26 - الحفلة الخيرية المنتظرة(4)

فجأة سمعت اعتذارا غريبا كان صادرا من شخص لم اتوقع منه ابدا ان يعتذر.

لسبب ما توقفت ولم استطع ان اخطوا خطوة واحدة اخرى لداخل، نظرت له من فوق كتفي وخرجت مني نبرة باردة غير مناسبة للموقف.

"لماذا تعتذر؟ الم تفعل هذا من اجل شرف داينوت ومن اجل ان تبقى دائما مثالية بالنسبة للناس؟"

التفت الفريد بالكامل وحدق بي بتعبير متألم، كأنه شخص يموت من العذاب حاليا.

"في ماذا سيفيدني شرف داينوت ان لم اكن امتلك علاقة جيدة معكم؟"

اتسعت عيناي قليلا من كلماته، لقد صدمت مما قاله، هل قال ان شرف داينوت غير مهم الأن؟ الفريد المهووس برشف داينوت يقول هذا؟

"........."

بقيت صامتا ولم تخرج اي كلمة من فمي، انزل الفريد عينيه وقال بنبرة متألمة.

"انا ادركت انني مخطئ، اكتشفت انه لافائدة من تكريس حياتي في مجال شرف داينوت، اليس من الأفضل ان تبني علاقة جميلة مع عائلتك؟"

عض الفريد شفتيه وقال بنبرة نادمة"انا نادم، نادم انني لم العب معكم نادم انني لم اخرج في نزهات معكم نادم ......على كل شيء"

بمجرد سماعي لتلك الكلمات استطعت فتح فمي وقلت ببرود.

"انت الأن هل تقول انك لن تهتم بشرف داينوت؟ الم تكرس حياتك ووقتك وعدم اهتمامك بعائلتك من اجلها؟ فجأة تقول انك لن تهتم بها وستهتم بعائلتك بدلا منها؟"

لسبب ما شعرت بشيء في داخلي يغلي، هل هذه حقا مشاعري ام انها مشاعر هذا الجسد ،مشاعر كايلوس؟

"اجل.....كايلوس اعلم انك لن تسامحني وانا حقا لااريد منك مسامحتي، لكن الايمكنك حقا اعطائي فرصة لإثبات انني يمكن ان اتغير؟"

هذه المرة عندما اجبت عليه، كانت نبرة صوتي تحمل بعضا من الإنفعالية التي لم اكن اعلم سببها حتى، والكلمات التي خرجت مني لم اكن انا من قالها.

"حقا ابي؟ اتظن انه بإعطائي لك فرصة ستصلح مافعلته لي؟ عدم وقوفك بجانبي في ذالك الوقت؟ جعلي وحيدا بدون اي شيء؟ حقا؟ هل حقا تريد مني اعطائك فرصة؟ ان كنت حقا تريد التغير ابدء بالأمر ولاداعي لأن تقول لي انا لست مهتما بهذا، لأنه...."

في اخر الكلمات التي خرجت مني ظهر صوت متألم جدا" لافائدة، مهما حاولت التغير فهذا لن يغير حقيقية الأمر"

كنت في حالة صدمة من الكلمات التي قلتها، مرة اخرى مثل اول مرة دخلت لهذا الجسد عندما خرج صوتي ولم يكن انا من يتكلم حدث نفس الشيء الأن.

لكنني هنا تملكني تساؤل، مالذي قاله كايلوس لتو؟ هل حدث شيء سيء له وهو مرتبط بموقف كاثرين عندما رأتني اتدرب؟

في الرواية لم يتم الشرح عن هذا مطلقا، لفت انتباهي تعبير الفريد التعيس، وابتسم بتألم..

"بالتأكيد انا لن الومك بني، من حقك ان تغضب من حقك حتى ان تقتلني على فعلتي التي فعلتها، انا اعلم ان الإعتذار لن يحدث فرقا لأنني جعلتك تعاني في ذالك الوقت، لكنني حقا نادم انا حقا اسف"

قبضت يدي من شدة الإنفعال الغريب الذي حدث لي، وفتحت فمي وتحدث كايلوس مرة اخرى.

"اعتذر كما تريد فهذا لن يرد ماسلب مني، على كل حال، اهنئك على ادراكك لأخطائك، فقط حاول الاتجعل اخوتي يعانون من ذكريات سيئة"

اتسعت عينا الفريد من الكلمات التي خرجت مني، وظلت شفتاه ترتعش دون ان ينبس بأي شيء، هناك كنت لاازال اشعر بأن الوضع غريب، وعندما قررت قول شيء اخيرا استطعت ان اقول مااريده.

"انظر معي، صحيح انني لن اسامحك ولكن هذا لايعني انني اقول انه ليس من الجيد التغير"

رفع الفريد عينيه وحدق بي بعيون مليئة بالدهشة، قبل ان تتشكل ابتسامة سعيدة غير مألوفة على وجهه.

"بالتأكيد، انا سوف احاول بكل مالدي"

اطلقت الصعداء وانا انظر اليه، ابتسمت وقلت.

"اذا بدأت اشعر بالنعاس، ليلة سعيدة"

اومأ الفريد لي، وبعدها ذهبت.

*****

تصلبت يدي وانا انظر الى موقف الفريد..

"هل هناك طعام لاترغبون به؟ هذا الأب سيغيره من اجلكم"

لم استطع منع نفسي من اظهار تعبير مليء بالحيرة، صحيح انك تريد التغير ولكن هذا......الايبدو مبالغا بعض الشيء؟

"انا سعيدة جدا"

نظرت الى كاثرين التي كانت جالسة بجواري وتبتسم بسعادة، وهي تنظر لألفريد واخوة كايلوس، امممم اظن انني الوحيد الذي يرى الأمور من منظور اخر.

نظر اخوة كايلوس لبعضهم البعض بغرابة وتوتر من الموقف، قبل ان يرسلوا رسالة استغاثة بالعينين لكاثرين، ولكنهم صدموا عندما رأئو ان كاثرين كانت تدعم الفريد.

"ل-لا؟ اعتقد انه جيد"

"اجل"

"نعم بالتأكيد"

حتى ردود اخوة كايلوس كانت ضعيفة، كانت تعابير وجههم فاضحة للغاية، اعني حتى نبرة اصواتهم كانت تحوي على عدم الراحة، ولكن ومن سوء حظهم ان والدهم الفريد رجل غبي ولم يفهم هذا.

اتكئ الفريد على الكرسي وقال بإبتسامة لاازال غير معتاد على رؤيتها..

"سنذهب في نزهة اليوم"

توقفت يدي التي كانت تمسك الشوكة وهي في طريقها لفمي.

"ماذا؟"

وسط هذا الصمت التفت الجميع لي عندما اخرجت تأوها مذهولا جدا، ابتسم الفريد واومأ، وهو يخرج بطاقة انيقة.

"لماذا كل هذا الذهول؟ على كل حال رحلتنا اليوم ستكون للفيلا التي تمتلكها داينوت في مدينة يلبار، مارأيكم؟كما انني احضرت معي 5 شيكات لأي شخص يريد ان يشتري اي شيء حتى وان كان قصرا هناك"

'هاه؟ شراء قصر؟ هل تمزح معي الأن؟ هذا مبالغ به جدا.

' لكن ان كانت مدينة يلبار، اليست المدينة المشهورة بجمال مناظرها وقربها من العاصمة؟'

"حقا؟ هل نستطيع ذالك حقا؟"

لاحظت عينا كاثرين المتسعة كانت تعبيرات وجهها مثل تعبيرات وجوه اخوة كايلوس، اعتقد ان تعبيري يمكن ان يكون مثلهم؟

وقف الفريد وضرب يده فوق الأخرى بإبتسامة.

"حسنا! من انهى طعامه فاليذهب ليتجهز"

اومأنا، او بالأحرى اومأو وانا اومأت على مضض، الذهاب في نزهة عائلية؟ حقا؟

نظرت الى الفريد الذي كان لايزال مبتسم'يبدو انه كان محقا في امر التغير'

****

كنت جالسا على الكرسي وارى الخادمة وهي تجهز الثياب، قبل ان اتنهد.

"مالخطب ايها السيد الشاب؟لماذا انت غاضب؟"

نظرت الى ايان بتعبير انني اريد قتلك، لكن حسنا من يستطيع قتل شخص مثل ايان؟

"علي الذهاب في نزهة عائلية"

اومأ ايان وهو يقول"اجل، الذهاب في نزهة عائلية، يبدو شيء جيد"

عندما سمعت رد ايان الضعيف جدا قلت بوجه متصلب..

"الدوق هو من خطط لهذا"

صفع!

صفع ايان جبهته بقوة حتى اصبحت حمراء اللون، نظر لي وقال"ايها السيد الشاب اعتذر لكن يبدو انني سأموت قريبا"

اومأت وانا اجيب"حسنا، اين تريد مكان قبرك؟"

فرك ايان ذقنه كما لو انه يفكر، قبل ان يقول.

"اعتقد هنا، اعني سيزورني فرسان الظل ولايجب عليهم الذهاب بعيدا فيجب ان يكون هنا"

صمتت عندما اجاب ايان بتعبير جاد، قبل اتنهد وانا انظر الى الثياب الموضوعة في الحقيبة.

'نزهة عائلية هاه-!

فتح!

نظرت الى الباب ببرود، لم اعد اجفل عندما يتم فتح الباب بقوة، لكن من دخل ولحسن الحظ لم يكن الفريد.

لقد كانت كاثرين.

انتظر، منذ متى كاثرين تفتح الباب بهذه الطريقة؟

لكن عندما رأيت تعبير وجهها علمت السبب، انها المرة الأولى التي ارى فيها كاثرين مبتسمة بهذه الطريقة.

تقدمت كاثرين بخطوات بهيجة، حتى وقفت امام الطاولة التي امامي وضربتها بقوة..

'هاه؟'

"كايلوس بني العزيز، هل تجهزت؟"

ضيقت عيناي من كلماتها، بني العزيز؟ ماذا؟ لماذا تناديني هكذا؟ اجبت رغم حيرتي.

"اجل؟ ماذا عنك؟"

اومأت كاثرين بقوة، وقالت وهي تلوح بيدها وتستدير.

"اجل! على كل سأتفقد اخوتك الأن!"

'انها متحمسة جدا'

نظرت لها وهي تغادر الغرفة قبل ان تغلق الباب بقوة لدرجة انني استطعت رؤية شق.

"السيد الشاب؟ هل كانت الدوقة لطالما قوية هكذا؟"

نظرت الى الباب المتشقق من فوق وانا ابتسم.

"حسنا، لااعلم خمن انت"

2024/08/21 · 280 مشاهدة · 1117 كلمة
Rovel
نادي الروايات - 2024