منظور جينكس
كانت جينكس تجلس على حافة أحد المباني المتهالكة، ساقاها تتأرجحان في الهواء، وذهنها في مكان آخر. في يدها، كانت تدير مفتاحًا صغيرًا متصلًا بقنبلة متواضعة، وكأنها تلعب بلعبة مملة.
"فيكس..." تمتمت بصوت منخفض، اسمًا لم تكن قد نطقته كثيرًا، لكنه بقي في ذهنها منذ لقائهما الأول.
"ذلك الغريب، ذلك الذكي... أو ربما الأحمق." ضحكت بخفة لنفسها، لكن وجهها عاد للجدية بسرعة غريبة. "لماذا لم يخف؟ لماذا لم يهرب؟ الجميع يهربون في النهاية."
أعادت القنبلة إلى حقيبتها ووقفت، عينيها تتجولان عبر الأفق. بالنسبة لها، كان الزون مكانًا مألوفًا، لكنه أيضًا مكان وحيد. رغم كل الانفجارات والصخب، كانت هناك دائمًا لحظة هدوء مزعجة تجعلها تفكر أكثر مما تريد.
"لماذا تريد فهمي؟" همست لنفسها، ويدها تقبض على حقيبة قنابلها.
---
عودة إلى منظور فيكس
كان فيكس جالسًا في المخبأ، ينظف القفازات بحذر. كيرا كانت تمشي ذهابًا وإيابًا، وكأنها تحاول فهم أفكاره لكنها لا تجد الكلمات المناسبة.
"فيكس، هل تعلم ماذا تفعل؟" قالت أخيرًا، وهي تتوقف وتنظر إليه.
"أعتقد أنني أفعل." رد دون أن يرفع عينيه عن القفازات.
"لا، أنا جادة. جينكس ليست مثل أي شخص آخر هنا. هي ليست لغزًا يمكنك حله. هي فوضى. وإذا اقتربت أكثر، فقد تكون أنت أول من تحترق."
"ربما." قال ببساطة، ثم أضاف: "لكن هل فكرتِ يومًا أن الفوضى ليست دائمًا عدوًا؟"
"أوه، حقًا؟ وماذا تسمي القنابل التي كادت تقطعنا إلى أشلاء؟"
"نعم، هذا جانب منها. لكن هناك شيء آخر. شيء خلف ذلك كله. وأريد أن أفهمه."
كيرا تنهدت، وعادت للجلوس على الكرسي المقابل. "لا أعتقد أنك ستفهمها. لكنني سأبقى هنا لأتأكد أنك لا تقتل نفسك في المحاولة."
ابتسم فيكس وقال: "هذا يكفي."
---
لقاء جديد في ساحة الفوضى
عاد فيكس إلى ساحة الفوضى، حيث كان قد التقى بجينكس في المرة السابقة. كان المكان أكثر هدوءًا هذه المرة، لكن الرسومات على الجدران بدت وكأنها تتحدث عن صاحبها. وجوه ضاحكة، دوامات لونية، وكلمات غريبة مثل: "الحرية ليست اختيارًا" و"البوم أقوى من الكلام".
فجأة، انطلق صوت ضحكتها الحادة من مكان قريب. التفت بسرعة، ليرى جينكس تظهر من خلف ركام معدني، ممسكة بقاذفتها المعتادة.
"أوه، عدتَ! أعتقدت أنك قد هربت مثل البقية."
"أنتِ تعلمين أنني لست مثل البقية." قال بثقة.
توقفت عن المشي ونظرت إليه بعينين ضيقتين. "وهذا ما يحيرني. لماذا أنت هنا مجددًا؟"
"قلت إنني أريد أن أفهمك."
"حسنًا، حظًا موفقًا مع ذلك." قالت بابتسامة ساخرة، ثم أضافت: "لكن هذا لا يعني أنني سأجعل الأمر سهلاً عليك."
"لم أتوقع ذلك."
---
لحظة صراع داخلي
جلست جينكس على قطعة معدنية مهشمة، وبدأت تقلب قنبلة صغيرة في يدها، وكأنها تفكر في شيء ما.
"لماذا تريد فهمي؟" سألت فجأة، بصوت أخف مما توقع.
"لأنك لست كما تبدين."
رفعت حاجبها ونظرت إليه بخبث. "حقًا؟ وماذا أبدو بالنسبة لك؟"
"شخص يعيش كما يريد، لكن..." توقف للحظة، كأنه يفكر في الكلمات الصحيحة. "لكنني أعتقد أن هناك أكثر من ذلك. شيء أعمق."
جينكس ظلت صامتة للحظة، ثم قالت: "ربما تكون محقًا. أو ربما أكون مجرد فتاة مجنونة لا تعرف ماذا تفعل."
"إذا كنتِ مجنونة، فأنتِ أفضل جنون رأيته في حياتي." قال بابتسامة خفيفة.
انفجرت جينكس بالضحك، لكن الضحكة كانت مليئة بالتناقض. "أوه، يا إلهي! أنت غريب جدًا. لكنني أعتقد أنني بدأت أستمتع بوجودك."
---
بداية الانسجام
جينكس نهضت فجأة، وأمسكت بقاذفتها. "حسنًا، يا فيكس. إذا كنت تريد الاقتراب مني، عليك أن تعرف شيئًا واحدًا."
"وما هو؟"
"الفوضى ليست شيئًا يمكنك التحكم به. إذا أردت أن تبقى قريبًا، عليك أن تتعلم كيف تعيش معها."
"أعتقد أنني أتعلم ذلك بالفعل."
"حسنًا، سنرى." قالت وهي تختفي مجددًا في الظلال.
---
النهاية المؤقتة
عندما عاد فيكس إلى المخبأ، لم يكن يستطيع التخلص من صورتها أو كلماتها. كانت الفوضى التي تمثلها أكثر تعقيدًا مما توقع، لكنها كانت السبب الذي جعله يشعر بأنه على قيد الحياة.
"النظام..." قال بصوت منخفض.
"نعم، يا فيكس؟"
"هل تعتقد أنني
أفعل الشيء الصحيح؟"
"ليس من واجبي أن أقول ذلك. لكنني أعلم أنك لن تتراجع."
ابتسم فيكس وقال: "بالضبط."