كان العالم حول فيكس يزداد تعقيدًا مع كل خطوة يتخذها نحو جينكس. لكن هذه المرة، الأمور لم تكن متوقعة كعادتها.
في صباح يوم جديد داخل المخبأ، كانت كيرا تنظر من النافذة الصغيرة المطلة على الزون السفلي، أنفاسها عميقة وملامحها مليئة بالقلق. فيكس كان يجلس على الأرض، منشغلاً بفحص قفازاته الهيكستيكية.
"لقد بدأت تتغير." قالت كيرا فجأة، دون أن تلتفت نحوه.
رفع فيكس رأسه ونظر إليها. "ماذا تعنين؟"
"أنت. منذ أن بدأت تتحدث مع جينكس، أصبحت مختلفًا. وكأنك تحاول أن تكون شخصًا لا يشبهك."
"ربما لأنني أحاول أن أفهمها."
"أو ربما لأنها بدأت تؤثر عليك بطريقة لا يمكنك السيطرة عليها."
"كيرا..." قال فيكس، وهو يحاول تهدئتها. "أنا أعلم ما أفعله."
استدارت كيرا أخيرًا لتواجهه. "أعلم أنك تعتقد ذلك. لكن هذه الفتاة ليست مجرد لغز يمكنك حله. هي خطيرة، على نفسها وعلى كل من حولها. وإذا استمريت في السير خلفها، ستدفع الثمن في النهاية."
---
دعوة غير متوقعة
في تلك الليلة، وبينما كان فيكس يخطط للقاء آخر مع جينكس، انطلق صوتها المألوف فجأة داخل المخبأ.
"أوه، يا فيكس! أين أنت أيها العبقري الصغير؟"
نظر الاثنان نحو الباب، حيث ظهرت جينكس فجأة، تحمل حقيبتها المليئة بالقنابل.
"ماذا تفعلين هنا؟" سأل فيكس بدهشة.
"أوه، اعتقدت أنني سأزورك لأول مرة! لقد كنت تأتي إلى عالمي دائمًا، ففكرت: لمَ لا أقتحم عالمك؟" قالت بابتسامة واسعة.
كيرا وضعت يدها على سيفها، لكنها لم تتحرك. "هذا ليس مكانًا للعبث."
"أوه، اهدئي، يا فتاة السيف." قالت جينكس بسخرية. "أنا هنا لسبب جيد. أريدكم أن تأتوا معي."
"معك؟ إلى أين؟" سأل فيكس.
"حسنًا، لدي شيء ممتع أخطط له. شيء... كبير."
---
الرحلة إلى مصنع الهيكستيك
قادتهما جينكس إلى منطقة صناعية مهجورة في الزون السفلي. المصنع الضخم كان محاطًا بأبخرة كثيفة وأنابيب تصدر أصواتًا غامضة.
"ما هذا المكان؟" سأل فيكس وهو ينظر حوله.
"هذا كان مصنعًا لصنع بطاريات الهيكستيك قبل أن ينهار كل شيء. لكنني وجدت أنه مكان مثالي لبعض المرح." قالت جينكس وهي تفتح حقيبتها وتخرج مجموعة من القنابل.
"وماذا تنوين فعله هنا؟"
"أوه، فقط بعض الانفجارات الصغيرة. أريد أن أرى كيف سيكون تأثيرها هنا."
"هذا جنون." قالت كيرا وهي تنظر إلى جينكس بحدة.
"بالطبع هو كذلك. هذا ما يجعل الأمر ممتعًا!"
---
الفوضى تبدأ
بدأت جينكس بتوزيع القنابل حول المصنع، بينما كان فيكس وكيرا يراقبان بصمت. لكن فجأة، سمعوا أصوات خطوات قادمة.
"تبا..." تمتمت كيرا وهي تخرج سيفها. "لدينا زوار."
من الظلال، ظهرت مجموعة من الجنود المدججين بالأسلحة الهيكستيكية. كان واضحًا أنهم ليسوا مجرد سكان عاديين في الزون السفلي.
"من أنتم؟" سأل أحد الجنود، وهو يرفع سلاحه نحوهم.
جينكس ابتسمت بثقة، ثم أشارت إلى حقيبتها. "نحن؟ نحن الفوضى. ألا تبدو هذه الإجابة كافية؟"
"توقفوا عن العبث وابتعدوا عن المصنع فورًا!" صرخ الجندي.
"أوه، لا أعتقد ذلك." قالت جينكس وهي تضغط على أحد أزرار القنابل، مما أدى إلى انفجار صغير في أحد الزوايا.
"اختبئوا!" صرخ فيكس وهو يسحب كيرا بعيدًا عن الخطوط الأمامية.
---
المعركة
بدأ الجنود بالهجوم، وأطلقوا دفعات من الطاقة الهيكستيكية نحو المجموعة. استخدم فيكس قفازاته لحماية نفسه وكيرا، بينما كانت جينكس تتحرك بين الأنقاض بخفة، تطلق قنابلها الصغيرة في كل اتجاه.
"جينكس! هذا سيخرج عن السيطرة!" صرخ فيكس وهو يحاول السيطرة على الوضع.
"هذا هو الهدف، يا ذكي!" صرخت جينكس، وكأنها تستمتع بكل لحظة.
كيرا كانت تقاتل بجانبه، سيفها يتحرك بسرعة ودقة، لكنها كانت تتحدث بغضب: "لقد قلت لك! هذا ما يحدث عندما تتبعها!"
"أعلم!" قال فيكس وهو يطلق دفعة من الطاقة ليدمر أحد الجنود.
---
تحول في الأحداث
بينما كانت المعركة تشتد، فجأة توقفت الانفجارات. نظرت جينكس نحو أحد الأنابيب الضخمة وقالت بابتسامة عريضة: "أوه، هذا سيكون ممتعًا!"
ضغطت على زر آخر، مما أدى إلى انفجار هائل في منتصف المصنع. الغبار والدخان غطيا المكان بالكامل، مما أجبر الجميع على التراجع.
عندما بدأ الدخان ينقشع، كانت جينكس تقف في المنتصف، تضحك بجنون، بينما كان الجنود يفرون من المكان.
---
لحظة مواجهة بين فيكس وجينكس
بعد انتهاء الفوضى، اقترب فيكس من جينكس وقال: "ما كان ذلك؟ لماذا فعلتِ كل هذا؟"
نظرت إليه بابتسامة خبيثة وقالت: "لأنني أستطيع. لأن هذا هو ما أنا عليه."
"لكن هذا لا يعني أن عليك تدمير كل شيء."
توقفت للحظة، ثم قالت بصوت منخفض: "إذا لم أدمّر، فإن العالم سيدمرني. هذا هو قانون الزون."
شعر فيكس بشيء مختلف في كلماتها. خلف الجنون، كان هناك حزن عميق، خوف من عالم لا يرحم.
"إذا كنتِ تظنين أن الفوضى هي الحل الوحيد، فأنتِ مخطئة." قال بهدوء.
جينكس لم ترد. فقط نظرت إليه للحظة، ثم استدارت وغادرت، تاركة فيكس وكيرا في المصنع المهدم.
---
النهاية المؤقتة
بينما كانا يعودان إلى المخبأ، قالت كيرا: "هل رأيت الآن؟ هذه هي جينكس. هذا ما تمثله."
"رأيت أكثر من ذلك." قال فيكس، وعينيه تتوهجان بتصميم.
"أكثر من الفوضى؟"
"نعم. رأيت شخصًا يحاول البقاء في عالم لا يترك له خيارًا."