شوارع بيلتڤور كانت تعج بالحياة. الأضواء البراقة والمباني الفاخرة جعلت من المدينة مكانًا يبدو وكأنه من عالم آخر مقارنة بالزون السفلي. كان فيكس يتجول بهدوء بين الأزقة، محاولًا استيعاب التفاصيل الصغيرة التي تميّز بيلتڤور.
"هادئة جدًا." تمتم لنفسه. "لكنني أستطيع أن أشعر بالتوتر خلف هذه الأناقة."
كان يرتدي معطفًا أسود طويلًا يغطي معظم جسده، محاولًا البقاء غير ملحوظ. لكنه لم يكن يعلم أن القدر كان يخطط لشيء مختلف تمامًا.
---
لقاء في الشارع
بينما كان فيكس يمر بجانب متجر صغير، لمح من بعيد ڤاي. كان شعرها الوردي لافتًا كعادته، لكن ما لفت نظره أكثر كان وجود كيتلين بجانبها، تتحدث معها بابتسامة خفيفة.
"أوه، هذا مثير للاهتمام." قال بابتسامة وهو يراقبهما من بعيد.
لكن لحظه السيئ، التفتت ڤاي فجأة، ورأت وجهه.
"أنت مجددًا!" صاحت وهي ترفع قبضتيها الحديديتين، مما جعل الناس حولها يتراجعون بخوف.
"أوه، تبا." تمتم فيكس وهو يدير ظهره بسرعة ويحاول الهرب.
"إلى أين تظن أنك ذاهب؟!" صرخت ڤاي، وبدأت تركض خلفه.
"ڤاي، انتظري!" صاحت كيتلين، وهي تحاول اللحاق بها، لكن صوتها ضاع وسط الضحكات التي أطلقها فيكس وهو يركض.
---
لحظة كوميدية في الأزقة
ركض فيكس عبر الأزقة الضيقة، مستخدمًا سحره لفتح فجوات صغيرة أو إنشاء حواجز مؤقتة.
"هل هذا كل ما لديكِ؟!" قال بابتسامة وهو يقفز فوق حائط صغير.
"أوه، سترى!" صاحت ڤاي وهي تتسلق الحائط بسرعة مدهشة.
"هل يمكنكما التوقف؟ نحن في بيلتڤور، وليس في الزون!" صرخت كيتلين وهي تحاول اللحاق بهما.
لكن في لحظة غير متوقعة، التفت فيكس فجأة ليجد نفسه في مواجهة مباشرة مع كيتلين، التي رفعت سلاحها نحوه.
"توقف!" قالت بصوت حازم.
"أوه، لا لا لا." قال بابتسامة عريضة، ثم اختفى في ومضة من الضوء الأزرق.
---
العودة إلى الزون: الترحيب المؤلم
بعد يومين من التفكير والتخطيط، قرر فيكس العودة إلى الزون السفلي. كان يعلم أن وجوده في بيلتڤور لن يفيده أكثر مما فعله بالفعل.
ظهر فجأة في منتصف أحد الأزقة المظلمة، حيث كان المخبأ قريبًا. لكن قبل أن يدخل، شعر بحركة خلفه.
"أخيرًا عدت، أيها العبقري!"
قبل أن يستدير بالكامل، وجد نفسه مرفوعًا في الهواء، ثم ملقى على الأرض بقوة.
"أوه، كيرا... انتظري!" قال بصوت مخنوق.
لكن كيرا لم تنتظر. قفزت فوقه وأمسكت بملابسه، ثم بدأت تضربه على ذراعيه وكتفيه بقبضتيها.
"لماذا لم تودعني؟! هل تظن أنني مجرد ظل؟!"
"أوه، توقفِ! هذا مؤلم!" قال وهو يحاول التراجع، لكن قبضتها كانت أقوى مما توقع.
"يجب أن أعلمك درسًا!" قالت بغضب وهي تمسكه من قميصه.
"حسنًا، حسنًا! أنا آسف!" قال أخيرًا، يرفع يديه مستسلمًا.
---
هدوء بعد العاصفة
بعد أن انتهت من تفريغ غضبها، جلست بجانبه وهي تلهث. أما هو، فكان يحاول الجلوس بصعوبة.
"هل انتهيتِ؟" قال وهو يفرك كتفه.
"لا، لكنني سأعطيك استراحة مؤقتة." قالت وهي تعقد ذراعيها.
"كنت بحاجة إلى الوقت لتصفية ذهني." قال بهدوء.
"وكنت بحاجة إلى شخص يخبرني بما يحدث. نحن فريق، يا فيكس. لا تذهب وحدك دون أن تقول شيئًا."
نظر إليها للحظة، ثم قال: "أنتِ على حق. كان يجب أن أخبرك. لن أكرر ذلك."
"أفضل لك." قالت بابتسامة صغيرة، لكنها لم تستطع إخفاء ارتياحها لسماعه.
---
النهاية المؤقتة
بينما عاد الاثنان إلى المخبأ، كان فيكس يفكر في الخطوة التالية.
"الوقت ينفد." قال لنفسه. "سيلكو لن ينتظر، وجينكس..."
أما كيرا، ف
كانت تراقبه بصمت، تعلم أنه يحمل عبئًا أكبر مما يقول. لكنها قررت البقاء بجانبه، مهما كانت المخاطر.