​[منظور نير ڤيرتون]

​ضحكت.

كانت ضحكة مكسورة، فارغة، خشنة، خرجت من حلقي المليء بالدماء.

ضحكة رجل رأى نهاية طريقه، وأدرك أنها طريق مسدود.

06:52 صباحًا.

ساعة وثماني دقائق.

وكنت أبعد عن الملاذ مما كنت عليه قبل ثلاث ساعات.

اليأس كان شعورًا ماديًا، ثقيلاً، كلوح من الجرانيت يستقر على صدري، ويسحق ما تبقى من أملي.

استلقيت هناك، على الأرضية الصخرية الباردة، ونظرت إلى السماء التي بدأت تكتسب لونًا رماديًا باهتًا.

الفجر كان قادمًا. فجر

هزيمتي.

"فاشل."

الكلمة همست في عقلي مرة أخرى. هذه المرة، لم أجادلها.

لقد حاولت. يا إلهي، لقد حاولت. لقد قاتلت، ونزفت، وقتلت. لكن هذا العالم، هذا القدر الملتوي، كان دائمًا يجد طريقة ليعيدني إلى مكاني.

​لكن... بينما كنت مستلقيًا هناك، مستعدًا للاستسلام، ومضت صورة في ذهني.

صورة سيرافينا، وابتسامتها المتعالية وهي تفك خيوطها الذهبية. "أنت أكثر فائدة لي كقطعة فوضوية."

صورة كايلين، ونظرته الهادئة، الواثقة، وهو يدير لي ظهره في الضباب. "المرحلة الخامسة... ستحدد كل شيء."

صورة والدي، وذلك البرود القاسي في عينيه.

وصورة نفسي، في حياتي القديمة. ذلك الشاب البائس، الذي كان يستسلم دائمًا.

​"لا..."

تمتمت، والكلمة كانت بالكاد مسموعة.

"لا... مرة أخرى."

لم يكن الأمر يتعلق بالنقاط بعد الآن. لم يكن يتعلق حتى بالفوز.

لقد أصبح الأمر يتعلق... بالرفض.

رفض أن أكون ذلك الشخص مرة أخرى. رفض أن أستسلم.

​بدأت أسابق الوقت. بدأت أركض. استخدمت كل ما لدي.

أجبرت نفسي على النهوض. كل عضلة، كل عظمة، كل عصب في جسدي كان يصرخ احتجاجًا. تجاهلتهم.

نظرت شمالاً، نحو الضوء الأبيض الذي كان الآن أبعد من أي وقت مضى.

وبدأت أركض.

لم يكن ركضًا. كان عرجًا، وتعثرًا، وسقوطًا، ثم النهوض والركض مرة أخرى.

الألم في ضلوعي كان كسكين يتم لويها مع كل نفس.

"أسرع." أمرت نفسي. "أسرع!"

​كنت أركض بشكل أعمى، يائس، عبر التضاريس الصخرية، عندما لمعت فكرة في عقلي.

الرواية.

لقد ركزت دائمًا على الشخصيات، على الأحداث، على الأسرار.

لكنني كنت أتجاوز الأجزاء المملة. أجزاء الوصف. أجزاء الجغرافيا والتاريخ.

​"انتظر..."

توقفت للحظة، وأنا ألهث، وأغلقت عيني، وأجبرت عقلي المنهك على البحث في أرشيف ذاكرتي.

فقرة. فقرة وصفية تافهة في أحد الفصول المبكرة، عندما كان المؤلف يتحدث عن بناء جزيرة السيادة.

"لقد استخدمت الطرق المختصرة التي ذكرتها الرواية. حتى اليوم، لم أفكر مطلقًا بفعل ذلك، لأن عدد الوحوش فيها كان قليلاً جدًا، ولا يكاد يذكر، وذلك لن يجلب لي النقاط."

لقد كانت أنفاق خدمة قديمة، قنوات مياه جافة، حفرها المهندسون الأوائل عبر الجبال لنقل المواد لبناء الملاذ.

كانت خطرة، وغير مستقرة، وفارغة.

فارغة من النقاط.

لكنها الآن... كانت أملي الوحيد.

​غيرت اتجاهي. بدأت أركض ليس نحو الملاذ مباشرة، بل نحو سلسلة من الشلالات كنت أتذكر أنها مذكورة في الوصف، على بعد أميال قليلة إلى الشرق.

كانت مسابقتي طويلة جدًا، ومتعبة.

ركضي كان وحشيًا. كنت أتجاهل المسارات، وأركض في خط مستقيم، أقفز فوق الصخور، وأخترق الشجيرات الشائكة التي كانت تمزق ما تبقى من ملابسي وجلدي.

أفكاري كانت عبارة عن ضجيج أبيض من الألم والتركيز.

"لا تتوقف. لا تسقط. لا تمت."

تعبي كان محيطًا يهدد بإغراقي. كانت رؤيتي تضيق، وتتسع، وبدأت أرى بقعًا سوداء تتراقص في حافة بصري.

​لم أقتل إلا عدة وحوش من الرتبة الأولى كانت في طريقي مباشرة. لم يكن لدي وقت للقتال.

كنت أدفعها بعيدًا، أو أقتلها بضربة واحدة سريعة، وأنا أواصل الركض. كنت أريد اللحاق فقط.

​وصلت إلى الشلالات.

07:20 صباحًا.

أربعون دقيقة متبقية.

بحثت بيأس خلف ستارة الماء المتجمدة.

ووجدته.

مدخل كهف صغير، مخفي، عليه رونيات قديمة باهتة.

دخلت دون تردد.

​الظلام كان مطلقًا. والجو كان باردًا، ورطبًا، ورائحته كرائحة الحجر الميت.

لم يكن لدي وقت لإشعال شعلة.

استخدمت الظلام. ليس كقوة هجومية، بل كحاسة.

أطلقت موجة خفيفة من الظل، وشعرت بها ترتد عن الجدران، وترسم لي خريطة ذهنية للنفق المنهار أمامي.

وبدأت أركض مرة أخرى. في الظلام.

كان الأمر مرعبًا. الأرض كانت غير مستوية. والصخور كانت تتساقط من السقف.

وفي إحدى المرات، انهار جزء من الأرض تحتي، وبالكاد تمكنت من القفز إلى الجانب الآخر قبل أن أسقط في هوة لا قرار لها.

​لا أعرف كم من الوقت بقيت في تلك الأنفاق.

لكنني فجأة، رأيت ضوءًا.

اندفعت نحوه.

وخرجت إلى الهواء الطلق.

كنت على ارتفاع شاهق، على المنحدرات الجليدية للجبل الأخير. لقد تجاوزت أميالاً من القمم الخطرة.

الملاذ... كان فوقي مباشرة.

نظرت إلى ساعتي.

07:59:00

​بقيت دقيقة واحدة.

دقيقة واحدة.

نظرت إلى الأعلى. المنحدر كان شديد الانحدار، ومغطى بالجليد. والبوابات البيضاء كانت على بعد مئتي متر.

مستحيل.

لا يمكنني فعلها.

جسدي... لن يتحمل.

سقطت على ركبتي. لقد انتهى الأمر.

ثم، سمعت صوتًا.

صوت كايلين، في ذهني.

"المرحلة الخامسة... ستحدد كل شيء."

لا.

لن أحدد أي شيء إذا لم أصل.

​صرخت.

صرخة لم تكن من الحبال الصوتية، بل من أعماق روحي الممزقة.

وبدأت أزحف.

نعم، أزحف. على يدي وركبتي. على المنحدر الجليدي.

أصابعي كانت تنزف وهي تحفر في الجليد.

"تحرك..."

07:59:30

​نهضت، وركضت. ركضة متعثرة، مجنونة.

"تحرك..."

07:59:45

​انزلقت، وسقطت، وتدحرجت لعدة أمتار. ارتطم رأسي بصخرة.

"انهض!"

07:59:55

​كنت على بعد أمتار قليلة.

كنت أرى القوس الأبيض.

كنت أرى الدفء، والنهاية.

جسدي لم يعد يستجيب.

وبعد ذلك، تمكنت بأخر الثواني من الفوز.

07:59:57

07:59:58

07:59:59

لم أعد أركض.

لقد ألقيت بنفسي.

ألقيت بكل ما تبقى مني، بكل ألمي، بكل إرادتي، في قفزة أخيرة، يائسة.

طرت في الهواء للحظة.

​وعبرت الخط.

​في اللحظة التي عبرت فيها القوس، تغير كل شيء.

الرياح المتجمدة اختفت.

الألم... تلاشى.

شعرت بدفء لطيف يغمرني.

وسمعت... شهقة جماعية.

​سقطت على وجهي، على الأرضية الرخامية الدافئة.

لم أستطع أن أرى من كان هناك.

لم أستطع أن أفكر.

الآلة... كانت قد استهلكت كل وقودها.

وبعد ذلك، نمت فورًا.

أو ربما... فقدت وعيي.

لم يكن هناك فرق.

كل ما كان هناك... هو الظلام.

ظلام هادئ، ومرحب به.

ظلام... النهاية.

​[منظور سيلين دي فالوا]

​الصمت.

كان الصمت في "ملاذ السيادة" أثقل من أي عاصفة.

كنت أجلس، وظهري مسنود إلى عمود من الرخام الأبيض البارد. كنت قد وصلت قبل ساعات، بعد رحلة أخيرة قاسية عبر القمم المتجمدة.

كانت حالتي أفضل من معظم الآخرين هنا، لكن الإرهاق كان قد تغلغل في عظامي، برد أعمق من أي جليد يمكنني استدعاؤه.

​القاعة كانت مقبرة للأحياء. أربعة عشر ناجيًا كانوا متناثرين، كل منهم غارق في عالمه الخاص من الألم والذكريات.

ديغون كان يغط في نوم عميق، وجسده الضخم يبدو كجبل منهار. أخت ولي العهد، سيرافينا، كانت تجلس بهدوء، وعيناها مغلقتان، لكنني كنت أعرف أنها لم تكن نائمة، بل كانت تحسب، وتخطط.

كنت أراقبهم. أراقب الساعة الرملية الذهبية الضخمة في وسط القاعة.

الرمال الفضية كانت على وشك الانتهاء. عشرون دقيقة.

​كان هناك شخص واحد ناقص.

شخص واحد كان من المفترض أن يكون هنا.

نير ڤيرتون.

​وجدت أفكاري، رغماً عني، تنجرف نحوه.

ذلك الرجل الذي لطالما كان يتغزل بها قبل الأكاديمية، والذي لطالما رفضته.

أتذكر حفلات الشاي في حدائق العاصمة، وأتذكر نظراته الجريئة، وكلماته المعسولة التي كانت تفتقر إلى أي عمق.

كان مجرد وريث آخر، وسيم، وممل، ومصر بشكل مزعج. كنت أراه مجرد إزعاج، ظل آخر يحاول أن يقف في شمسي.

لكنه تغير فجأة. وكأنه لا يعرفني مطلقًا.

منذ اليوم الأول في الأكاديمية، أصبح شخصًا آخر. باردًا، صامتًا، وعيناه تحملان ظلامًا لم يكن موجودًا من قبل.

لم يعد ينظر إليّ بتلك النظرة المعجبة. بل أصبح ينظر... من خلالي. كأنني مجرد عقبة أخرى في طريقه.

وهذا أفضل بالنسبة لي.

النسخة القديمة منه كانت تافهة.

هذه النسخة الجديدة... كانت خطيرة. كانت منافسًا.

وهذا ما جعل غيابه الآن... محيرًا جدًا.

​لماذا استغرق كل هذا الوقت؟

لقد رأيت تحديثات الترتيب. لقد كان في القمة، يطارد كايلين، ويتقدم عليّ.

رجل بهذا الدافع، بهذه الوحشية التي أظهرها... لماذا يتأخر؟ لماذا يخاطر بكل شيء؟

هل خسر؟

الفكرة مرت في ذهني ببرودة. كان ذلك ممكنًا. الجزيرة كانت لا ترحم.

لكن... جزءًا مني لم يصدق ذلك.

كان فيه عناد، صمود، يشبه صمود الشماليين. لقد رأيته في عينيه.

​مرت الدقائق.

عشر دقائق متبقية.

بدأ التوتر في القاعة يصبح ملموسًا. حتى النائمون بدأوا يستيقظون، ويحدقون في البوابة البيضاء.

خمس دقائق.

الجميع كانوا واقفين الآن، يراقبون.

دقيقة واحدة.

الرمال الفضية أصبحت مجرد خيط رفيع.

لقد فشل.

شعرت بشعور غريب. لم يكن ارتياحًا. لم يكن شماتة. كان... خيبة أمل. كنت أريد أن أهزمه بنفسي في المرحلة الخامسة.

​عشر ثوانٍ.

تسع.

ثمانٍ.

سبع.

ست.

خمس.

أربع.

ثلاث.

اثنتان.

واحدة.

​في اللحظة التي كانت فيها آخر حبة رمل على وشك السقوط، حدث ذلك.

شكل مظلم، محطم، ألقى بنفسه عبر القوس الأبيض.

لم يمشِ. لم يركض. لقد انهار.

سقط على وجهه، على الأرضية الرخامية، وانزلق بضعة أقدام بفعل قوته الدافعة، تاركًا وراءه أثرًا من الدماء والطين، قبل أن يتوقف تمامًا، بلا حراك.

كان نير ڤيرتون.

​سادت شهقة جماعية في القاعة.

كان منظره مروعًا. كان بالكاد يبدو بشريًا. جسده كان كتلة من الجروح المفتوحة، والدماء الجافة، والوحل.

كان يرتجف بعنف، ثم توقف.

لقد فعلها.

في الثانية الأخيرة.

​سقطت آخر حبة رمل.

ودق جرس عميق، رنان، في جميع أنحاء الملاذ، معلنًا النهاية الرسمية للمرحلة الرابعة.

وبعد ذلك، أعلنوا عن فوز نير بالنجاة، ليس بالترتيب.

صوت هادئ، بلا عاطفة، تردد في القاعة من مصدر غير مرئي.

"المتسابق السادس عشر والأخير... نير ڤيرتون. ناجح."

وبعد ذلك، أُعلن عن العشرة الأوائل.

​ظهرت لوحة ترتيب ضخمة، متوهجة، في الهواء فوق الساعة الرملية.

​--- النتائج النهائية للمرحلة الرابعة ---

الناجون: 16

الترتيب النهائي:

​10. كاستر: 3010 نقاط

9. آيلا: 3022 نقطة

8. كاسيان دي فالوا: 3050 نقطة

7. ليرا فيكس: 3085 نقطة

​6. ثيرون ڤاليراك: 3130 نقطة

5. ديغون ستونهاند: 3202 نقطة

​4. سيلين دي فالوا: 3248 نقطة

​3. نير ڤيرتون: 3260 نقطة

​2. سيرافينا ڤاليراك: 3274 نقطة

​1. كايلين من بيت الخشب الحديدي: 3304 نقطة

​حدقت في القائمة.

الرابع.

لقد تمكنت من الحفاظ على مركزي. لم يكن سيئًا.

لكنه لم يكن الأول.

نظرت إلى الأسماء فوقي.

نير... ذلك الوغد المحطم، اللاواعي... قد تفوق عليّ باثنتي عشرة نقطة. لا بد أنه قتل شيئًا في تلك الدقائق الأخيرة.

وسيرافينا... لقد لعبت لعبتها الصامتة، وتسللت إلى المركز الثاني.

وكايلين... لقد كان في عالم خاص به. لقد أثبت أنه الأقوى، والأكثر كفاءة.

​ظهر المعالجون في ومضات من الضوء الأزرق، وركضوا نحو جسد نير.

كنت أراقبه وهو يُحمل على نقالة سحرية. وجهه كان شاحبًا، مغطى بالدماء، لكن حتى وهو فاقد للوعي، كان هناك تعبير من العناد المطلق على ملامحه.

​انتهت جزيرة السيادة.

لقد نجونا.

لكن عندما نظرت إلى وجوه الناجين الآخرين، وعندما نظرت إلى قائمة الترتيب، أدركت شيئًا واحدًا.

المعركة الحقيقية... لم تكن قد بدأت بعد.

لقد تم تحديد اللاعبين الرئيسيين.

والمرحلة الخامسة... ستكون هي المسرح الذي سيُسفك فيه الدم الحقيقي.

...

...

...

أزاريال…

الشيطان الخامس، الذي رحل قبل أن يُفهم.

موته لم يكن نهاية فصل، بل إغلاقًا لصوتٍ لم يُسمع بعد.

لذلك، سأكتب الآن توضيحًا حول قوته — القوة التي لم تظهر في قتاله ضد "سايلس"

الشيطان الخامس: أزاريال – "سيد المذبح الأسود"

يُلقّب بين الشياطين بـ "الكاهن الكافر" لأنه لا يقاتل كوحش هائج، بل كمن يُقيم طقوسًا خفية، ببطء، بهدوء، وكأن قتاله صلاة مظلمة يقدمها لآلهة مجهولة.

---

قدرته الرئيسية: "مَذْبَح الألف جدار"

---

ألتمت باور (الإطلاق الأخير) – "التراتيل السوداء"

الوصف:

عندما يُطلق أزاريال هذه القدرة، يبدأ جسده يذوب كأنه يتحول إلى ظلّ حي، وصوته ينقسم إلى ألف صوت يتلون تراتيل غامضة بلغة غير مفهومة.

---

ما تفعله:

1. إبطال القدرات

أي قدرة سحرية، تقنية قتال، أو سلاح ملعون يُستخدم ضده يبدأ بالارتجاف ثم يتوقف عن العمل تدريجيًا.

(هنالك أسثنائات مثل سيف قاتل الخلود الخاص بسايلس)

التراتيل تُغرق الطاقة المعادية وتحوّلها إلى صمت، وكأنها تُعيدها إلى “ما قبل الوجود”.

مثال: سيف مُلتهب ينطفئ، تعويذة نارية تتحول لرماد.

2. سلاسل الظلال

من الأرض والهواء تنبثق سلاسل سوداء مغطاة بعيون حية.

هذه السلاسل تقيّد جسد وروح العدو معًا، وتُضعف مقاومته تدريجيًا.

كل محاولة للهروب منها تجعلها تلتف أعمق، وتسرق جزءًا من قوة الخصم.

3. تحطيم الإرادة

صوت التراتيل يتغلغل داخل عقل العدو.

يبدأ بسماع أصوات أقرب الناس له تصرخ ضده، أو يرى ذكرياته تتحطم.

النتيجة: انكسار الروح، فقدان القدرة على التركيز، أحيانًا انهيار كامل للشخصية.

2025/09/04 · 33 مشاهدة · 1847 كلمة
Ashveil
نادي الروايات - 2025