7 - هذا الشيخ لم يعد بحاجة لحبة إطالة العمر!

الفصل السابع: هذا الشيخ لم يعد بحاجة لحبة إطالة العمر!

كانت الوليمة قد بدأت بالفعل، وجلس الداو العظيم "هوانغ تسي" إلى جوار نجم الحفل، "تشو تشاو"، وملامحه ممتلئة بالأسى والندم. صب لنفسه كأسًا من النبيذ واحتساه بصمت.

وقف خلفه تلميذه، ينظر إليه مرارًا، وكأنه يريد الحديث لكنه كان يتراجع في كل مرة، حين يرى كآبة أستاذه.

تنهد "هوانغ تسي" بعمق وقال، بعد أن التقط نظرة من تلميذه:

"تود أن تعرف، أليس كذلك؟ لماذا لم يعارضني 'تشو تشاو' هذه المرة كما اعتاد دائمًا؟"

أومأ التلميذ بسرعة:

"نعم يا معلمي، لطالما كان 'تشو تشاو' لا يترك مثل هذه الكلمات تمرّ دون رد، بل إنه غالبًا ما ينقلب على من يقولها! فهل يعني هذا أن حاله...؟"

أجاب الشيخ بصوت منخفض، كمن يكشف سرًا دفينًا:

"لقد أصبت. أخشى أن 'تشو تشاو' قد اقتربت نهايته بالفعل."

توسعّت عينا التلميذ في دهشة:

"لكن يا معلمي، عمر الداو العظيم في مرحلة 'الروح الناشئة' يصل إلى ألف وخمسمائة عام! كيف يعقل أن 'تشو تشاو' بالكاد تجاوز الألف، ويكون على حافة الموت؟"

ابتسم "هوانغ تسي" ابتسامة باهتة، وقال:

"في عالم الزراعة، لا يسير كل شيء كما نتمنى. أجل، أعمارنا تبدو طويلة، لكن 'تشو تشاو' استخدم تقنيات سرّية أكثر من مرة لينقذ طائفة 'القمر العظيم' من كوارث محققة. وكل مرة، كان يدفع الثمن من جوهر عمره. قايض خمسمائة عام من حياته ليمنح الطائفة مجدها الحالي. ولو لم يتناول حبوب إطالة العمر خلال السنوات الأخيرة، لكان قد رحل منذ زمن."

ثم نظر إليه نظرة تحمل عبق الذكريات وقال:

"لو كان الزمن مختلفًا، لأجبرني على المبارزة معه ثلاثمائة جولة بهذه المناسبة! لكنه الآن يرضخ، يُسلم الراية، ويريدني أن أرعى فرع 'تايين' من بعده..."

بينما انغمس الشيخ وتلميذه في أحاديث الماضي وتقلّبات درب الخلود، استمر الحفل باستقبال الضيوف والهدايا.

"أبناء وسلالة شيخ الطائفة يتمنّون له عمراً مديداً..."

وتوالى الحضور، رجالاً ونساءً، في طابور طويل يقدمون هداياهم...

حبوبًا، فواكه روحية، أدوات سحرية... كنوزٌ وكنوز.

ثم صدح الصوت:

"التلميذة الأخيرة، 'يو لينغ لونغ'، تتقدّم لتقديم هديتها."

دخلت فتاة شابة في العشرين من عمرها، فائقة الجمال، إلى قاعة الحفل. وما إن رأتها الجموع حتى همسوا فيما بينهم بإعجاب.

"هل هذه هي 'يو لينغ لونغ'؟ سمعت أن لديها جذر الروح السماوي! بالفعل، إنها عبقرية نادرة، وقد وصلت إلى مرحلة 'النواة الكاذبة' في هذا السن المبكر."

"بل لم تبلغ العشرين بعد! وقاربت أن تدخل مرحلة 'النواة الذهبية'، هذا الجذر السماوي شيء يفوق الخيال!"

هزّ "هوانغ تسي" رأسه إعجابًا وقال لتلميذه:

"يبدو أن 'تشو تشاو' وجد خليفته. فتاة بمثل هذه الموهبة نادرة حتى في الأساطير."

ثم تابع وهو يحدّق في ملامح التلميذة:

"لا شك أن 'لينغ لونغ' ستكون سيدة طائفة 'القمر العظيم' في المستقبل."

نظر "تشو تشاو" إلى تلميذته الحبيبة وقال:

"لينغ لونغ، لم أرك منذ أيام، لكنك ارتقيت بسرعة، وقد بلغت 'النواة الكاذبة'. لا شك عندي أنك ستتجاوزني يومًا."

انحنت الفتاة احترامًا وقالت:

"سيدي، اليوم هو يوم ميلادك الألفي، ولا أملك ما أقدمه يليق بك، سوى هذه اللوحة، تعبيرًا عن امتناني وولائي."

تبادل الحضور نظرات الاستغراب. مجرد لوحة؟ لا أثر لأي طاقة روحية فيها! غريب. تجاهل معظمهم اللوحة وبدأوا يتحدثون فيما بينهم.

أما "تشو تشاو"، فقد مدّ يده وفتح اللوحة بهدوء.

ما إن وقعت عيناه عليها، حتى انغمس كليًا فيها. كأنها جذبت روحه، وأسرته في عوالمها. لم يعُد يلتفت لأحد.

ساد الوجوم أرجاء القاعة، والجميع يتساءل في خفاء:

ما الذي يحدث؟ ما سر هذه اللوحة العادية؟!

ثم رفع "تشو تشاو" رأسه، ونظر إلى تلميذته، وقال بصوت مشحون بالعاطفة:

"هل تعلمين، يا لينغ لونغ، لماذا اخترتك تلميذة لي؟"

أجابت بهدوء:

"لا أعلم، كل ما أعرفه هو أنك أنت من فتحت لي باب الزراعة، وسأظل ممتنة لك طوال حياتي."

هزّ "تشو تشاو" رأسه، وقال:

"كنت أرى فيك الأمل، رغم أنك لا تعلمين أنني كنت أبحث عن من يحمل عبئي. لم يتبقّ لي الكثير... لقد خذلتك، ووضعت على عاتقك ما لا يُحتمل."

لكن، وفي لحظة تغير صوته، وارتفعت نبرته بحماس:

"ولكن، يا تلميذتي النجيبة، هذه اللوحة التي أهديتني إياها، قد منحتني حياة جديدة!"

صُدم الجميع. هل لهذه الدرجة؟!

ثم وقف فجأة، وبحركة مفاجئة، التقط صندوق حبوب إطالة العمر الذي منحه إياه "هوانغ تسي"، ورماه باتجاهه!

"أنت مجنون؟! هذه حبوب نادرة!" صاح "هوانغ تسي" وهو يلتقطها بفزع.

لكن "تشو تشاو" ضحك بصوت عالٍ وصرخ:

"هاهاها! لم أعد بحاجة لهذه الحبوب التافهة! الفرصة التي منحتني إياها تلميذتي، ستجعلني أتجاوز مرحلة 'الروح الناشئة' وأخترق إلى مرحلة 'التمثال الإلهي'، اليوم، في يوم مولدي الألفي!"

وانفجر الحاضرون في ذهول... لم يدر أحد ما الذي تحتويه تلك اللوحة، لكن من المؤكد أنها لم تكن عادية أبدًا!

2025/04/16 · 23 مشاهدة · 709 كلمة
crimson
نادي الروايات - 2025