مرّت أيام قليلة منذ لقاء فيكس الأخير مع جينكس، لكن أثر كلماتها لا يزال يتردد في عقله. كانت الفوضى التي تمثلها جينكس تشبه لغزًا صعبًا، كلما حاول حله، ازداد تعقيدًا.

في إحدى الليالي، وبينما كان يجلس في المخبأ، تحدث النظام بصوت أكثر جدية من المعتاد:

"فيكس، أنت تقترب من نقطة لا عودة. إذا استمريت في هذا الطريق، قد تجد نفسك عالقًا بين ما تريده وما لا يمكنك التحكم فيه."

"أفهم المخاطر، لكنني لا أستطيع التراجع الآن." قال فيكس بثبات.

"إذن، عليك أن تستعد. الفوضى لا تأتي وحدها."

---

خطوة نحو العمق

قرر فيكس هذه المرة أن لا ينتظر. إذا كان يريد الاقتراب من جينكس، فعليه أن يخرج من منطقة الراحة ويغوص في عالمها.

"كيرا، هل تعرفين شيئًا عن المكان الذي تختبئ فيه جينكس عادة؟" سألها وهو يرتدي قفازاته.

"ماذا تخطط الآن؟" سألت بنبرة مليئة بالتحذير.

"إذا أردت فهم شخص ما، عليك أن ترى العالم من خلال عينيه."

"العالم من خلال عينيها؟ العالم من خلال عينيها مليء بالانفجارات والخراب. هل أنت متأكد أنك تريد الدخول إلى هذا الجنون؟"

"أنا لا أريد الدخول فقط. أريد البقاء فيه."

تنهدت كيرا وقالت: "حسنًا، سمعت عن منطقة قريبة في الزون السفلي. مستودع مهجور كانت تستخدمه لتخزين قنابلها. إذا أردت العثور عليها، ربما يكون ذلك مكانًا جيدًا للبدء."

---

المستودع المهجور

كان المكان مهجورًا بالفعل، لكن آثار وجود جينكس كانت واضحة. الرسومات الفوضوية على الجدران، الألوان العشوائية التي غطت كل شيء، والأهم من ذلك، بقايا القنابل الصغيرة التي لم تنفجر.

بينما كان فيكس يتفقد المكان، سمع صوت خطوات خلفه. استدار بسرعة، ليجد جينكس تقف هناك، ممسكة بقنبلة صغيرة تدور بها بين أصابعها.

"لم أعتقد أنك ستأتي إلى مكاني الخاص." قالت بابتسامة ماكرة.

"أردت أن أرى العالم من خلال عينيك."

"أوه، يا للجرأة!" قالت وهي تتقدم نحوه بخفة. "لكن أخبرني، هل ترى شيئًا يعجبك؟"

نظر فيكس حوله، ثم قال: "أرى شخصًا يحاول ترك بصمة في عالم لا يهتم."

توقفت للحظة، كأن كلماته أصابتها بشيء غير متوقع. لكنها سرعان ما ضحكت وقالت: "أوه، أنت تعرف كيف تتحدث. لكن الحديث وحده لن يكفي هنا."

---

اختبار جديد

ألقت جينكس القنبلة الصغيرة نحو فيكس، لكنه أمسكها بسرعة قبل أن تسقط.

"أوه، سريع جدًا. أعجبني ذلك." قالت وهي تقترب أكثر. "لكن إذا كنت تريد أن تكون قريبًا مني، عليك أن تثبت أنك تستطيع تحمل الفوضى، وليس فقط مراقبتها."

"كيف تريدينني أن أثبت ذلك؟"

"لدي لعبة جديدة. إنها بسيطة جدًا." قالت وهي تشير نحو أحد الجدران.

على الجدار، كان هناك ثلاثة أهداف مرسومة، وكل منها ملون بطريقة مختلفة. بجانبها، كانت هناك قنابل صغيرة مختلفة الألوان.

"القواعد بسيطة: اختر قنبلة وألقها نحو الهدف المناسب. لكن احذر... إذا أخطأت، ربما ينفجر كل شيء."

---

اللعبة الخطرة

وقف فيكس أمام الجدار، يدرس الأهداف والقنابل. كانت هناك اختلافات طفيفة في الألوان، لكنه كان يعلم أن الخطأ لن يكون مجرد خسارة في لعبة.

"هل هذه مجرد لعبة بالنسبة لك؟" سألها.

"الحياة كلها مجرد لعبة، يا ذكي. إما أن تفوز، أو تنفجر."

بدأ فيكس بتحديد القنابل المناسبة. كل مرة كان يختار فيها قنبلة ويلقيها نحو الهدف الصحيح، كانت جينكس تصفق بسعادة. لكن التوتر كان يزداد مع كل حركة.

عندما انتهى من المهمة دون أن يرتكب أي خطأ، وقفت جينكس أمامه بابتسامة عريضة.

"حسنًا، حسنًا. أعتقد أنك قد تكون الشخص المناسب لتحملني. لكن لا ترفع توقعاتك، يا فيكس."

"أنا هنا لأتعلم. لا لأتوقع." قال بهدوء.

---

التقارب الغريب

بينما كانا يجلسان على الأرض في المستودع، نظرت جينكس إليه وقالت: "لماذا تفعل هذا؟ لماذا تحاول الاقتراب مني؟"

"لأنني أرى فيكِ شيئًا أكثر من مجرد فوضى."

توقفت للحظة، ثم

قالت بصوت أخف: "ربما أنت أحمق. أو ربما... أنت فقط لا تفهم."

"أعطني الوقت، وسأفهم."

"سنرى."

2024/11/20 · 26 مشاهدة · 574 كلمة
Brawleyad
نادي الروايات - 2025