الفصل 19: أصبحت البارون الجديد.

وسط هتافات الحشود وتصفيق النبلاء، وبينما كانت لوران تستند بخجل إلى ذراعه، دوى صوت ميكانيكي بارد في ذهن جيمس، حاجبا عنه ضجيج العالم الخارجي، لتظهر أمامه نافذة النظام الشفافة معلنة عن مفاجأة من العيار الثقيل:

[تم رصد الزوجة الثانية للمضيف بنجاح]

[تم منح مكافأة: 500 عام من الطاقة الداخلية الخام]

[تم منح عنصر أسطوري: قطرة دم التنين الذهبي الملكي]

[ توضيح: هذه القطرة لا تمنحك تحولا كليا لوحش، بل تهب جسدك "هيئة التنين البشري". عند تفعيلها، ستكسو حراشف الذهب الصلبة والمقدسة جسدك بالكامل من العنق حتى أخمص القدمين، مشكلة درعا أسطوريا يستحيل اختراقه. ستمنحك هذه الهيئة قوة بدنية وسحرية جبارة قادرة على سحق الجبال، قوة تتجاوز حدود جنسك البشري بمراحل. قيد الاستخدام: متاح تفعيلها مرة واحدة فقط كل 24 ساعة نظرا للعبء الهائل ]

تسمر جيمس في مكانه، واتسعت حدقتاه بذهول لم يستطع إخفاءه تماما.

كانت الجوائز تفوق كل توقعاته المنطقية؛ فخمسمائة عام من الطاقة الداخلية ليست مجرد رقم، بل هي طوفان من القوة يكفي لتحطيم العائق الذي كان يقف أمامه منذ مدة،

وسينقله حتما وبسهولة لاختراق المستوى الخامس من رتبة فارس عالي المستوى، وربما أبعد من ذلك.

لكن ما جعل قلبه يرجف بحق، كان وصف تلك القطرة الذهبية.

تخيلها في مخزونه: قطرة ثقيلة وكثيفة، تتوهج بلون الذهب المصهور، وتحمل في طياتها هالة وحش أسطوري حكم السماء والأرض في العصور الغابرة.

إنها وعد بالقوة المطلقة، ووعد بنسل يحكم العالم بقوة التنانين.

بدأت تروس عقله تدور بسرعة جنونية، وبدأ يربط الخيوط ببعضها في معادلة مرعبة ومغرية: "مجرد لمس زوجاتي يمنحني بعض الطاقة... ومشاركتهن الفراش تغمرني بفيض منها... والآن، الزواج يمنحني دماء التنانين وأشياء أسطورية تخلد نسلي!".

ابتلع ريقه بصعوبة وهو يتخيل الاحتمالات اللانهائية، وتمتم في سره بصدمة ممزوجة بطمع لا حدود له: "يا إلهي... إذا كان الزواج يمنح كل هذا، فماذا سأحصل عليه لو أنجبت طفلا؟ هل سأصبح حاكما للكون؟".

نظر إلى الأفق بابتسامة واسعة وغريبة، وقال بنبرة حاسمة وكأنه اكتشف هدفه الأسمى في هذا العالم: "يبدو أن لا مفر من هذا القدر... سأضطر لسلوك طريق الألف زوجة".

***

في تلك الغرفة الهادئة التي غمرتها ظلال الليل، كانت لوران تجلس على طرف السرير الواسع، وقد تكورت على نفسها كزهرة بيضاء خجولة تخشى تفتح بتلاتها، وقلبها يخفق بسرعة تكاد تسمع في سكون المكان.

لم يطل انتظارها؛ انزلق جيمس خلفها بصمت، وألصق جسده القوي بظهرها، محاصرا إياها بدفئه الطاغي. امتدت ذراعاه لتطوقا خصرها ونحوه، واستقرت يداه برفق وتملك فوق بطنها، جاذبا إياها نحوه حتى شعرت بصلابة صدره تلتصق بها تماما.

دنا بوجهه حتى لامست شفاهه شحمة أذنها، وهمس بصوت أجش وعميق أرسل قشعريرة لذيذة في أوصالها: "ماذا هناك يا لوران... ألا تريدين أن أصبح زوجك؟".

ارتجفت بين يديه، وحاولت التكلم بصوت متهدج من فرط التوتر: "لا... ليس هكذا، ولكن...".

لم يمنحها جيمس فرصة لإكمال جملتها؛ أدار وجهها نحوه بحركة حازمة، وانقض على شفتيها بقبلة نهمة، عضا شفتها السفلى برفق مشاكس قبل أن يقتحم فمها بلسانه بجرأة، متذوقا حلاوة شهدها. اتسعت عينا لوران بصدمة لذيذة وهي ترى وجهه الجميل قريبا جدا منها، قبل أن تستسلم لسحره وتغمض عينيها، وبدأت تشاركه القبلة بخجل تحول تدريجيا إلى شغف، وراحت ألسنتهما تتعانق في رقصة حارة ومبتلة.

وبينما كانت شفاههما ملتحمة، بدأت يد جيمس تتحرك بخفة وخبرة، تعبث بأربطة ثوبها حتى تراخت وانزلق القماش الحريري ببطء عن كتفيها، كاشفا عن جسد منحوت من المرمر. كان بياض بشرتها ناصعا يخطف الأنفاس، وقد اكتسى بحمرة خفيفة من شدة الخجل والإثارة، مما زادها فتنة وإغراء.

فصل جيمس القبلة ليتأمل ممتلكاته الجديدة، وراحت عيناه تلتهمان تفاصيل جسدها المكشوف بنظرة تقدير وانبهار. مد يده الخشنة لتستقر فوق صدرها الناعم الممتلئ، وبدأ يتحسس طراوته ويعتصره برفق، مستمتعا بملمس بشرتها المخملي تحت أصابعه.

قال بصوت يقطر رغبة وإعجابا وهو لا يرفع عينيه عن مفاتنها: "يا له من جسد فاتن... أنت جميلة جدا يا لوران، أجمل مما تخيلت".

ضحكت لوران ضحكة ناعمة امتزجت بتنهيدة راحة، وهي تنظر إلى جيمس الذي كان يداعب صدرها بتملك، وشعرت بأن كل مخاوفها قد ذابت تحت لمساته، ولم يتبق سوى رغبة عارمة في أن تكون له بالكامل.

بعد جولة طويلة من العشق والمعارك الصامتة، جلس جيمس على حافة السرير والعرق يتصبب من جسده العاري كأنه خارج من حمام بخار.

رمق لوران بنظرة جانبية، فوجدها قد غطت في نوم عميق، وكأن طاقتها قد استنزفت بالكامل.

"يا لها من قوية... أخخ، لم أكن أتوقع منها كل هذا الصمود"، همس جيمس لنفسه وهو يمسح العرق عن جبينه.

استجمع تركيزه وتوجه بحديثه إلى الفراغ بجدية: "أيها النظام، أعطني كل سنوات الطاقة المخزنة غير المستخدمة الآن".

ساد صمت قصير، قبل أن يأتيه الرد بصوت مختلف تماماً عما عهده؛ لم يكن صوتا آليا باردا،

بل صوتا يحمل نبرة بشرية متهكمة ووقحة:[ خذ غائطك وانصرف من هنا... كم تملك أصلاً؟ 640 سنة؟ تباً لك، يا له من إزعاج ].

عقد جيمس حاجبيه بدهشة واستغراب؛ فهذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها النظام بهذه الطريقة المستفزة، وكأنه كيان حي ذو مزاج متقلب وليس مجرد برنامج.

"تبدو بشريا أكثر من اللازم اليوم... ما الذي غيرك؟"، سأل جيمس بفضول حقيقي.

جاء الرد فوريا وعنيفا، قاطعاً أي نقاش:

[ قلت خذ غائطك! ].

ما إن نطق النظام بكلماته البذيئة حتى انفجرت الطاقة داخل جسد جيمس كأنها سد مكسور.

اجتاحته موجة عارمة من القوة الخام، تدفقت في مسارات الطاقة لديه كالأنهار الهائجة.

تحطم حاجز المستوى الخامس في ثانية، ولم تتوقف القوة عند هذا الحد، بل واصلت اندفاعها لتكسر الحاجز الذي يليه.

الطبقة الخامسة...

الطبقة السادسة…

في دقائق معدودة، قفز جيمس طبقتين كاملتين، ليتربع على عرش الطبقة السادسة من رتبة الفارس المتعالي.

"فيووه... جيد جدا"، زفر جيمس بارتياح بينما بدأت هالة الطاقة تهدأ حوله تدريجيا.

لكن طمعه في القوة لم يتوقف عند هذا الحد.

"أعطني قطرة دم التنين أيضا"، قال في نفسه بحماس.

وبالفعل، تموج الهواء أمامه لتظهر قطرة صغيرة تطفو في الفراغ.

لم تكن حمراء كالدماء العادية، بل كانت ذهبية سائلة، تشع بنور ساطع وهالة مهيبة، وكأنها شمس مصغرة.

دون تردد، ابتلع جيمس القطرة دفعة واحدة.

ما إن استقرت في جوفه حتى تحول النعيم إلى جحيم. لم تكن طاقة عادية، بل كانت انفجارا يكاد يفتك به.

سقط جيمس على السرير ممسكا ببطنه، ثم تدحرج إلى الأرض وهو يتلوى كمن يصارع الموت.

الألم كان يتضاعف كل ثانية، وكأن أحشاءه تحترق بنيران سحرية، والطاقة تتوسع بوحشية لتمزق أطرافه وعضلاته من الداخل.

"آآآآآآآآآه!"، انطلقت صرخة مدوية من حنجرته شقت سكون الغرفة، حين وصل الألم الحارق إلى قلبه ورئتيه.

أمسك رأسه وتكور على الأرض يرتجف بعنف، وفجأة بدأ التحول.

برزت حراشف ذهبية صلبة وبراقة من تحت جلده، لتكسو جسده بالكامل، بدءا من أخمص قدميه وصولا إلى عنقه، مشكلة درعا أسطوريا مهيبا، بينما بقي رأسه بشريا كما هو.

فجأة كما بدأ، اختفى الألم تماما.

نهض جيمس ببطء، وراح يتأمل جسده الجديد بذهول؛ كان يبدو كتمثال حي من الذهب، وكل حركة منه تنضح بقوة جبارة لا تنتمي للبشر.

"يا لها من طاقة مرعبة... يا إلهي، أشعر بقوة لا حدود لها! يجب أن أجربها"، قال في نفسه وعيناه تلمعان ببريق التحدي، ثم اندفع بسرعة نحو النافذة المفتوحة.

"أخخ... توقف يا مجنون، أين ستجرب قوة كهذه في منتصف الليل؟ ستدمر المدينة... اتركها ليوم آخر". تمتم جيمس موبخا نفسه، وتوقف عند حافة النافذة.

أغمض عينيه وركز إرادته، فسحب تلك الطاقة الهائلة وأعاد توجيهها لتستقر في جوهر طاقته.

انحسرت الحراشف الذهبية ببطء وتلاشت تحت جلده، ليعود إلى هيئته البشرية الطبيعية.

عاد بخطوات واثقة نحو السرير، واندس بجوار لوران. جذبها نحوه بقوة وعانقها من الخلف، ثم بدأ يوقظها بلمسات جريئة ومداعبات أيقظت حواسها النائمة فورا.

فتحت لوران عينيها بنعاس سرعان ما تحول إلى دهشة، فقد بدأ جيمس جولة أخرى دون سابق إنذار.

لكن هذه المرة، كان الأمر مختلفا كليا. كانت الآثار المتبقية من دم التنين وارتقائه للمستوى السادس قد منحت جسده طاقة لا تنضب وقوة بدنية مرعبة.

شهقت لوران بصدمة وهي تشعر بهذا التغير الجذري؛ لمساته كانت أثقل، وحركاته أشد وأعنف، وكأنه وحش استيقظ للتو.

لم تملك سوى الاستسلام لهذا الطوفان الجديد، غارقة في جولة عشق صاخبة فاقت كل توقعاتها، وأكدت لها أن زوجها يخفي قوة تتجاوز حدود البشر.

***

مرت شهران كلمح البصر، استقرت فيها حياة جيمس بين تدريباته وحياته العائلية. وفي صباح يوم عادي، كان يقف أمام لوحة المهام في نقابة المغامرين، يتفحص الأوراق المعلقة بحثاً عن تحدٍ جديد يكسر روتين يومه.

فجأة، اخترق صوت مألوف ضجيج القاعة، صوت يحمل نبرة فزع لم يعهدها جيمس من قبل: "سيدي... أرجو منك أن تأتي إلى قصر البارون حالاً!".

التفت جيمس بسرعة ليجد روبين يقف خلفه، وجهه شاحب والعرق يتصبب من جبينه، وأنفاسه تتلاحق كأنه ركض مسافة طويلة دون توقف. دب القلق في قلب جيمس، فهذا التوتر الواضح على وجه فارس مثل روبين لا يبشر بالخير أبداً.

"ماذا هناك؟"، سأل جيمس بحدة وهو يترك المهمة من يده ويتبع روبين الذي انطلق مسرعاً خارج النقابة.

كان روبين يمشي بخطوات واسعة تكاد تكون ركضاً، مما أكد شكوك جيمس بأن أمراً جللاً قد وقع.

"اتبعني يا سيدي... ستعرف كل شيء عما قريب، الوقت يداهمنا"، قال روبين دون أن يلتفت، وصوته يرتجف.

وصل الاثنان إلى القصر في دقائق معدودة، وتجاوزا الحراس بسرعة متجهين مباشرة إلى الجناح الخاص بالبارون لورين.

ما إن وطأت قدم جيمس عتبة الغرفة حتى لفحته برودة الموت وثقل الصمت الذي لا يقطعه سوى صوت نحيب مكتوم.

كان المشهد داخل الغرفة يدمي القلب؛ فيلين تجلس بصمت حزين وهي تحتضن طفليه جين ورين اللذين بدت عليهما الحيرة، بينما كانت لوران منهارة تماماً فوق السرير، تدفن وجهها في صدر والدها وتنتحب بحرقة.

أما البارون لورين، فقد كان مسجى على فراشه، شاحب الوجه، مغمض العينين، وقد غادرت الروح جسده تاركة وراءها جسداً بارداً بلا حراك.

"ماذا يحدث هنا...؟"، تمتم جيمس بذهول، رغم أن الإجابة كانت واضحة وضوح الشمس أمامه.

ما إن سمعت لوران صوته حتى رفعت رأسها، وعيناها غارقتان في الدموع.

ركضت نحوه بضعف وارتمت في أحضانه، متمسكة بقميصه كأنه طوق نجاتها الوحيد، وانفجرت في موجة بكاء جديدة هزت جسدها النحيل.

"جيمس... أتيت أخيراً"، قالت بصوت متهدج ومبحوح.

أحكم جيمس عناقها، وأمسك بكتفيها برفق محاولاً تهدئتها، وسأل بصوت خفيض: "ماذا حصل يا لوران؟".

رفعت وجهها المبلل بالدموع ونظرت إليه نظرة انكسار: "أبي... أبي مات يا جيمس".

نزلت الكلمات كالصاعقة على جيمس.

تجمد في مكانه وهو ينظر إلى جثمان الرجل العجوز. صدقاً، كان يحترم البارون لورين كثيراً؛ فرغم مكر العجوز وخططه السياسية واستغلاله لقوة جيمس، إلا أنه كان يعامله دائماً بلطف واحترام، وكان بمثابة أب ثانٍ له.

زاد هذا الحب والتقدير بعد أن زوجه ابنته الوحيدة وأدخله إلى عائلته.

تنهد جيمس بعمق، وبدأت تروس عقله تدور بسرعة لتستوعب التبعات الخطيرة لهذا الحدث. تمتم في نفسه بأسى ممزوج بقلق حقيقي:"اللعنة... ليرحمه الله، ولكن يبدو أنني سأدخل في دوامة أخرى من المشاكل الخطيرة. تباً... تباً".

كان يدرك تماماً الفراغ الذي سيتركه البارون؛ فلا يوجد وريث ذكر، وهو الآن زوج الابنة الوحيدة والفارس الأقوى في المقاطعة.

هذا لا يعني فقط الثروة والجاه، بل يعني أنه أصبح المسؤول الأول، والهدف الأول لكل الطامعين.

اقترب روبين من خلفه وهمس بصوت يحمل ثقل المسؤولية: "سيدي جيمس... أنت تعرف جيداً ما يعنيه هذا، أليس كذلك؟".

أومأ جيمس برأسه ببطء، وعيناه لا تفارقان جسد البارون: "أجل... أجل، أعرف".

لم يكن يتحسر على السلطة التي ستؤول إليه، ولا على الجيوش والأموال التي ستصبح تحت إمرته، بل كان يتحسر على راحة البال التي ستغادره بلا رجعة، والمؤامرات التي ستحاك ضده.

استعاد جيمس رباطة جأشه، وتحولت ملامحه من الحزن إلى الجدية والصرامة، وقال بصوت آمر وهادئ: "سنقيم جنازة تليق بوالدي وحاكم هذه المقاطعة أولاً... وبعدها سنتفرغ لترتيب الأمور الأخرى".

سرعان ما انتشر خبر وفاة البارون لورين في أرجاء المقاطعة كالنار في الهشيم. اتشحت المدينة بالسواد، وبدأ الجميع يتساءل همساً وعلناً عمن سيخلفه، وكانت الإجابة حاضرة في أذهان الجميع بلا منازع: جيمس.

أقيمت مراسم الجنازة في جو مهيب، حضرها جمع غفير من العامة، وتوافد النبلاء من المقاطعات المجاورة لتقديم واجب العزاء، ولإلقاء نظرة فاحصة على الحاكم الجديد المحتمل.

انتهت المراسم، ووقف جيمس أمام ضريح البارون بملابس سوداء ووقفة شامخة تشع قوة وهيبة. وعلى يمينه وقف فيليب وروبين، سيفاهما إلى جانبيهما، وعيونهم ترقب الجموع بحذر.

كان المشهد بليغاً ومختصراً لكل الكلمات؛ فعندما رأى الجميع جيمس محاطاً بأقوى فرسان المقاطعة، وقائداً للمشهد، أدركوا يقيناً أن عهد البارون لورين قد ولى، وأن عهد البارون جيمس قد بدأ لا محالة.

***

شكرا لمحمد و sidi

2025/12/12 · 67 مشاهدة · 1903 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025