... ليس من البرد، بل من شعور غريب في يده اليمنى.

عندما لامس القوس، اهتز شيء في داخله. لا يُرى، لكن يُحس.

خرج من البيت الصغير الذي يسكنه، متجهًا إلى الساحة المركزية، حيث ينتظره زعيم القرية ومعه رجل طويل، ذو لحية رمادية، يحمل حقيبة ظهر مليئة بالأدوات.

قال الزعيم: — "ستذهب مع فارن. إنه صياد قديم. علّم ثلاثة من حماة القرية. الآن، سيعلّمك."

ألقى فارن نظرة على ستيف، ثم قال بخشونة: — "هل تعرف الفرق بين أرنبٍ وذئب؟"

هزّ ستيف رأسه.

ضحك فارن، ثم قال: — "هذا جيد. على الأقل لن تظن أن الذئب يصلح للشواء."

خارج القرية، كان كل شيء يبدو أكثر اتساعًا. الأشجار أطول، والأرض أكثر خشونة.

كان فارن يمشي بثبات، يتوقف بين كل حين وآخر ليراقب الأرض أو يشمّ الهواء.

همس:

— "أرنبٌ مرّ من هنا قبل نصف ساعة... ما يزال قريبًا."

أشار له أن يحضّر القوس.

لكن حين حاول ستيف شدّ الوتر، اهتزت يده اليمنى، وظهر شريط صغير للحظة، به مربعٌ مضيء، ثم اختفى.

اتسعت عينا ستيف، لكنه تظاهر وكأن شيئًا لم يحدث.

شدّ الوتر ببطء، واستعد لإطلاق السهم نحو حُفرة صغيرة بجانب جذع شجرة... لكن قبل أن يطلق، تحرك السهم لوحده قليلاً داخل يده، كأن يدًا خفية تحاول تعديل موضعه.

"ما هذا؟!" تمتم.

أطلق السهم.

طار بسرعة مدهشة، أصاب الحافة الجانبية للحفرة، وارتدّ.

قال فارن: — "أول سهم دائمًا يخونك... لا بأس. دعنا نتابع."

لكن ستيف لم يكن يفكر في الصيد بعد الآن. في داخله، تأكد أن ما حصل لم يكن صدفة.

السهم تحرك. ليس بفعل الرياح. بل بيده. أو... ما يسكنها.

خلال الاستراحة، جلس فارن أمام النار المصغرة يعدّ حساء الفطر.

تسلّل ستيف إلى الخلف، وأخذ يعيد تجربة جذب الأشياء. رمى حجرًا خلف شجرة... ركز... شعر بيده تسخن قليلًا...

واندفع الحجر نحوه فجأة، لكنه هذه المرة استقر داخل مربّع رمادي في الهواء، ثم اختفى.

"لقد... ابتلعه؟" تمتم مذهولًا.

أراد أن يراه مرة أخرى. فرك يده، ركز، ثم ظهرت لمحة من الشريط: ثمانية مربعات رمادية، أحدها فيه صورة حجر، وبجانبه نقطة صغيرة تومض.

وللحظة قصيرة، سمع الصوت ذاته... الصوت الذي سمعه في الكهف:

"أحسنْت، صغيري... لكن لا تُظهر ذلك بعد."

تجمد في مكانه، وقلبه ينبض بسرعة.

في المساء، عاد إلى القرية بصيدٍ قليل، لكن بداخله إحساسٌ بالانتصار.

لم يعد مجرد طفلٍ ضائع في عالمٍ غريب... أصبح شيئًا أكثر.

لكنه لم يكن يعلم أن عيونًا أخرى تراقب ما يجري...

من فوق الأشجار، في زاوية الظل، تقف فتاة بشعرٍ برتقالي مربك، تحمل خنجرًا صغيرًا، وترتدي عباءة قروية بالية.

كانت تراقب ستيف منذ لحظة خروجه مع فارن.

همست لنفسها: — "من هذا؟... شكله مثل وجهي... لكنه مختلف. كثيرًا."

ثم اختفت.

2025/06/12 · 1 مشاهدة · 468 كلمة
Weazz
نادي الروايات - 2025