تنبيه: إن لم تكن قد بلغت 18 عاما، فعليك مغادرة هذا الفصل فورا بدون تردد اخرج الآن.

______

الفصل 17: هل البارون يريد أن أكون زوج ابنته؟

ساد السكون أرجاء القصر الجديد، وفي تلك الغرفة الملكية الفسيحة المزخرفة بنقوش ذهبية، كان ضوء القمر يتسلل بخجل عبر الستائر المخملية ليرسم خطوطا فضية على السرير الأبيض الوثير.

هناك، وسط تلك الملاءات الحريرية، كان جيمس وفيلين يستلقيان بجوار بعضهما، وقد عزلتهما جدران الغرفة عن العالم بأسره.

التفت جيمس نحو زوجته، وراحت عيناه تتجولان ببطء وعشق على تفاصيل وجهها وجسدها الذي يغطيه ثوب نوم رقيق بالكاد يخفي مفاتنها. كان صوته أجش ودافئا حين همس لها بكلمات خرجت من أعماق روحه: "فيلين... أحبك".

ارتجفت فيلين لهذه الكلمات، والتفتت بجسدها بالكامل لتواجهه، وعيناها تلمعان ببريق الدموع والمحبة الصادقة.

اقتربت منه حتى تلامست أنفاسهما، وقالت بصوت متهدج: "وأنا أيضا يا جيمس... أحبك أكثر مما تحبني، أكثر من أي شيء آخر في هذا الوجود".

ما إن طرقت كلماتها مسامع جيمس حتى تسارعت نبضات قلبه كطبول الحرب، ولكنها كانت حربا من نوع آخر؛ حرب العشق والهيام.

مد يده الخشنة التي اعتادت حمل السيوف، وبدأ يتحسس بشرتها المخملية برقة متناهية، مسافرا بأصابعه من عنقها نزولا نحو صدرها الناعم الذي كان يعلو ويهبط مع أنفاسها المضطربة.

احمر وجه فيلين خجلا، لكنها لم تبتعد، بل أغمضت عينيها مستسلمة للمساته التي كانت تشعل النيران في عروقها.

وبحركة انسيابية مليئة بالرغبة، مد جيمس يده ليزيح عنها ثوب النوم الرقيق.

انزلق القماش الحريري ببطء، كاشفا عن جسد منحوت بدقة، بشرتها ناصعة البياض تتوهج تحت ضوء القمر كأنها لؤلؤة ثمينة، وانحناءات خصرها وصدرها تبرز بجمال آخاذ يخطف الأنفاس.

كانت فيلين لوحة فنية إغريقية، شعرها الأسود ينتشر بعشوائية مغرية على الوسادة البيضاء، وجسدها يرتجف بانتظار ولهفة.

لم يتمالك جيمس نفسه أمام هذا الجمال الصارخ؛ لف جسده القوي ليعتليها، محاصرا إياها بظلاله ورجولته الطاغية. نظر في عينيها مباشرة، فرأى فيهما مزيجا من الخجل والرغبة الجامحة.

وضعت فيلين يديها على صدره العريض، وبدأت تفرقهما بتوتر وهي تنظر إليه بوجنتين تشتعلان حمرة، وهمست بصوت مبحوح يكاد لا يسمع:"جيمس... افعلها... هيّا".

كانت دعوتها كافية لتكسر آخر حصون ضبط النفس لديه.

انحنى جيمس نحوها وقد أسرته فتنة جسدها الذي بات مكشوفا تحت ضوء القمر.

مد يده لتستقر فوق صدرها الناعم، وراح يتحسس دفء بشرتها ويعتصر مفاتنها بلمسات جريئة أشعلت الرعشة في أوصالها، بينما كانت هي تنظر إليه بعيون ذابلة من فرط الرغبة والاستسلام.

لم يعد للصبر مكان؛ اعتلى جيمس جسدها بحزم، مطبقا عليها ليغمرها بظله ورجولته.

تلاحمت النظرات لثانية واحدة قبل أن يبدأ في وصلها، ويندمج الجسدان في حركة واحدة عميقة وحميمة، ليغرقا معا في ليلة طويلة من العشق، تاركين للعاطفة وحدها حق الكلام في سكون الغرفة.

مرت الأيام وتلاحقت الأسابيع بسرعة خاطفة، وانقضت ثلاثة أشهر كاملة كانت كفيلة بتغيير موازين القوى.

خلال هذه الفترة الوجيزة، قفز جيمس بقوته ليصل إلى الرتبة الرابعة من مستوى "فارس عالي المستوى"، وهو إنجاز يتطلب سنوات من غيره، كل هذا حدث بسبب نومه مع زوجته يوميا وانتشار هيبته، مما امده بطاقة داخلية كثييرة ونقاط أيضا.

كان جيمس كل يوم يختار مهمة من نقابة المغامرين، لم يكن يأخد المهمات طمعا في المال، فخزائنه باتت ممتلئة، بل كان دافعه الوحيد هو اختبار حدود قوته المتفجرة؛

فكان ينهي أعقد المهمات في ساعة واحدة، مظهرا بأسًا مرعبا وقوة تدميرية تجاوزت منطق رتبته الحالية، حتى سارت الشائعات بين الناس والنخبة بأن جيمس ليس فارسا عالي المستوى فحسب، بل هو "فارس أرضي" يخفي قوته الحقيقية.

كانت موازين القوى في هذا العالم تخضع لنظام صارم ومتدرج، يبدأ من القاع ويصل إلى قمة السماء:

بداية بفارس منخفض المستوى، يليه فارس متوسط المستوى، ثم النخبة المعروفة بـ فارس عالي المستوى.

وبعد ذلك تأتي الرتب الأسطورية: فارس أرضي، ثم فارس سماوي. لترتفع الهيبة نحو رتب السيطرة: فارس شبه حاكم، يليه فارس حاكم.

وصولا إلى قمة القوة المطلقة: فارس شبه إمبراطوري، وأخيرا الذروة المستحيلة فارس إمبراطوري.

والأمر الأكثر صعوبة في هذا النظام، هو أن كل رتبة من هذه الرتب تنقسم داخليا إلى تسعة مستويات شاقة، مما يجعل رحلة الصعود من رتبة لأخرى إنجازا يتطلب عمرا من التدريب والقتال.

وصلت أصداء هذه الشائعات إلى مسامع البارون لورين، فوقعت عليه وقع الصاعقة.

تملكته دهشة ممزوجة بالرهبة، وأيقن أن وجود وحش بشري كهذا في مقاطعته هو سيف ذو حدين.

راح يقلب نظره في ممتلكاته، باحثا عن أي شيء ذي قيمة ليهديه لجيمس توطيدا للعلاقة، لكنه أدرك بأسى أن الذهب والموارد لم تعد تغري رجلا كجيمس.

وفجأة، لمعت في ذهنه الفكرة الوحيدة التي قد تقربه من جيمس لأقصى حد؛ ابنته الوحيدة "لوران".

لم يكن للبارون وريث ذكر، وقد تقدم به العمر، بينما ابنته لا تزال بلا زواج.

همس لنفسه بأن هذا هو الحل الأمثل والوحيد لإنقاذ مستقبل عائلته وربط دمه بدم هذا المقاتل الأسطوري، فشرع فورا وفي سرية تامة بتجهيز الترتيبات اللازمة لهذا المخطط.

على الجانب الآخر، كان جيمس بعيدا كل البعد عن تلك المؤامرات السياسية. كان يجلس بهدوء في فناء قصره الفسيح، يرتشف فنجان قهوة ساخن وعيناه سارحتان في جمال الأشجار وهدوء الطبيعة.

قطع حبل أفكاره صوت فيلين العذب يأتي من خلفه، محملًا بنبرة فرح لا تخطئها الأذن: "جيمس... لدي خبر سيسعدك كثيرا".

استدار جيمس ببطء وهو يضع الفنجان جانبا، ليرى زوجته تتألق في فستان أبيض ناصع، ويدها تتحسس بطنها برفق وحنان. ابتسم لها وقال بتساؤل: "خبر جميل ويسعدني أنا؟ هممم، يبدو هذا مثيرا للاهتمام".

اقتربت فيلين منه بخطوات ناعمة، وجلست فوق فخذيه بدلال، محيطة عنقه بذراعيها وهي تنظر في عينيه مباشرة، وقالت بصوت يفيض أمومة: "أنا حامل يا جيمس".

توقف الزمن فجأة في رأس جيمس. تجمدت ملامحه، وتسمرت عيناه في الفراغ وكأنه يحاول استيعاب وقع الكلمات. "حامل...؟ طفل... أنا؟".

خرجت الكلمات من فمه متقطعة ومصدومة، قبل أن يستوعب الحقيقة، فيقفز قلبه من الفرح. صرخ بصوت عال هز أرجاء الفناء وهو لا يزال ينظر أمامه بذهول: "أنا سأصبح أبا... سأصبح أبا مرة أخرى!".

شدت فيلين من عناقها له، وأسندت رأسها على صدره وهي تضحك بسعادة، وما زالت جالسة في أحضانه: "أجل يا حبيبي، ستصبح أبا... لم يتبق سوى بضعة أشهر، ربما ستة، لترى طفلنا الجديد".

2025/12/12 · 78 مشاهدة · 935 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025