داخل أعماق الزون السفلي، كان الجو في مصنع سيلكو يعج بالأبخرة الكيماوية والصخب الناتج عن الآلات الثقيلة. في وسط هذا الخراب المنظم، كان سيلكو يجلس في مكتبه، محاطًا بخرائط ورسومات لخطط قديمة ومستقبلية.

على طاولة خشبية أمامه، كانت هناك مجموعة من الصور الملتقطة لجينكس وفيكس، بعض الصور كانت تُظهرهما وهما يتدربان، وأخرى تظهرهما في لحظات من الحديث الحميم.

"الساحر..." تمتم سيلكو وهو يحدق في إحدى الصور. "كلما اقترب، كلما زادت فرصته في أن يصبح مشكلة."

أمام سيلكو، وقف مساعده المخلص، رجل ضخم الجثة بوجه مشوه من التجارب الهيكستيكية.

"ما هي أوامرك بشأنه؟" سأل المساعد بصوت عميق.

سيلكو لم يرفع عينيه عن الصور. "ليس بعد. سأراقب الوضع أكثر. لكن إذا اقترب أكثر مما يجب، تأكد من أن يختفي."

---

على الجانب الآخر: فيكس يستعد

كان فيكس يتجول في الزون السفلي، مستعينًا بقفازاته الهيكستيكية لتحسين حركته وتجاوز الأنقاض. كان يعلم أن المواجهة مع سيلكو لم تكن مسألة إذا، بل متى.

"النظام، أخبرني." قال فيكس بصوت خافت وهو ينظر إلى الخراب من حوله. "ما هي فرصتي ضد سيلكو؟"

رد النظام بصوته البارد: "سيلكو ليس مجرد رجل عادي. قوته ليست في جسده أو أسلحته، بل في تأثيره على الناس. إنه يعرف كيف يستخدم نقاط ضعف خصومه، وكيف يحولها إلى سلاح."

"إذن، عليك أن تبقى بعيدًا عن تأثيره."

"هذا ما أفعله." قال فيكس بحزم.

---

لقاء غير متوقع

بينما كان فيكس يتحرك عبر الممرات الضيقة، سمع صوتًا قادمًا من الظلام.

"أوه، الساحر الشجاع، يسير وحيدًا في الزون السفلي. ألا تخشى أن يلتهمك الظلام؟"

التفت فيكس نحو الصوت، ليجد رجلاً طويل القامة، بملامح حادة وابتسامة باردة. كان يرتدي معطفًا أسود طويلًا، وخطواته كانت مدروسة بشكل يثير الريبة.

"سيلكو..." تمتم فيكس لنفسه، وهو يستعد لأي حركة.

"سمعت الكثير عنك." قال سيلكو بنبرة هادئة، لكنها تحمل قوة خفية. "الشخص الذي يظن أنه يستطيع الاقتراب من جينكس، وتغيير ما هي عليه."

"أنا لا أحاول تغييرها." قال فيكس بثبات.

"أوه، بالطبع. كل من يقترب منها يقول الشيء نفسه. لكنك تعلم أن هذا ليس حقيقيًا."

اقترب سيلكو ببطء، وعيناه تلمعان في الظلام. "أنت ترى في جينكس ما تريد رؤيته. فتاة تحتاج إلى الإنقاذ. لكن الحقيقة؟ هي ليست بحاجة إليك، يا ساحر."

---

المواجهة الأولى

"وما الذي يجعلها بحاجة إليك؟" قال فيكس بحدة، عيناه تتألقان بطبقة خفيفة من السحر.

ابتسم سيلكو ابتسامة خبيثة. "لأنني أنا من أعاد بناءها. أنا من أخذها من بين الأنقاض وجعلها ما هي عليه الآن. جينكس قوية لأنها جزء مني."

"أنت لم تجعلها قوية. أنت فقط حولتها إلى أداة لفوضاك."

توقفت خطوات سيلكو للحظة، لكن الابتسامة لم تختفِ. "أداة؟ هذا ما تراه؟ ربما هذا يعكس أكثر عنك مما يعكس عني."

"أنا أراها كشخص. وليس كشيء يمكن استخدامه."

"إذن، لنرى كم ستستمر في هذا الوهم، يا ساحر." قال سيلكو بصوت مليء بالتهديد.

---

التراجع المؤقت

قبل أن تتصاعد الأمور، أشار سيلكو إلى مساعده الذي ظهر فجأة خلف فيكس. "دع الساحر يذهب. هذه ليست اللحظة المناسبة."

"هل تهرب؟" قال فيكس، وهو يرفع يده استعدادًا لأي هجوم.

"الهروب؟" قال سيلكو بسخرية. "لا يا عزيزي. أنا فقط أنتظر. جينكس ستختار. وأنا أعلم تمامًا من ستختار."

ثم استدار وغادر، تاركًا فيكس واقفًا وحده في الممر المظلم.

---

عودة إلى المخبأ

عاد فيكس إلى المخبأ، حيث وجد كيرا تنتظره. كانت ملامحها تعكس قلقًا واضحًا.

"كنت أعلم أنك ستواجهه قريبًا." قالت وهي تعقد ذراعيها.

"لقد كان أول تحذير." قال فيكس، وهو يضع القفازات على الطاولة.

"وماذا ستفعل الآن؟"

"سأستمر. جينكس تحتاج إلى من يقف بجانبها، حتى لو لم تكن ترى ذلك الآن."

"سيلكو لن يسمح بذلك."

"لا يهم ما يسمح به. لن أتركها تسقط."

---

النهاية المؤقتة

في مصنعه، جلس سيلكو مرة أخرى على كرسيه العالي، ينظر إلى صور جينكس وفيكس. أخذ نفسًا عميقًا، ثم تمتم بصوت خافت:

"الساحر يظن أنه يستطيع إنقاذها. لكن إنقاذها يعني تدميرها... ولن أسمح بذلك."

وفي المخبأ، كان فيكس ينظر إلى الظلام خلف النافذة الصغيرة، وعيناه تحملان تصميمًا لا يتزعزع.

"جينكس، سأحارب كل شيء... حتى لو كان ذلك يعني محاربة نفسك."

2024/11/20 · 21 مشاهدة · 621 كلمة
Brawleyad
نادي الروايات - 2025