كانت الظلال تغطي الزون السفلي بينما كان فيكس يستعد للتحرك. الهواء كان مشبعًا بالتوتر، والقرار الذي اتخذه كان واضحًا: سيهاجم مقر سيلكو. ليس من أجل الانتقام، بل لإرسال رسالة.
وقف فيكس أمام المصنع الضخم، يراقب الأنوار المنبعثة منه والجنود الذين يتحركون بين المداخل. أمسك بقفازاته بإحكام، وعيناه تتوهجان بطاقة سحرية.
"النظام." قال بصوت خافت.
"أنا هنا."
"إذا دفعت السحر أكثر مما يجب... أوقفني."
"فهمت. لكن تذكر، هذا قد يكلفك الكثير."
"كل شيء يكلف. لكن هذا يستحق."
---
بداية الهجوم
بمجرد أن خطا فيكس نحو المقر، أطلق دفعة قوية من السحر عبر الهواء. الطاقة الزرقاء اندفعت كإعصار، مما أطاح بالحراس الأقرب إلى المدخل.
"إنذار! إنذار!" صرخ أحد الجنود وهو يحاول استعادة توازنه.
لم يكن لدى الجنود فرصة للرد. انفجارات سحرية اجتاحت المكان، تدمر الجدران والمعدات الهيكستيكية.
تحرك فيكس بثبات، كل خطوة كانت تصاحبها انفجارات صغيرة تقطع الطريق أمام أي محاولة للمقاومة. كانت قفازاته تتوهج بشكل لم يره من قبل، وكأنها تحمل جزءًا من غضبه وإصراره.
---
مواجهة الجنود
تقدم الجنود في محاولة لإيقافه، مستخدمين أسلحة هيكستيكية متطورة. لكن فيكس كان أسرع.
"سحره أقوى من أي شيء رأيناه!" صرخ أحدهم وهو يتراجع.
بيد واحدة، أطلق فيكس دفعة قوية من السحر نحو مجموعة من الجنود، مما أدى إلى تحطيم معداتهم ودفعهم للخلف.
"لن يقف شيء في طريقي." قال بصوت مليء بالثقة، لكن في أعماقه، كان يعرف أن كل استخدام للطاقة يأخذ جزءًا من قوته الجسدية.
---
اقتراب المواجهة مع سيلكو
عندما اخترق فيكس المصنع ودمر معظم المعدات، وصل أخيرًا إلى قلب المقر، حيث كان سيلكو يجلس بهدوء في مكتبه.
"أوه، الساحر نفسه." قال سيلكو بابتسامة خافتة، بينما كان ينهض ببطء.
"أنا هنا لأضع حدًا لكل هذا." قال فيكس بثبات.
"كل هذا؟ يا للسذاجة." قال سيلكو وهو يتقدم نحوه بثقة. "هل تعتقد أن تدمير بعض الجدران سيغير شيئًا؟"
"هذا ليس عن الجدران. هذا عنك وعن تأثيرك على جينكس."
ابتسم سيلكو بخبث. "أوه، إذن هذا هو الأمر. أنت هنا من أجلها."
---
دخول جينكس
قبل أن يرد فيكس، سمع صوتًا مألوفًا خلفه.
"توقف!"
استدار ببطء، ليجد جينكس واقفة هناك، مسلحة بقاذفتها، وعيناها تحملان نظرة لم يرها من قبل: مزيج من الغضب والحيرة.
"جينكس..." قال بهدوء، لكن صوته كان مليئًا بالصدمة.
"ما الذي تفعله هنا، يا فيكس؟ لماذا تهاجم المكان؟" قالت وهي ترفع سلاحها نحوه.
"أنا هنا لإنقاذك."
"إنقاذي؟" ضحكت بمرارة. "إنقاذي من ماذا؟"
"منه." قال وهو يشير إلى سيلكو.
"سيلكو أنقذني عندما لم يكن هناك أحد. هو عائلتي، وأنت... أنت مجرد غريب يحاول التظاهر بأنه يعرفني."
كانت كلماتها كسكين يخترق قلبه. لم يكن يتوقع أن تقف أمامه بهذه الطريقة، تدافع عن الشخص الذي كان يحاول حمايتها منه.
"جينكس، أنت لا ترين ما يفعله بك. إنه يستخدمك."
"وأنت؟" قالت بغضب. "ما الذي تريده مني؟ أن أكون شخصًا آخر؟"
"لا. أنا أريدك أن تكوني حرة."
---
الانسحاب
كانت هناك لحظة من الصمت المشحون. فيكس شعر بالطاقة تتلاشى من جسده. لم يكن جسديًا فقط، بل عاطفيًا أيضًا.
"لن أقاتلك." قال بصوت هادئ، وهو يتراجع ببطء.
"أفضل لك." قالت جينكس، لكن عينيها كانتا تحملان مزيجًا من الغضب والخوف.
استدار فيكس وغادر المصنع، بينما ظل صدى كلماته الأخيرة يتردد في ذهنها.
---
بعد أسبوع: لقاء جديد
كان فيكس يجلس وحده في مكان مهجور، يعيد تقييم كل ما حدث. كان يعرف أن قراره بالانسحاب كان صائبًا، لكنه لم يكن يعرف ما إذا كان سيحصل على فرصة أخرى لإصلاح الأمور.
فجأة، سمع خطوات خفيفة تقترب. التفت ليجد جينكس واقفة هناك، لكن هذه المرة بدون قاذفتها.
"هل كنت تنوي قتله؟" قالت بصوت خافت.
"لا." قال ببساطة.
"إذن لماذا؟ لماذا تفعل كل هذا؟"
"لأنني أرى شيئًا فيكِ، جينكس. شيئًا يستحق أن يُحارب من أجله."
"وما الذي تراه؟"
"أرى شخصًا عالقًا بين الفوضى والبراءة. شخصًا يريد أن يكون حرًا، لكنه لا يعرف كيف."
كانت صامتة للحظة، ثم قالت: "أنت غريب جدًا، يا فيكس. لكنك قد تكون الشخص الوحيد الذي لا أريد أن أخسره."
ابتسم بخفة وقال: "هذا يكفي الآن."