​[منظور نير ڤيرتون]

​مرت ثلاثة أيام أخرى.

ثلاثة أيام من الصيد الصامت، والمسير الذي لا ينتهي. كنت قد توغلت عميقًا في قلب الجزيرة، تاركًا وراءي الشواطئ البركانية والغابات ذات الريش الأسود.

هنا، كان العالم مختلفًا. كانت الأشجار عملاقة، خضراء، وجذورها متشابكة كأفاعٍ نائمة. الهواء كان أنقى، ومليئًا برائحة الحياة النباتية ورطوبة الأرض.

​لكن الجمال كان مجرد قناع يخفي وحشية لا تقل عن وحشية الحلقة الخارجية.

كنت أتحرك عبر غابة من أشجار الصنوبر العملاقة، التي كانت أغصانها كثيفة جدًا لدرجة أنها كانت تحجب ضوء النهار، وتغرق الأرض في غسق دائم.

الأرض كانت مغطاة بطبقة سميكة من الإبر الصنوبرية القديمة، التي كانت تخمد صوت خطواتي، وتحولني إلى شبح.

​كنت جائعًا. المؤن التي أعطتني إياها الأكاديمية كانت قد نفدت منذ يومين.

كنت أعيش على ما أصطاده: بعض الطيور الغريبة ذات اللحم القاسي، وجذور نباتات مرة المذاق كنت قد تعرفت عليها من ذاكرة الرواية.

وكنت متعبًا. لم أكن أنام لأكثر من ساعة أو ساعتين في كل مرة، في تجاويف الأشجار أو تحت الصخور، وسيفي في يدي، وكل حواسي متيقظة لأي خطر.

​لكن الأهم من ذلك كله... كنت لا أزال في المركز الرابع.

كل غروب شمس، كنت أتوقف، وأشاهد تلك الأرقام اللعينة تظهر على معصمي. ديغون كان لا يزال في الصدارة، يسحق كل شيء في طريقه. كايلين كان يليه، يقتل بكفاءة جليدية. وليرا... كانت لا تزال تتقدم عليّ، بفوضاها المدمرة.

كل ليلة، كان الغضب والإحباط يتجددان في داخلي، ويصبحان الوقود الذي يدفعني للاستمرار في اليوم التالي.

​في وسط هذا التفكير المظلم، شعرت بهم.

"عين الحقيقة" أرسلت وميضًا تحذيريًا في عقلي.

تجمدت في مكاني خلف جذع شجرة ضخم.

من بين الظلال، خرجوا.

خمسة منهم. "كلاب القبور". وحوش من الرتبة الأولى، لكنها كانت من أخطر الأنواع التي تصطاد في مجموعات.

كانوا بحجم الذئاب، لكن أجسادهم كانت نحيلة، مغطاة بفراء أسود قصير، وعلى ظهورهم ومفاصلهم، كانت تنمو صفائح عظمية بيضاء، كدرع طبيعي. عيونهم كانت تتوهج بضوء أحمر، جائع، وذكي.

كانوا يتحركون بتناغم، يشمون الهواء، وأنيابهم الطويلة، الصفراء، مكشوفة. كانوا قد التقطوا رائحتي.

​تنفست ببطء. خمسة. عشر نقاط.

كان هذا ما أحتاجه.

لم أهاجم بغباء. لقد تعلمت درسي. قوتي الشيطانية كانت خائنة، لا يمكن الاعتماد عليها إلا كملاذ أخير.

بدأت المعركة.

​زعيمهم، الذي كان أضخم قليلاً، أطلق عواءً حادًا، كصوت تمزق المعدن. كانت إشارة الهجوم.

اندفعوا نحوي من اتجاهات مختلفة.

لم أتحرك من مكاني. انتظرت.

الأول قفز نحوي من اليمين، وفكيه مفتوحان.

انحنيت إلى الأسفل، ومر من فوقي. وفي نفس الوقت، طعنته بسيفي في بطنه اللين. صرخ صرخة مكتومة، وسقط ميتًا.

لكن الآخرين كانوا قد وصلوا.

بدأت رقصة دموية.

كنت أستخدم الشجرة كغطاء، أدور حولها، وأجبرهم على مهاجمتي واحدًا تلو الآخر.

كانوا أذكياء. حاولوا تطويقي، ومهاجمتي من الخلف.

كلاب! كلاب! ألا يمكن أن أقاتل كائنا غبيا لمرة واحدة؟

أحد الكلاب خدش ساقي بمخالبه العظمية. شعرت بألم حارق، وتجاهلته. استدرت، وقطعت رأسه بضربة أفقية.

اثنان سقطا. ثلاثة بقوا.

​زعيمهم كان ينتظر، يراقب، ويتعلم.

رأيته يعطي إشارة صامتة بعينيه.

الاثنان المتبقيان هاجما معًا.

لم يكن هناك خيار.

أطلقت العنان لجزء صغير من الظلام. تشكلت يدان ظلّيتان من الأرض، وأمسكتا بقدمي الذئبين، وثبتتهما للحظة.

كانت تلك اللحظة هي كل ما أحتاجه.

طعنة سريعة في قلب الأول.

وقطعة عنيفة في رقبة الثاني.

انتهى الأمر.

​وقفت ألهث، وأنا أنظر إلى جثث الكلاب الخمسة. ثم، نظرت إلى زعيمهم.

كان يقف على بعد عشرة أمتار، يحدق فيّ، وعيناه الحمراوان تشتعلان بالكراهية، وليس الخوف. لم يهرب.

"إذًا، مبارزة." تمتمت.

اندفع نحوي.

كنت مستعدًا.

اصطدمنا.

كان سريعًا، وقويًا. درعه العظمي كان يصد معظم ضرباتي.

كنا ندور، ونهاجم، ونتراجع. كان قتالاً وحشيًا، بدائيًا.

جرحني مرة أخرى، أسنانه غاصت في كتفي للحظة قبل أن أدفعه بعيدًا.

شعرت بالدم الدافئ يسيل على ذراعي.

"كفى من هذا!"

في خضم إحدى هجماته، لم أصد. بل راوغت، وأطلقت العنان لكل ما تبقى من طاقتي في الظلام.

لم أشكل يدًا، أو رمحًا.

شكلت... شفرة.

شفرة من الظلام المطلق، امتدت من سيفي، وجعلت طوله يتضاعف.

فوجئ الزعيم. لم يتوقع هذا المدى.

مرت الشفرة الظلية عبر رقبته بصمت.

تجمد في مكانه لثانية. ثم، سقط رأسه على الأرض، وجسده انهار بعده.

​وقفت في وسط المذبحة، ألهث بعمق، والألم في كتفي وساقي كان حادًا.

"عشر نقاط أخرى." تمتمت، وشعرت بمزيج من الرضا والإرهاق.

كل معركة كانت تترك ندوبها. كل نقاط كنت أكسبها، كنت أدفع ثمنها من دمي.

​كنت على وشك أن أبدأ في تضميد جروحي، عندما سمعته.

في البداية، كان همهمة منخفضة، بعيدة.

ثم، أصبح أعلى. هدير.

وبعد ذلك، سمعت ورأيت ضجيجًا وفوضى.

انفجارات.

أشجار عملاقة تتساقط في الأفق. صرخات. ليس فقط صرخات بشرية، بل صرخات وحوش أيضًا.

رأيت ومضات من الضوء الأرجواني والأحمر والأزرق تتراقص بين الأشجار على بعد أميال قليلة.

كانت معركة. لا، لم تكن معركة. كانت... حربًا.

​صعدت إلى قمة شجرة صنوبر عملاقة، وتحركت بين أغصانها حتى وصلت إلى مكان أستطيع منه الرؤية بوضوح.

ما رأيته جعلني أحدق بصدمة.

في وادٍ صغير، كانت هناك فوضى مطلقة.

عشرات الوحوش، من كل الأنواع التي رأيتها، كانوا يهاجمون بجنون، ليس نحوي، بل نحو مركز الوادي.

وبين الوحوش، كان هناك طلاب.

رأيت هالاتهم بـ"عين الحقيقة". سبعة. ثمانية. لا، عشرة طلاب على الأقل، يقاتلون بيأس، ليس فقط ضد الوحوش، بل ضد بعضهم البعض أحيانًا في خضم الفوضى.

​"اللعنة على هذا الهراء!" لعنت بصوت عالٍ. "هل أحد ما يتعمد ذلك؟ أليس هذا فخًا واضحًا؟"

كان الأمر جنونيًا. كان كمن يوقد شعلة ضخمة في وسط غابة مليئة بالذئاب الجائعة. كان انتحارًا.

كانت عين الحقيقة تظهر لي هالات كثيرة، تتداخل، وتنفجر، وتختفي. كانت فوضى بصرية مؤلمة.

​ثم، رأيت مصدر كل هذا.

في قلب العاصفة، في مركز الوادي، كانت تطفو هي.

ليرا فيكس.

كانت تضحك. ضحكة مجنونة، عالية، تردد صداها حتى هنا.

كانت تطلق العنان لوابل من الصواعق الأرجوانية في كل اتجاه، دون تمييز. كانت تضرب الوحوش، وتضرب الأشجار، وأحيانًا تضرب الطلاب الذين يقتربون منها كثيرًا.

لم تكن تقاتل.

كانت... تستمتع.

لقد حولت الوادي إلى ساحة لعبها الخاصة، وجذبت إليه كل كائن حي في محيط أميال.

​فهمت الآن.

لم يكن هذا فخًا نصبه طالب لآخر.

كان هذا فخًا نصبته الفوضى نفسها.

وكانت فرصة.

فرصة لا تعوض.

​عشرات الوحوش المصابة. وعشرة طلاب مرهقين، ومشتتين.

كلهم أهداف سهلة.

كلهم... نقاط.

​نظرت إلى جروحي. جسدي كان يصرخ طالبًا الراحة. عقلي كان يصرخ طالبًا الابتعاد عن هذا الجنون.

لكن ذلك الجوع البارد في روحي... كان يهمس بشيء مختلف.

"اذهب."

"إنهم ينتظرون."

"أرِهم معنى الصيد الحقيقي."

​ابتسمت ابتسامة باردة.

نزلت من الشجرة بصمت.

وبدأت أتحرك. ليس بعيدًا عن الفوضى.

بل نحو قلبها.

كشبح... ينجذب إلى رائحة الدماء.

​[منظور ليرا فيكس]

ال​ملل...

يا له من شعور مقيت، لزج، وبطيء.

كنت أتحرك عبر هذه الغابة اللعينة منذ يومين، وكل شيء كان... هادئًا جدًا. أقتل وحشًا هنا، أجمع نقطتين سخيفتين.

أجد عشًا لوحشين آخرين هناك، أضيف أربع نقاط بائسة إلى رصيدي.

كان الأمر كجمع الحصى من على شاطئ لا نهاية له. رتيب، وممل، وبلا أي... شرارة.

​"أين الدراما؟ أين الانفجارات؟" تمتمت لنفسي، وأنا أركل جمجمة مخلوق يشبه الغزال ذا القرون الكريستالية.

"هذه ليست منافسة. هذه رحلة تخييم إجبارية مع أسوأ رفقة ممكنة."

​كنت مستلقية على غصن شجرة، أتأرجح بقدمي، وأحدق في السماء الرمادية.

كان هذا هو الجحيم. ليس الخطر، ولا القتال. بل الرتابة.

ثم، في خضم يأسي الممل، تذكرتها.

الأميرة.

سيرافينا.

تلك المحادثة القصيرة فوق الشجرة، وذلك العنقود من العنب اللذيذ.

ضحكت بصوت عالٍ، والضحكة أخافت سربًا من الطيور ذات الريش الأزرق، التي طارت مبتعدة وهي تصرخ.

​"أنتِ تحدثين الفوضى، وأنا أستغلها."

الكلمات ترددت في ذهني. لم أوافق على عرض الأميرة لأنني أريد أن أكون بيدقها. اللعنة على ذلك. ليرا فيكس لا تتبع أحدًا. لكن فكرتها... كانت جيدة. جيدة بشكل عبقري ومجنون.

​لماذا أطارد الفئران واحدًا تلو الآخر، بينما يمكنني أن أقرع جرس العشاء وأدعو كل ذئاب الغابة إلى وليمة واحدة كبيرة؟

"نعم..." تمتمت، وابتسامة عريضة، شرسة، ارتسمت على وجهي. "وليمة. هذا بالضبط ما أحتاجه."

قفزت من الشجرة، وهبطت على الأرض بخفة. لم أعد أشعر بالملل. لقد وجدت هدفًا.

سأقتل الوحوش. وسأقصي الطلاب من المنافسة. لكنني سأفعل ذلك... بأسلوبي الخاص.

​قضيت الساعات القليلة التالية لا أبحث عن فرائس، بل أبحث عن المسرح المثالي.

ووجدته.

وادٍ صغير، محاط بتلال صخرية من ثلاث جهات. كان المكان مثاليًا. كان كأنه مدرج طبيعي، بناه سامي الحرب من أجل عرض خاص.

والأفضل من ذلك كله، كان الوادي مليئًا بالحياة. رأيت أعشاش "صقور الصخر" الضخمة على المنحدرات.

وسمعت همهمة قادمة من كهف قريب، همهمة الآلاف من "دبابير الشفرة" من الرتبة الثانية. وكانت هناك قطعان من "ذئاب القبور" تجوب الأرض.

كان برميل بارود، ينتظر من يشعل فتيله.

​صعدت إلى قمة أعلى تل، يطل على الوادي بأكمله.

"حسنًا أيها العالم الممل!" صرخت في الريح. "حان وقت العرض!"

رفعت يدي إلى السماء. لم أكن أستعد لتعويذة هجومية. كنت أستعد لشيء أكثر... درامية.

بدأت أجمع طاقتي السحرية. شعرت بها تتدفق مني، طاقة أرجوانية، فوضوية، وحية. لم أحاول السيطرة عليها، أو تشكيلها.

بل سمحت لها بالانطلاق بحرية.

تشكلت كرة ضخمة من الطاقة الأرجوانية الصاخبة فوقي، كانت تنبض وتتلوى كشمس مجنونة.

"فلتبدأ الحفلة!"

​أطلقت الكرة ليس نحو الوادي، بل مباشرة نحو السماء.

انطلقت كصاروخ أرجواني، وتركت وراءها أثرًا من الشرارات.

وعندما وصلت إلى أعلى نقطة، انفجرت.

لم يكن انفجارًا عنيفًا. بل كان إطلاقًا للضوء والصوت. عمود هائل من الضوء الأرجواني المتراقص ارتفع لأميال في السماء، مرئيًا من كل ركن في هذه المنطقة من الجزيرة. وصوت أزيز عالي التردد، كصرخة آلاف الأرواح، تردد عبر الوديان والغابات.

لقد صنعت... "منارة الفوضى".

دعوة مفتوحة لكل كائن حي، عاقل أو وحشي، ليأتي وينضم إلى المذبحة.

​ثم جلست، وأخرجت تفاحة كنت قد سرقتها من المطبخ الأميرة ليست الوحيدة التي لديها أسرارها، وبدأت آكل، وأنا أنتظر ضيوفي.

لم أنتظر طويلاً.

​بدأت الفوضى.

أول من استجاب كانت دبابير الشفرة. سرب ضخم، أسود وأصفر، خرج من كهفهم، وأزيز أجنحتهم كان يصم الآذان. كانوا غاضبين لأن منارتي قد أزعجت سباتهم.

ثم خرجت صقور الصخر من أعشاشها، وهي تطلق صرخات حادة، وتهاجم الدبابير في الهواء.

ومن الغابات المحيطة، بدأت قطعان ذئاب القبور تتدفق إلى الوادي، منجذبة إلى رائحة الموت الوشيك.

في دقائق، تحول الوادي الهادئ إلى ساحة معركة طبيعية، الوحوش تقتل بعضها البعض في فوضى دموية.

​"هذا أفضل!" ضحكت، وألقيت ما تبقى من تفاحتي. "لكن ينقصنا... الضيوف الرئيسيون."

وكأنهم سمعوني، بدأ الطلاب في الظهور.

واحدًا تلو الآخر، ثم في مجموعات صغيرة. كانوا ينجذبون إلى الضوء، وإلى أصوات القتال، كالفراشات المنجذبة إلى لهب سيحرقها. كانوا يعتقدون أنها فرصة لجمع نقاط سهلة من وحوش تتقاتل.

يا لهم من حمقى.

​بدأت أقاتل.

قفزت من التل، وهبطت في قلب العاصفة.

"أهلاً بكم في حفلتي!" صرخت، وأطلقت العنان لكل شيء.

لم أكن أقاتل بهدف. كنت أرسم. أرسم لوحة من الدمار.

سلسلة من البرق الأرجواني انطلقت من يدي، وقفزت بين خمسة من ذئاب القبور، وحولتهم إلى فحم متفجر.

انفجار من القوة الصادمة ألقى بسرب من الدبابير نحو صقر صخري، وتحولوا جميعًا إلى كتلة من الكايتين والريش المحطم.

كنت أضحك، وأدور، وأطلق تعاويذي في كل اتجاه. لم أكن أهتم بما أضربه. كنت أستمتع بالرقص.

​الطلاب، الذين أدركوا الآن أن هذا ليس مجرد قتال وحوش، بل فخ، حاولوا إما الهرب أو مهاجمتي.

أحد المبارزين اندفع نحوي، وسيفه يتوهج.

خلق درعًا من الطاقة الأرجوانية أمامي، وارتد سيفه. ثم أطلقت موجة صادمة من الدرع، ألقته بعيدًا، ليسقط في وسط مجموعة من الذئاب الجائعة.

سمعت صرخته، ثم رأيت وميض رون الحياة وهو ينقذه.

"ست نقاط!" ضحكت. "شكرًا لحضورك!"

​الوادي أصبح جحيمًا. رائحة الدم، والفراء المحترق، والأوزون السحري، ملأت الهواء.

كنت في عنصري. كنت في الجنة.

وفجأة، وسط كل هذه الفوضى التي صنعتها، رأيتها.

وبدأت الأميرة أيضًا تقاتل.

​لم تدخل من المدخل الرئيسي كالبقية. لقد ظهرت ببساطة. في لحظة، لم تكن هناك. وفي اللحظة التالية، كانت تقف على حافة المعركة، كشبح أبيض في وسط بحر من الدماء.

لم تكن تقاتل مثلي. لم تكن هناك انفجارات، ولا أضواء مبهرجة.

كانت صامتة، ومميتة.

رأيت طالبًا يقاتل ذئبًا. فجأة، تجمد الطالب، وعيناه اتسعتا في رعب صامت، كأنه يرى أسوأ كوابيسه. وفي تلك اللحظة من التردد، انقض عليه الذئب، ومزق يده.

رأيت سيرافينا تبتسم ابتسامة خفيفة من بعيد.

رأيت حليفين مؤقتين يقاتلان جنبًا إلى جنب. فجأة، استدار أحدهما، وطعن الآخر في ظهره.

رأيت سيرافينا وهي تخفض يدها ببطء.

لم تكن تقاتل الأجساد. كانت تقاتل العقول. كانت تحول فوضاي إلى مسرح دمى خاص بها.

​"إنها جيدة." تمتمت بإعجاب حقيقي. "مملة، لكنها جيدة."

لم تكن تعمل معي. كانت تستغل الفرصة التي خلقتها. وهذا... كان أفضل.

لم تكن هناك ديون، ولا تحالفات. فقط مفترسان، يصطادان في نفس الغابة المشتعلة.

​نظرت إلى ساعة النقاط على معصمي. لم تكن تعمل، لكنني كنت أعرف أن رصيدي يرتفع بسرعة.

صرخت بابتهاج، وأطلقت العنان لموجة أخرى من الطاقة الأرجوانية.

شعرت بنظرة باردة، ثاقبة، قادمة من بعيد. من أحد التلال.

نير ڤيرتون.

لقد وصل أخيرًا.

ابتسمت ابتسامة عريضة نحوه، حتى لو لم يكن يستطيع رؤيتها.

"تعال! انضم إلى الحفلة!"

كلما زاد عدد اللاعبين، أصبحت اللعبة أكثر إمتاعًا.

2025/08/28 · 54 مشاهدة · 1987 كلمة
Ashveil
نادي الروايات - 2025