[منظور نير ڤيرتون]
كنت جالسًا في قلب مسرحية العبث. طاولة طعام سحرية ظهرت من العدم في مكتبة لا تنتمي إلى أي واقع معروف، محاطًا بعائلة من الأشباح والأسرار.
الهواء كان لا يزال مشحونًا بأسئلة والدي التي لم تُجب، والتوتر كان كثيفًا لدرجة أنني شعرت بأنني أستطيع لمسه، كضباب أسود بارد.
تحت النظرات الصامتة لعائلتي المستحيلة، شعرت بضغط هائل لأتصرف بشكل طبيعي، لأكون "نير" الذي يفترض أن أكونه. مددت يدي المرتجفة نحو أقرب طبق، والتقطت شطيرة صغيرة على شكل نجمة. كانت تبدو سخيفة، وطفولية، وغير مناسبة تمامًا لهذه الأجواء القاتمة.
رفعتها إلى فمي، وقضمت قضمة.
للحظة، انفجرت النكهات على لساني. الخبز كان دافئًا، حلو المذاق قليلاً، كأنه مصنوع من دقيق القمر والعسل. الحشوة كانت عبارة عن كريمة بيضاء ناعمة، ذات طعم يشبه الفانيليا والزهور البرية.
كانت لذيذة. لذيذة بشكل لا يصدق.
لكن في الثانية التالية، تحول الطعم إلى رماد في فمي.
الواقع، بكل قسوته وعبثيته، عاد ليصفعني. ذكرى أمي وهي تتلاشى من ذاكرتي، وصوت والدي البارد وهو يستجوبها، ونظرات أليستر التحليلية... كل هذا امتزج مع حلاوة الشطيرة، وحولها إلى مرارة لا تطاق.
وضعت ما تبقى من الشطيرة في طبقي ببطء. لم أعد أستطيع الأكل. لم أكن في مزاج يسمح بذلك.
رفعت رأسي، ونظرت عبر الطاولة. نظرت إلى ليليث. أمي. كانت لا تزال هناك، جميلة بشكل مؤلم، قوية بشكل مرعب، وحقيقية بشكل لا يصدق. الشعور الذي اجتاحني لم يكن مجرد صدمة أو ارتباك.
كان فيضًا. فيضًا من عشر سنوات من الشوق المكبوت الذي لم أكن أعرف أنه موجود، ومن الحزن على ذاكرة مسروقة، ومن الفرح المؤلم لوجودها أمامي الآن.
حاولت أن أتكلم، أن أعبر عن هذه الفوضى التي تعصف بروحي.
"و... والدتي..." بدأت، وصوتي كان أجشًا، مرتجفًا، كصوت شخص لم يتكلم لسنوات. "لا أعلم كيف أصف شعوري..."
لم أستطع إكمال الجملة. كيف يمكنني أن أصف أي شيء؟ كيف يمكن للكلمات أن تحمل وزن هذا الجنون؟
"أظن أنك قد ورثت هذا منها."
صوت أليستر، الجاف والبارد كعظم ميت، قطع محاولتي اليائسة للتعبير. لم يكن ينظر إليّ، بل كان يحدق في الشطيرة التي قطعها إلى ستة عشر مربعًا متساويًا تمامًا في طبقه، كأنه يحلل مشكلة هندسية. "جميعكم فاشلون بهذا الأمر."
تجمدت. نظرت إليه، ثم إلى أمي، التي تنهدت تنهيدة خفيفة، لكن وميضًا من التسلية ظهر في عينيها القرمزيتين. "فاشلون في ماذا؟" فكرت. في التعبير عن المشاعر؟
الغضب، هذه المرة، لم يكن باردًا أو صامتًا. كان حارقًا. غضب من بروده، من سخريته، من قدرته على تحويل أكثر اللحظات الإنسانية إلى مجرد تحليل تافه.
"أليستر،" قلت، وصوتي خرج حادًا، قاطعًا، لأول مرة أرفع صوتي عليه بهذه الطريقة. "ألا يمكنك أن تصمت قليلاً؟"
ساد صمت مذهول على الطاولة. سيريس توقفت عن مضغ الكعكة، ونظرت إليّ بعينين واسعتين. حتى أليستر نفسه رفع رأسه عن طبقه، وبدا متفاجئًا للحظة، قبل أن يعود قناعه الجليدي إلى مكانه.
تجاهلته، ووجهت كل انتباهي إلى ليليث. لم أعد أهتم بما سيفكرون. كنت بحاجة إلى إجابات. الآن.
"ما هو سبب مغادرتك؟" سألت، وأجبرت صوتي على أن يحمل نبرة من الحزن العميق، من ألم طفل تم التخلي عنه. لم أكن أعرف ما إذا كان هذا حقيقيًا أم تمثيلاً. ربما كان مزيجًا من الاثنين.
"وماهي تلك الحواجز التي تحدثتِ عنها في ذاكرتي؟"
نظرت إليّ ليليث، والحنان في عينيها كان ممزوجًا بحزن لا قرار له.
"أوه، يا ظلي الصغير." قالت، وصوتها كان كالموسيقى الحزينة.
"حسنًا... الأمر معقد. لكنني اكتشفت، بعد فوات الأوان، أن هنالك عيوبًا، أو حواجز، لمن يصلون للمرتبة الثامنة. وقد يكون لما هو أعلى أيضًا. كأنها حدود وُضعت لنا من قبل سامي مرعب، كي لا نتجاوز مكانتنا."
"سامي مرعب؟" رددت الكلمات، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدي.
"وما هو العيب الذي فُرض عليكِ؟" سألت، وشعرت بأنني على وشك سماع حقيقة ستغير كل شيء.
أطرقت برأسها قليلاً. الظلال في هذه المكتبة المستحيلة تراقصت على وجهها الجميل، وأخفت تعابيرها للحظة. ثم رفعت رأسها، ونظرت في عيني مباشرة.
قالت بحزن عميق، "الجوع..."
بقيت أحدق فيها، مرتبكًا.
"الجوع؟"
الكلمة بدت تافهة، سخيفة، بعد كل هذا الحديث عن القوى الكونية والسامين المرعبين.
"ما معنى هذا بحق الجحيم؟"
نظرت ليليث إلى يديها، اللتين كانتا ترقدان بهدوء على الطاولة. كانتا يدين جميلتين، نحيلتين، ذات أصابع طويلة. لكنني رأيت، للحظة، أنهما ترتجفان بشكل طفيف جدًا.
"ليس جوعًا للطعام، يا نير." قالت بصوت خافت، كأنها تخشى من نطق الكلمات. "إنه جوع يتم إشباعه... بقتل الأرواح. سواء كانوا وحوشًا... أم بشرًا."
سقطت الكلمات في الصمت، وانفجرت كقنبلة نووية صامتة.
الهواء في رئتي تجمد. عقلي توقف عن العمل.
جوع... للأرواح؟
نظرت إلى وجهها. لم يعد وجه أم حنونة. كان وجه كائن مرعب، يكافح ضد طبيعته المفترسة كل ثانية من وجوده.
فهمت الآن.
هذا المكان... هذه المكتبة... حديقة الأزهار القرمزية... لم تكن مجرد بُعد جيبي.
كانت قفصًا.
قفصًا جميلًا، وفخمًا، ومتقن الصنع، مصممًا لعزل وحش لا يمكن السيطرة عليه عن العالم. مصممًا لحماية العالم... منها.
وهي... سجينة نفسها.
"ولهذا..." تمتمت، والصوت بالكاد خرج. "لهذا لم تعودي."
أومأت برأسها، والدموع بدأت تتلألأ في عينيها القرمزيتين. "لم أستطع. الخطر كان كبيرًا جدًا. الخطر على الإمبراطورية... الخطر عليكم. عليكم أنتم بالذات."
نظرت إلى والدي. كان لا يزال صامتًا، لكنني شعرت، لأول مرة، بأن صمته لم يكن مجرد برود. كان... حزنًا. حزنًا عميقًا، مدفونًا تحت طبقات لا نهائية من الظلام والسيطرة.
"إذًا، رحلتكِ..." قال أليستر، وصوته كان يحمل نبرة جديدة، نبرة من الفهم المتردد. "كانت كذبة. كذبة لحماية الجميع."
"كانت هي الطريقة الوحيدة." قالت ليليث.
نظرت حولي. إلى هذه العائلة المكسورة. أب صامت يحمل عبء سر مرعب. أم قوية بشكل لا يصدق، لكنها ملعونة بجوع أبدي. أخ أكبر تربى على المنطق والبرود ليحافظ على تماسك كل شيء.
وأخت صغيرة، ولدت وترعرعت في هذا القفص الذهبي، لا تعرف شيئًا عن العالم الخارجي.
وأنا... أنا الدخيل، الذي سقط في منتصف هذه المأساة، والذي يحمل في داخله أسرارًا وظلامًا لا يفهمه.
شعرت فجأة بالإرهاق. إرهاق عميق، يتجاوز الجسد والروح.
رفعت الشطيرة التي كنت قد تركتها، وقضمت منها قضمة أخرى. ثم أخرى. بدأت آكل، ليس لأنني جائع، بل لأنني كنت بحاجة إلى فعل شيء. أي شيء. أي فعل طبيعي، بشري، في خضم هذا الجنون الكوني.
رأيت ابتسامة حزينة، لكنها حقيقية، تظهر على وجه أمي وهي تراني آكل.
"جيد." قالت بهدوء. "كُل يا عزيزي. كُل. فلدينا الكثير... الكثير لنتحدث عنه."
وبينما كنت أمضغ، فكرت.
هذا الجوع... هذه اللعنة...
هل هي مرتبطة بـ"الظلام الشيطاني" الذي يسكنني؟
هل هذا هو مصيري أيضًا؟
هل أنا أيضًا... ملعون؟
لم تكن لدي إجابات.
فقط المزيد من الأسئلة. والمزيد من الظلام.
والكثير من الشطائر التي على شكل نجوم.
----
----
----
في خضم هذا الجنون العائلي الذي لا يمكن استيعابه، في قلب هذه المكتبة التي لا تنتمي إلى أي واقع معروف، ومع وليمة سحرية ظهرت من العدم، قاطع الصمت صوتٌ لم يكن ينتمي إلى هذا المكان.
صوتٌ جوهري، ملكي، معزز بالسحر، تردد عبر الفضاء المستحيل للمكتبة، ليس كصراخ، بل كحضور لا يمكن تجاهله. كان صوت الإمبراطور ثيودور.
"نير ڤيرتون."
تجمد الجميع. حتى سيريس توقفت عن محاولة سرقة قطعة كعكة أخرى من طبقي.
"أنا أقدر تمامًا هذه اللحظات العاطفية للم شمل العائلة،" تابع صوت الإمبراطور، وكانت نبرته تحمل سخرية جافة، بالكاد مخفية تحت طبقة من الرسمية. "لكن للأسف، واجبات الدولة لا تنتظر.
هناك اجتماع مهم لجميع الطلاب الناجحين بخصوص المرحلة الثالثة وتقسيم المجموعات. وعلى وريث دوقية الظلال أن يحضر."
ساد صمت مذهول للحظة.
ثم، سمعت أمي تتمتم ببعض الشتائم تحت أنفاسها، بصوت خفيض لم يكن من المفترض أن أسمعه.
"ذلك الوغد الأشقر المتعجرف." تمتمت، وهي تطعن قطعة فاكهة فضية بشوكتها بعنف. "أنا متأكدة أنه يفعل هذا فقط لإزعاجي بأي طريقة ممكنة."
رفعت رأسها، وعادت تلك الابتسامة الهادئة إلى وجهها، لكن عينيها القرمزيتين كانتا لا تزالان تحملان وميضًا من الانزعاج. "حسنًا، يا نير. يبدو أن واجباتك تناديك."
نهضت من مقعدها، واقتربت مني. وضعت يدها على كتفي، وشعرت بدفء غريب، ومريح، يسري في جسدي.
"ربما سنكمل كلامنا لاحقًا." قالت بهدوء. "لكن هذه المرة،" ابتسمت ابتسامة غامضة، "ستشاهدك أختك وهي تشجعك بعد خمسة أيام."
"وأنتِ؟" سألت، وشعور بالخسارة بدأ يتسلل إلى قلبي مرة أخرى.
ابتسامتها تلاشت قليلاً، وحل محلها ذلك الحزن العميق، القديم.
"لن أستطيع ذلك، يا عزيزي. أظن أنك أصبحت تعرف السبب الآن."
لم تقل الكلمة. لم تكن بحاجة إلى ذلك.
العيب...
الجوع...
كانت لا تزال سجينة قفصها الذهبي.
أومأت برأسي، ولم أستطع أن أنطق بكلمة.
"اذهب الآن." قالت، وربتت على كتفي. "ولا تقلق. سنتحدث قريبًا."
استدرت، ونظرت إلى والدي، الذي أومأ برأسه إيماءة طفيفة، كأنه يمنحني إذنًا صامتًا بالمغادرة. نظرت إلى أليستر، الذي كان وجهه يقول بوضوح "لا ترتكب أي حماقة". ولوحت لي سيريس بيدها الصغيرة بحماس.
خرجت من غرفة الطعام، وعدت إلى المكتبة المستحيلة. الباب الحديدي الأسود، الذي دخلت منه، كان ينتظرني. مشيت نحوه، وكل خطوة كانت تبعدني عن هذا الحلم الغريب، وتعيدني إلى الواقع البارد.
فتحت الباب، وخطوت إلى الخارج، إلى الممر المترب في قبو المكتبة الكبرى.
عندما أغلقت الباب خلفي، شعرت بأنني أغلقت فصلاً كاملاً من حياتي لم أكن أعرف حتى أنه موجود.
القاعة الكبرى للاجتماعات كانت تعج بالطلاب. 132 ناجيًا، وجوههم تحمل مزيجًا من الفخر، والقلق، والترقب. وجدت مقعدًا فارغًا في الصفوف الخلفية، وجلست، محاولاً أن أكون غير مرئي قدر الإمكان.
لكن الأوان كان قد فات.
الهمسات كانت تتبعني. "إنه ڤيرتون." "لقد خرج أولاً." "يقولون إن الأميرة سيرافينا خرجت بعده بدقائق فقط."
تجاهلتهم. عقلي كان لا يزال يحاول معالجة كل ما حدث. عائلتي... أمي... أختي... الضباب المزدوج على ذاكرتي... الجوع...
كان الأمر أكثر من اللازم.
صعد مدير الأكاديمية إلى المنصة، وبدأ في الحديث.
"أيها الطلاب، أهنئكم مرة أخرى على نجاحكم." قال بصوته الرتيب. "لقد أثبتتم أنكم تمتلكون الإرادة للتغلب على أصعب التحديات. لكن المنافسة لم تنتهِ بعد. المرحلة الثالثة، والأكثر تعقيدًا، على وشك أن تبدأ."
ظهرت خريطة سحرية ضخمة في الهواء خلفه. كانت تعرض أرخبيلاً من الجزر العائمة، كل منها يبدو مختلفًا.
"مرحبًا بكم في 'صيد القمم القرمزية'." قال المدير. "هذه المرحلة ستختبر ليس فقط قوتكم الفردية، بل قدرتكم على العمل كفريق."
بدأ في شرح القواعد التي كنت أعرفها بالفعل. 22 فريقًا، كل فريق مكون من 6 أعضاء. كل فريق يمتلك "قمة قرمزية". الهدف هو سرقة قمم الفرق الأخرى. الفريق الذي يفقد قمته، يُستبعد. تستمر المنافسة لأسبوع كامل.
"سيتم الآن الإعلان عن تشكيلات الفرق، التي تم تحديدها مسبقًا من قبل إدارة الأكاديمية لضمان أقصى قدر من التحدي والتوازن."
التوازن؟ فكرت بسخرية. بل أقصى قدر من الدراما الفوضوية.
بدأ المدير في قراءة أسماء الفرق. فريق تلو الآخر. كنت أستمع بلامبالاة، وأنا أنتظر الحتمية.
"الفريق السابع عشر..."
قال المدير، وأخذ نفسًا عميقًا، كأنه هو نفسه لا يصدق هذه التشكيلة.
"كايلين من بيت الخشب الحديدي."
انتشرت همهمة في القاعة. بداية قوية.
"سيلين دي فالوا."
الهمهمة تحولت إلى دهشة. اثنان من أقوى المبارزين في فريق واحد.
"ديغون."
اتسعت عيون بعض الطلاب. القوة الخام المطلقة انضمت إليهم.
"الأميرة سيرافينا ڤاليراك."
ساد صمت مطبق. هذا... هذا لم يعد فريقًا. هذا جيش صغير.
"آيلا."
الصمت تحول إلى ارتباك مطلق. المعالجة القروية؟ مع هؤلاء الوحوش؟ ما هذا الهراء؟
ثم، نظر المدير مباشرة في اتجاهي.
"ونير ڤيرتون."
في تلك اللحظة، شعرت بأن كل الهواء قد سُحب من القاعة. لم أعد أسمع شيئًا سوى دقات قلبي.
لقد حدث.
تمامًا كما قالت الرواية.
تمامًا كما أرادت تلك الكاتبة المعتوهة.
لقد وضعتني في قفص، مع خمسة من أخطر وأكثر الكائنات تقلبًا في هذه الأكاديمية.
شعرت بالغضب يرتفع في داخلي، غضب بارد، حارق، يهدد بإذابة قناعي الجليدي.
اللعنة! صرخت في عقلي، والكلمة كانت تمزق روحي. اللعنة عليكِ أيتها العاهرة! هل تستمتعين بهذا؟! هل تستمتعين بوضعنا جميعًا في هذا الجحيم الجماعي فقط من أجل حبكتكِ السخيفة؟!
نظرت حولي.
رأيت كايلين، في الطرف الآخر من القاعة، ينظر إليّ، وعيناه الرماديتان تحملان تعبيرًا معقدًا من التحدي والتردد.
رأيت سيلين، وجهها بارد كالثلج، لكنني رأيت وميضًا من الانزعاج في عينيها.
رأيت سيرافينا، وكانت تبتسم. تلك الابتسامة الملائكية، التي كانت تخفي وراءها وعودًا بالفوضى المطلقة.
ورأيت آيلا، كانت تبدو وكأنها على وشك أن يغمى عليها من الرعب.
هذا هو فريقي.
هذا هو جحيمي القادم.
تنهدت، وأسندت رأسي إلى الخلف.
لم يعد هناك فائدة من الغضب.
لم يعد هناك فائدة من أي شيء.
الستار قد رُفع عن الفصل التالي من هذه المسرحية العبثية.
وكل ما يمكنني فعله الآن... هو أن أستعد لدوري.
دور الشيطان... الذي سيلعب بين الوحوش والملائكة.