شكرا للأخت jana على تعليقاتها وشكرا للأخ محمد ايضا وايضا الأخ sidi والأخ روكان ايضا، شكرا لكم اصدقائي.
****
الفصل 20: تطوير المقاطعة: مولود وزوجة ثانية حامل
في صباح اليوم التالي، جلس جيمس خلف مكتبه الخشبي الضخم، وقد كادت أكوام الأوراق والتقارير المتراكمة أن تحجب رؤيته.
كان يفرك صدغيه بألم وهو يقلب صفحة تلو الأخرى، وكلما قرأ سطرا ازداد عبوسه وتجهمه.
"الوضع كارثي بكل المقاييس..." تمتم جيمس في نفسه وهو يسند ظهره إلى المقعد الوثير، وعيناه معلقتان بالسقف المزخرف.
بدأ يجري مقارنة مريرة في عقله: "عسكريا، نحن في الحضيض. البارونية لا تملك سوى أربعة فرسان متوسطي المستوى، ومئتين وخمسين فارسا ضعيفا. رقم مثير للشفقة إذا ما قارناه ببارونية كاي المجاورة، التي تتبجح بامتلاكها ستة فرسان متوسطين وجيش جرار يتجاوز السبعمائة مقاتل. مقارنة بهم، نحن مجرد حشرات تنتظر أن تداس بالأقدام".
زفر بضيق ونقل نظره إلى كومة أخرى من الأوراق: "دعنا من الجيش الآن، الكارثة الحقيقية تكمن هنا... الاقتصاد. اقتصاد البارونية عبارة عن خرابة. الديون تتراكم، والموارد شحيحة. تبا، ماذا أفعل في هذه الورطة؟ هل ورثت لقبا أم ورثت جحيما؟".
اعتصر الألم معدته من شدة التفكير والضغط، وكاد اليأس أن يتملكه.
ولكن فجأة، تجمد في مكانه.
لمعت في عينيه بارقة غريبة، وتحولت ملامح الإحباط تدريجيا إلى ابتسامة ماكرة، ثم اتسعت لتصبح ضحكة هستيرية ومجنونة كسرت صمت المكتب.
"أجل... كيف نسيت هذا؟ أنا لست مجرد بارون ريفي، أنا منتقل من عالم آخر متطور!".
قالها بصوت مسموع وهو ينهض من مكانه بحماس، وبدأ يجوب الغرفة جيئة وذهابا:"ما هو الشيء الذي يوحد النبلاء والعامة في العصور الوسطى؟ ما الذي يدفعون أموالهم بسخاء للحصول عليه؟".
توقف فجأة وطرق بيده على الطاولة:"الخمر... والعطور. العطور تحتاج تقنيات معقدة وزهور نادرة، سأؤجلها الآن. لكن الخمر... هذا هو منجم الذهب الحقيقي. سأركز على الخمر فقط".
لم يضيع جيمس وقتا.
مستعينا بمعرفته الواسعة بتقنيات التقطير والتخمير التي حفظها من حياته السابقة، أطلق ثورة صناعية مصغرة في منطقته الخاصة، مدينة لورانس.
أنشأ أول مصنع متطور للجعة، مطبقا معايير إنتاج لم يعرفها هذا العالم من قبل.
كانت النتيجة ساحقة.
تميزت جعة جيمس بأسعارها المعقولة ونكهاتها الفريدة والصافية التي تختلف كليا عن الخمور المحلية الرديئة.
وبفضل حملات ترويجية ذكية ومبتكرة، انتشر صيت "جعة لورانس" كالنار في الهشيم في المدن والقرى المحيطة.
لم يقتصر الأمر على إنعاش خزينة البارونية فحسب، بل دفع عجلة التنمية في المنطقة بأسرها، وتوفرت فرص العمل، وتدفقت القوافل التجارية.
وفي أقل من عام واحد، تضاعفت أصول وثروة جيمس مرات عديدة، ليتحول من بارون مفلس إلى أحد أغنى الأرستقراطيين في المنطقة.
ولكن جيمس لم يكن غبيا ليسكر بنشوة النصر.
كان يدرك بذكائه الحاد أن عائلته، لا تزال مجرد عائلة بارونية صغيرة في نظر الحيتان الكبيرة.
واحتكار تجارة مربحة كهذه سيجلب عليه أطماع النبلاء الأقوياء الذين سيسعون لافتراسه.
لذا، وبدهاء سياسي وتجاري، اتخذ خطوة استباقية بارعة.
بدلا من الاحتكار الكامل، قام بتسليم حقوق توزيع وبيع البيرة وحصريتها إلى النبلاء ذوي النفوذ والقوة في المدن المجاورة.
بضربة واحدة، حول الأعداء المحتملين إلى شركاء، وأنشأ شبكة معقدة وتحالفا متينا للمصالح المشتركة.
الجميع بات يربح من جعة جيمس، وبالتالي، أصبح الحفاظ على سلامة وازدهار عائلة روهان مصلحة عليا للجميع.
وهكذا، بفضل هذا التحالف التجاري الذكي، ارتفع شأن عائلة روهان، وتعاظم نفوذها السياسي والاجتماعي،
ولم تعد مجرد شخصية هامشية في الدائرة الأرستقراطية، بل لاعبا أساسيا يحسب له ألف حساب.
….
مع مرور الأيام، برزت علامات الأمومة بوضوح على جسد فيلين، بينما كانت لوران تخطو خطواتها الأولى في شهرها الثالث من الحمل.
ولأن هذه اللحظة لا تقبل المخاطرة، استدعى جيمس كاهناً متخصصاً من الكنيسة ليكون حاضراً.
ورغم أن هذا العالم يفتقر للتطور التكنولوجي الذي عهده جيمس في حياته السابقة،
إلا أن وجود السحر العلاجي، والأسلحة الإلهية، والأعشاب الأسطورية، جعل الطب هنا يتفوق بمراحل على مشرط الجراح وأجهزة التنفس.
وقف جيمس خارج غرفة الولادة يذرع الممر جيئة وذهاباً، وقلبه يخفق بترقب.
لم يطل انتظاره كثيراً حتى شق سكون الرواق صرخة حياة جديدة انبعثت من الداخل، لتهدأ بعدها الأنفاس المتوترة.
اندفع جيمس مباشرة إلى الداخل.
كان المشهد قد استقر؛ لوران تصدر الأوامر للخادمات بسرعة وهدوء لإزالة آثار الفوضى والدماء، مفسحة المجال لسيد القصر.
اقترب جيمس من السرير، وهناك رأى فيلين مستلقية وقد نال منها التعب كل منال
. وجهها الذي كان يشع حيوية ووردية، بات الآن شاحباً كالقمر في وضح النهار، وقد استنزفت الولادة جل طاقتها.
"فيلين... لقد عملت بجد، أنا آسف لكل هذا الألم"، همس جيمس وهو يمسح على جبينها المتعرق،
وقد ارتسمت في عينيه نظرة شفقة ممزوجة بشعور عميق بالذنب والامتنان.
ابتسمت فيلين بوهن، وشعرت بدفء يسري في قلبها وهي ترى قلق زوجها الجبار عليها: "ليس صعباً على الإطلاق... إنه ألم جميل يا جيمس".
تبادل الزوجان كلمات المحبة والمواساة للحظات، قبل أن يحول جيمس بصره بلهفة نحو اللفافة الصغيرة التي ترقد بجوارها.
مد يده ليفحص المولود الجديد بعناية؛ كانت طفلة صغيرة، قطعة منه ومن فيلين.
وفي تلك اللحظة، ظهرت شاشة النظام الزرقاء أمام عينيه لتعلن عن مرحلة جديدة:
[ تم رصد ولادة الطفل الأول للمضيف بنجاح. التقييم: القدرة السحرية منخفضة، والقدرة القتالية منخفضة. التصنيف العام للإمكانيات: المستوى البرونزي. المكافأة: 10 سنوات من الطاقة الداخلية + تقنية قتالية من فئة 4 نجوم: تقنية سيف الرياح]
اتسعت عينا جيمس بذهول ممزوج بالفرح وهو يقرأ الرسالة. الآن فقط، سقطت القطعة المفقودة من الأحجية في عقله.
لقد لاحظ مؤخراً أن النظام توقف تماماً عن منحه أي نقاط خبرة أو مكافآت، سواء من خلال علاقته الحميمية بزوجاته،
أو حتى بعد إبادته لجيوش من الوحوش، مما جعله عالقاً في عنق الزجاجة عند الطبقة السادسة دون أي تقدم يذكر.
تمتم في نفسه وهو يدرك الحقيقة:"إذن هكذا تسير الأمور... النظام لن يمنحني القوة بعد الآن إلا من خلال الزواج وتوسيع نسلي. القتل والجنس لم يعودا كافيين، يجب أن أؤسس سلالة".
عاد بتركيزه إلى ابنته الصغيرة.
كانت مختلفة عن المواليد العاديين؛ بشرتها ناعمة وفاتحة كالحليب، ووجهها الصغير يكتسي بحمرة وردية صحية،
بدت وكأنها دمية منحوتة بدقة متناهية ولطافة تأسر القلوب.
"واوا!"، أصدرت الصغيرة صوتاً عفوياً.
عندما نظر جيمس إلى هذه المعجزة الصغيرة، لم يملك إلا أن يمد إصبعه الكبير نحوها.
وبشكل مفاجئ، أمسكت الصغيرة بإصبعه بقبضتها الدقيقة، وراحت تلوح بيديها وقدميها وهي تطلق ضحكات بريئة وسعيدة.
راقبت فيلين هذا المشهد الحميم بين الأب وابنته، وارتسمت ابتسامة دافئة أعادت الحياة إلى وجهها الشاحب، وقالت بصوت هادئ: "جيمس... لم نختر اسماً لأميرتنا بعد".
لم يحتج جيمس لوقت طويل للتفكير؛ نظر إلى وجه ابنته المشرق وقال بنبرة واثقة: "لنسميها نورة... نورة روهان".
كان الاسم مشتقاً من النور والجمال، وقد رأى جيمس بحدسه أن هذه الفتاة ستكون آية في الجمال وشعلة مضيئة في مستقبل هذه العائلة.
"ههههه!"، ضحكت نورة الصغيرة بصوت عالٍ وكأنها تعلن موافقتها على الاسم، مما جعل قلب جيمس يرقص فرحاً بمسؤوليته الجديدة كأب وقائد لسلالة ستحكم المستقبل.
….
دخلت لوران هي الأخرى مرحلة المخاض.
كان جيمس يفكر في مكافأته السابقة بخيبة أمل طفيفة.
السنوات العشر لم تمنحه أي قوة تذكر، بل كانت مجرد قطرة في محيط.
فهو يحتاج إلى 600 عام كاملة لاختراق الطبقة السابعة.
وقف جيمس خارج القاعة يترقب مرة أخرى.
وفجأة، اخترق صمت المكان صوت بكاء طفلين في آن واحد.
اندفع إلى الداخل بسرعة، والدعوات تملأ قلبه بأن يكافئه النظام بسخاء هذه المرة.
تذكر كيف أن التقنية ذات الأربع نجوم قلبت موازين قوته العسكرية سابقا.
فقد رفعت هجوم الفرسان الضعفاء ليعادلوا قوة فرسان متوسطين من الطبقة الأولى.
عند دخوله، وجد كاهنة كنيسة الحياة تحمل الطفلين وعلامات التعجب تعلو وجهها.
لم ينتظر جيمس، بل أخذهما منها بلهفة.
وهنا ظهرت رسائل النظام المتتالية أمام عينيه:
[ تم رصد ولادة الطفل الثاني للمضيف بنجاح. التقييم: القدرة السحرية متوسطة، والقدرة القتالية متوسط. التصنيف العام للإمكانيات: المستوى النحاسي. المكافأة: 50 سنة من الطاقة الداخلية +فن قتالي من فئة 6 نجوم - تنفس الجناح الأبيض الغاضب]
[ تم رصد ولادة الطفل الثالث للمضيف بنجاح. التقييم: القدرة السحريةمنخفضة، والقدرة القتالية متوسط. التصنيف العام للإمكانيات: المستوى برونزي. المكافأة: 10 سنوات من الطاقة الداخلية]
ابتسم جيمس وهو يمتص الستين عاما من الطاقة دفعة واحدة.
شعر بقوته تتزايد، وبات قريبا جدا من حاجز الاختراق.
وضع الطفلين بجانب أمهما برفق.
طبع قبلة دافئة على خد لوران المتعب، وتركها لتنعم بقسط من الراحة.