الزون السفلي كانت تعج بالأصوات المألوفة: أبواق معدنية مشوهة، أنابيب تتسرب منها الأبخرة، وصيحات سكان المدينة الذين يتصارعون على البقاء. فيكس وكيرا كانا يتحركان بحذر عبر الشوارع المتشابكة، حيث يخطط فيكس لخطوته التالية: اللقاء الأول مع جينكس.

"أتعرف، فيكس؟ لا أفهم لماذا تضع نفسك في هذا الموقف." قالت كيرا وهي تنظر إليه بنصف استغراب ونصف غضب.

"لا شيء يدعو للقلق، كيرا." قال فيكس بلهجة مطمئنة، بينما كان عينيه تراقبان كل زاوية حوله.

"أوه، حقًا؟ نحن على وشك مقابلة واحدة من أكثر الأشخاص اضطرابًا في الزون، وكل ما تقوله هو 'لا تقلقي'؟" قالت بسخرية.

"جينكس ليست مجرد 'شخص مضطرب'." قال فيكس بجدية. "هي أكثر من ذلك. وأريد فقط أن أفهمها."

"تريد أن تفهمها؟" توقفت كيرا عن المشي للحظة ونظرت إليه مباشرة. "فيكس، هذه الفتاة ليست ألغازًا تحتاج إلى حل. هي شخص يحطم الأشياء، أحيانًا لمجرد التسلية. وإذا لم تنتبه، قد تكون الشيء التالي الذي تحطمه."

"كل ما أطلبه هو فرصة." قال وهو يكمل طريقه.

"حسنًا، لكن عندما تبدأ الأمور بالانفجار، لا تقل إنني لم أحذرك."

---

اللقاء الأول: ظل فوق الأنقاض

عندما اقتربا من المنطقة التي كان فيكس يعلم أن جينكس ستظهر فيها، بدأت الأجواء تتغير. الأبخرة المتصاعدة أصبحت أكثر كثافة، والشارع المهجور بدا وكأنه متحف للفوضى: آثار انفجارات حديثة، قطع من الحديد متناثرة، ورسومات غريبة على الجدران تحمل توقيع "جينكس".

"ها نحن ذا..." تمتم فيكس وهو يخطو بحذر.

من أعلى أحد المباني المهجورة، انطلقت ضحكة حادة، قصيرة لكن مليئة بالحيوية، كأنها تنتمي إلى طفلة تلهو، لكنها تحمل تهديدًا غير معلن.

"يا لها من مفاجأة!" صوت فتاة اخترق الأجواء. "زوار جدد في مملكتي!"

رفع فيكس رأسه ورآها. جينكس، بشعرها الأزرق الطويل وجدائلها التي تتحرك مع الريح، كانت تقف على السطح، تحمل قاذفة صواريخ ضخمة، وابتسامتها الواسعة تكاد تخفي نواياها الحقيقية.

"تبا..." تمتمت كيرا وهي تضع يدها على سيفها. "هذه ليست فكرة جيدة، فيكس."

"اهدئي." قال فيكس بهدوء وهو يرفع يده. "جينكس!" صاح نحو الأعلى.

"أوه، إنه يعرف اسمي! هذا يجعل الأمور أكثر إثارة!" قالت جينكس وهي تقفز من المبنى بخفة مذهلة، وتهبط على قدميها أمامهما.

"لديك خمس ثوانٍ لتشرح لي لماذا أنت هنا، وإلا... سأحولكما إلى أشلاء!" قالت وهي تشير بالقاذفة نحوهما.

كيرا وضعت يدها على سيفها فورًا، لكن فيكس تحدث قبل أن تتمكن من فعل أي شيء: "جئنا للحديث فقط."

"حديث؟" انفجرت بالضحك. "في الزون، الناس لا يتحدثون. الناس يصرخون، يركضون، وينفجرون! الحديث ممل جدًا."

"إذن، فلنبدأ بالصراخ إذاً." قال فيكس وهو يخطو خطوة للأمام، محاولًا أن يبقي نبرته هادئة.

جينكس توقفت عن الضحك للحظة، ثم أمالت رأسها بتسلية. "أوه، أنت جريء. لكن هل تعرف ما الذي لا أفهمه؟ لماذا تبدو وكأنك... مهتم بي؟"

---

التوتر يرتفع

"لست مهتمًا." قال فيكس، محاولًا أن يبدو غير مبالٍ. "أنا هنا فقط لأرى إن كنتِ كما يقولون."

"وكيف يقولون؟" سألت وهي تقترب منه بخطوات متثاقلة، عينيها مثبتتان عليه، تحمل خليطًا من الفضول والجنون.

"يقولون إنك مجنونة." قال فيكس بثبات.

تجمدت للحظة، ثم انفجرت ضاحكة مجددًا. "أوه، يا إلهي! يقولون الحقيقة إذن! لكنك شجاع لأنك قلتها لي مباشرة."

"أنا فقط أحب معرفة الحقائق بنفسي."

"حسنًا، إذا كنت تريد الحقيقة، لماذا لا نلعب لعبة صغيرة؟"

"لعبة؟" سأل فيكس، محاولًا إخفاء قلقه.

"نعم. لعبة اختبار. سأطرح عليك سؤالًا، وإذا أعجبني جوابك، سأسمح لك بالبقاء. وإذا لم يعجبني..." رفعت قاذفتها بابتسامة شرسة.

"هذا يبدو عادلًا." قال فيكس وهو يحاول الحفاظ على رباطة جأشه.

---

اللعبة تبدأ

جينكس جلست على قطعة معدنية متهالكة، بينما كان فيكس يقف أمامها بثبات وكيرا تراقب من الخلف بحذر.

"السؤال الأول." قالت جينكس وهي تميل برأسها. "إذا كان عليك اختيار شيء واحد لتدميره، ماذا سيكون؟ ولماذا؟"

صمت فيكس للحظة، لكنه أجاب: "الخوف. لأنه يجعل الناس أضعف."

رفعت حاجبها باهتمام. "إجابة مثيرة. لكن ليست كافية."

"أنتِ تريدين إجابة صادقة أم إجابة تعجبكِ؟"

ضحكت جينكس وقالت: "أوه، أنت ذكي. حسنًا، سأعتبر هذا جولة لصالحك."

توقفت قليلًا، ثم قالت: "السؤال الثاني... ما الذي تريده مني حقًا؟"

نظر فيكس إلى عينيها مباشرة وقال: "لا شيء. أريد فقط أن أفهمك."

تغيرت ملامحها للحظة، كأنها تفكر بعمق، ثم قالت بهدوء: "أنت مثير للاهتمام. لكن ما زلت لا أثق بك. ستحتاج إلى إثبات أنك لست مثل الآخرين."

"أنا لا أطلب ثقتك الآن." قال فيكس بثقة. "أريد فقط فرصة."

---

بداية العلاقة

جينكس نهضت وأمسكت قاذفتها بخفة. "حسنًا، سأدعك تعيش اليوم. لكن إذا حاولت اللعب معي أو خداعي، لن تكون هناك فرصة ثانية."

ثم نظرت إلى كيرا وقالت بابتسامة شرسة: "وأنتِ، لا أصدق أنكِ لم تحاولي قتلي بعد."

"ربما لأنني أعلم أنكِ لن تتركيني أعيش إذا فعلت." قالت كيرا ببرود.

"ذكية! أحب الذكاء." قالت جينكس وهي تعود للضحك.

---

النهاية المؤقتة

بعد أن رحلت جينكس، نظرت كيرا إلى فيكس وقالت: "أنت تلعب لعبة خطيرة جدًا. هذه الفتاة ليست شخصًا يمكنك توقعه."

"أنا أعلم." قال فيكس بهدوء.

"إذن لماذا؟"

"لأنني أرى شيئًا مختلفًا. هناك شيء بداخلها... يستحق الاكتشاف."

2024/11/20 · 29 مشاهدة · 756 كلمة
Brawleyad
نادي الروايات - 2025