[منظور نير ڤيرتون]

الأيام السبعة التي فصلتني عن يوم المنافسة لم تكن أيام راحة أو ترقب. كانت أتونًا.

بعد الغداء المشؤوم في الجناح الملكي، وبعد أن وضعت مصيري على المحك بوعد جريء، أدركت حقيقة بسيطة وقاسية: الثقة وحدها لن تجعلني أفوز. كنت أمتلك قوة جديدة، نعم، لكنها كانت قوة غامضة، مجهولة، كوحش نائم في أعماق كهف لم أكتشفه بالكامل بعد.

كان عليّ أن أوقظه. كان عليّ أن أفهمه.

ولذلك، بدأت رحلتي إلى الظلام.

لم أستطع التدرب في الساحات العامة. عيون الطلاب والأساتذة كانت في كل مكان، وأي استخدام لسحر لم يروه من قبل سيثير أسئلة لا أملك إجابات لها.

كنت بحاجة إلى عزلة. إلى مكان منسي، حيث يمكنني أن أطلق العنان لهذا الشيء الذي ينمو في داخلي دون خوف من المراقبة.

وجدته في اليوم الأول من بحثي. خلف الجناح الشرقي للمكتبة، حيث لا يذهب أحد تقريبًا، كانت هناك ساحة تدريب قديمة، مهجورة منذ عقود.

الأرضية الحجرية كانت متصدعة، والأعشاب البرية تنمو من بين الشقوق. الجدران كانت مغطاة باللبلاب، والنقوش الرونية القديمة التي كانت تزينها قد تآكلت بفعل الزمن، تاركة وراءها أشكالًا باهتة كأشباح الماضي.

كان المكان مثاليًا. معزول، صامت، ويشعر... بالظلمة.

في الليلة الأولى، تحت ضوء قمر شاحب، وقفت في وسط الساحة المهجورة، وأغلقت عيني. حاولت أن أستدعي قوتي الجديدة. لم أكن أعرف كيف.

لم تكن هناك تعويذات لأتلوها، ولا دوائر سحرية لأرسمها. كل ما فعلته هو التركيز على ذلك الإحساس الجديد في داخلي، تلك البرودة الخفيفة التي كانت تكمن في أعماق روحي. ركزت على كلمة "الظلام الشيطاني" التي رأيتها في نافذة النظام.

في البداية، لم يحدث شيء. شعرت بالإحباط يتسلل إليّ. هل كان كل ذلك مجرد وهم؟

ثم، شعرت به. وخز خفيف في راحة يدي. فتحت عيني، ونظرت إلى كفي الممدودة.

من وسط راحة يدي، بدأ يتشكل شيء ما. لم يكن انفجارًا للطاقة، ولا شعاعًا من الضوء. بل كان خيطًا رفيعًا من الدخان الأسود، يتصاعد ببطء، ويلتف في الهواء كأفعى من الحبر. كان جميلًا بشكل غريب، لكنه كان... ضعيفًا.

كان الخيط الدخاني يرتعش في الهواء لثوانٍ معدودة، ثم يتلاشى، كأنه لم يكن موجودًا قط.

"هذا هو؟" تمتمت، وخيبة الأمل كانت واضحة في صوتي. "هذا هو الظلام الشيطاني؟"

كان الأمر مثيرًا للشفقة. الطلاب الآخرون كانوا يطلقون كرات نارية بحجم رأس إنسان، أو يخلقون شفرات من الرياح يمكنها قطع الحجر. وأنا؟ أنا أخلق خيطًا من الدخان الزائل.

حاولت مرارًا وتكرارًا. في كل مرة، كنت أستنزف جزءًا من طاقتي الروحية "الإيترا"، وفي كل مرة، كانت النتيجة نفسها. خيط دخان أسود، هش، يظهر ويختفي.

كان شعورًا غريبًا بالإرهاق، لم يكن جسديًا، بل كان إرهاقًا عميقًا في الروح، كأن هذه القوة تسحب طاقتها من جوهر وجودي.

ثم قررت أن أختبر القدرة الأخرى. "[الفهم]".

ركزت على الكلمة في ذهني بينما كنت أحدق في خيط الدخان الأسود. أفهمني... أرني طبيعتك. لم يحدث شيء. استمر الدخان في التلاشي بنفس الوتيرة.

جربت على شيء آخر. لمست ورقة لبلاب باردة كانت تنمو على الحائط. أغمضت عيني، وركزت. الفهم.

لا شيء. لم أشعر بتدفق الحياة في النبتة، لم أفهم تركيبتها، لم أتلق أي معلومات. كانت مجرد ورقة باردة ومبللة بالندى.

جربت على النقوش الرونية المتآكلة على الحائط. حاولت أن "أفهم" السحر القديم المحفور فيها. والنتيجة؟ صداع خفيف، ولا شيء غير ذلك.

"عديمة الفائدة تمامًا." تمتمت بغضب. "ما فائدة قدرة اسمها 'الفهم' إذا كانت لا تجعلني أفهم أي شيء؟"

عدت إلى غرفتي في تلك الليلة وأنا أشعر بأن الرهان الذي راهنته كان أغبى قرار اتخذته في حياتي الثانية.

لكنني لم أستسلم. إذا كانت القوة ضعيفة، فعليّ أن أجعلها قوية. إذا كانت غير قابلة للترويض، فسأفرض عليها إرادتي.

الأيام التالية تحولت إلى جحيم من التدريب القاسي.

كنت أقضي نهاري في المحاضرات، أتصرف بشكل طبيعي، وأتحمل نظرات ثيرون الساخرة ونظرات كايلين الفاحصة. وفي الليل، كنت أعود إلى ساحتي السرية.

اليومان الثاني والثالث: كرست كل طاقتي لشيء واحد فقط: الإظهار. لم أحاول التحكم في الظلام، بل فقط إخراجه، جعله أكثر كثافة، وأكثر ثباتًا.

كنت أجلس لساعات، وأنا أستدعي خيوط الدخان تلك، وأجبرها على البقاء في الوجود لأطول فترة ممكنة. كان الأمر مرهقًا للغاية.

في نهاية كل ليلة، كنت أعود إلى غرفتي وأنا أترنح من الإرهاق الروحي، وأنهار على سريري، وأغفو على الفور.

لكنني بدأت أرى نتيجة. خيوط الدخان أصبحت أكثر سوادًا، وأكثر سمكًا، وبدأت تدوم لدقيقة كاملة قبل أن تتلاشى.

اليومان الرابع والخامس: بدأت مرحلة التحكم. الآن بعد أن تمكنت من الحفاظ على وجود الظلام، كان عليّ أن أجعله يتحرك.

كان الأمر أصعب بكثير مما تخيلت. كان أشبه بمحاولة توجيه سرب من الذباب بإرادتك فقط. كان الظلام متقلبًا، فوضويًا.

قضيت ليلة كاملة وأنا أحاول فقط أن أجعل خيطًا واحدًا من الظلام يلتف حول إصبعي. في كل مرة كان يتشتت أو يمر من خلاله.

شعرت بالإحباط لدرجة أنني كدت ألكم الحائط. لكنني تذكرت وجه ثيرون المتعجرف، وتذكرت وعدي. فاستمررت.

وفي ليلة اليوم الخامس، بعد ساعات من التركيز الذي كاد يسبب لي نزيفًا في الأنف، نجحت.

خيط رفيع من الظلام، أسود كمنتصف الليل، تحرك ببطء في الهواء، ولف نفسه برقة حول غصن شجرة صغير. لم يكن قويًا، ولم يكن سريعًا، لكنه كان... يطيعني. شعرت بفرحة غامرة، كانت أول انتصار حقيقي لي.

لم أتوقف عند هذا الحد. تدربت على خلق أكثر من خيط في نفس الوقت، على جعلها تتحرك بشكل مستقل. كان الأمر أشبه بتعلم العزف على آلة موسيقية جديدة ومعقدة بأصابعي العقلية.

اليومان السادس والسابع: قررت أن أدفع بقوتي إلى أبعد من ذلك. لم أعد أريد مجرد خيوط من الدخان. أردت ظلامًا حقيقيًا.

ركزت كل طاقتي على بقعة من الأرض أمامي. لم أحاول أن أخلق شيئًا منها، بل حاولت أن أسحب منها شيئًا. أن أسحب النور.

في البداية، لم يحدث شيء. لكن مع استمرار تركيزي، بدأت ألاحظ أن تلك البقعة من الأرض أصبحت أكثر قتامة من محيطها. ضوء القمر الذي كان يلامسها بدا وكأنه يموت عند حافتها. استمررت في الضغط، وشعرت بالعرق البارد يسيل على ظهري.

فجأة، تشكلت. بقعة من الظلام المطلق. لم تكن مجرد ظل، بل كانت غيابًا تامًا للضوء، حفرة سوداء صغيرة في نسيج الواقع.

كانت بحجم كف يدي، وعندما مررت يدي فوقها، شعرت ببرودة غريبة، برودة الفراغ.

كانت هذه هي قوتي الحقيقية. ليس صنع الدخان، بل التحكم في الظل والظلام نفسه.

بالطبع، لم أهمل تدريبي الجسدي. كنت أقضي ساعة كل صباح في الجري حول الأكاديمية حتى تحترق رئتاي، وساعة أخرى في ممارسة حركات السيف، أحفرها في ذاكرة عضلاتي، وأجعلها غريزية قدر الإمكان.

كنت أعلم أن قوتي السحرية الجديدة لا تزال غير موثوقة، وكان جسدي هو خط دفاعي الأخير.

في الليلة السابعة والأخيرة، وقفت في ساحتي المهجورة للمرة الأخيرة قبل المنافسة. كنت منهكًا، وجسدي يؤلمني، وروحي تشعر وكأنها قد تم شدها وعصرها. لكنني كنت مختلفًا.

رفعت يدي.

لم يعد يخرج منها خيط دخان واحد. بل خمسة خيوط سميكة، سوداء كالحبر، انطلقت من أطراف أصابعي، ورقصت في الهواء أمامي كأفاعٍ أليفة.

بأمر مني، اندفعت الخيوط نحو الأرض، واندمجت مع ظلي، وجعلته يتمدد ويتلوى بشكل غير طبيعي.

ثم، بأمر آخر، خلقت بقعتين من الظلام المطلق على الحائط، تبتلعان الضوء وكل التفاصيل.

لم تكن قوة ساحقة. لم تكن مدمرة. لكنها كانت ماكرة، خفية، ومثالية تمامًا لما أنا على وشك مواجهته.

حاولت استخدام "[الفهم]" مرة أخيرة، وأنا أحدق في الظلام الذي خلقته. لا شيء. هذه القدرة بقيت لغزًا مطلقًا.

تنهدت، وتخليت عن الأمر في الوقت الحالي. سأركز على ما أملكه.

نظرت إلى القمر المكتمل الذي كان يسطع في السماء. ليلة الغد، سأكون في "متاهة الهمسات".

لم أعد ذلك الفتى الخائف الذي وصل إلى هذا العالم. لم أعد مجرد قارئ يعرف القصة. لقد أمضيت الأيام السبعة الماضية وأنا أصقل الظلام بيدي العاريتين.

لقد دخلت اللعبة. وأنا مستعد للعب.

---

---

---

أشعة الشمس الساطعة، الباردة، كانت تتدفق على الساحة الكبرى للأكاديمية، لكنها لم تكن كافية لتبديد التوتر الذي كان يكهرب الهواء.

لم تكن هذه هي الساحة المعتادة التي أتدرب فيها، بل كانت الساحة الاحتفالية الرئيسية، مساحة شاسعة من الرخام الأبيض المصقول، تتسع لآلاف الأشخاص، وفي نهايتها كانت تقف بوابة حجرية عملاقة، بوابة "متاهة الهمسات".

كان المشهد مهيبًا، ومثيرًا للغثيان في نفس الوقت.

الآلاف من الناس كانوا قد احتشدوا في المدرجات التي تم تشييدها خصيصًا لهذا اليوم.

نبلاء يرتدون أفخر أنواع الحرير والمخمل، وشعارات عائلاتهم تلمع على صدورهم.

فرسان بدارعاتهم اللامعة يقفون في وضعية استعداد. وأساتذة الأكاديمية يقفون معًا في منطقة مخصصة، وجوههم تحمل مزيجًا من الجدية والفخر.

وفوق كل هذا، كانت تحوم هي. البلورات.

عشرات البلورات السحرية الضخمة، بحجم عربة صغيرة، كانت تطفو في الهواء بصمت، أسطحها المصقولة تلمع كعيون عملاقة.

كانت تبث المشهد مباشرة إلى كل ركن من أركان الإمبراطورية. كانت تعرض وجوه الطلاب المتوترين، والنبلاء المتغطرسين، والبوابة الحجرية التي كانت تنبض بضباب أبيض خافت.

"اللعنة على هذا." تمتمت لنفسي، وأنا أقف بين حشد الطلاب الخمسمائة. "هل كانت هناك حاجة لكل هذا الاستعراض؟ هل كان عليهم أن يحولوا اختبار بقاء إلى مسرحية ترفيهية للنبلاء؟"

شعرت وكأنني في حلبة مصارعة رومانية، مجرد مصارع آخر سيتم إلقاؤه للوحوش من أجل تسلية الجماهير. فكرة أن كل خطأ، كل لحظة ضعف، سيتم تسجيلها وتحليلها من قبل الملايين، جعلت معدتي تتقلص.

نظرت نحو المنصة الملكية المرتفعة التي شُيدت مقابل البوابة. كانت مزينة بالحرير القرمزي والذهبي، وعليها عدة مقاعد تشبه العروش.

في المنتصف، كان يجلس الإمبراطور.

كان يرتدي درعًا ذهبيًا لامعًا فوق ملابسه الملكية، وشعره الفضي الطويل منسدل على كتفيه. وجهه كان هادئًا، خاليًا من التعابير، وعيناه الأرجوانيتان تحدقان في الحشد أمامه بنظرة باردة، نظرة حاكم رأى كل شيء ولم يعد يدهشه شيء.

إلى يمينه، كان يجلس ذراعه اليمنى، الجنرال ڤاليريوس. الرجل الذي رأيته في مكان ما؟.. والذي لم يكن من المفترض أن يكون هناك.

كان يرتدي درعه الأسود الإمبراطوري، وخوذته المغلقة تخفي وجهه، لكن وقفته وحدها كانت تصرخ بالقوة والانضباط المطلق. لقد كان هناك، صامتًا كتمثال من الفولاذ، وجوده وحده كان كفيلاً بإسكات أي همسات معارضة.

وإلى يسار الإمبراطور... كان هناك مقعد فارغ. مقعد فخم، من الخشب الأسود، وعليه شعار عائلة ڤيرتون.

سيتأخر قليلًا.

تذكرت كلمات الرواية. دوق الظلال، والدي في هذا العالم، كان دائمًا يتأخر عن مثل هذه المناسبات. لم يكن عدم احترام، بل كانت رسالة.

رسالة مفادها أن جدوله الزمني لا يخضع لأحد، حتى الإمبراطور. شعرت بمزيج غريب من الارتياح لأنه ليس هنا ليشاهدني في هذه اللحظة، وخيبة الأمل لأنني كنت أرغب، في جزء صغير من كياني، أن أجعله يرى ما سأفعله.

وجهت نظري مرة أخرى إلى حشد الطلاب. كانوا بحرًا من الوجوه الشابة، بحرًا من الهالات الملونة التي كانت تتأرجح بين الإثارة والخوف. من بين هذا البحر، استطعت تمييز الشخصيات الرئيسية بسهولة.

ثيرون كان يقف مع حراسه الشخصيين، يضحك بصوت عالٍ، ويبدو واثقًا بشكل يثير الغثيان، كأن الفوز مجرد إجراء شكلي بالنسبة له.

سيرافينا كانت تقف خلفه قليلًا، كعادتها، صامتة، هادئة، وعيناها الرماديتان تتجولان في المكان، وكأنها تبحث عن شيء ما.

كايلين كان وحيدًا، مستندًا إلى أحد الأعمدة البعيدة، مغمض العينين، وسيفه التدريبي بجانبه. كان يتأمل، يعزل نفسه عن الضجيج، ويوفر طاقته للمعركة القادمة.

آيلا، البطلة الرئيسية، كانت مع مجموعة من المعالجين الآخرين، ووجهها شاحب من التوتر، وهي تتفقد حقيبتها المليئة بالأعشاب والجرعات للمرة المائة.

وفي زاوية أخرى، رأيت تلك الفتاة المجنونة، ليرا فيكس. لم تكن خائفة على الإطلاق. بل كانت تبتسم ابتسامة عريضة، وتمدد أطرافها بحركات غريبة، وكأنها تستعد لمهرجان، وليس لاختبار مميت. هالته الأرجوانية كانت تتراقص حولها بعنف، كشعلة غير مستقرة.

ثم رأيته. ديغون.

كان ضخمًا، أطول وأعرض من أي طالب آخر. شعره بني قصير، ووجهه مربع، قاسٍ، وعليه ندبة قديمة فوق حاجبه.

كان يحمل على ظهره سيفًا ضخمًا، كلايمور ذا نصلين، بالكاد يمكن اعتباره سيفًا تدريبيًا. كان يقف وحيدًا، صامتًا، وهالته الترابية اللون كانت صلبة وقوية كالصخر. معظم الطلاب كانوا يتجنبونه، كأنهم يشعرون بالقوة الخام المنبعثة منه.

أوه، هذا أحد أقوى الشخصيات الرئيسية التي ظهرت في بداية هذه الرحلة. فكرت، وشعرت بمرارة. كانت شخصية جانبية لحد هذه اللحظة. تبا للكاتبة، كيف يمكنها إهمال شخصية بهذه القوة في الفصول الأولى؟

عقلي عاد مرة أخرى إلى الرواية، إلى نتائج هذه المرحلة.

في الرواية، كانت آيلا هي الأولى. لا أعلم حقًا ما الذي كانت تفكر فيه الكاتبة عندما جعلتها في المركز الأول. لقد استخدمت قدرتها على الشعور بالطبيعة لتجد الجواهر بسهولة، وتجنبت كل قتال. كان فوزًا غير ملهم على الإطلاق.

الثاني كان نير ڤيرتون الأصلي. تنهدت باشمئزاز. هل كانت تنوي أن تقوي علاقتهما الرومانسية بجعلهما أول اثنين يخرجان من المتاهة؟ يا للقرف. هذا مبتذل جدًا.

الثالث كان ثيرون، ثم كايلين الرابع، ثم ديغون الخامس، ثم الأميرة السادسة، وتلك الفتاة المجنونة ليرا السابعة.

هذه كانت قائمة الأبطال. الأقوياء والمحظوظون.

والآن... عليّ أن أجد طريقي بينهم. عليّ أن أحطم هذا الترتيب.

فكرت في خطتي. كيف سأفوز؟ خطتي الأولية كانت أن أكون مفترسًا، أنتظر الطلاب الآخرين ليجمعوا الجواهر ثم أسرقها منهم.

لكن بالنظر إلى هذا الحشد الهائل، أدركت أن هذه الخطة بطيئة جدًا وغير فعالة. كان ذلك سيستغرق وقتًا طويلاً لجعل أحد الطلاب يعثر على واحدة، ثم أتعقبه وأسرقها منه. قد أنجح في جمع ثلاث جواهر في النهاية، لكنني لن أكون من الأوائل. وسأبدو كاللص، وليس كمقاتل.

كان هناك خيار آخر.

في الرواية، تم ذكر أماكن محددة، مخابئ سرية كانت تحتوي على أكثر من جوهرة. لم تكن مجرد جوهرة مخبأة في شجرة، بل كانت مجموعات صغيرة من ثلاث أو أربع جواهر معًا، مخبأة في أماكن خطرة. كهف مليء بالأوهام البصرية، أو عش لمجموعة من الوحوش السامة، أو قمة تل شاهق يصعب تسلقه.

هل كان عليّ أن أذهب للأماكن المذكورة في الرواية؟

كانت هذه هي الطريقة الأسرع. إذا تمكنت من الوصول إلى أحد هذه المخابئ أولاً، يمكنني إنهاء المرحلة في غضون ساعات قليلة.

لكن... إنها مرعبة وبعيدة جدًا.

كانت هذه الأماكن تقع في أعماق المتاهة، وتتطلب رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر عبر أراضٍ غير معروفة ومليئة بالكمائن.

خطأ واحد قد يعني الإصابة بجروح خطيرة، أو الضياع تمامًا حتى انتهاء الوقت. الوقت المحدد للمرحلة كان ثلاثة أيام. إذا لم تجمع الجواهر الثلاث خلال هذه المدة، تعتبر راسبًا.

كانت مقامرة. الطريق الآمن، البطيء، أم الطريق الخطير، السريع؟

فجأة، دوى صوت بوق مدوٍ في جميع أنحاء الساحة، صوت عميق جعل الأرض تهتز.

صمت الحشد.

تردد صوت رئيس الأكاديمية، معززًا بالسحر، في كل مكان.

"أيها الطلاب! لقد حان الوقت! بوابة 'متاهة الهمسات' ستفتح الآن! تذكروا القواعد: ثلاث جواهر للنجاح. القتل ممنوع. لديكم ثلاثة أيام. أتمنى لكم حظًا طيبًا... وللأقوى منكم البقاء!"

بدأت البوابة الحجرية العملاقة تهتز، والضباب الأبيض يتسرب منها بغزارة. صوت صرير الحجر وهو يتحرك كان يصم الآذان.

انفتحت البوابة ببطء، كاشفة ليس عن ممر، بل عن جدار من الضباب الدوار، الذي كان يهمس بأصوات غير مفهومة.

كان عليّ أن أقرر الآن.

نظرت إلى البوابة، ثم إلى وجوه منافسيّ.

الطريق الآمن... أم الطريق الخطير؟

الصياد... أم المستكشف؟

ابتسامة باردة ارتسمت على شفتي.

لم يكن هناك خيار حقًا. لقد قطعت وعدًا، وعليّ أن أفي به.

2025/07/17 · 48 مشاهدة · 2276 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025