تصلبت في مكاني، أراقب المشهد المروع أمامي. "سيد الغابة المتحول" كان يقف شامخًا، كجبل من التشوه، وهالته الخضراء المريضة تخنق الهواء.

الأستاذ ألاريك، الرجل الذي كان قبل دقائق يقاتل بشراسة، كان الآن جاثمًا على ركبتيه، وجهه شاحب، وعيناه مثبتتان على الوحش برعب خالص.

كان الفارق بين الرتبة الرابعة والخامسة واضحًا ووحشيًا. كانت رتبة واحدة تفصل بين محارب قوي ومجرد فريسة تنتظر دورها في المجزرة.

تذكرت ما قرأته عن هذه اللحظة في الرواية. "تضحية الأستاذ ألاريك".

هذا هو المصطلح الذي استخدمته الكاتبة. "لقد ضحى الأستاذ ألاريك بحياته ليعطي الطلاب فرصة للنجاة، ليعطيهم الأمل في قلب الظلام".

يا له من هراء! يا لها من دراما رخيصة ومبتذلة!

"أي تفكير هذا؟" تمتمت بصوت خافت، امتزج مع صوت المطر الذي كان يجلد الأرض.

"أي منطق سخيف يجعل شخصًا مثل الأستاذ ألاريك، وهو في الرتبة الرابعة، يضحي بحياته أمام وحش من الرتبة الخامسة؟ وهل هذا الهراء سيعطي الطلاب فرصة؟"

الغضب بدأ يتصاعد في داخلي، يطغى حتى على اليأس الذي كان يخنقني.

ليس غضبًا من الوحش، ولا من القدر. بل غضبًا من تلك الرواية اللعينة، ومن كاتبتها المعتوهة التي نسجت هذا الكابوس!

"تضحية؟" فكرت بسخرية مريرة. "تضحيته لن تقتل الغزال حتى! لن تؤذيه بجدية! ستكون مجرد وخزة، إلهاء مؤقت، قبل أن يسحقه هذا الوحش وكأنه حشرة تافهة!"

كان الأمر عبثيًا، سخيفًا. كان كاتب السيناريو يريد "مشهدًا مؤثرًا". يريد "لحظة بطولية"

تلهب مشاعر القراء. لكن في الواقع، في هذا الجحيم الذي أعيشه، لم تكن سوى حماقة قاتلة. تضحية لا طائل منها. موت عبثي.

ارتعش جسدي ليس من البرد، بل من مزيج الغضب والاشمئزاز. لقد قُدر لهذا الرجل أن يموت.

قُدر له أن يكون وقودًا لدراما رخيصة، وأن تتحول حياته إلى مجرد نقطة تحول في حبكة قصة شخص آخر.

"اللعنة على هذه الرواية!" صرخت في صمت داخلي. "اللعنة على الكاتبة التي لم تهتم إلا بالدراما السطحية، ولم تهتم بحياة الشخصيات الحقيقية!"

تذكرت الأستاذ ألاريك وهو يقاتل "كلاب الكآبة". كان قويًا، شجاعًا، وكانت هالته تنبض بالحياة.

لكن الآن، كان مجرد كائن مكسور، ينتظر دوره في الموت.

"إذًا، لماذا؟" سأل صوت في عقلي. "لماذا ستضحي بنفسك يا ألاريك؟"

لم يكن ذلك من أجل الطلاب حقًا. كانت التضحية من أجل "الحبكة".

من أجل دفع القصة إلى الأمام. من أجل خلق "لحظة مظلمة" قبل ظهور "النور".

وما هو النور؟ ظهور أبطال الرواية ليشقوا طريقهم نحو النجاة.

نظرت إلى الطلاب الآخرين. كانوا مازالوا راكعين، يرتعشون من الخوف.

وجوههم شاحبة، وأعينهم شاخصة على الوحش. لم يدركوا أن أستاذهم، الشخص الذي من المفترض أن يحميهم، كان على وشك أن يُذبح، وأن ذبحه لن يغير شيئًا جوهريًا في مصيرهم المحتوم.

"هل سأكون أنا التالي؟" تراقصت هذه الفكرة القذرة في رأسي. هل سينتهي بي المطاف كضحية أخرى، مجرد جسد آخر يُلقى في طريق أبطال هذه القصة السخيفة؟

شاهدت الأستاذ ألاريك وهو يحاول النهوض بصعوبة. كان يمسك عصاه السحرية المتوهجة بضعف، وعيناه تحدقان في "سيد الغابة المتحول" بعزم يائس.

كانت هالته تتوهج بآخر ما تبقى له من قوة، يستعد لشن هجوم يائس. هجوم لن يفعل شيئًا.

كانت المسافة بينه وبين الوحش كبيرة. لن يتمكن من الوصول إليه في الوقت المناسب.

وحوش الرتبة الخامسة سريعة بشكل لا يصدق. بمجرد أن ينهض، سيتم سحقه.

شعرت بغضب عارم يتجدد. غضب من هذا القدر الظالم، من هذه اللعبة القاسية التي تُلعب بي.

كنت أرغب في الصراخ في وجهه: "لا تفعلها! لا تضحِ بنفسك عبثًا! موتك لن يغير شيئًا!"

لكن كلماتي كانت ستكون مجرد هواء. لم يكن يسمعني. كان يسمع نداء الواجب المزيف الذي كتبته الكاتبة له.

في هذه اللحظة، لم أعد أشعر بأي خوف على نفسي. بل شعرت بحزن عميق على هذا الرجل الذي سيتم سحقه. حزن على هذه الأرواح البريئة التي ستُسحق.

وحزن على نفسي، لأني مجبر على مشاهدة هذه المأساة تتكشف أمامي، دون أن أستطيع فعل أي شيء.

المطر كان يهطل بغزارة، يغسل الدماء الوهمية عن وجهي، ويمتزج بدموعي التي رفضت النزول. الرعد كان يتردد، كأنه يصفق لهذه المسرحية المأساوية.

"سيد الغابة المتحول" رفع أحد قرونه المتشابكة، وأطلقت منه شرارات خضراء سامة، متهيئًا للهجوم النهائي.

كان الأمر وشيكًا. كان الأستاذ ألاريك يستعد للقفزة الأخيرة، اللحظة الأخيرة من البطولة الزائفة.

اليأس كان أثقل من أي حمل. كان كافيًا لسحق روحي، ودفنها تحت طين هذه الغابة الملعونة.

فجأة، تحرك الأستاذ ألاريك. لم يكن الأمر مجرد محاولة يائسة للنهوض، بل كان اندفاعة أخيرة، قفزة يائسة من رجل يعرف أن مصيره قد حُدد.

رفع عصاه السحرية، التي توهجت بضوء أخضر باهت، وصرخ بصوت مخنوق، كلمات تعويذة قديمة، كلمات استُنزفت منها كل الحياة.

"درع الغابة! حماية الأرواح!"

اندفعت موجة من الطاقة الخضراء من عصاه، لم تكن هجومًا، بل كانت درعًا، حاجزًا روحيًا خفيفًا، يلتف حول الطلاب الباقين، يضيء هالاتهم بوميض باهت، كأنه يحاول أن يمنحهم بضع ثوانٍ إضافية.

كانت عيناه مثبتتين على "سيد الغابة المتحول"، تحملان مزيجًا من العزم اليائس، والحزن، ونظرة أخيرة للطلاب، وكأنه يودعهم في صمت.

"سيد الغابة المتحول" لم يهتم بالدرع. لم تكن هذه القدرة تستطيع إيقافه.

رفع أحد قرونه العملاقة، وأطلق منه شعاعًا من الضوء الأخضر السام.

كان الشعاع ساطعًا، مريضًا، يقطع الهواء المليء بالمطر كالشفرة. اتجه مباشرة نحو الأستاذ ألاريك، الذي لم يتحرك. لم يحاول التهرب.

بل وقف شامخًا قدر استطاعته، وعيناه تحدقان في وجه الموت القادم ببرود غريب، كأنه قد تصالح مع مصيره.

اصطدم الشعاع بجسد الأستاذ ألاريك.

لم تكن هناك صرخة واحدة. لم يكن هناك انفجار مدوٍ. فقط صوت حفيف مخيف، كأن نسيجًا قديمًا يتمزق ببطء مؤلم. بدأ جسده يتقلص.

اللحم والعظم يذوبان، يتحولان إلى سائل أخضر متوهج يتصاعد منه دخان خفيف.

كانت العملية بطيئة، مروعة، ومؤلمة بشكل لا يصدق. رأيت وجهه يتشوه، عيناه تتسعان في رعب صامت بينما كان جسده يتبخر، تتحول ملامحه إلى سائل لزج يقطر على الأرض.

حتى آخر لحظة، كان جسده يرتعش في عذاب صامت، وكأن كل خلية فيه تصرخ من ألم التلاشي.

ثم، في غضون ثوانٍ قليلة بدت كأنها أبدية، لم يتبق منه شيء. لا جسد، لا عظام، لا قطرة دم.

فقط بقعة من الرماد الأخضر المتوهج، التي تبعثرت في الهواء مع هبوب الرياح الباردة، تاركة خلفها رائحة حرق كريهة.

عصاه السحرية سقطت على الأرض الموحلة، وتحول توهجها إلى ظلام مطلق.

كان الأمر سريعًا، وحشيًا، وباردًا. لم يترك أي أثر لوجوده سوى تلك العصا الخشبية الملقاة، وذكرى هالته الخضراء التي انطفأت تمامًا.

لقد "ضحى" بنفسه. لكن لم تكن هناك بطولة. لم تكن هناك مقاومة ذات معنى. كان مجرد... إزالة، محو كامل.

الصمت الذي أعقب موت الأستاذ ألاريك كان أعمق من أي شيء سمعته في حياتي.

صمت الموت الذي لا يترك أي أثر. الطلاب الذين كانوا راكعين، بقوا كذلك، متجمدين في مكانهم، وعيونهم شاخصة على البقعة التي كان يقف فيها أستاذهم قبل لحظات. لم يستوعبوا بعد ما حدث.

كان المشهد قد تجمد في أذهانهم، لحظة الموت العبثي. بعضهم بدأ يرتعش بشكل لا إرادي، وبعضهم الآخر أطلق صيحات مكتومة من الرعب.

"سيد الغابة المتحول" لم يبدِ أي اهتمام. لم يتحرك. بقي واقفًا، قرونه تتوهج بضوء أخضر خفيف، وعيناه الفارغتان تحدقان فينا جميعًا، كأنه يقيم وليمة جديدة.

كان الأمر أشبه بالنظر إلى حشرة دهست للتو حشرة أخرى، غير آبهة بها.

اليأس الذي كان يملأ روحي تحول إلى شيء أعمق، أثقل. تحول إلى شعور بالعجز المطلق، وبالغضب الذي لا يمكن تفريغه.

غضب من هذه الرواية، من هذا العالم، من هذا القدر الذي يجبرني على مشاهدة كل هذه الفظائع تتكشف أمامي، دون أن أستطيع تحريك ساكن.

رفعت رأسي ببطء، ونظرت إلى السماء.

المطر لم يتوقف. كان يهطل بغزارة، كأن السماء نفسها تبكي بحرقة لا توصف.

قطرات الماء الباردة كانت تسيل على وجهي، وتمتزج بدموعي التي لم تسقط. عيناي لم تذرفا دمعة واحدة، لكنهما كانتا تحترقان، كأنهما تبكيان بصمت مع السماء.

كانت الرطوبة الغامرة لا تريحني، بل تخنقني، وتزيد من ثقل الهواء.

البرق كان يمزق الغيوم الداكنة بشكل مستمر، يرسم خطوطًا بيضاء حادة في السواد المطلق، وكأنه صراخ الكون على هذه المأساة التي تتكشف، كل وميض كان يضيء مشهد الرعب الذي لا يمكن تخيله.

الرعد كان يدوي بقوة، كأنه صوت السماء وهي تنهار، أو كأنه صرخات أرواح الأبرياء الذين لقوا حتفهم في هذه الغابة الملعونة، أرواح تصرخ بلا صوت.

كان المشهد كابوسًا حيًا. الغابة، التي كانت قبل ساعات قليلة تبدو جميلة وهادئة، تحولت إلى هاوية، إلى حفرة عملاقة من اليأس المطلق.

الدماء كانت تختلط بالطين. جثث "خنافس الجثث" و"كلاب الكآبة" كانت مبعثرة في كل مكان، وكل منها يحكي قصة موت عبثي.

والآن، رماد الأستاذ ألاريك، رجل شجاع، تحول إلى لا شيء، مجرد ذكرى أخرى تضاف إلى قائمة طويلة من الخسائر التي لا تُحصى.

"اللعنة على كل شيء!" صرخت في صمت داخلي، الكلمات كانت تتقطع في حلقي، تخرج كقطع من الزجاج الحاد.

"اللعنة على هذا العالم الذي لا يعرف سوى القسوة والظلم! اللعنة على القدر الذي وضعني هنا لأشاهد هذا الجحيم، لأعيش هذا الكابوس الذي لا ينتهي!

اللعنة على هذه الرواية اللعينة التي حولت حياتي إلى مأساة لا تنتهي، إلى مسرحية دموية أدفع ثمنها من روحي! اللعنة على الحب الذي يدعي أنه يمنح القوة، بينما هو لا يجلب سوى الموت واليأس المطلق! اللعنة على كل شيء، كل شيء، حتى على الأمل الذي يتلاشى في داخلي!"

كان صراخ روحي الذي لا يُسمع. صراخ من أعمق نقطة في كياني، نقطة الألم والغضب التي تحولت الآن إلى رماد، كرماد الأستاذ ألاريك الذي اختفى.

وقفت هناك، والسيف الأسود في يدي، أرتعش ليس من البرد، بل من الانهيار الداخلي الذي كان يمزقني إربًا.

كنت مجرد شاهد، متفرج على مسرحية دموية، مقيد، عاجز عن تغيير أي شيء.

وهذه... كانت مجرد البداية. الموجة الأكبر، "الكيمايرا ناسج الفراغ"، لم تظهر بعد.

اليأس كان رفيقي الوحيد في هذه اللحظة، والظلام كان يزحف ليحتضنني، يبتلع ما تبقى من أمل في روحي، ليغرقني في بحر من العدم.

لكن...

في تلك اللحظة، بينما كان "سيد الغابة المتحول" يزمجر بصوت عميق، وتتوهج عيناه الخضراوان الشريرتان، حدث شيء غير متوقع.

شيء لم يكن في الحسبان. شيء لم يذكره أي سطر في الرواية اللعينة.

سمعت صوتًا جديدًا. ليس صوت صراخ، أو رعد، أو حتى هدير وحش. كان صوت شفرة حادة تقطع الهواء بسرعة لا تُصدق.

صوت حاد، نظيف، ثم صوت تكسر مريع، كأن جبلًا من الصخر قد انهار.

ثم، في ومضة برق عنيفة أضاءت الغابة بأكملها وكأنها نهار، رأيت المشهد الذي حفر في ذاكرتي إلى الأبد.

"سيد الغابة المتحول" الذي كان يقف شامخًا منذ لحظات، انشطر إلى نصفين.

نعم. نصفين. رأسه وقرونه الضخمة انقسمت بشكل مثالي عن جذعه العملاق.

انفصل النصف العلوي عن النصف السفلي، وسقطا على الأرض الموحلة بضجة مدوية، تهز الأرض تحت أقدامنا، وترش الطين والدماء الخضراء المريضة في كل اتجاه.

انبعثت رائحة كريهة لا توصف، رائحة تعفن الأرض، رائحة الموت.

انطفأت هالته الخضراء الفاسدة، وتحول جسده الضخم إلى لحاء أسود متفحم، يتصاعد منه دخان خفيف.

تناثرت أعضاءه الداخلية المتحولة على الأرض، كانت تبدو ككتل من الجذور واللحاء المتحلل.

كان المشهد وحشيًا، مروعًا، ومستحيلًا.

شُلت حركتي تمامًا. صدمة عميقة اجتاحتني، أشد من أي صدمة شعرت بها في حياتي.

لم أستطع أن أصدق ما رأته عيناي. وحش من الرتبة الخامسة، كائن قادر على سحق الأستاذ ألاريك بقوته المدمرة، قد قُطع إلى نصفين بهذه السهولة المروعة، في لحظة واحدة! هذا لم يكن ممكنًا.

هذا لم يكن جزءًا من الرواية. هذا لم يكن جزءًا من خطة الكاتبة اللعينة.

نظر الطلاب الآخرون المذهولون إلى الوحش الميت، ثم إلى مصدر الضربة.

كان الصمت مطبقًا، صمت ذهول، صمت لا يمكن أن يكسره حتى صوت الرعد.

ومن بين الظلال الكثيفة للأشجار، التي أضاءها وميض البرق الأخير، ظهر الشخص الذي قام بذلك.

تحرك بخفة لا تُصدق، كظل ينزلق عبر الغابة. كان طويل القامة، مهيبًا، يرتدي درعًا أسود لامعًا يبدو وكأنه منحوت من حجر بركاني، مزينًا بزخارف ذهبية معقدة وشعارات إمبراطورية.

كان الدرع يمتص الضوء من حوله، مما جعله يبدو ككتلة من الظلام المتحرك، لكنه كان يعكس وميض البرق بشكل خاطف، يكشف عن تفاصيله الفخمة والمتقنة.

كان يرتدي خوذة مغلقة بالكامل، تخفي وجهه، لكنها مزينة بريش أسود داكن ينسدل من جانبيها، ويضفي عليه هيبة ملكية.

في يده، كان يحمل سيفًا حاداً، ذا نصل أسود قاتم، كان لا يزال يقطر منه السائل الأخضر اللزج من جسد الغزال الميت. كان السيف نفسه يبدو كأنه مصنوع من الليل.

وبينما كان يتقدم بخطوات ثابتة، واثقة، رغم الطين والمطر، شعرت بقوة هائلة تنبعث منه.

قوة لم أختبرها من قبل، حتى من والدي. كانت هالته أرجوانية داكنة، متوهجة بعنف، تصرخ بالسيطرة المطلقة.

كانت هذه الهالة أعلى من الأستاذ ألاريك، أعلى من أي أستاذ آخر.

لقد عرفته. لم أره شخصيًا من قبل، لكنني قرأت عنه في الرواية. لقد كان أحد أهم الشخصيات الجانبية، التي تظهر فقط في اللحظات الحاسمة.

إنه الجنرال ڤاليريوس، ذراع الإمبراطور اليمنى.

الرجل الأقوى في الإمبراطورية بعد الإمبراطور ووالدي. الرجل الذي وصل إلى الرتبة السادسة.

الرتبة السادسة! هذا كان مستوى قوة لم أتوقع رؤيته هنا أبدًا.

كانت هالته تصرخ بذلك، تشع بذلك. هذا الرجل لم يكن مجرد قوي. كان كارثة متحركة بحد ذاته.

نظرت إلى وجهه الذي تخفيه الخوذة، وشعرت بمزيج من الذهول، والارتياح، والرعب.

ارتياح لأن "سيد الغابة المتحول" قد مات بهذه السهولة، لكن رعب من حقيقة أن هذا الرجل موجود هنا.

هذا لم يحدث في الرواية. في الرواية، هذا الكائن كان قد دمر المخيم وذبح عددًا هائلًا من الطلاب قبل أن يصل "الأبطال" ليواجهوه.

وجوده هنا... هذا يغير كل شيء. هذا يعني أن القدر قد بدأ يتشوه. هذا يعني أن هذه الرواية اللعينة، التي ربطت حياتي بها، لم تعد تسير على خطاها المحددة.

وهذا يعني... أن كل ما أعرفه قد أصبح غير مؤكد.

ظل الجنرال ڤاليريوس واقفًا بصمته المهيب، سيفه الأسود لا يزال يقطر الدماء الخضراء.

الطلاب كانوا ينظرون إليه في ذهول مطلق، عاجزين عن النطق. كان وجوده أشبه بمعجزة في قلب الكحمة، ولكنه لم يجلب معه أي أمل. بل جلب معه شعورًا غريبًا بالتوتر، وبالاضطراب.

ماذا يفعل ذراع الإمبراطور اليمنى هنا؟ ولماذا لم يتم ذكر وجوده في الرواية؟

في تلك اللحظة، وسط المطر والدم، شعرت بأن الأبواب التي كانت تحبسني في حدود القصة قد بدأت تتصدع.

وهذا، بقدر ما كان مبعث ارتياح، كان أيضًا مبعث رعب أكبر.

لأنني، للمرة الأولى، لم أعد أعرف ما الذي سيحدث.

2025/07/02 · 21 مشاهدة · 2173 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025