كان الليل قد استقر فوق الزون السفلي، حيث بدت المدينة وكأنها تنام في هدوء متوتر، كعادتها. جلس فيكس وجينكس وسط الأنقاض، لا شيء حولهما سوى الصمت وأصوات خافتة من أنابيب تتسرب منها الأبخرة.

"إذن، أخبرني، يا ساحر." قالت جينكس وهي تدير قنبلة صغيرة بين يديها، كعادتها عندما تكون في حالة استرخاء مشوب بالفضول. "ما الذي يجعلك تريد أن تكون هنا معي؟ لماذا لا تهرب مثل الآخرين؟"

نظر فيكس إلى القنبلة التي تدور بين أصابعها، ثم قال بهدوء: "لأنني أشعر أن هناك شيئًا غريبًا يجذبني نحوك. شيء لا أستطيع تفسيره."

توقفت القنبلة بين يديها للحظة، ثم نظرت إليه بعينين تحملان مزيجًا من الفضول والشك. "شيء غريب؟"

"أجل." قال وهو يبتسم بخفة. "لكن قبل أن أشرح أكثر، أعتقد أنه من الأفضل أن أخبرك شيئًا عن نفسي أولاً."

"أوه، أنا أحب القصص!" قالت وهي تضع القنبلة جانبًا وتنظر إليه بتركيز غير مألوف.

---

ماضي فيكس

تنهد فيكس ببطء، كأنه يحاول جمع شتات أفكاره. "عندما كنت صغيرًا، لم أكن شخصًا مميزًا. في الواقع، كنت العكس تمامًا. كنت ضعيفًا، خجولًا، ولم أكن أجد مكاني بين الناس."

"ضعيف؟" قالت جينكس وهي ترفع حاجبها. "لا أصدق ذلك. أنت تبدو قويًا الآن."

"ربما الآن. لكن في ذلك الوقت، كنت مجرد شخص يعيش في ظل الآخرين. كنت أتعرض للتنمر دائمًا. في المدرسة، في الشوارع... كنت مجرد هدف سهل."

"وما الذي فعلته حيال ذلك؟"

"لا شيء." قال بمرارة. "كنت أهرب. أجلس في غرفتي، أبحث عن أي شيء يجعلني أنسى ما يحدث."

"وأين وجدت ذلك؟"

نظر إليها بصمت للحظة، ثم قال: "في عالم آخر."

"عالم آخر؟"

ابتسم بخفة وقال: "لنقل إنه كان مكانًا أهرب إليه. مكانًا جعلني أشعر أنني أستطيع أن أكون شيئًا مختلفًا."

توقفت للحظة، ثم قالت: "هذا يبدو غامضًا جدًا. أريد المزيد من التفاصيل!"

"ليس الآن." قال بابتسامة خبيثة. "ربما سأخبرك لاحقًا."

---

لحظة فضول

جينكس ضربت الأرض بخفة بقدمها وقالت: "أوه، هذا غير عادل! لا يمكنك أن تبدأ قصة وتتركني معلقة!"

"أعتقد أنني تعلمت منكِ هذا." قال وهو ينظر إليها بخفة، مما جعلها تضحك لأول مرة بنبرة خالية من الجنون المعتاد.

"حسنًا، يا ذكي. سأدعك تحتفظ ببعض أسرارك. لكنك ستخبرني، أليس كذلك؟"

"بالتأكيد. لكن ليس الآن."

---

لماذا جينكس؟

صمت للحظة، ثم قال: "تعرفين، ربما لهذا السبب أنا هنا الآن."

"لأي سبب؟"

"لأنك تذكرينني بذلك العالم."

نظرت إليه بعيون ضيقة، وكأنها تحاول قراءة أفكاره. "هل تقول إنني مجرد ذكرى؟"

"لا، لستِ ذكرى. لكن هناك شيء فيكِ... شيء يجعلني أشعر أنني يجب أن أفهمك. ربما لأنني لم أفهم نفسي يومًا."

جينكس توقفت عن الكلام للحظة. كلمات فيكس كانت تبدو غير مألوفة بالنسبة لها. ليست التملق المعتاد، وليست المحاولات الفاشلة لإرضائها.

"أنت غريب." قالت بابتسامة خفيفة، لكنها لم تكن ساخرة هذه المرة. "لكن ربما لهذا السبب أتركك تبقى."

---

لحظة غير متوقعة

فجأة، وقفت جينكس وقالت: "حسنًا، أيها الساحر. إذا كنت تريد البقاء معي، فأنت بحاجة إلى أن تثبت شيئًا."

"وما هو ذلك الشيء؟"

"أنك تستطيع أن تعيش في عالمي."

"وما معنى ذلك؟"

"ستكتشف قريبًا." قالت وهي تمسك بقنبلتها الصغيرة وتبتعد بخطوات خفيفة، تاركة فيكس جالسًا هناك، يتساءل عما قد يخبئه له المستقبل معها.

---

النهاية المؤقتة

بينما كانت تختفي بين الظلال، نظر فيكس إلى المكان الذي كانت تجلس فيه قبل لحظات. شعر بأنه بدأ يخترق شيئًا في جدارها الذي تحتمي خلفه، لكنه كان يعلم أن هذا مجرد بداية الطريق.

النظام تحدث في عقله:

"أنت تعلم أنها ستظل دائمًا لغزًا لا يمكنك حله."

"ربما. لكنني لست هنا لحل الألغاز. أنا هنا لأفهم."

"أح

يانًا، الفهم أخطر من أي قتال."

ابتسم فيكس وقال بهدوء: "أعرف. لكن هذا ما يجعل الأمر يستحق العناء."

2024/11/20 · 22 مشاهدة · 561 كلمة
Brawleyad
نادي الروايات - 2025