جلس فيكس على الأرض الباردة في منتصف قاعة التدريب داخل مخبئه، يحدق في يديه بتعب وإحباط. قضى الساعات الماضية يحاول استدعاء طاقته السحرية دون فائدة تُذكر. في كل مرة يحاول، يشعر وكأن هناك حائطًا غير مرئي يمنعه من الوصول إلى القوة التي يعلم أنها بداخله.

"نظام، لماذا لا أستطيع التحكم بالسحر؟ شعرت به عندما واجهت قطاع الطرق، لكنه الآن يبدو وكأنه يهرب مني."

رد النظام بنبرة خالية من العواطف:

"هذا لأنك لا تعرف كيف تركز. السحر الكامن ليس مثل فتح صنبور ماء. إنه أشبه بتحريك بحرٍ كامل داخلك. إذا لم تتعلم السيطرة عليه، سيغرقك."

"بحر كامل؟ عظيم. وهل لديك أي فكرة كيف أتعامل مع بحر كهذا؟"

"بالطبع. لهذا أنا هنا."

---

تحدي التحكم الأول

"اليوم، سنبدأ بأبسط تدريبات التحكم بالسحر الكامن." قال النظام، بينما ظهرت أمام فيكس كرة صغيرة شفافة تطفو في الهواء.

"ما هذا؟ كرة زجاجية؟ هل تريدني أن أُعيد اختراع لعبة الكرات الصغيرة التي كنا نلعبها في طفولتنا؟"

"إنها ليست كرة عادية. هذه الكرة ستقيس مستوى تحكمك بالسحر. مهمتك بسيطة: وجه طاقتك إليها وابقَ على اتصال مستمر دون أن تنكسر الكرة. إذا فقدت التركيز، ستنفجر."

"ستنفجر؟ على وجهي؟"

"بالطبع. وإلا كيف ستتعلم أهمية التركيز؟"

تنهد فيكس وهو يقف ببطء. مد يده نحو الكرة وحاول أن يشعر بالطاقة داخل جسده. كانت مثل وميض صغير في أعماقه، بالكاد يستطيع الإمساك به. بعد دقائق من المحاولة، نجح أخيرًا في توجيه دفقة خفيفة نحو الكرة. بدأت تتوهج بضوء خافت، لكن سرعان ما انفجرت وتركته مذهولًا ومتسخًا بشظايا خفيفة من الطاقة.

"رائع. كرة واحدة وانفجرت. أنا عبقري السحر." قال بسخرية.

"لا تسخر. لقد كان هذا أفضل من المتوقع بالنسبة لضعفك الحالي." رد النظام.

---

تحدي التحكم الثاني

بعد عدة محاولات فاشلة، قرر النظام تصعيد التدريب.

"يبدو أن الكرة ليست كافية لتحفيزك. لنجرب شيئًا أكثر جدية."

ظهرت أمام فيكس صورة ثلاثية الأبعاد لجندي صغير يبدو وكأنه خرج للتو من لعبة فيديو. كان مسلحًا بسيف صغير ويتحرك باتجاهه.

"ما هذا؟ لعبة جديدة؟"

"ليس لعبة. هذا جندي تدريب. سيحاول ضربك إذا لم تتحكم بسحرك وتوقفه. لديك خمس دقائق."

"ماذا؟ توقف! أنا لست مستعدًا!"

لكن النظام تجاهل احتجاجاته، وبدأ الجندي بالهجوم. انطلق نحو فيكس بسرعة أكبر مما توقع. بالكاد استطاع تفادي الضربة الأولى، لكنه شعر بلسعة ألم عندما لامس السيف كتفه.

"هذا ليس افتراضيًا! هذا حقيقي!"

"بالطبع. كيف ستتعلم إذا لم تشعر بالخطر؟ الآن، ركز طاقتك وواجهه!"

شعر فيكس بالحرارة تتدفق في جسده. هذه المرة، لم يكن لديه خيار سوى استدعاء السحر. رفع يديه وحاول توجيه الطاقة نحو الجندي. فجأة، تدفقت الطاقة من داخله بشكل أقوى مما توقع، ودفعت الجندي بعيدًا بضربة واحدة.

لكنه لم يحتفل طويلاً. جسده اهتز من الداخل، وشعر بالضعف وكأنه سينهار.

"ممتاز. لكنك لا تزال تستهلك طاقتك بلا وعي. إذا استمررت هكذا، ستدمر نفسك قبل أن تصل حتى إلى المستوى الحديدي."

---

تأمل واستيعاب القوة

في تلك الليلة، جلس فيكس في زاوية غرفته، يتأمل ما حدث. لم يكن السحر مجرد قوة يملكها؛ كان أشبه بشيء حي داخله، ينتظر اللحظة المناسبة ليُظهر نفسه.

"النظام، لماذا أشعر أن السحر لا يريدني؟ كأنني غريب عليه."

"لأنك كذلك. السحر الكامن ليس شيئًا طبيعيًا للبشر. جسدك ضعيف وغير مهيأ لاستيعابه بالكامل. لكن مع الوقت والتدريب، قد يصبح جزءًا منك."

"قد؟ أنت لست جيدًا في رفع الروح المعنوية، أتعلم؟"

"أنا لست هنا لتشجيعك. أنا هنا لتدريبك."

---

أول مهمة ميدانية حقيقية

في صباح اليوم التالي، أيقظه النظام بصوت حاد:

"انهض. لديك مهمة جديدة."

"ألم أقل إنني بحاجة للراحة؟"

"الراحة تُمنح فقط للناجحين. وهناك خطر جديد في الزون. مجموعة من العصابات تخطط لإثارة الفوضى، وأنت بحاجة للتدخل."

"مجددًا؟ هل أنا الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع التعامل مع العصابات؟"

"أنت الوحيد الذي يمكنني إزعاجه."

---

وصل فيكس إلى موقع المهمة، حيث كانت مجموعة من الرجال يتجمعون حول مستودع قديم. بدا أنهم يخططون لسرقة معدات تقنية متقدمة.

"حسنًا، ماذا الآن؟ هل أواجههم جميعًا بمفردي؟"

"لا. استخدم ذكاءك وسحرك لتفريقهم. حاول ألا تموت."

تنفس فيكس بعمق. شعر بضغط المهمة، لكنه كان يعلم أن هذه فرصته لإثبات نفسه. بدأ بتوجيه طاقته نحو صناديق معدنية كانت مكدسة بالقرب منهم. حركها بعناية لتحدث ضوضاء كافية لتشتيت انتباههم.

"ما هذا الصوت؟" قال أحدهم وهو يلتفت.

استغل فيكس اللحظة وأطلق دفعة صغيرة من طاقته نحو أقرب رجل. ارتطم الحارس بالجدار وسقط فاقدًا الوعي. البقية انتبهوا وبدأوا يبحثون عن مصدر الهجوم.

"حسنًا، لقد أثرت انتباههم. الآن الجزء الأصعب."

بدأ فيكس بمراوغة الهجمات، محاولًا استخدام سحره بذكاء لتجنب المواجهات المباشرة. مع كل حركة، كان يشعر بتعب أكبر، لكن عزيمته لم تهتز.

بعد معركة طويلة ومرهقة، تمكن من إسقاط العصابة. جسده كان يصرخ من الألم، لكنه شعر بفخر صغير ينبض في داخله.

"لقد فعلتها... أنا فعلتها!"

"تهانينا. لكن لا تنسَ، هذا فقط المستوى الأول."

سقط فيكس على الأرض، يتنفس بصعوبة. "إذا كان هذا المستوى الأول، فأنا لا أريد أن أرى المستوى الثاني."

"ستراه قريبًا."

2024/11/17 · 47 مشاهدة · 754 كلمة
Brawleyad
نادي الروايات - 2025