عاد فيكس وكيرا إلى المخبأ، حيث كان الصمت يملأ المكان إلا من صوت قطرات الماء المتساقطة من الأنابيب المتهالكة. جلس فيكس على طرف السرير، وعيناه مثبتتان على القفازات الموضوعة أمامه.
كيرا، التي عادةً ما تكون أكثر مباشرة في حديثها، بقيت صامتة لبعض الوقت قبل أن تقول أخيرًا: "أنت تعرف أن هذا جنون، صحيح؟"
لم يرفع فيكس عينيه. "ربما. لكنني لا أستطيع التوقف الآن."
"لماذا؟ لأنك ترى فيها شخصًا مختلفًا؟ لأنها حقيقية في عالم مليء بالكذب؟" قالت وهي تحاكي كلماته السابقة بسخرية طفيفة.
أخذ فيكس نفسًا عميقًا وقال: "لأنها تمثل كل ما لم أكن أستطيع أن أكونه. حرة. غير مقيدة. جريئة بما يكفي لتعيش الحياة كما تريد، حتى لو كانت تلك الحياة مليئة بالفوضى."
"ولكنها قد تدمر كل شيء في طريقها. هل فكرت في ذلك؟"
"أجل." قال بثبات. "وأعتقد أنني أفهمها لهذا السبب."
---
خطوة نحو جينكس
في صباح اليوم التالي، كان فيكس مستيقظًا مبكرًا. أمضى الليلة السابقة يفكر في كل شيء: لقاءه بجينكس، كلماتها، والابتسامة الصغيرة التي تركتها قبل أن تختفي في الظلال.
"ماذا تخطط الآن؟" سألت كيرا، التي كانت تجلس بجانب النافذة، تمسك بكوب من القهوة الباهتة اللون.
"أريد أن ألتقي بها مرة أخرى."
"لا أصدقك." قالت وهي تضع الكوب جانبًا وتنظر إليه مباشرة. "أنت تسعى وراء شيء قد يقتلك، أو يجعلها تقتلك."
"أنا أعلم المخاطر. لكنني لا أستطيع الابتعاد."
"حسنًا، إذا كنت مصممًا، فلن أتركك تذهب وحدك."
---
رحلة إلى قلب الفوضى
كانت وجهتهما هذه المرة منطقة تعرف باسم "ساحة الفوضى"، مكان يُشاع أن جينكس تستخدمه للاختباء أو لإعداد خططها الغريبة. كان المكان عبارة عن تقاطع مهجور مليء بالآثار المعدنية المتناثرة، والرسومات العشوائية التي تغطي الجدران.
"هذا يبدو وكأنه مكانها." قالت كيرا وهي تتفحص المكان بعينيها.
"هذا هو بالضبط ما كنت أبحث عنه." قال فيكس وهو يتقدم بحذر.
---
اللقاء الثاني: اختبار جديد
بينما كانا يستكشفان المكان، ظهر صوت مألوف: "أوه، عادت الأرانب الصغيرة!"
التفت الاثنان ليجدا جينكس تجلس على حافة مبنى مهدم، قدميها تتأرجحان في الهواء، وقاذفتها مستندة بجانبها.
"لم أتوقع رؤيتكما بهذه السرعة." قالت بابتسامة مليئة بالجنون.
"ربما لأننا نحب الأماكن الفوضوية." قال فيكس بنبرة هادئة.
"حسنًا، هذا يجعلنا أصدقاء، أليس كذلك؟" قالت وهي تقفز من الحافة وتهبط بخفة أمامهما.
"أصدقاء؟" قال فيكس بابتسامة خفيفة. "هل لديك أصدقاء؟"
"أوه، بالطبع! أصدقائي رائعون جدًا." قالت وهي تشير إلى قاذفتها. "هذه هي 'بازوكا'، وهذا 'مسدس الألوان'. إنهما لا يخيبان ظني أبدًا."
"حسنًا، أعتقد أنني أرغب في الانضمام إلى قائمتك." قال فيكس.
جينكس توقفت للحظة، ثم قالت بابتسامة خبيثة: "إذا كنت تريد أن تكون صديقي، عليك أن تثبت أنك تعرف كيف تستمتع!"
---
اللعبة: سباق مع الفوضى
أشارت جينكس إلى مجموعة من القنابل الصغيرة المنتشرة في الساحة. "حسنًا، يا ذكي، هنا اللعبة. سأفجر هذه القنابل واحدة تلو الأخرى، وعليك أن تصل إلى النقطة النهائية قبل أن تلتهمك الانفجارات. إذا نجوت، سأفكر في قبولك."
"وهذا ممتع بالنسبة لك؟" سألت كيرا، بينما كانت تنظر إليها بعدم تصديق.
"أوه، جدًا!" قالت جينكس وهي تضغط على زر صغير، لتبدأ القنابل في التوهج.
"هيا، فيكس، دعنا نرى ما يمكنك فعله!"
---
السباق ضد الزمن
بدأت القنابل في الانفجار واحدة تلو الأخرى، بينما كان فيكس يركض عبر الساحة. صوت الانفجارات كان يصم الآذان، والدخان الكثيف كان يملأ المكان.
"فيكس، هذا جنون!" صرخت كيرا من بعيد.
"أعلم!" قال بصوت عالٍ، محاولًا الحفاظ على توازنه وسط الفوضى.
استخدم فيكس القفازات لإطلاق دفعات صغيرة من السحر، مما ساعده على تجاوز العقبات والقفز فوق الأنقاض. كل خطوة كانت تقربه من النهاية، لكن كل انفجار كان يهدده بالسقوط.
عندما وصل أخيرًا إلى النقطة النهائية، كان يتنفس بصعوبة، لكن عينيه كانتا تحملان لمعة الانتصار.
---
القبول الأولي
جينكس، التي كانت تراقب المشهد من بعيد، بدأت تصفق ببطء. "حسنًا، حسنًا، يبدو أنك تعرف كيف تتحرك في الفوضى. ربما لديك فرصة، يا ذكي."
"قلت إنني سأفعل ذلك." قال فيكس وهو يحاول استعادة أنفاسه.
"لكن هذا لا يعني أنني أثق بك." قالت وهي تشير إليه بالقاذفة. "لكن ربما... فقط ربما، سأسمح لك بالبقاء قريبًا."
"هذا كل ما أطلبه."
---
النهاية المؤقتة
بينما اختفت جينكس مجددًا في الظلال، نظرت كيرا إلى فيكس وقالت: "أنت مجنون. لكن يبدو أنها بدأت تراك شيئًا أكثر من مجرد عابر سبيل."
ابتسم فيكس وقال: "
هذه فقط البداية."
النظام تحدث في عقله: "الطريق طويل، يا فيكس. لكن يبدو أنك مستعد لخوضه."
"أجل. لن أتراجع الآن."