مرّت أيام قليلة منذ أن تركت جينكس فيكس يفكر في كل شيء قالته خلال لقائهما الأخير. كانت الأجواء بينهما قد بدأت تتغير، لكنها لم تفقد توترها.
داخل المخبأ، كان فيكس جالسًا على الأرض، يراقب القفازات الهيكستيكية التي أصبحت جزءًا من حياته اليومية. إلى جانبه، كانت كيرا تقف، وملامح وجهها تعكس قلقًا متزايدًا.
"أنت أصبحت تقضي وقتًا أطول معها أكثر مما تقضيه هنا." قالت كيرا بنبرة حادة، لكنها تحمل قلقًا حقيقيًا.
"هي ليست كما تظنين، كيرا." قال فيكس، دون أن يرفع عينيه عن القفازات.
"أوه، بالطبع ليست كذلك. إنها أكثر خطورة مما أظن. أنت تقترب جدًا، يا فيكس، وأخشى أنك لا ترى الصورة الكاملة."
"ربما لأنني أحاول أن أرى ما خلف الصورة."
---
دعوة غير متوقعة
في تلك الليلة، بينما كان فيكس يفكر في خطواته التالية، سمع صوتًا مألوفًا.
"فيييكس! أأنت هنا أيها الساحر؟"
التفت بسرعة نحو الباب، ليجد جينكس تقف هناك، حقيبتها ممتلئة كالمعتاد وقنبلتها الصغيرة في يدها، تدور بين أصابعها.
"كنت أعلم أنك ستظهرين." قال فيكس بابتسامة خفيفة.
"بالطبع! لا أترك الأشخاص الممتعين ينتظرون كثيرًا." قالت وهي تبتسم بشكل يجعل من الصعب معرفة إذا كانت تمزح أم جادة.
"وماذا تريدين هذه المرة؟"
"أريد أن نخرج في نزهة!"
"نزهة؟" قال فيكس بنبرة تجمع بين الفضول وعدم التصديق.
"نعم! لكن ليست نزهة عادية. أريد أن أريك شيئًا."
---
رحلة إلى الظلال
قادته جينكس إلى منطقة نائية في الزون السفلي، منطقة لم يكن يعرف بوجودها من قبل. المكان كان يبدو وكأنه مخبأ سري، مليء بالمعدات القديمة، والقنابل الغريبة، والرسومات العشوائية على الجدران.
"ما هذا المكان؟" سأل فيكس وهو يتفحص الغرفة بعينيه.
"هذا مكاني الخاص." قالت وهي ترمي حقيبتها على الأرض وتجلس على إحدى الصناديق المعدنية. "لا أحد يعرفه. حتى أصدقائي القدامى."
"لماذا أحضرتني هنا؟"
"لأنني أريد أن أريك شيئًا... وربما أريد أن أعرف شيئًا أيضًا."
---
لحظة مواجهة
جلست جينكس على الأرض، وأخذت قنبلة صغيرة من حقيبتها، لكنها لم تفعل بها شيئًا. فقط أدارتها بين يديها بصمت.
"فيكس، لماذا تستمر في البقاء هنا؟ معي؟"
"لأنني أريد أن أفهمك." قال ببساطة.
"أوه، لقد قلت هذا من قبل. لكن لماذا؟ ماذا سيمنحك هذا الفهم؟"
صمت فيكس للحظة، ثم جلس مقابلها وقال: "لأنني أشعر أنني أفهم جزءًا منك بالفعل. ذلك الجزء الذي يخفيه الجميع. الجزء الذي يقول إن العالم ليس مكانًا آمنًا، وإن علينا أن نصنع درعنا الخاص لنحمي أنفسنا."
نظرت إليه بصمت، ثم قالت: "هذا يبدو مألوفًا جدًا. لكن ما الذي يجعلك ترى ذلك فيّ؟"
"ربما لأنني كنت كذلك."
توقفت جينكس، وبدت وكأنها تحاول استيعاب كلماته. "كنت كذلك؟ كيف؟"
"ليس الآن." قال وهو ينظر إليها بابتسامة خفيفة. "سأخبرك لاحقًا. عندما يحين الوقت."
"أوه، هذا غير عادل!" قالت بصوت يحمل مزيجًا من الضحك والاحتجاج.
---
تجربة جديدة
فجأة، وقفت جينكس وقالت: "حسنًا، إذا كنت تريد أن تفهمني، عليك أن ترى العالم بالطريقة التي أراه بها."
"وكيف ذلك؟"
"ببساطة، سنلعب لعبة صغيرة. أنت تثق بي، أليس كذلك؟"
"إلى حد ما." قال بابتسامة.
"رائع! إذن، ارتدِ هذا." قالت وهي ترمي له قناعًا صغيرًا يشبه قناع الغاز، لكنه مزود بعدسات ملونة.
"ما هذا؟"
"شيء يجعل الأمور أكثر... متعة."
---
رؤية من خلال عيون جينكس
ارتدى فيكس القناع، وفجأة تغيرت رؤيته للعالم. الألوان أصبحت أكثر حدة، التفاصيل الصغيرة أصبحت واضحة بشكل غريب، وكأن كل شيء حوله ينبض بالحياة بطريقة لم يعتد عليها.
"ماذا يحدث؟" سأل بدهشة.
"هذا هو عالمي، يا فيكس. مليء بالألوان، مليء بالفوضى، لكنه ليس سيئًا كما يعتقد الجميع."
بدأت جينكس تتحرك في المكان، تظهر له كيف ترى العالم. كانت تشرح كل رسمة، كل قنبلة، وكل زاوية بطريقة تعكس شخصيتها تمامًا.
"
هذا ليس مجرد مكان للفوضى." قال فيكس. "هذا مكان للحرية."
"بالضبط!" قالت بابتسامة عريضة. "أخيرًا، شخص يفهم!"