أسبوع واحد بعد خروج يوستاس من المستشفى و داخل غرفة المدير كان هناك اجتماع بين يوستاس و المدير وحدهما
"حسناً يا يوستاس .. لقد قال لي ماساشي كل شيء وصولاً إلى موضوع كونك تلميذه .. الأمر مفاجئ جداً بصراحة .. على أي حال.. "
كان المدير يتحدث بسرعة أثناء النظر إلى عيون يوستاس الزرقاء مباشرة قبل أن يتوقف عن الكلام و كأنه قد وصل إلى النقطة المهمة أخيراً
"أنتظر من تلميذ ماساشي الكثير .. لا تخيب أملي يا يوستاس.. "
يقول المدير ليوستاس الذي يومئ برأسه
.
"حسناً .. أتمنى ألا أخيب أملك.. "
يقول يوستاس الذي كان يبدو متماسكاً لكن كان هناك شرارة حزن تخرج من عيونه
'حسناً إن صدق ما سمعته فأنا لن أستطيع التطور مرة أخرى من جديد .. هذا الكلام يجرحني سيدي المدير.. '
كان يوستاس يفكر بهذه الطريقة قبل أن يومئ برأسه مغادراً مكتب المدير
.
"هذا الوغد .. هل حقاً يملك شيئاً مميزاً جداً أنا لا أشعر به..؟"
يسأل المدير أثناء الضغط على جبهته بقوة
'أولاً .. أولاً هي .. ثم ماساشي هذا الفتى يجب أن يملك شيئاً يميزه .. شيء أعجز عن رؤيته .. سيكون شيئاً.. '
"خارقاً للفهم البشري غالباً..!"
يتوقف المدير عن التفكير الداخلي و يقول
.
أثناء جلوس المدير على كرسيه داخل المكتب يفتح الباب و تدخل فتاة جميلة كانت ترتدي ملابس طلاب السنة الأولى كان شعرها بني اللون و بشرتها كانت بيضاء كالقطن
"إذاً جدي .. هل غيرت رأيك إلى الآن..؟"
تسأل الفتاة فور إغلاقها الباب خلفها
..
..
"لم يتم فصلي إذاً..؟"
يقول يوستاس بصوت منخفض أثناء عبوره لباب قاعة المحاضرات
'لقد كان الأمر متوقعاً بعد أن شرح معلمي الأمر إلى المدير بنفسه على أي حال .. إن كانت المعلومات التي قيلت لي صحيحاً .. سيكون حقاً البقاء بالمدرسة هنا .. بلا فائدة .. لا زال لدي أمل بأن ما قيل لي خاطئاً بطريقة ما .. حسناً سوف يتضح كل شيء اليوم أثناء التدريب.. '
.
يجلس يوستاس بمقعده المعتاد و هذه المرة بسبب الوقت الذي قضاه عند المدير لم يكن يوستاس أول الواصلين إلى القاعة بل كان هناك البعض ممن سبقوه
كان يوستاس يمشي بشكل طبيعي قبل أن توقفه فتاة عن طريق مخاطبة اسمه بصوت عالي
"يوستاس .. أريد الحديث معك بشأن شيء معين.. "
تقول الفتاة ليوستاس الذي يلتفت لينظر إليها .. بما إنه لم يكن بمزاج جيد .. الوجه الذي صنعه يوستاس بوجهها كان يعبر عن انزعاجه الواضح منها لمناداته
.
"ماذا..؟"
يقول يوستاس ببرود
.
"اه .. بالواقع كنت فقط أريد أن أسألك بعض الأمور بما إنك كنت متغيباً لعدة أيام عن المدرسة.. "
تقول الفتاة التي كان شعرها ذو لون أحمر مشابه للون عيونها على أي حال شعرها لم يكن طويلاً بالكاد كان يصل إلى كتفها
.
"يمكنك أن تسأليني أي سؤال خلال نصف دقيقة.. "
يقول يوستاس و يتنهد
'أكره التعامل مع الطلاب في الصف .. لسوء الحظ أنا مضطر لكي أتعامل مع الناس المحيطة بي بهذا العالم اللعين.. '
.
"حسناً السؤال الأول .. لماذا كنت تتغيب عن المدرسة في الأيام السابقة..؟"
تقول الفتاة ذات الشعر الأحمر
.
"لقد كنت مريضاً.. "
يقول يوستاس
'حسناً بالعادة سأقول لا علاقة لكِ .. لكنني اكتشفت بأن الكذب هو الحل الأفضل بهذه الحالة.. '
.
"اوه .. هل كانت إدارة المدرسة تعرف بالأمر..؟ أعني بخصوص إنك سوف تتغيب و هذه الأمور"
تقول الفتاة
.
ينظر يوستاس إليها و كأنها سألت شيئاً بإجابة واضحة
"بالطبع هم يعرفون..!"
يقول يوستاس الذي كان يبدي تعبيراً ساخراً من السؤال
'حسناً .. لا أظن إنهم كانوا يعرفون بالأمر حقاً .. ليس مهماً .. الكذب ليس سيئاً جداً بالواقع.. '
.
"بكل الأحوال .. هل تحسنت الآن..؟"
تسأل الفتاة التي أبدت تعابير قلقة بعض الشيء على يوستاس
.
"اه .. أنا جيد الآن"
يقول يوستاس
'سؤال يمكنني الإجابة عليه دون الكذب أخيراً .. على أي حال لماذا قررت أن أجيب على أسئلتها على أي حال..؟ تباً لها.. '
بعد أن تتوقف الفتاة عن طرح الأسئلة يبتعد يوستاس ببطء عنها
.
"اه .. بالمناسبة .. أنا ساندي"
تقول الفتاة معرفة عن نفسها أثناء ابتعاد يوستاس عنها و لكنه لا يلتفت إليها بل يكتفي بإيماءة برأسه فقط و يكمل طريقه
.
بهذا الوقت كان هاتفها مفتوحاً على موقع عنوانه :
{قواعد التغيب عن الأكاديمية العقوبات و التجاوزات}
..
..
كان يوستاس جالساً على مقعده المعتاد و كان كالعادة غير مبالي تماماً بما يحدث حوله أثناء وقت المدرسة بل كان فقط مكتفياً بالتفكير بما سيفعل بعد نهاية المدرسة
"تباً.. "
'إنها المرة الأولى منذ فترة طويلة جداً .. التي أكون فيها متوتراً جداً بشأن شيء ما لهذه الدرجة .. ربما آخر مرة كانت عندما .. نشرت الفصل الأول من الرواية .. كان الأمر صعباً للغاية وقتها علي لكي أنشر الفصل.. '
"لماذا أنا متوتر هكذا..؟"
يهمس يوستاس أثناء إمساك هاتفه المحمول و استخدام قوة كبيرة للشد عليه
.
يتنهد يوستاس و ينظر إلي السقف فوقه
'أنا أعرف السبب حقاً .. لكنه ليس بالأمر المهم .. منذ متى كنت أتأثر جداً بما يقوله الآخرون..؟ لسبب ما كلماته كانت مؤثرة بي .. على أي حال أنا لست أملك أي ضمان على إنني لن أكون قادراً على زيادة قوتي فعلاً .. لذلك .. أنا يجب علي .. ألا أخذ ذلك الكلام بجدية.. '
يومئ يوستاس برأسه لما توصل إليه
.
و بعد نهاية وقت المدرسة يرن الجرس الأمر الذي يحفز يوستاس على الوقوف بسرعة كبيرة حاملاً حقيبته و منطلقاً بسرعة لكي يغادر القاعة فوراً
"لماذا أنا متوتر هكذا..؟"
يهمس يوستاس الذي يواصل التحرك بسرعة
.
..
عند وصوله إلى الصالة الرياضية الخاصة كان يوستاس يقابل ماساشي بوجهه مباشرة
"لقد وصلت باكراً يوستاس.. "
يقول ماساشي الذي كان لسبب ما يمارس تمارين الإحماء
.
"اه .. لقد خرجت من القاعة بسرعة أكبر .. لم أعلق بالإزدحام اليوم.. "
يقول يوستاس ساخراً بينما يضع حقيبته على الأرض و يبدأ بدوره بعض الإحماء السريع الأمر الذي يفاجئ ماساشي بعض الشيء
.
"حسناً يوستاس .. ربما تكون هذه المرة الأولى التي أراك فيها متحمساً لتمرين طبيعي .. هل هناك شيء ما يحصل معك..؟"
يسأل ماساشي الذي يتوقف عن عملية الإحماء للحظة
.
"لا ليس حقاً .. لكنني أريد أن أعرف ما إذا كانت الإصابة قد أثرت بي.. "
يقول يوستاس مجيباً على ماساشي
'سوف أذهب مع هذا حالياً .. من الصعب أن يكتشف كذبي هكذا.. '
.
"حسناً هذا أمر منطقي حقاً .. على أي حال كنت أريد أن أقول لك هذا .. يجب عليك أن تنزع الأوزان في التدريب من الآن فصاعداً سوف تبدأ نتائج سلبية إذا واصلت ارتداءها بعد كل هذا الوقت سوف يصبح هناك آثار جانبية.. "
قبل أن ينهي ماساشي كلامه كان يوستاس قد نزع الأساور عن يده بالفعل و بدأ بانتزاع السوار عن قدمه كذلك
"أنت .. متعاون بشكل غريب .. أظن بأن هذا جيد..؟"
يبتسم ماساشي ابتسامة غريبة و يقول
.
"أيا يكن .. ما هو التدريب اليوم..؟"
يسأل يوستاس الذي انتهى بالفعل من إزاحة الأوزان عن جسده كان يشعر بقوة و حرية هائلة بجسده لكنه ببساطة لم يكن يريد التعبير عن مشاعره على الإطلاق لذلك بدى بارداً بعض الشيء
.
"حسناً .. توقعت .. أن تكون أكثر حماساً اتجاه نزع الأوزان .. لا..؟"
يقول ماساشي باستغراب لأن تعابير يوستاس كان مخالفة لما ظنه بناء على شخصية يوستاس
"اه .. لأنك عائد من إصابة أنا أرى .. إنك يجب أن تستعيد لياقتك بأسرع وقت ممكن لذلك سوف أترك النصف الأول من تمرين اليوم كتمارين لياقة بغاية الصعوبة لكي تعوض عن أيام من العمل .. هل أنت جاهز و موافق على هذا..؟"
يسأل ماساشي فيومئ يوستاس برأسه دون إعطاء رد شفوي فيعبس ماساشي قليلاً لكنه لا يقول شيئاً
.
..
بعد ساعة تقريباً من بداية التدريب كانت كل نقطة من جسد يوستاس تلقي بالعرق خارج جسده كان يوستاس حرفياً يستحم بعرقه بسبب المجهود الذي كان يبذله قبل أن يتوقف أخيراً بإذن ماساشي الذي سمح له بالارتياح
"حسناً .. يوستاس هذا يكفي .. ربما بسبب نزع الأساور عنك .. لكنك بشكل واضح استعدت لياقتك بشكل كامل تماماً.. "
يقول ماساشي و يومئ برأسه فيتوقف يوستاس عن الحركة و يحاول ضبط تنفسه بسرعة لأن صدره كاد ينفجر بسبب تنفسه الثقيل بهذه المرحلة
.
"هل نبدأ التدريب الحقيقي الآن..؟"
يقول يوستاس فيتنهد ماساشي
.
"حسناً .. لا أمانع أن تبدأ فوراً .. لكنك سوف تسقط على الأرض خلال دقائق معدودة فقط.. "
يقول ماساشي بوجه جدي
.
"أنا جاهز .. فقط دعني أبدأ التدريب.. "
يقول يوستاس لماساشي
.
"حسناً إذاً تدريبك لليوم سيكون تدريب .. العضلة ثلاثية الرؤوس في اليد .. تدريب تقليدي فقط.. "
يقول ماساشي ليوستاس الذي يتنهد و ينظر بغضب بعض الشيء لأنه لم يكن يتدرب بهذا الشكل منذ فترة طويلة و لأنه كان يتوقع تدريب مانا ما
.
"هل يمكننا أن نؤجل هذا..؟"
يسأل يوستاس بوجه عابس
.
"لا .. سوف نكتفي اليوم بهذا.. "
يقول ماساشي فيومئ يوستاس برأسه .. هو لم يكن يريد أن يجادل ماساشي .. ليس قبل أن يتأكد مما سمعه .. كل التدريبات السابقة و على الرغم من صعوبتها البالغة .. كانت تدريبات لياقة .. هي متعبة بالتأكيد و لكن .. هي بالتأكيد لن تزيد من قوة من يمارسها .. النتيجة الحقيقة التي ينتظرها يوستاس ستأتي تالياً
.
"حسناً.. "
يقول يوستاس
'تباً لن يظهر الأمر واضحاً للغاية بتدريب عادي كهذا .. على أي حال سوف أحاول أن أزيد الوزن بشكل تدريجي لأرى.. '
أثناء تفكير يوستاس و قبل أن يجلس حتى على مقعد الآلة كان ماساشي يبتسم أثناء .. تحديد الوزن
.
الوزن الكامل نصف طن كامل كان المنظر مخيفاً ليوستاس الذي لم يعتد على فعل الأمر بوزن يزيد عن 200 لكنه سيقوم به الآن بوزن مقداره 500
"بحساب الوقت الذي قضيته بالتدريب .. أن أفترض بأنك يجب أن تكون قادراً على التمرن بهذا الوزن لمرة أو اثنتين.. "
يقول ماساشي ليوستاس الذي كان قلبه ينبض بسرعة هائلة قبيل جلوسه على المقعد لكنه قرر أن يأخذ نفساً عميقاً كان ثقيلاً على صدره المتعب
.
بدأ يوستاس المحاولة لكن كالعادة المرة الأولى هي الأصعب دائماً
كان يوستاس يستخدم قوته كاملة لكن الأمر لم يكن بذات النجاح الذي كان يتوقعه و مهما حاول من زيادة قوته .. الأمر لم يفلح تماماً .. لقد كان يوستاس أمام تحدي هائل
.
'ليس الأمر إنني أحب أن أظهر كرجل قوي أمام الآخرين .. لا أهتم كثيراً برأي الآخرين بشيء أبدل جهدي به حقاً .. لكن هذه المرة .. هذه المرة .. أريد منه أن يقول لي .. أن يقول لي بأنني .. بأنني تفوقت على توقعاته .. فقط لكي .. أثبت لنفسي بأنني .. قادر على .. بأنني قادر أن أزيد من قوتي..!'
يتمكن يوستاس من رفع يديه تقريباً إلى وجهه و كان قريباً جداً من أن يكمل العدة الأولى .. على أي حال قبيل أن تلمس يديه جبهته و بسرعة كبيرة تم سحب يدي يوستاس لترتطم بالجهاز أمامه
.
كان ذلك إشارة على أن يوستاس فشل بفعلها .. و على إنه يجب أن يعيد الكرة مرة أخرى
"تباً.. "
يقول يوستاس الذي ينقر على لسانه و الذي حاول بكافة الطرق أن يكبت المشاعر بقلبه
.
"حسناً .. يوستاس .. إلى الآن .. يمكنك التوقف.. "
يقول ماساشي أثناء محاولة يوستاس لمواصلة التمرين
.
"ماذا..؟ لماذا هذا..؟"
'ما خطب هذا الوغد..؟ هو من يخبرني أن أتوقف..؟'
.
"حسناً أنا لا أملك الكثير من الوقت لكي أخبرك لماذا و لكن الأمر لمصلحتك .. عد إلى غرفتك و خذ قسطاً من الراحة .. عد غداً إلى هنا سأكون موجوداً و حينها سوف أخبرك ما سيحدث أثناء تهيئتك لبطولة التبادل القادمة.. "
يقول ماساشي
.
"تباً.. "
يقول يوستاس الذي كان يلهث بشدة دون وعي منه
"ما رأيك بتدريب اليوم معلمي..؟ هل شعرت بأنني أتطور..؟"
يسأل يوستاس الذي لم يستطع اختيار كلمات مناسبة بشكل أكبر لما أراد قوله
'معلمي كان شخصية قادرة على إدراك تطور القوة للشخص المقابل بسهولة .. لا أعلم لكن إذا شعر بتغيير بسيط فقط بسيط جداً .. مهما كان حجمه .. أنا لن أهتم .. كل ما أريد سماعه هو كلمة إيجابية واحدة فقط .. ستكون كافية لكي أخرج من حالة الشك هذه.. '
كان يوستاس ينتظر إجابة ماساشي بشدة و بتأخر ماساشي عن إعطاء إجابة يوستاس قد كون بالفعل تصورات للإجابة و لكنه أوهم نفسه بأنها كانت إيجابية
.
"حسناً .. لسبب ما أشعر بأن الإجابة سوف تحطمك كثيراً .. أنا لن أقولها لكن أنت تعلم .. تخيلها.. "
يقول ماساشي ليوستاس الذي يكتفي بالإيماء برأسه و يعبر بوابة النقل الآني و لسبب ما وجد نفسه بالحرم الأزرق هو لم يهتم للأمر بل واصل المشي قبل أن يوقفه صوت مألوف
.
"يوستاس..؟ هل هذا أنت..؟"
كان الصوت صادراً من كاناي التي نظرت إلى يوستاس بعيون متفاجئة بعض الشيء لأنها شعرت بأن الجو حوله يوستاس متغير جداً عن العادة
ما أن التفت يوستاس و نظر بعيونه إلى كاناي كاد قلبها ينفجر لسبب ما .. كانت عيونه الشبيهة بعين الشخص الميت مخيفة للغاية للشخص العادي .. لكن لها .. كانت محزنة
.
لم تستطع كاناي قول شيء على الإطلاق فواصل يوستاس طريقه بعد ثواني و تركها دون قول شيء أبداً
.
..
...
....
.....
......
لست متعوداً على كتابة دراما أبداً (الكوميديا أسهل بكثير حقاً) على أي حال هذا سيكون الجو العام للرواية أتمنى أن أنجح بإيصال ما أريده بشكل ممتع و (حزين)
بخصوص الغياب لقد اعدت كتابة الفصل مرة كل أسبوع لأنني لم أكن راضياً عن شيء معين و كنت متردداً جداً بإظهاره لذلك «لم أنشره بالنهاية» و قد تأخر الفصل شهراً كاملاً عن موعده أسف💔