[منظور نير ڤيرتون]

​مرت الساعة التي منحتها الأكاديمية للراحة كأنها مجرد نفس واحد، مسروق من فم الزمن.

لم تكن ساعة من الهدوء، بل كانت ساعة من الصمت المشحون، من الترقب الذي كان أثقل من أي درع، وأبرد من أي شتاء.

في قاعة الانتظار، جلس الناجون، ليس كزملاء، بل كخصوم ينتظرون دورهم في مسرحية دموية. كايلين كان في زاويته، مغمض العينين، قد عاد إلى فراغه الصامت.

ثيرون كان يتلقى العلاج من المعالجين الملكيين، ووجهه قناع من الغضب المكبوت والإذلال.

نير ڤيرتون كان يحدق في يديه، كأنه يحاول أن يفهم القوة المظلمة التي تسكنهما.

​ثم، دوى صوت الحكم مرة أخرى، معلنًا عن المباراة الأخيرة، المباراة التي ستحدد آخر المتأهلين إلى الدور نصف النهائي.

​"المباراة ربع النهائي الأخيرة! من بيت دي فالوا، سليلة الشمال... سيلين! ضد... من بيت الصقر الليلي، عين الإمبراطورية القناص... أوريون!"

​نهضت سيلين أولاً. حركتها كانت انسيابية، هادئة، كأنها قطعة من الحرير الأسود تنساب في الهواء.

لم يكن على وجهها أي أثر للمعركة التي خاضتها في المتاهة، ولا أي علامة على التوتر.

كانت ترتدي زيًا قتاليًا أبيض وأزرق داكنًا، بسيطًا، وأنيقًا، يبرز رشاقتها.

لم تكن تحمل أي سلاح ظاهر، فقط يداها الفارغتان، اللتان كانتا تبدوان نحيلتين، وهشتين كالبورسلين.

​في الطرف الآخر من القاعة، نهض أوريون. كان صامتًا كالعادة، حركاته اقتصادية، ودقيقة.

قوسه الطويل، المصنوع من خشب القلب الحديدي الأسود، كان معلقًا على ظهره، وكنانته مليئة بالسهام ذات الريش الرمادي. ل

م تكن في عينيه غطرسة ثيرون، ولا فوضى ليرا، ولا فراغ كايلين.

كان فيهما تركيز مطلق، حاد، كتركيز صقر يراقب فريسته من ارتفاع ألف قدم.

​مشيا نحو الساحة، كل منهما عالم قائم بذاته. هي، أميرة الجليد، تجسيد للسيطرة والنظام المطلق.

وهو، الصياد الصامت، تجسيد للدقة والفرصة القاتلة.

​وقفا في وسط الرمال الذهبية، يفصلهما مئة متر من الفضاء المفتوح.

كانت هذه مسافة مثالية لقناص، وكابوسًا لمقاتل قريب المدى. لكن سيلين لم تكن مقاتلة قريبة المدى عادية.

كانت ساحرة جليد، قادرة على تحويل أي ساحة إلى مملكتها الخاصة.

​"ابتدآ!"

​لم تكن هناك أي حركة مهدرة.

في اللحظة التي دوى فيها الجرس، تحرك أوريون. لم يهاجم. بل تراجع، وركض بشكل جانبي، محافظًا على مسافته، وهو يدور حولها كذئب يطوق فريسته.

عيناه لم ترمشا، وهو يقيم كل حركة، كل نفس.

سيلين لم تطارده. لم تتحرك من مكانها. فقط وقفت في مركز الساحة، وأغمضت عينيها للحظة، كأنها تشعر بإيقاع المكان.

ثم فتحتهما، ورفعت يدها ببطء.

​بدأ أوريون هجومه.

توينغ!

انطلق السهم الأول، ليس نحوه مباشرة، بل نحو الأرض أمامها. لم يكن سهمًا عاديًا.

ما إن انغرس في الرمال، حتى انفجر في سحابة من الصقيع، وجمد دائرة بقطر ثلاثة أمتار حول نقطة الاصطدام.

توينغ! توينغ!

سهمان آخران، في مكانين مختلفين حولها.

كان يرسم حدودًا، يحاول أن يقيد حركتها، أن يجبرها على البقاء في مكانها، لتصبح هدفًا سهلاً.

​ابتسمت سيلين ابتسامة خافتة، باردة.

"هل تحاول أن تقاتلني بالجليد، يا فتى الصقر؟" تمتمت لنفسها.

لم تكن بحاجة إلى المراوغة.

ضربت بكعب حذائها الأرض الرملية.

طَق.

صوت خافت، وحيد، لكنه كان كافيًا.

​موجة من البرودة المطلقة، مرئية كضباب أزرق باهت، انطلقت منها في كل اتجاه.

اجتاحت الساحة بأكملها في ثانية واحدة. الرمال الذهبية الدافئة، تجمدت.

تحولت إلى طبقة سميكة، ملساء، من الجليد الأسود اللامع، الذي كان يعكس السماء الرمادية كمرآة مكسورة.

​لقد حيدت تكتيكه، وفي نفس الوقت، حولت الساحة بأكملها إلى ملعبها الخاص.

​لم يتأثر أوريون. كان قد توقع شيئًا كهذا. وهو يركض، أطلق سهمًا آخر، هذه المرة نحو الأعلى.

انفجر السهم في الهواء، وأمطر عشرات المسامير الحديدية الصغيرة على الجليد، مما منحه نقاط ارتكاز للحفاظ على توازنه.

ثم، بدأ الهجوم الحقيقي.

​تحول إلى ضباب من الحركة. كان ينزلق على الجليد باستخدام المسامير كنقاط ارتكاز، ويطلق وابلًا لا ينتهي من السهام.

لم تكن هجمات عشوائية. كل سهم كان يستهدف نقطة ضعف محتملة.

كل وابل كان مصممًا لإجبارها على التحرك بطريقة معينة، ليفتح ثغرة لهجومه التالي.

​لكن سيلين كانت جدارًا.

جدارًا من الجليد والذكاء.

لم تكن تخلق جدرانًا ضخمة. بل كانت تخلق... فنًا.

​مع كل سهم كان يطلقه، كانت ترفع يدها، وتتشكل في الهواء أمامه درع جليدي صغير، منحني، مثالي في زاويته، لا يصد السهم، بل يحرف مساره بدقة، ويرسله لينغرس في جدار الكولوسيوم.

​تينغ. تينغ. تينغ.

كانت معزوفة معدنية، باردة، ودقيقة بشكل مرعب.

​ثم، بدأت هي في الهجوم.

لم تطلق رماحًا جليدية. بل جعلت الجليد نفسه يهاجم.

ارتفعت من الأرضية الجليدية السوداء أشواك حادة، تلاحق أوريون وهو ينزلق.

كان يراوغها برشاقة لا تصدق، يقفز من مسمار إلى آخر، والجليد يتكسر تحته.

​تحولت الساحة إلى غابة مميتة من المرايا والجليد والسهام.

كانت رقصة رائعة، ومرعبة.

استمر هذا لدقائق طويلة. لم يتمكن أي منهما من إصابة الآخر إصابة مباشرة.

كانا متكافئين بشكل مثالي. الدقة المطلقة، ضد السيطرة المطلقة.

​أدرك أوريون أنه لن يفوز بهذه الطريقة.

كان عليه أن يغير اللعبة.

​في خضم إحدى مراوغاته، أطلق سهمًا لم يكن يستهدف سيلين، بل كان يستهدف أحد المصابيح البلورية الضخمة التي كانت تطفو فوق الساحة.

انفجرت البلورة في وابل من الشظايا الزجاجية والضوء الساطع.

​وفي نفس اللحظة، أطلق سهمًا آخر. سهم دخان.

انفجر السهم، وغطى الساحة بأكملها ضباب أسود كثيف، لا يمكن الرؤية من خلاله.

اختفى أوريون.

​ساد صمت مطبق على الكولوسيوم.

الحشود حبسوا أنفاسهم.

في وسط الضباب، وقفت سيلين، ثابتة كتمثال.

أغمضت عينيها.

لم تكن بحاجة إلى الرؤية. كانت تستمع.

تستمع إلى اهتزازات الجليد تحت قدميها. إلى التغير الطفيف في تيارات الهواء. إلى صوت قلب خصمها الخائف.

​كانت تنتظر.

كانت تعرف أنه سيأتي. الهجوم من مسافة قريبة كان فرصته الوحيدة.

شعرت به.

اهتزاز خفيف جدًا على يسارها.

تحرك بسرعة، بصمت، كشبح.

​وفي اللحظة التي خرج فيها من الضباب، وسكينه القصير في يده يستهدف ظهرها، كانت هي مستعدة.

لم تستدر. لم تهاجم.

بل همست بكلمتين.

"سجن الجليد."

​في تلك اللحظة، انفجر الضوء.

ليس من سيلين، بل من الأرض.

عشرات الرونيات الزرقاء، التي كانت قد نقشتها بصمت على الجليد طوال المعركة، توهجت بضوء مبهر.

أعمدة من الجليد الأسود، حادة كالمسامير، انطلقت من الأرض حول أوريون من كل اتجاه.

لم تكن تستهدفه مباشرة، بل كانت تشكل قفصًا حوله.

في جزء من الثانية، كان محاصرًا. محبوسًا في قفص كروي، مصنوع من قضبان جليدية سميكة، لا يمكن كسرها.

​وقف أوريون في وسط القفص، والصدمة المطلقة على وجهه. نظر حوله، ثم نظر إليها من خلال القضبان.

لقد وقع في فخها. كل حركة، كل هجوم، كل مراوغة... كانت جزءًا من خطتها.

كانت تجبره على التحرك في مسارات معينة، لتقوده إلى مركز شبكتها.

كانت تلعب به منذ البداية.

​مشيت سيلين ببطء نحو القفص. وقفت أمامه، ووضعت يدها على أحد القضبان الجليدية.

"أنت صياد ممتاز، يا أوريون،" قالت بهدوء.

"لكنك نسيت القاعدة الأولى للصيد."

"لا تدخل أبدًا... منطقة صيد مفترس آخر."

رفعت يدها الأخرى، وبدأت الشظايا الجليدية تتشكل في الهواء داخل القفص، وتستهدف أوريون من كل اتجاه.

​"أستسلم!"

صرخ أوريون، واليأس في صوته.

تلاشت الشظايا.

"الفائزة... هي سيلين دي فالوا!"

​ذابت القضبان الجليدية في الأرض، كأنها لم تكن موجودة.

سقط أوريون على ركبتيه، يلهث.

استدارت سيلين، وبدأت تسير مبتعدة، دون أن تنظر خلفها.

​انتهى الدور ربع النهائي.

تم تحديد المتأهلين الأربعة.

كايلين. سيرافينا. نير. وسيلين.

الظل، والشيطانة، والمبارز، وأميرة الجليد.

ساد صمت مرعب على الكولوسيوم.

لأن الجميع أدركوا الآن.

المرحلة القادمة... لن تكون مجرد منافسة.

ستكون... مذبحة.

...

...

...

[منظور نير ڤيرتون]

​الضجيج تلاشى.

​زئير مئة ألف شخص، أصوات السيوف المتصادمة، وصرخات الألم والانتصار... كل ذلك ذاب في صمت بارد، معقم، لجناح الشفاء.

بقيت في قاعة الانتظار لدقائق طويلة بعد انتهاء آخر مباراة، مجرد جسد فارغ يجلس على مقعد حجري، وعقلي لا يزال يعيد عرض كل لحظة، كل خطأ، كل ومضة من جنون المعارك.

​لم يكن هناك احتفال. لم تكن هناك تهانٍ.

الناجون الأربعة الكبار - كايلين، سيرافينا، سيلين، وأنا - كنا كأربعة أعمدة لتابوت، كل منا يقف في زاويته، يفصلنا محيط من الشكوك والخطط التي لم تُنسج بعد.

​عندما سُمح لنا أخيرًا بالمغادرة، عدت إلى جناحي الخاص كشبح يجر نفسه عبر ممرات الأكاديمية الصامتة.

كل خطوة كانت ثقيلة، ليس فقط بسبب الإرهاق الذي تغلغل في عظامي، بل بسبب وزن ما هو قادم.

​أغلقت الباب خلفي، وأسندت ظهري إليه، وأطلقت زفيرًا طويلًا، مرتجفًا. الصمت. أخيرًا.

لكنني كنت مخطئًا. لم أعد وحيدًا أبدًا.

...

"سيرافينا."

اسمها كان كقطعة من الجليد في عقلي. خصمي القادم. الشيطانة التي ترتدي وجه ملاك.

كيف أقاتل شخصًا سلاحه هو العقل، بينما عقلي أنا... ساحة من الفوضى؟

...

​على مدى الأسبوع الذي تلا ذلك، تعلمت المعنى الحقيقي للرعب النفسي.

لم يكن رعب الوحوش التي يمكنك أن تراها وتقتلها. ولم يكن رعب الخصوم الذين يمكنك أن تحللهم وتواجههم.

كان رعب... الظل الذي يتبعك.

​فاروس.

​ذلك الرجل الرمادي، الذي لا وجه له، ولا حضور. مرشدي المزعوم.

لم يقل لي كلمة واحدة منذ تلك الليلة في مكتب الإمبراطور. لم يقدم لي أي نصيحة، أي تدريب.

لكنه كان هناك.

دائمًا.

​في اليوم الأول، حاولت أن أرتاح. أن أستعيد أنفاسي. أمرت بوجبة طعام دافئة، وجلست لأكلها في هدوء.

لكن مع كل لقمة كنت أرفعها إلى فمي، كنت أشعر به. لم تكن نظرة، بل كان... إحساسًا.

إحساسًا بالبرودة في زاوية الغرفة. إحساسًا بأن الظل تحت الأريكة أقتم قليلاً مما يجب.

"عين الحقيقة" كانت تصاب بالجنون، كانت تريني فراغًا، ثقبًا أسود في نسيج الطاقة حيث كان يجب أن يكون مجرد ظل عادي.

كان الطعام يتحول إلى رماد في فمي.

​في اليوم الثاني، حاولت أن أهرب من جناحي. ذهبت إلى المكتبة الكبرى، ذلك الملاذ من الورق والصمت.

كنت أتجول بين الرفوف العالية، أمرر أصابعي على المجلدات الجلدية القديمة، وأحاول أن أضيع في رائحة الزمن.

كنت أبحث عن أي شيء، أي معلومة عن "بروش القلب الهادئ" الذي تمتلكه سيرافينا، أو عن أي ضعف في سحر الأوهام.

​سحبت كتابًا عن "الحرب النفسية في السلالات القديمة". وبينما كنت أقرأ فقرة عن كيفية كسر الإرادة، شعرت بذلك الإحساس مرة أخرى.

برودة خفيفة على مؤخرة عنقي. التفت بسرعة.

لم يكن هناك أحد.

لكن على الرف المقابل، رأيت كتابًا آخر، لم يكن هناك قبل ثانية.

كتاب صغير، ذو غلاف أسود بسيط. عنوانه كان: "فن التعذيب عند عشائر الظل المنسية".

تجمد دمي. لم تكن مصادفة. كانت رسالة. كانت "إرشادًا".

​في اليوم الثالث، لم أعد أحتمل. ذهبت إلى ساحة التدريب المهجورة، مكاني السري.

كنت بحاجة إلى أن أتحرك، أن أفرغ هذا التوتر، هذا الرعب المكتوم، في عنف جسدي.

بدأت أتدرب. كنت أهوي بسيفي على دمى تدريبية قديمة، وأمزقها إلى أشلاء.

كنت أستدعي ظلامي، وأطلقه في هجمات فوضوية على الجدران الحجرية المتداعية.

لكنني لم أكن وحدي.

​كنت أشعر به في حفيف أوراق اللبلاب على الجدران. كنت أراه في الطريقة التي كانت بها ظلال الأشجار تتراقص بشكل غير طبيعي مع غروب الشمس.

كنت أسمعه في الصمت الذي كان يتبع كل ضربة من ضرباتي، صمت تقييمي، بارد، لا يرحم.

كان يحول تدريبي إلى اختبار. كان يحول ملاذي إلى قفص مراقبة.

​في نهاية اليوم الثالث، انهرت.

توقفت في وسط الساحة، والعرق يقطر مني، وأنا ألهث.

"اخرج!" صرخت في الهواء الفارغ، وصوتي كان أجشًا، وممزقًا.

"اخرج وواجهني، أيها الشبح اللعين!"

​لم يحدث شيء للحظة.

ثم، تكثف الظل تحت الشجرة الأقدم في الساحة. ارتفع، وتشكل، حتى وقف أمامي فاروس، بهيئته الرمادية، التي لا يمكن تمييزها.

"أنا لم أذهب إلى أي مكان، يا لورد ڤيرتون." قال بصوته الذي يشبه حفيف ورق الصنفرة.

​"ماذا تريد مني؟!" صرخت، وفقدت كل أثر للسيطرة.

"لقد قال الإمبراطور أنك مرشدي! أليس من المفترض أن تكون مرشداً لي؟ أنت لم ترشدني مطلقًا! أنت فقط... تلاحقني! تتعقبني كفريسة!"

​نظر إليّ فاروس، ولأول مرة، رأيت شيئًا يشبه... التسلية في عينيه الباهتتين.

"المراقبة... هي أنقى أشكال الإرشاد، يا لورد ڤيرتون."

قال بهدوء مرعب. "عندما تعرف أنك مراقب، فإن كل فعل، كل فكرة، تصبح تدريبًا. أنا لا أحتاج أن أعلمك. أنا أجبرك... أن تعلم نفسك."

​تجمدت. الكلمات كانت باردة، ومنطقية، وشيطانية.

​"خصمتك القادمة،" تابع فاروس، كأنه يلقي محاضرة.

"الأميرة سيرافينا. إنها لا تقاتل بالسيوف، ولا بالتعاويذ الكبرى. إنها تقاتل بالعقل. ونقاط الضعف.

وهي الآن... تدرسك. تحللك. تبحث عن شقوق في درعك النفسي."

انحنى إلى الأمام قليلاً، وخفض صوته إلى همس خبيث.

"وعقلك الآن، يا لورد ڤيرتون... صاخب جدًا."

"مليء بالخوف من الهزيمة. مليء بالغضب من عائلتك."

"لديك ثلاثة أيام،" أكمل وصوته يتلاشى. "ثلاثة أيام لتسكت هذا الضجيج.

لتروض هذا الوحش الذي يسكنك. إذا دخلت الساحة وعقلك بهذه الفوضى... فستمزقك الأميرة إربًا، وستستمتع بكل لحظة من ذلك. وسيكون ذلك فشلاً... مخيبًا للآمال للغاية."

​واختفى.

بقيت واقفًا وحدي في الساحة المهجورة، أرتجف، ليس من البرد، بل من الرعب المطلق.

2025/09/18 · 67 مشاهدة · 1916 كلمة
Ashveil
نادي الروايات - 2025