لحد الان انا بكتب بسبب الاخ روكان لانه هو الوحيد اللي بيعلق شكرا لك يا صديقي انت افضل معلق ❤️

*****

الفصل 18: زوجتي الثانية… وفارس الأرض

بعد مرور يومين، توقفت العربة الفاخرة أمام بوابة القصر.

ترجل البارون لورين، ويده تمسك بيد ابنته لوران، وهما يتأملان عظمة المكان.

"تحياتي للبارون لورين"، انحنى الحارسان باحترام شديد أمام البوابة.

ابتسم البارون لورين وقال بنبرة ودودة: "هل يمكنكما إبلاغ السيد جيمس بقدومي؟".

بجانبه كانت تقف لوران، فتاة بدت وكأنها لوحة فنية جسدت الجمال الملائكي؛ شعرها الأبيض الناصع ينسدل كشلال من الحرير، وجسدها بمنحنياته الفاتنة يبدو وكأنه نحت بدقة ليأسر الألباب.

كانت ترتدي فستانا أبيض يبرز بياض بشرتها الشديد، وتضع قبعة بيضاء زادتها رقة وأناقة، فبدت وسط هذا البياض كحورية هاربة من الأساطير.

بعد لحظات قليلة، خرج جيمس لاستقبالهما، وقادهما إلى قاعة الضيوف الفاخرة.

جلس جيمس على كرسيه وقال بنبرة يغلفها الوقار الرسمي: "ماذا هناك أيها البارون لورين؟".

ضحك لورين بخفة ولوح بيده معترضا: "كفاك رسمية يا جيمس، فأنا أعتبرك بمثابة ابن لي، لماذا تصعب علي الأمور هكذا؟".

حاول جيمس مجاراته، فرسم على وجهه ابتسامة متكلفة بدت غريبة وغير مريحة: "أجل يا سيد لورين... معك حق".

زفر لورين بضحكة مكتومة وهو يسند رأسه على يده: "أخخ... نادني لورين فقط".

فجأة، تغيرت ملامح البارون واكتست بجدية تامة، مما جعل جيمس يعتدل في جلسته ويركز حواسه: "المهم يا جيمس، سأدخل في صلب الموضوع مباشرة".

صمت لورين للحظة ثم ألقى قنبلته: "جيمس... أريد أن أزوجك ابنتي".

في تلك اللحظة الحاسمة، فتح باب القاعة ودخلت فيلين بخطوات واثقة، وتوجهت لتجلس بجوار زوجها. نظر لورين إليها بذهول خفي؛ كانت شابة تفوق الوصف، جمالها يطغى حتى على جمال ابنته، ومفاتنها الصارخة وبشرتها الناصعة تجعلها سيدة لا تنافس.

"كح... كح!"، سعل جيمس بقوة ممسكا بصدره وكأنه ابتلع جمرة، ونظر إلى الأرض محاولا التقاط أنفاسه من هول الصدمة: "ماذا قلت أيها البارون لورين؟!".

رد البارون بهدوء وثقة، وهو يشير بيده وكأن الأمر بديهي: "كما سمعت يا سيدي، أريد أن أزوجك ابنتي. الفرسان الأقوياء يا جيمس يتزوجون أكثر من امرأة، وهذا لا يتعارض أبدا مع وجود زوجتك الحالية... فهذه هي فطرة الرجال وحق الأقوياء".

وقبل أن يفتح جيمس فمه للرد أو الاعتراض، دوى صوت النظام البارد والآلي في رأسه، ليشل تفكيره تماما:

[أيها المضيف، لا يمكن الرفض. إذا رفضت هذا العرض، سيتم إخصاؤك فورا].

انتفض جيمس واقفا بسرعة جنونية، فزعت منها فيلين وتراجع البارون لورين للخلف بخوف، بينما حدقت لوران فيه بعيون متسعة من الرعب، فقد كست ملامحه نظرة جنونية مرعبة.

صرخ جيمس في داخله والغضب يغلي في عروقه: "أعد ما قلت؟!".

جاءه رد النظام ساخرا ومستفزا، يقطر لؤما: [لا يمكن الرفض. إذا رفضت سيتم إخصاؤك... ماذا هناك؟ جرب أن ترفض واذهب في الليل لتنكح زوجتك... بماذا ستنكحها حينها؟ بجزرة؟].

تهاوى جسد جيمس ببطء ليجلس على الأرض، وكأن ثقل العالم قد وضع فجأة على كاهله بعد تهديد النظام الصريح. لاحظت فيلين شحوب وجهه، فانتفضت من مكانها بلهفة وأمسكت يده بين كفيها الدافئتين، وعيناها تفيضان قلقاً.

"جيمس... ماذا دهاك فجأة؟" سألت بصوت مرتجف وهي تتحسس جبهته.

تنهد جيمس بعمق محاولاً طرد صدى صوت النظام من رأسه، وأجاب بصوت خافت: "لا شيء... مجرد صداع حاد باغثني فجأة".

صمت للحظة، ثم رفع عينيه لينظر مباشرة في عيني زوجته، بنظرة تحمل الكثير من التساؤل والتردد: "فيلين... أصدقيني القول، هل توافقين حقاً على هذا الزواج؟ هل تقبلين بوجود امرأة أخرى؟".

ابتسمت فيلين ابتسامة هادئة وواثقة، ومسحت على يده بحنان قائلة: "أجل يا جيمس، أوافق ومن كل قلبي. ليس لدي أي مشكلة في ذلك، فحتى لو تزوجت العشرات سيظل مكانك في قلبي محفوظاً. بل إن كنت ترغب في الزواج ولم تكن هناك مرشحة، كنت سأختار لك بنفسي".

اتسعت عينا جيمس بدهشة، لكن فيلين واصلت حديثها بنبرة عملية ممزوجة بمكر أنثوي محبب، وهي تلقي نظرة خاطفة نحو لوران التي كانت تجلس بخجل:

"انظر إليها يا جيمس... هذه الشابة زهرة في ربيع عمرها، لم تتجاوز الخامسة والعشرين، ذات جمال أخاذ وحسب ونسب، فهي ابنة البارون، وهذا زواج سيرفع من شأن عائلتنا".

ثم مالت نحوه قليلاً، وهمست بصوت خفيض وذي مغزى، جعل الدم يتدفق في عروق جيمس: "والأهم من كل هذا يا عزيزي... أنني أوافق رحمةً بنفسي، فأنا لم أعد أستطيع تحمل احتياجاتك الجسدية وحدي؛ طاقتك أصبحت مرعبة، وأحتاج من تقاسمني هذا العبء اللذيذ".

أنهت كلامها وهي تنظر إلى لوران مجدداً بابتسامة ترحيب، بينما ازدادت حمرة وجه الفتاة الشابة التي أدركت ضمناً ما يدور في حديث الزوجين، في حين بقي جيمس ينظر إلى زوجته بذهول ممزوج بالإعجاب لرجاحة عقلها وجرأتها.

"جميل، جميل يا جيمس! غدا ستتزوجان، كنت أعلم يقينا أنك لن ترفض". قالها البارون لورين وهو ينهض من مجلسه،

وقد غمرته موجة من الفرح العارم؛ فهو يدرك بدهاء السياسي المخضرم ما يعنيه أن يصاهر فارسا من مستوى الفرسان الأرضيين.

فبوجود قوة كهذه في عائلته، لم يعد حلم الارتقاء إلى لقب فيسكونت أو حتى كونت بعيد المنال، بل بات واقعا يلوح في الأفق.

"غدا؟ يالها من سرعة عجيبة!"، تمتم جيمس وهو يرمق البارون بنظرة فاحصة، مدركا أن الرجل العجوز قد خطط وحضر لكل تفصيلة مسبقا.

رد البارون بابتسامة واسعة وهو يهم بالمغادرة: "لا تقلق بشأن التفاصيل، اترك أمر الزفاف لي، وسأجعله حديث المملكة".

وبالفعل، غادر البارون وابنته القصر، وما هي إلا ساعات قليلة حتى تحولت المدينة الهادئة إلى خلية نحل؛ ضجت الشوارع بصرير عجلات العربات الفاخرة وصهيل الخيول الأصيلة.

توافد النبلاء من كل حدب وصوب؛ بارونات، فيسكونتات، وحتى كونتات قطعوا مسافات طويلة محملين بهدايا ثمينة، مدفوعين بفضول قاتل ورغبة في التقرب من "الفارس الأرضي" الذي أخبرهم البارون لورين أنه سيتزوج من إبنته.

وفي صباح اليوم التالي، أشرقت الشمس على ساحة الاحتفال الكبرى التي زينت بأفخر أنواع الزهور والأقمشة.

طل جيمس ولوران على الحضور، وشهقت الجموع لجمال المشهد؛ كانا يرتديان ملابس زفاف بيضاء ناصعة تتلألأ تحت ضوء الشمس.

بدا جيمس بملامحه الحادة وشعره الأبيض وهالته الطاغية أجمل وأبهى حتى من العروس نفسها، وكأنهما ملاكان هبطا من السماء، يشتركان في بياض الشعر ونقاء البشرة.

لم يكن الجمال وحده ما أذهل الحضور من الفرسان والنبلاء، بل تلك الطاقة المرعبة والهيبة الصامتة التي كانت تنبعث من جيمس، لتؤكد لهم دون كلمة واحدة أن قول البارون لورين صحيح، وأنهم يقفون في حضرة قوة لا يستهان بها.

وقف الاثنان أمام منصة الكاهن الذي بدأ يتلو مراسم الزواج بصوت رخيم تردد صداه في الساحة الصامتة، حتى وصل إلى اللحظة المنتظرة:"والآن، أمام الالهة والشهود... أرجو منكما أن تختما هذا العهد بقبلة الروح".

التفت جيمس نحو لوران التي كانت ترتجف بخجل، ووجنتاها تشتعلان حمرة زادتها فتنة.

لم يتردد جيمس؛ امتدت يده القوية والدافئة لتطوق خصرها النحيل وتجذبها نحوه ببطء ولكن بملكية واضحة، حتى التصق جسدها بجسده وشعرت بصلابة صدره.

نظرت لوران في عينيه للحظة، ورأت فيهما بحرا من الدفء والوعد. انحنى جيمس نحوها ببطء، وأمال رأسه قليلا، ثم التقط شفتيها في قبلة عميقة وشغوفة.

لم تكن مجرد قبلة رمزية، بل كانت قبلة طويلة ومحمومة، ذابت فيها لوران بين ذراعيه وتمسكت بكتفيه وكأنها تخشى السقوط من فرط المشاعر.

كانت يده تعتصر خصرها برفق وتملك، بينما استمرت شفاههما في الرقص معا في مشهد رومانسي حبس أنفاس كل من شاهده.

دام الصمت لحظات بدت كالدهر، قبل أن تنفجر الساحة فجأة بعاصفة من التصفيق الحار والهتافات المدوية.

صفق النبلاء بحرارة، وهلل الفرسان إعجابا بهذا الثنائي الذي جمع بين القوة المطلقة والجمال الساحر.

2025/12/12 · 58 مشاهدة · 1126 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025