[منظور نير ڤيرتون]

الكلمات الأخيرة للمدير، "ونير ڤيرتون"، لم تكن مجرد إعلان. كانت حكمًا. حكمًا بالأشغال الشاقة لمدة خمسة أيام في جحيم متنقل، بصحبة خمسة من أكثر الكائنات فوضوية وخطورة في هذا العالم الملعون.

ساد صمت مطبق في القاعة الكبرى للحظات، صمت يمكن قطعه بسكين. شعرت بألف عين تخترقني، تحللني، تتساءل كيف سيتعايش الظل مع الشيطانة، وأميرة الجليد، والبطلة الساذجة، والمبارز الصامت، والجبل البشري.

كانت تشكيلة لا يمكن لعقل أن يتصورها، مزيج متنافر من العناصر التي إذا اجتمعت، لا يمكن أن تنتج سوى انفجارًا.

ثم، وكأنما بإشارة غير مرئية، بدأت القاعة تفرغ ببطء. الفرق الأخرى بدأت تتحرك، تتجمع، وتتجه نحو الأجنحة المخصصة لها، وهم يلقون علينا نظرات جانبية مليئة بالشفقة، والفضول، وربما... بالرضا الخبيث لأنهم ليسوا في مكاننا.

"سيجتمع كل فريق في الجناح المخصص له في البرج الشمالي،" تردد صوت المدير السحري مرة أخرى، يطردنا من صدمتنا ويجبرنا على مواجهة واقعنا الجديد.

"ستعيشون وتتدربون وتخططون معًا للخمسة أيام القادمة. اعتبروها فرصة... أو تحذيرًا. انصرفوا."

خمسة أيام.

خمسة أيام كاملة محبوسًا مع هؤلاء المجانين.

نهضت على قدمي، وشعرت بأن كل حركة أقوم بها مراقبة. وجدت نفسي، بشكل لا إرادي، أسير مع بقية أعضاء "فريقي".

لم تكن مسيرة فريق، بل كانت أشبه بمسيرة جنائزية صامتة نحو المقصلة.

كنت أسير في الخلف، كعادتي، أراقبهم. كايلين كان يسير أمامي مباشرة، ظهره مستقيم كرمح، ويده لا تفارق مقبض سيفه.

وبجانبه، كان يسير ديغون، وخطواته الثقيلة كانت تجعل الأرضية الرخامية ترتجف قليلاً. لم يتحدثا، لكن كان هناك تفاهم صامت بينهما، تفاهم المحاربين.

والجميع في هذه الأكاديمية يعرف أن قوة ديغون البدنية الخالصة لا تقل رعبًا عن مهارة كايلين، بل ربما تتفوق عليها. إنه محرك حصار متنقل، لكن ببراعة تكتيكية تشبه المطرقة.

أمامهما، كانت تسير سيلين وسيرافينا. الجليد والشيطان. كانتا تسيران جنبًا إلى جنب، لكن بمسافة دقيقة بينهما، كملكتين من مملكتين متحاربتين أجبرتا على السير في نفس الموكب.

سيلين كانت تحدق إلى الأمام، ووجهها قناع من البرود الأرستقراطي. أما سيرافينا، فكانت تبتسم ابتسامة ملائكية لكل من يجرؤ على النظر في اتجاهها، ابتسامة كانت تجعل دمي يتجمد.

وفي المقدمة، كشاة صغيرة تائهة تقود قطيعًا من الذئاب، كانت تسير آيلا. كانت تمشي بخطوات مترددة، وتنظر حولها بارتباك، كأنها لا تصدق أنها جزء من هذه المجموعة.

"يا للسخرية،" فكرت، والمرار يملأ فمي. "بالطبع سيأخذون المركز الأول!"

الذاكرة من الرواية عادت لتصفعني. في القصة الأصلية، هذا الفريق المستحيل... قد فاز. ليس فقط فاز، بل سحق المنافسة.

"ليس فقط بقوة الحب السخيفة،" واصل عقلي الساخر تحليله المرير، "بل أيضًا لأن كل من نير الأصلي وآيلا وكايلين، وحتى العملاق الصامت ديغون، كانوا متناغمين بشكل يثير الغثيان.

وعلاقته مع الأميرة سيرافينا كانت جيدة، وحتى سيلين، لم تكن علاقتهم بذلك السوء."

في الرواية، كان نير الأصلي هو الصمغ الذي يربط هذه القطع المتنافرة. لقد تمكن بلطفه المزعوم من كسب ثقة آيلا، وبمهارته من كسب احترام كايلين وديغون، وبغموضه من إثارة اهتمام سيرافينا وسيلين. كان بطلاً مثاليًا في فريق مثالي.

أما أنا؟ علاقتي معهم جميعًا كانت كارثية.

"وكان الفريق الثاني هو فريق الأمير ثيرون." تذكرت. نعم، فريق ولي العهد، المكون منه ومن كاستر وإلارا وليرا وكاسيان وأوريون، كان هو المنافس الوحيد.

تنهدت. هذا الواقع كان مختلفًا تمامًا. التناغم كان آخر شيء يمكن أن يصف مجموعتنا.

"هذه السنة للطلاب هي أقل مرحلة فاز فيها طلاب..." لمعت ذكرى أخرى في ذهني.

"ليس بسبب أن عدد الناجين أقل من السنوات الماضية فقط، بل أيضًا لأن الطلاب أقوى. خاصة في متاهة الهمسات، هنالك طلاب كثيرون خسروا من طلاب آخرين. في السنين الماضية، كان عدد الواصلين للمرحلة الرابعة يتجاوز المئتين."

هذا صحيح. جيلنا كان أكثر وحشية. المنافسة كانت أشد. وهذا يعني أن المرحلة القادمة ستكون أكثر دموية من أي وقت مضى.

وصلنا أخيرًا إلى البرج الشمالي، وصعدنا الدرج الحلزوني الحجري حتى وصلنا إلى الطابق السابع عشر.

جناحنا كان في نهاية الممر، باب ضخم من خشب داكن، عليه لوحة فضية تحمل الرقم "17".

فتحت سيرافينا الباب برشاقة، ودخلت أولاً، كأنها صاحبة المكان.

تبعناها إلى الداخل.

الجناح كان... ضخمًا بشكل لا يصدق. لم يكن مجرد غرفة اجتماعات، بل كان شقة بنتهاوس فاخرة. قاعة معيشة رئيسية شاسعة، في وسطها تلك الطاولة المستديرة من حجر السبج الأسود، والموقد الأزرق، والخريطة السحرية العائمة.

لكن على الجانب الآخر من القاعة، كان هناك ممر طويل، تصطف على جانبيه ستة أبواب خشبية متطابقة.

"يبدو أن لكل منا غرفة نوم خاصة به، مع حمام ملحق." قالت سيلين، وصوتها البارد كان يحمل لمسة من الارتياح.

هذا أفضل بكثير مما توقعت. على الأقل، سيكون لدي مكان لأهرب إليه من هذا الجنون.

بدأنا في اتخاذ أماكننا حول الطاولة، وكانت هذه أول معركة صامتة بيننا.

سيرافينا، بالطبع، جلست في المقعد الذي يواجه الباب، ويمنحها رؤية كاملة لكل شيء. مقعد القائد.

سيلين، في تحدٍ صامت، جلست مباشرة مقابلها، وعيناها الياقوتيتان الباردتان مثبتتان على عيني سيرافينا.

كايلين اختار مقعدًا على يمين سيرافينا، ووضع سيفه بجانبه على الأرض. ديغون جلس بجانبه، وظهره مستقيم كجدار، وذراعاه الضخمتان معقودتان على صدره. كانا معًا يشكلان جبهة صامتة من الفولاذ والقوة.

آيلا، المسكينة، نظرت حولها بارتباك، ثم اختارت المقعد الأكثر انعزالاً، بجانب الموقد، كأنها تبحث عن أي مصدر للدفء في هذه الغرفة الجليدية.

لم يتبق سوى مقعد واحد. بجانب سيرافينا مباشرة.

جلست، وشعرت ببرودة هالتها غير المرئية تلامس جلدي.

ساد صمت مطبق. صمت ثقيل، محرج، ومخيف. مرت دقيقة. دقيقتان. لم يتكلم أحد. آيلا كانت تعبث بأصابعها. سيلين وسيرافينا كانتا تخوضان حرب نظرات صامتة. كايلين وديغون كانا كتمثالين.

هذا سخيف. لن نصل إلى أي مكان هكذا.

قررت أن أكسر هذا الجليد اللعين، حتى لو كان ذلك يعني أنني سأحترق.

سعلت سعلة خفيفة، مصطنعة، لكنها كانت مدوية في هذا الصمت. كل العيون استدارت نحوي.

"أظن أنه من الأفضل أن ننقسم لثلاث مجموعات." قلت، وصوتي كان هادئًا، ومدروسًا. لقد عدلت خطتي بسرعة لتناسب التشكيلة الجديدة.

"أقترح أن ننشئ ثلاث وحدات من شخصين. كايلين وأنا يمكننا تشكيل وحدة هجومية. ربما يمكن لديغون والآنسة آيلا تشكيل وحدة دعم، تجمع بين القوة الخام والشفاء. وهذا يترك سموكما الأميرتين لتشكيل الوحدة الثالثة."

كانت هذه هي الخطة الأكثر منطقية في رأسي. "علاقتي مع كايلين ليست سيئة،" فكرت بسرعة. "إنها على الأقل علاقة مبنية على احترام متبادل للقوة. إنها أفضل علاقة أمتلكها بين هؤلاء المجانين."

خطتي كانت تفصل القوى المتنافرة قدر الإمكان وتخلق وحدات متخصصة.

نظرت إلى كايلين. رأيت وميضًا خفيفًا من الموافقة في عينيه.

لكن قبل أن يتمكن أي شخص آخر من الرد، جاء ذلك الصوت الناعم، الذي يشبه همس الحرير المسموم.

"هل تريد التخلص من مرافقتنا هكذا؟"

قالتها سيرافينا، وهي تميل برأسها قليلاً إلى الجانب، وابتسامة ملائكية بريئة على وجهها. لم تكن تصرخ، ولم تكن تتحدى. كانت مجرد... تتساءل. وهذا ما جعل الأمر أسوأ بألف مرة.

شعرت بالدم يتجمد في عروقي. "اللعنة عليكِ أيتها الأميرة المعتوهة!" صرخت في عقلي. "بالطبع أريد التخلص من مرافقتكم! أنتم كابوس متحرك!"

"لا، لا،" قلت بصوت عالٍ، محاولًا ترميم ما هدمته كلماتي. "لم أقصد ذلك."

"حقًا؟" رفعت حاجبيها كأنها تستنكر براءة طفلة كشفت كذبة أبيها. "لأن ما قلته بدا كأنك تقترح أن يذهب أقوى اثنين معًا" — نظرة سريعة إليّ وإلى كايلين — "ويتركون ثلاث فتيات 'هشّات' مع رجل ضخم ليتدبّروا أمرهم؟ أليس هذا ما عنيته، لورد ڤيرتون؟"

لقد فعلتها مرة أخرى. لقد أخذت خطتي المنطقية، وحولتها إلى إهانة ، وجعلتني أبدو كأرستقراطي متعجرف لا يرى في المرأة إلا عبئًا على القتال.

لقد بدأت اللعبة.

والآن... كنت في موقف دفاعي.

نظرت حولي. رأيت الغضب البارد في عيني سيلين، التي كرهت بالتأكيد أن يتم تصنيفها كـ"هشة". ورأيت الارتباك والأذى في عيني آيلا.

حتى كايلين كان ينظر إليّ بنظرة تحمل تساؤلاً.

....

....

....

الهواء في الجناح السابع عشر أصبح ثقيلاً، لزجًا، وخانقًا. لم يكن مجرد صمت، بل كان فراغًا مشحونًا بالكهرباء، فراغًا خلقته كلمات الأميرة سيرافينا الحريرية والمسمومة.

لقد أخذت خطتي المنطقية، وشوهتها، وحولتها إلى سلاح وجهته نحوي، وجعلتني أبدو كأرستقراطي متعجرف وأناني أمام فريق من الوحوش التي لا ترحم.

كنت محاصرًا. نظرة الغضب البارد في عيني سيلين كانت تخبرني أنها لن تنسى كلمة "هشة" بسهولة. نظرة الأذى والارتباك في عيني آيلا كانت كأنها سكاكين صغيرة من الشعور بالذنب الذي لم أرتكبه.

ونظرة كايلين، تلك النظرة الهادئة، الفاحصة، كانت الآن تحمل وميضًا من الشك.

"اللعنة عليها،" صرخت في صمت عقلي. "إنها تلعب بنا جميعًا كأننا بيادق على رقعتها."

كان عليّ أن أرد. أن أدافع عن نفسي، عن منطقي. التراجع الآن يعني الهزيمة.

أخذت نفسًا هادئًا، وأجبرت دقات قلبي المذعورة على التباطؤ. رفعت رأسي، وقابلت نظرة سيرافينا الملائكية بنظرة باردة، جليدية، خاصة بي.

"يبدو أن سموكِ قد أسأتِ فهمي." قلت، وصوتي كان هادئًا،

ومستويًا، خالٍ من أي أثر للذعر الذي كان يعصف بروحي. "لم يكن اقتراحي تقليلاً من شأن أحد."

وجهت نظري نحو آيلا، التي جفلت عندما تحدثت إليها مباشرة.

"الآنسة آيلا،" قلت بوضوح، "ستكون مع ديغون، الذي كما يعلم الجميع، يمتلك قوة بدنية لا مثيل لها. سيكون درعها، حاميها. هذا ليس تهميشًا، بل هو التكتيك الأكثر أمانًا لضمان سلامة أهم عضو في فريقنا، المعالجة."

ثم، استدرت ببطء لأواجه سيلين وسيرافينا. "وأما بالنسبة لسموكما،" تابعت، وسمحت للمسة خفيفة من الاحترام الساخر بأن تتسلل إلى نبرتي.

"فأي شخص يعتقد أنكما 'هشّتان'، فهو إما أعمى أو أحمق. قوتكما، وذكاؤكما، لا تقل عن أي شخص في هذه الغرفة."

لقد كان ردًا مدروسًا. لقد دافعت عن منطقي، ومدحت قوتهم في نفس الوقت. لقد نزعت فتيل القنبلة التي زرعتها.

أو هكذا ظننت.

ابتسامة الأميرة سيرافينا الملائكية... اختفت.

لم يحل محلها الغضب أو الانزعاج. بل حل محلها شيء أسوأ بكثير. فراغ. تعبير هادئ، بارد، تحليلي، كأنها لم تعد تنظر إليّ كشخص، بل كمعادلة رياضية معقدة قد وجدت حلها للتو.

"أنت على حق، لورد ڤيرتون."

صوتها كان هادئًا، لكنه كان يحمل حدة قاطعة، كصوت انكسار زجاج جليدي في صمت ليلة شتوية. "لقد كان تحليلك... دقيقًا بشكل مدهش."

انحنت إلى الأمام قليلاً، ووضعت ذقنها على يديها المشبوكتين فوق الطاولة. عيناها الرماديتان كانتا تحدقان فيّ، ليس كأميرة، بل كمفترس يدرس فريسته.

"أنت وكايلين وديغون... أنتم القوة الضاربة. السيف والمطرقة والدرع. أما نحن..." نظرت إلى سيلين، ثم إلى آيلا، ثم إليّ. "فنحن السلاح الخفي."

توقفت للحظة، وتركت كلماتها تغوص في الصمت.

"آيلا هي التي ستبقي السيف والدرع حيين. سيلين هي العاصفة الجليدية التي ستجمد أعداءنا في مكانهم.

وأنا..." ابتسمت ابتسامة خفيفة، لكنها كانت أشد رعبًا من أي تهديد. "أنا السُم الذي سينتشر في عروقهم دون أن يشعروا به حتى."

ساد صمت مطبق. صمت مروع.

لقد أخذت خطتي، وقلبتها رأسًا على عقب، وأعادت صياغتها في صورة مرعبة، ووحشية... ووافقت عليها.

آيلا كانت تبدو وكأنها على وشك أن تتقيأ. سيلين ضاقت عينيها، كأنها لم تكن مرتاحة لهذا الوصف، لكنها لم تستطع إنكار منطقها القاسي. حتى كايلين وديغون كانا ينظران إلى الأميرة بنظرة جديدة، نظرة من الحذر المطلق.

لقد أعلنت للتو، ببرود لا يصدق، أنها تعتبر نفسها سلاحًا للاغتيال النفسي والخداع. وأنها لا ترى أي مشكلة في ذلك.

"توزيع ممتاز للأدوار." أنهت كلامها، وهي تنظر إليّ مباشرة. "أنا أوافق على خطتك، لورد ڤيرتون."

اللعنة.

الكلمة انفجرت في عقلي. لقد نجوت من فخها اللغوي، فقط لأقع في فخ أعمق وأكثر خبثًا. لقد جعلتني أبدو كالعقل المدبر لهذه الاستراتيجية القاتلة. لقد ربطت اسمي بخطتها المظلمة.

لم أعد أحتمل هذا. لم أعد أحتمل هذه الألعاب النفسية. هذا الجو الخانق.

نهضت من مقعدي فجأة. صوت احتكاك الكرسي بخشب الأرضية كان حادًا، وعنيفًا.

"حسنًا." قلت، وصوتي كان جافًا، خاليًا من أي عاطفة. "لديكم أربعة أيام لتخططوا. اختاروا ما شئتم. أنا سأخرج لأُرفّه عن نفسي."

لم أنتظر ردًا. لم أنظر إلى وجوههم المصدومة. استدرت، ومشيت بخطى ثابتة نحو الباب. كل خطوة كانت تبدو وكأنها انتصار صغير، هروب من هذا القفص المليء بالشياطين.

أغلقت الباب خلفي، والصمت المفاجئ للممر بدا وكأنه يصم الآذان. أسندت ظهري إلى الخشب البارد، وأغمضت عيني، وأطلقت زفيرًا طويلًا، مرتجفًا.

كانت تلك أصعب عشر دقائق في حياتي.

لكنني كنت حرًا. على الأقل، في الوقت الحالي.

مشيت عبر ممرات الأكاديمية الصامتة، لا أعرف إلى أين أتجه. لم أكن أرغب في العودة إلى جناحي. كنت بحاجة إلى مكان... حقيقي. مكان لا تفوح منه رائحة المؤامرات والسحر المظلم.

قادتني قدماي مرة أخرى إلى "ساحة اللقاء".

كانت الأجواء مختلفة في المساء. المصابيح البلورية المعلقة بين الأشجار كانت تنشر ضوءًا دافئًا، ذهبيًا، والموسيقى الهادئة كانت تنبعث من أحد المقاهي. كان هناك عدد قليل من الطلاب، يجلسون في مجموعات صغيرة، يضحكون ويتحدثون بهدوء. كان مكانًا طبيعيًا، مريحًا.

توجهت إلى كشك الشطائر، لكنه كان مغلقًا. تنهدت. بالطبع.

لكن كشكًا آخر كان لا يزال مفتوحًا. كان يبيع فطائر صغيرة، ساخنة، تفوح منها رائحة القرفة والتفاح.

اشتريت اثنتين، مع كوب كبير من الشاي الساخن، الممزوج بالزنجبيل والعسل.

وجدت مقعدًا خشبيًا فارغًا في زاوية مظلمة، بعيدًا عن الجميع، وجلست.

البخار الذي كان يتصاعد من الشاي كان يدفئ وجهي. قضمت قضمة من الفطيرة. كانت ساخنة، حلوة، والعجينة تذوب في فمي.

للحظة، شعرت بالسلام.

شعرت بأنني بعيد عن كل شيء. بعيد عن سيرافينا، وعن الرواية، وعن قدري الملعون.

لكن السلام، كالعادة، كان مجرد وهم مؤقت.

عقلي، الذي لا يهدأ أبدًا، بدأ في العمل.

سيرافينا. لم تكن مجرد أميرة متلاعبة. كانت وحشًا حقيقيًا. وحشًا يتقن لعبة السلطة، ويستمتع بتحطيم الآخرين بابتسامة ملائكية.

لقد أظهرت لي اليوم أنها لن تكون مجرد عقبة، بل ستكون الخصم الأخطر في هذه المرحلة، وفي كل مرحلة قادمة.

وفريقي... يا له من فريق. كيف يفترض بنا أن ننجو لمدة أسبوع معًا؟ خطتي لتقسيمنا قد فشلت. والآن، نحن مجبرون على البقاء معًا.

سيكون الأمر جحيمًا. سبعة أيام من التوتر المستمر، من النظرات الباردة، من الألعاب النفسية.

تنهدت، وشربت من الشاي الساخن. حرارة الزنجبيل أحرقت حلقي، لكنها كانت حرارة جيدة، حقيقية.

"عليّ أن أكون أقوى." فكرت. "ليس فقط جسديًا. بل ذهنيًا. عليّ أن أبني جدرانًا حول عقلي، جدرانًا لا تستطيع حتى هي اختراقها."

نظرت إلى السماء السوداء المرصعة بالنجوم.

أربعة أيام.

أربعة أيام.

أربعة أيام لأستعد لجحيم من نوعين: واحد في الخارج، والآخر... يجلس بجانبي.

"فلتبدأ الحرب،" تمتمت، وشربت آخر رشفة من الشاي.

الدفء الذي شعرت به بدأ يتلاشى.

لأنني أعلم...

البرد الحقيقي... لم يبدأ بعد.

2025/08/07 · 70 مشاهدة · 2154 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025