سقط سؤال ثيرون في وسط الصمت كقطعة جليد في بركة ماء راكد، مرسلاً تموجات من التوتر البارد عبر الطاولة.

لم يكن مجرد سؤال، بل كان إعدامًا علنيًا لشرفي، طعنة مباشرة في قلب هوية "نير ڤيرتون".

"هل تملك أي إيترا على الإطلاق؟"

تجمد الهواء. خرير ماء النافورة في الحديقة بدا وكأنه توقف فجأة. حتى الخدم الذين كانوا يقفون بصمت في زوايا الشرفة بدا وكأنهم حبسوا أنفاسهم.

شعرت بنظراتهم الثلاثة تخترقني.

نظرة ثيرون كانت حادة، منتصرة، كصياد حشر فريسته في زاوية. كان يتوقع مني أن أنهار، أن أتلعثم، أن أقدم اعتذارًا مهينًا أو أنفجر غضبًا كالأطفال. كان يستمتع بهذه اللحظة، يستمتع بسلطته في تعريتي أمام الآخرين.

نظرة كايلين كانت مختلفة. كانت أشد، وأعمق. لم تكن هناك شماتة في عينيه الرماديتين، بل فضول خام، صارم. كأنه لا يهتم بالإهانة، بل بالجواب نفسه.

كان يبحث عن حقيقة، عن تفسير لذلك "الضباب" الذي رآه، لذلك التدهور في مهاراتي. كان يريد أن يعرف ما إذا كان الجوهر الذي كان يحترمه قد تلاشى تمامًا.

لكن النظرة الأكثر إزعاجًا كانت نظرة الأميرة سيرافينا.

تحركت ببطء شديد، حركتها كانت انسيابية ومقلقة في هدوئها.

أدارت رأسها قليلًا، وانتقلت عيناها الرماديتان من وجه أخيها المتغطرس، واستقرتا على وجهي.

لم تكن نظرتها حادة كنظرة ثيرون، ولا فضولية كـ كايلين. كانت... واسعة، هادئة، وكأنها لا تنظر إليّ، بل تنظر عبري، إلى الظلام الذي بدأ يتشكل في روحي، إلى ذلك الفراغ الذي خلفته الذكريات الممحوة.

شعرت وكأنها ترى ليس فقط السؤال، بل كل الإجابات المحتملة، وكل العواقب التي ستترتب عليها.

في تلك اللحظة، تحت وطأة نظراتهم، اشتعل شيء في داخلي. لم يكن غضبًا أحمر حارقًا، بل كان شيئًا أبرد، وأظلم.

لقد اكتشفت ذلك للتو... قبل أيام قليلة فقط.

دارت هذه الفكرة في عقلي. فكرة أن قيدي قد انفك بصمت، وأن قوة جديدة، "الظلام الشيطاني"، كانت تنام في عروقي. لقد سخر مني، أهانني لضعف لم يكن خطأي، لضعف كان مفروضًا عليّ. لكن الآن... الآن المعادلة تغيرت.

لأول مرة منذ وصولي إلى هذا العالم الملعون، لم أشعر بأنني في موقف ضعف. شعرت بأنني أمتلك ورقة لم يرها أحد. سرٌ لا يعرفه حتى أبطال هذه الرواية.

لن أمنحه الرضا برؤيتي غاضبًا أو مهزومًا.

أرخيت قبضتي التي كانت مشدودة تحت الطاولة. أخذت نفسًا هادئًا، وشعرت بالبرودة الغريبة لتلك القوة الجديدة تتسرب إلى أطرافي، تطفئ نار الخزي، وتشعل جمرة من الثقة الباردة.

رفعت رأسي ببطء. لم أعد أتجنب نظراتهم. قابلت تحدي ثيرون، وفضول كايلين، وعمق سيرافينا بنظرة هادئة، ثابتة.

ابتسامة خفيفة، بالكاد يمكن ملاحظتها، ارتسمت على شفتي. لم تكن ابتسامة مرح، بل ابتسامة تحمل في طياتها سرًا، ووعدًا غامضًا.

"يا صاحب السمو،" قلت، وصوتي خرج هادئًا بشكل مرعب، خالٍ من أي اهتزاز. "سؤالك في محله."

اتسعت عينا ثيرون قليلًا. لم يتوقع هذا الإقرار.

"لكن الإجابة،" تابعت، وأنا أترك الكلمات تتدلى في الهواء لثانية. "لن تجدها في أحاديث الغداء، ولا في مبارزات التدريب المملة."

انحنيت إلى الأمام قليلًا، مقلدًا حركته، وخفضت صوتي إلى ما يشبه الهمس الواثق.

"بعد سبعة أيام، سترى."

سقطت الكلمات في الصمت، وكل كلمة كانت تحمل وزنًا يفوق حجمها بكثير. لم يكن نفيًا، ولم يكن تأكيدًا. كان تحديًا مضادًا. لقد أخذت جدوله الزمني، وألغيته، وفرضت جدولي الخاص.

لم أختر الرقم سبعة عشوائيًا.

عقلي كان يعمل بسرعة البرق، يربط بين هذا الموقف وبين أحداث الرواية. بعد سبعة أيام بالضبط، ستبدأ "منافسة طلاب السنة الأولى".

الحدث الأضخم في الأكاديمية. لم يكن مجرد اختبار، بل كان استعراضًا للقوة، ومسرحًا للطموح، وفرصة للطلاب لإثبات أنفسهم أمام النخبة الحاكمة للإمبراطورية.

تذكرت التفاصيل من الرواية بوضوح مؤلم. خمس مراحل، كل مرحلة في منطقة مختلفة، تختبر مهارات مختلفة: البقاء، حل الألغاز، القتال الجماعي، وأخيرًا، المبارزات الفردية.

المرحلة الرابعة كانت المرشح الأقسى، حيث يتم تصفية مئات الطلاب المشاركين ليتبقى منهم ستة عشر طالبًا فقط، الأقوى والأذكى والأكثر حظًا.

والمرحلة الخامسة والأخيرة... كانت الساحة الحقيقية. قتال مباشر بين الستة عشر طالبًا، في بطولة تبث مباشرة عبر بلورات سحرية ليشاهدها الجميع. والجميع سيحضر. لن يكونوا مجرد أساتذة وطلاب. بل سيحضر الإمبراطور بنفسه، ومعه كبار الدوقات والجنرالات.

وسيأتي أبي... دوق الظلال.

كانت هي الفرصة المثالية. ليست مجرد فرصة لإظهار قوتي، بل لإعلان وجودي بطريقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها. على مسرح عام، أمام والدي، وأمام حاكم الإمبراطورية.

والأمر الأكثر غرابة... في الرواية الأصلية، هذا الحدث قد تأجل لعدة أشهر كاملة بسبب "الحادثة" التي كان من المفترض أن تحدث في مكانٍ ما.

لكن الآن، وبما أن تلك الحادثة قد مُحيت، فإن المنافسة ستقام في موعدها الأصلي. كل شيء يتسارع. كأن القدر، بعد أن تعثر، يحاول الآن أن يلحق بمساره بأي طريقة.

كل هذه الأفكار دارت في رأسي في أجزاء من الثانية، بينما كنت أحدق في وجه ثيرون المصدوم.

لقد فهم المعنى فورًا. لم يكن غبيًا. "بعد سبعة أيام"... كان يعلم تمامًا ما الذي سيحدث بعد سبعة أيام.

تلاشت نظرة الانتصار من عينيه، وحلت محلها نظرة جديدة، مزيج من عدم التصديق والشك والترقب. لقد حولت تحديه إلى رهان، ورفعت سقف هذا الرهان إلى السماء.

إما أن أثبت كلامي أمام الإمبراطورية بأكملها، أو أن أتحول إلى أضحوكة التاريخ. لم يكن هناك حل وسط.

نظرت إلى كايلين. رأيت عينيه الرماديتين تتسعان بشكل طفيف. لقد فهم هو الآخر. لقد أعطيته إجابة على سؤاله عن جوهري. إجابة أكبر بكثير مما كان يتوقع.

ثم نظرت إلى سيرافينا. كانت لا تزال تحدق بي، لكن عينيها الباردتين بدا فيهما الآن وميض، وميض خافت كضوء نجم بعيد. لم يكن فضولًا، بل كان... إدراكًا.

كأنها رأت خيطًا جديدًا في نسيج القدر المعقد الذي يلفنا جميعًا، خيط لم تكن تتوقع وجوده.

كسر ثيرون الصمت أخيرًا، وضحك. كانت ضحكة قصيرة، حادة، لكنها خالية من السخرية هذه المرة. كانت ضحكة شخص قُبل تحديه.

"سبعة أيام إذن، ڤيرتون." قال، وهو يرفع كأسه الكريستالي نحوي. "الإمبراطورية بأكملها ستكون في انتظار عرضك. آمل من أجلك ألا يكون مخيبًا للآمال."

رفعت كأسي بالمقابل، وشعرت ببرودة زجاجه على أصابعي.

"لا تقلق يا صاحب السمو،" قلت بهدوء، والثقة المظلمة في داخلي تزداد قوة. "سيكون عرضًا... لن ينساه أحد."

...

...

انتهى الغداء في جو مشحون بالترقب الصامت. الكلمات القليلة التي تُبُودلت بعد ذلك كانت سطحية، مجرد غطاء رقيق يخفي الرهان الهائل الذي وُضع على الطاولة.

ثيرون استعاد بعضًا من سخريته، لكنها كانت الآن موجهة نحو المستقبل، نحو "العرض" الذي وعدت به.

كايلين بقي صامتًا كعادته، لكنني شعرت بأن صمته لم يعد فراغًا، بل أصبح انتظارًا.

أما سيرافينا، فلم تنطق بكلمة أخرى، لكن نظراتها الخاطفة نحوي كانت تحمل ثقلًا لم أستطع تفسيره.

عندما نهضنا للمغادرة، قال ثيرون وهو يمر بجانبي، "سأكون في الصفوف الأمامية، ڤيرتون. لا تخيب ظني."

لم أرد، فقط أومأت برأسي إيماءة خفيفة.

الطريق للعودة من الجناح الملكي كان مختلفًا. لم أعد أشعر بأنني متسلل. شعرت بأنني قد نقشت وجودي، ولو بشكل بسيط، في عالمهم.

لم أعد مجرد شبح يتبع خطوات الرواية. لقد ألقيت حجرًا في بحيرتهم الراكدة، والآن عليّ أن أتعامل مع التموجات.

عدت إلى غرفتي، وأغلقت الباب خلفي. الهدوء المفاجئ كان يصم الآذان بعد ضجيج الأفكار في رأسي. ألقيت بجسدي على السرير، وحدقت في السقف الحجري البارد.

"سبعة أيام..."

الكلمتان كانتا تدوران في ذهني. لقد اشتريت لنفسي سبعة أيام. سبعة أيام لأستعد، سبعة أيام لأفهم، سبعة أيام قبل أن أقف على مسرح الإمبراطورية وأكشف عن أوراقي.

والآن، بعد أن تلاشت حرارة المواجهة، بدأ ثقل الوعد الذي قطعته يهبط عليّ. لم يكن مجرد تباهٍ فارغ. لقد راهنت بكل شيء. بشرف عائلة ڤيرتون، بمستقبلي في هذا العالم، وربما... بحياتي.

عقلي بدأ يعمل ببرود، مسترجعًا كل التفاصيل التي قرأتها عن "منافسة طلاب السنة الأولى".

كانت الرواية قد وصفتها بدقة، لأنها كانت نقطة تحول رئيسية للعديد من الشخصيات.

المرحلة الأولى... كانت دائمًا الأصعب والأكثر فوضوية.

كانت تسمى "متاهة الهمسات".

سيشارك فيها جميع طلاب السنة الأولى دون استثناء. أكثر من خمسمائة طالب. خمسمائة شاب وشابة، كل منهم يحمل طموحًا ورغبة في إثبات الذات، سيتم إلقاؤهم معًا في ساحة اختبار عملاقة.

المتاهة لم تكن مبنى من الحجر. كانت غابة حقيقية، شاسعة، تمتد على مساحة عشرات الكيلومترات المربعة.

لكنها لم تكن غابة عادية. لقد تم تعديلها وتشكيلها بسحر قديم وقوي. أشجارها كانت عملاقة، متشابكة الأغصان لدرجة أنها كانت تحجب ضوء الشمس في معظم الأماكن، مما يغرق الأرض في شبه ظلام دائم.

والأرضية كانت مغطاة بطبقة سميكة من الضباب الأبيض اللبني، ضباب سحري لا تبدده الرياح، يلتف حول الكاحلين ويصعد أحيانًا ليحجب الرؤية تمامًا لمسافة تزيد عن بضعة أمتار.

الهمسات... الاسم لم يأت من فراغ. كان الضباب نفسه يحمل أصواتًا.

همسات خافتة، متقطعة، بلغات غريبة، وأحيانًا كان يقلد أصوات المشاركين الآخرين، يهمس بأسمائهم من اتجاهات خاطئة، في محاولة لإرباكهم، وعزلهم، ودفعهم نحو الجنون.

الهدف من هذه المرحلة لم يكن مجرد الخروج من المتاهة. كان أبسط وأكثر وحشية من ذلك.

عند دخول المتاهة، سيُعطى كل طالب سوارًا جلديًا بسيطًا، وفي وسطه تجويف فارغ. الهدف هو جمع ثلاثة "جواهر روحية" ووضعها في السوار.

هذه الجواهر كانت كرات صغيرة من الضوء المتجمد، بحجم حبة الجوز، تنبعث منها هالة زرقاء خافتة.

بمجرد أن يجمع الطالب ثلاث جواهر، يتوهج سواره بضوء ساطع، ويعتبر قد اجتاز المرحلة، ويتم نقله تلقائيًا خارج المتاهة.

لكن أين توجد هذه الجواهر؟

كانت مبعثرة في كل مكان. بعضها كان مخبأ في تجاويف الأشجار، أو تحت جذورها.

بعضها الآخر كان يتطلب حل لغز بسيط أو فك طلاسم وهمية كانت تحيط به. والبعض الآخر، الأكثر خطورة، كان في حوزة وحوش سحرية منخفضة الرتبة، مثل "عناكب الضباب" أو "ذئاب الظل"، التي كانت تجوب المتاهة كجزء من الاختبار.

لكن المصدر الأكبر، والأسهل، والأكثر دموية للجواهر... كان الطلاب الآخرين.

القوانين كانت واضحة وصريحة: القتل ممنوع منعًا باتًا، وأي طالب يتسبب في موت آخر سيتم طرده ومعاقبته بقسوة. لكن أي شيء آخر... كان مسموحًا.

السرقة، الكمائن، الخداع، القتال... كل هذا كان جزءًا من اللعبة. يمكنك أن تقضي ساعات في البحث عن جوهرة، ثم يأتي طالب أقوى منك ويأخذها منك بالقوة في ثانية.

التحالفات ستتشكل بسرعة، وسيتم خيانتها بنفس السرعة. الأصدقاء سيتحولون إلى أعداء، والأعداء قد يصبحون حلفاء مؤقتين من أجل البقاء.

كانت هذه المرحلة اختبارًا ليس للقوة فقط، بل للذكاء، والمكر، والقدرة على التكيف. كانت مرشحًا فعالًا جدًا، ففي نهاية اليوم الأول، كان من المتوقع أن يجتاز أقل من مائتي طالب فقط من أصل الخمسمائة.

تنهدت، وأنا أفكر في كل هذا. كانت فوضى عارمة. مكان مثالي لشخص مثلي.

في الرواية، اعتمد نير الأصلي على مهارته الفائقة في التخفي والتسلل، وعلى سرعته في القتال.

كان يتجنب المواجهات المباشرة، ويقوم بسرقة الجواهر من الطلاب الأضعف أو الأقل حذرًا. لقد نجح، لكنه لم يبرز كثيرًا في هذه المرحلة.

أما أنا... فلدي أدوات مختلفة.

"عين الحقيقة". هذه السمة ستكون سلاحي الأقوى في المتاهة. الضباب الذي يعمي الآخرين، قد لا يكون بنفس الفعالية ضدي. سأتمكن من رؤية هالات الطلاب الآخرين من مسافة، وتحديد القوي من الضعيف.

سأتمكن من كشف الأوهام، وربما... رؤية التوهج الخافت للجواهر الروحية عبر الضباب الكثيف.

ثم هناك قوتي الجديدة. "الظلام الشيطاني". لم أختبرها بعد، لا أعرف ما يمكنها فعله. لكن اسمها وحده يوحي بأنها مثالية لمكان كالـ "متاهة الهمسات".

هل يمكنني التلاعب بالظلال؟ هل يمكنني التحرك عبرها؟ هل يمكنني استخدامها لإخفاء وجودي بشكل كامل؟

وقدرة "[الفهم]"... هل ستساعدني على فهم طبيعة المتاهة السحرية نفسها؟ هل ستكشف لي أسرارها؟

شعرت بنوع غريب من الإثارة يحل محل القلق. هذه المرحلة لم تعد تبدو كعقبة، بل كفرصة. فرصة لاختبار حدودي، ولاستكشاف قوتي الحقيقية، بعيدًا عن أعين الأساتذة المتطفلة.

لن أكون مثل نير الأصلي. لن أختبئ وأسرق من الضعفاء.

سأصطاد.

سأجعل المتاهة هي ساحة صيدي. سأكون أنا الشبح الذي يهمس في الضباب. سأكون المفترس الذي ينتظر في الظل. لن أجمع الجواهر... بل سأنتظر الآخرين ليجمعوها لي، ثم سآخذها منهم.

يجب أن أجتاز هذه المرحلة، ليس فقط بالنجاح، بل بأسلوب يترك انطباعًا. انطباعًا بالغموض، بالقوة التي لا يمكن قياسها، بالخطر الكامن.

يجب أن أكون كفؤًا، وفعالًا، وشيئًا من الوحشية... لكن وحشية أنيقة، محسوبة. وحشية تليق بوريث عائلة ڤيرتون.

نهضت من السرير، وتوجهت نحو النافذة. نظرت إلى أسوار الأكاديمية، وإلى السماء التي بدأت تميل إلى اللون البرتقالي مع اقتراب الغروب.

"سبعة أيام." تمتمت لنفسي مرة أخرى. "متاهة الهمسات ستكون مسرحي الأول."

وفي تلك اللحظة، لم أشعر بالخوف. بل شعرت بشيء يشبه الجوع. جوع لإثبات الذات، وجوع لإطلاق العنان لهذا الظلام الذي كان ينمو في داخلي.

"وهم جميعًا سيرون... ليس فقط أنني أمتلك قوة، بل سيرون... أي نوع من القوة أمتلك."

2025/07/12 · 77 مشاهدة · 1893 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025