مرت أيام قليلة منذ عودة فيكس إلى الزون السفلي. رغم الاستقبال العنيف من كيرا، شعر ببعض الراحة لأنه أعاد الأمور إلى نصابها معها. لكن ظلال التحديات القادمة لم تكن بعيدة.
كان جالسًا في المخبأ، يرسم خريطة دقيقة للمنطقة التي يسيطر عليها سيلكو. بجانبه، كانت كيرا تقطع بعض الأسلاك المعدنية بحذر، عيناها تراقبانه بين الحين والآخر.
"هل تعتقد أن جينكس ستكون هناك عندما نواجه سيلكو؟" سألت بصوت منخفض، كأنها تحاول أن تقرأ أفكاره.
"لا أعلم." رد فيكس دون أن يرفع عينيه عن الخريطة. "لكنني أعتقد أن الأمر لم يعد يقتصر على سيلكو وحده. الأمر أكبر من ذلك."
"كيف تعني؟"
"جينكس ليست فقط ضحية، لكنها أيضًا جزء من المشكلة. إذا لم تستطع رؤية ما يفعله بها، فلن نستطيع فعل الكثير."
---
تحضير خطة جديدة
وقف فيكس فجأة، وأشار إلى نقطة على الخريطة.
"هذا هو المستودع الرئيسي لسيلكو. يستخدمه لتخزين المواد الهيكستيكية وتوزيعها. إذا استطعنا تعطيله، سنقطع جزءًا كبيرًا من موارده."
"تعطيله؟ أنت تعني تدميره." قالت كيرا بابتسامة صغيرة.
"بالضبط." رد بابتسامة خفيفة.
"وماذا بعد؟ إذا دمرت هذا المستودع، لن يقف مكتوف الأيدي."
"أنا أعلم. لكنه سيضطر إلى كشف المزيد من أوراقه، وهذا ما أريده."
---
زيارة غير متوقعة
بينما كانا يناقشان الخطة، سمعا صوتًا خافتًا من الخارج.
"فيكس! هل أنت هنا؟"
توقف الاثنان عن الحركة، ثم تبادلا نظرات سريعة قبل أن يتحرك فيكس نحو الباب. فتحه ببطء، ليجد جينكس واقفة هناك، حقيبتها المعتادة معلقة على كتفها.
"جينكس؟" قال بدهشة، بينما كانت كيرا تتراجع خطوة للخلف بحذر.
"هل يمكنني الدخول؟" سألت بصوت خافت، غير معتاد.
---
لحظة توتر في المخبأ
دخلت جينكس وجلست على أحد الكراسي، عيناها تتحركان بسرعة، تراقبان كل شيء في المخبأ.
"ماذا تريدين، جينكس؟" سأل فيكس بهدوء.
"أريد أن أتحدث." قالت بصوت غريب، خليط من الجدية والارتباك.
"عن ماذا؟"
"عن... عنك. وعن سيلكو. وعن كل هذا."
توقفت للحظة، ثم أضافت: "لماذا تهاجمه؟ لماذا تهتم بي؟"
نظر فيكس إليها بصمت للحظة، ثم قال: "لأنك تستحقين أكثر من هذا، جينكس. لأنك لست مجرد أداة في يده."
"أنا لست أداة!" صاحت فجأة، عيناها تلمعان بغضب.
"أنا لم أقل إنك كذلك. لكن هذا ما يريدك أن تكونيه."
---
النقاش يحتدم
"أنت لا تفهم!" قالت وهي تقف، تضرب الطاولة بيدها. "سيلكو هو الوحيد الذي كان هناك من أجلي. أنت لا تعرف ما الذي عشته!"
"أعلم أكثر مما تعتقدين." رد فيكس بهدوء، لكنه لم يترك عينيها. "وأنا هنا لأنني لا أريدك أن تبقي في هذا الطريق."
"أوه، وأنت المنقذ العظيم؟!" قالت بسخرية، لكنها كانت واضحة أنها تحاول إخفاء مشاعرها الحقيقية.
"لا أحاول إنقاذك، جينكس. أحاول فقط أن أريك أن هناك طريقًا آخر."
توقفت للحظة، ثم قالت بصوت خافت: "وما الذي يجعلك تظن أنني أريد طريقًا آخر؟"
---
النهاية المؤقتة: شكوك وأمل
بينما كان الجو متوترًا في المخبأ، شعرت كيرا بأنها لا تستطيع البقاء صامتة أكثر.
"جينكس، إذا لم تكن ترغبين في تغيير أي شيء، لماذا أتيت إلى هنا؟" قالت بصوت حاد، لكنها كانت تحمل تساؤلًا حقيقيًا.
لم ترد جينكس على الفور. فقط نظرت إلى الأرض، ثم قالت: "ربما... لأنني لا أعرف."
بعد لحظة طويلة من الصمت، نهضت وقالت: "سأذهب الآن. لكن هذا لا يعني أنني أوافقك، فيكس."
"وأنا لا أطلب موافقتك." قال بهدوء.
غادرت جينكس، وتركت خلفها شعورًا غريبًا. بين الغضب والحيرة، كان هناك أمل صغير بأن ما قاله فيكس قد بدأ يؤثر فيها.
أما فيكس، فجلس على الطاولة مرة أخرى، يراقب الخريطة بصمت.
"هي ليست جاهزة بعد." قال لكيرا، التي كانت تقف
بجانبه.
"وربما لن تكون أبدًا." ردت وهي تنظر إليه بجدية.
"ربما." قال بصوت منخفض. "لكنني لن أستسلم."