عندما رأيته يطفوا بهذا الشكل تأكدت من أنني قد أصبت بالجنون تباً أنتابني دوار و ألم رأس قاتل لا بد و أنها جلطة ! ...


صرخت و أنا اقول بصوت مرتجف و أتراجع للخلف : من تكون ؟ من أنت حقا ؟ .


حينها تبسم بهدوء قائلا : ليس مهماً على الاقل أنا لست منهم و لست منكم ايضا أنا بين الأثنين عالق بالمنتصف .


لم افهم شيئا من حديثه


و يبدو انه فهم هذا لذا قال موضحاً لي: لست من سكان ذلك العالم ﻻ تقلقي .


أجبته : و كيف ذلك و أنا أشاهد أموراً عجيبة لا يراها سواي أنا و أنت ؟! .


"لست الوحيدة ليزا"


"أشرح لي من فضلك ماذا يحدث لي ؟"


"فضولك هو السبب في كل ما يحدث معك ..."


"أشرح لي ما علاقة المشرق بالمغرب" قلتها بسخرية و قد بلغ توتري أقصاه


تنهد بعمق ثم بدأ يروي لي السبب في كل ما يحدث بادئاً بجملة واحد من ثلاث كلمات


"إلتقطي صورة للقمر"


ظهرت إبتسامة خفيفة على ثغره لم أكد أبينها حتى أزالها و إكتسى وجهه جديه صارمة و هو يكمل "كل ثلاث سنوات... تجتمع إمبراطورات ممالك الجان و عددهن ثلاثة من كل مكان في بقعه يتم إختيارها عشوائياً بين ممالك الجان الثلاثة"


"ممالك الجان الثلاثة" رددت كمسلوب الإرادة فكل ما يقوله الآن يبدوا لي كضرب من الجنون


"سأشرح لك بخلاف عالم البشر المقسم لعدد من البلدان و عدد من المناطق و نحوه عالم الجان مقسم إلى ثلاثة أقسام هناك القسم الممتد من بداية حدود العالم العربي إلى نهايته و هذا القسم العربي منه و تحكمه الإمبراطورة جينازاه أو كما يسميها بعض البشر من العرب أم الصبيان و هذه المملكة هي المملكة رقم 3 أما المملكتين رقم 2 و رقم 1 فليس هناك سبب لأشرح لك عنها... عموماً كما قلت تجتمع الإمبراطورات الثلاثة لإختيار الموقع المقدس و الذي يتغير حسب حركة النجوم و علم الفلك كل مرة إلى مكان مختلف الموقع المقدس هو الموقع الذي يبدأ فيه الجان بالتسلق فوق بعضهم البعض للوصول إلى حدود السماء السابعة و الإستماع إلى حديث الملأ الأعلى و على الرغم من أن هذه المهمة تنتهي بالفشل إلى أن الجان لم يستسلم بعد حيث أنه قد يلتقط كلمة أو كلمتان و صدقيني هذا كافي بل و يزيد "


صمت قليلاً لأستوعب الكم الهائل من تلك المعلومات !


الملأ الأعلى و الموقع المقدس و ... أم الصبيان !!


"أكمل" قلتها و للأسف لم أنجح في إخفاء الرجفه في صوتي ..


"يجتمع الجان في ذلك اليوم جميعاً بلا إستثاء في ذلك اليوم و حينها يتاح لأمثالي التجول في عالم البشر و هذا يفسر لك طلب لقائي لك في ذلك اليوم تحديدا لأنه كان اليوم الموعود... عند منتصف منتصف الليل أي عن الساعة 12:30 تماماً يبدأ التسلق من الأقوى إلى الأضعف و هكذا يتخلص الجان من الضعاف عديمي القيمة حيث يتم رجمهم بالنجوم و ينتهي أمرهم كشهب في السماء و التي يعتبرها الناس منظراً جمالياً و لا يدركون بأن هذا الشهاب يصحب معه جثة جني مشتعله" أفلتت منه ضحكه ثم أكمل "بسبب إصرارك على لقائي أتفقت معك في المكان الموعود و الذي كان هذه المرة سطح جامعتك لأنه المكان الوحيد الذي أستطيع فيه الظهور قبل إنتصاف الليل و كما تذكرين بالطبع فقد غادرت المكان قبل أن تكون الساعة 12:30 و لكنك على ما يبدوا قد قررت البقاء و أكاد أجزم بأنك من هنا قابلتي تلك الفتاة التي وصفتها لي بالحسناء و التي أعتطك تلك الرسالة التي كتب بها جملة من ثلاث كلمات فقط "إلتقطي صورة للقمر" ألا يشعرك ذكر كلمة قمر و منتصف الليل بأسطورة ما "


صمت ليسمح لي بمراجعت معلوماتي عن سكان العالم الأخر و عن أساطير الأشباح و لم يأخذ الأمر مني وقتاً لأن أسطورة القمر المكتمل أشهر من نار على علم ! .


فرقعت بأصابعي بحماس لم أعلم من أين قد جئت بها و ربما كان ذلك لأنني أخيراً بدأت أفهم نوعاً ما يحدث معي و قلت " أجل أسطورة القمر المكتمل و التي تقول أنه إذا صور الإنسان صورة للقمر المكتمل في اليوم الموعود في الموقع المقدس !.. و في منتصف الليل سوف يرى ما لا يُرى !" صمت و قد أخذني الذهول فكل شيء قد توضح الآن كل ما أنا فيه بسبب أنني قد أقحمت نفسي فيه بسبب إلتقاطي لهذه الصورة و هنا لعنت فضولي و تمنيت أن أعود للخلف لكي لا ألتقط تلك الصورة !



لسبب شعرت بأن النار قد أنخمدت في قلبي مهما يكن لقد فهمت ما حدث معي و لم يكن يزيد سببه بالتأكيد لذلك يجب أن أثق به لأنه الوحيد الذي يقد على مساعدتي خفت أن أسأله لكنني أستجمعت قواي و سألته "ماذا يجب علي أن أفعل لإيقاف كل هذا إذا ؟"


هذا شيء يجب أن أعرفه قبل أن أكمل معه لكنه لم يجبني سوى بانني ﻻ يجب أن أعرف أكثر من هذاو أخبرني انني إذا كنت اريد أن ارجع كما كنت يجب أن أذهب معه للعالم الاخر


و أردف قائلا انه يجب علينا أن نرتدي ثياب تخفي هويتنا في ذلك العالم


سالته بلهفة ممزوجة بتوتر عن المدخل


حينها قال لي أنه يوجد العديد من المداخل


لكنها ﻻ تدخل البشر نسبة لحجمهم و أنه يعرف أيضا مدخل قريب من منزلي يستطيع إدخالنا


كان يحمل حقيبة على ظهره أخرج رداء كان أشبه بالعبائة السوداء التي تظهر في أفلام هاري بوتر منها و طلب مني إرتدائها !


كل شيئ كان يحدث بسرعة و الأحداث تتابع لكنني لم أشعر بالخوف بما أني لست وحدي


رغم اني مع شخص ليس مثلي و ليس مثلهم عالق في المنتصف لم أفهمه كما لم أفهم الجنون الذي كان يتفوه به تماما و لكن ﻻ بأس سأتبعه و أرى إلى أين ستقودني هذه الأحداث فهذا هو أملي الأخير تبعت "يزيد" إلى إحدى الطرق السريعة القريبة من منزلي بقرب الغابة التي كان تجاور الحي السكني الهادئ الذي أسكن فيه توغلنا في الغابة أكثر و أكثر حتى توقفنا أمام إحدى فتحات المجاري "اكرمكم الله"


قام "يزيد" برفع غطائها و أشار بي بالدخول إلى داخل الفتحة


اجبته قائلة : ﻻ تقل لي أن أدخل ! هل المدخل هنا ؟ .


عندها حدثني وهو يبتسم: نعم ستدخلين و أن لم يكن المدخل هنا إذا أين سيكون ؟ .


ألتزمت الصمت ثم سمعت يزيد يقول: أدخلي و إلا دفعتك للداخل ستتفاجئي مما يوجد هناك بالأسفل .


دخل يزيد قبل لكي ﻻ أخاف ثم اتبعته بتردد لكن بفضول فهاهي فرصتي لكي أرى ذلك العالم أنها متاحة لي و أخيراً !


لكن حقا كما قال تفاجئت جدا !


و جدت نفسي في غابة ضخمة يشقها طريق مصنوع من الزجاج الأسود !


تلك لم تكن مجاري"اكرمكم الله"كانت غابة تحت الأرض و أخر تلك الغابة وبنهاية طريقها كانت هناك بوابة ضخمة كنت أمسك الرداء الذي أعطاه لي يزيد ثم ارتديته كما أرتدى هو ايضا ردائه تقدم أمامي متجها للبوابه بهدوء بينما كنت تبعه بخوف و بأرجل أقسم لكم بأنها كانت تتمايل و تهتز كقطعة الجيلي من الخوف !


عندما و صلنا سألته عن الشخص الذي نبحث عنه حينها قال لي انه شخص من العالم الاخر بالطبع و انه سيبحث و يعرف مكانه لأجلي بمساعدة عدد من أصدقائه في ذلك العالم هذا كان كل شيء ...


شعرت براحه لوهله لكن توتري إزداد عندما و صلنا لتلك البوابة الضخمة إرتجفت يداي لكنني أغمضت عيناي فسمعت صوته و هو يقول : من الآن سترين الكثير لذا طالما أنا بقربك ﻻ تقلقي لكن إذا ما حدث شيئ و أ بتعدت .


وضع يزيد كتابا صغيرا بيدي ثم أردف قائلا: إذا ما إبتعدت إستخدمي هذا الكتاب سنتصرف مثلهم لن يكتشفونا بسرعة لكن ﻻ تتعرضي لجنود المملكة التي سندخلها أبدا الان عند الرقم ثلاثة سنتقدم إلى الداخل .


بداء يزيد بالعد و أنا معه واحد... اثنان... ثلاثة...


دخلنا بسرعة إلى هناك لقد كان ذلك العالم عجيب يشيب شعر الرأس الامر كان أشبة بان السماء صارت الارض و الارض صارت السماء الجو الساخن هناك يكاد أن يشوي جسدي


لكن تلك العباه كانت تبرد جسدي سألت يزيد عن ما هية تلك العبائة فأجابني بأنها عبائة عادية و انه فقط غسلها بماء يسمى زمزم ..


زمزم ؟ ياله من أسم مر علي من قبل لكنني لست واثقة عموماً أكملت طريقي و أنا اتبع يزيد و بعد فترة من الصمت سألته : ماذا الان ؟ .


فأجابني قائلا : ستذهبين معي إلى مكان ما لنقابل شخصاً أعرف بأنه سيساعدنا و خلال طريقنا سأعلمك بعض الأشياء عن هذا العالم و أنواع سكانه و ما هو أسمك هنا و كيف يجب أن تتصرفي، ليزا حياتك أنا ﻻ اضمن لك انها سترجع كما كانت لأنه لا يوجد أناس استطاعوا الإستمرار أتمنى أن تستطيعي فعلها .


صمت يزيد و أكمل طريقه و أنا تبعته بخوف مما قد يكون مصيري في المستقبل .


في تلك الأثناء كانت هناك فتاة عينيها خضراء زبرجدية معتمه ليست عيني انسان بل بدت كعيني ملاك كانت تراقبني أنا و يزيد بينما لم نشعر بوجودها أبتسمت ابتسامة مكر بفمها الواسع ثم تمتمت : يبدو انني سأستمتع حقا .


عندئذ شعرت بشعور غريب كان مثل النمل اللذي يسري في جسدي التفت بسرعة لكن تلك الفتاة اختفت رأيتها لثانية بل لأقل من ثانية لكنني ظننتها مجرد تخيلات و أكملت طريقي ذلك الطريق اللذي سيقودني للمجهول ...



انصحك عزيزي القارء لا تقرأ الاسماء الآتية في الفصل القادم بصوت عالي وانت على غير وضوء


)و الاحوط لك اقرأها بينك وبين نفسك )


2017/07/17 · 401 مشاهدة · 1467 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024