كان الصباح باردًا، والضوء الشاحب يتسلل من النوافذ المهترئة. جلس فيكس على الأريكة بجانب السرير، عينيه نصف مغمضتين من الإرهاق. كان يراقب جينكس بهدوء، يتأكد من أنها بخير.
فتحت جينكس عينيها مجددًا بعد أن غلبها النوم لبضع دقائق إضافية. نظرت حولها ووجدت فيكس ممددًا على الأريكة، يحاول أن يغفو، لكنه لم يستطع. شعرت ببعض الذنب لرؤيته بهذا الحال.
"أنتَ حقًا لا تعرف متى تتوقف." قالت بهدوء، وهي تحاول الجلوس.
"هذا صحيح." قال وهو يفتح عينيه ببطء وينظر إليها بابتسامة صغيرة. "لكنكِ تجعلين الأمر يستحق."
---
وجبة الإفطار
حملت جينكس كوب العصير بتردد، ثم أخذت رشفة صغيرة، وكانت النكهة منعشة. "كيف تعرف أنني أحب عصير البرتقال؟"
"أعتقد أنكِ ذكرتِ ذلك مرة عندما كنتِ تهددينني بقاذفة بازوكا." قال بابتسامة مرحة.
"آه، ربما." قالت وهي تضحك قليلاً، لكن ضحكتها تلاشت بسرعة، وعادت لتفكر في الليلة السابقة.
"فيكس..." بدأت وهي تضع كوب العصير جانبًا.
"نعم؟"
"لماذا تهتم بي؟ أعني... بكل هذا الجهد؟"
---
حوار من القلب
جلس فيكس مستويًا على الأريكة، ثم قال بهدوء: "لأنني أرى شيئًا مميزًا فيكِ. لقد مررتِ بأشياء لا يمكن لأي شخص آخر فهمها، ومع ذلك، ها أنتِ هنا. هذا في حد ذاته يكفي بالنسبة لي."
"لكنني لست شخصًا جيدًا، فيكس." قالت بصوت خافت. "لقد فعلت أشياءً فظيعة."
"من منا لم يفعل؟" رد بابتسامة صغيرة. "لكن هذا لا يعني أننا لا نستحق فرصة أخرى."
كانت كلمات فيكس تثقل على قلبها. لم تكن معتادة على سماع أحد يتحدث عنها بهذه الطريقة.
"حسنًا، ربما." قالت وهي تحاول الابتسام. "لكن لا تعتقد أن هذا يجعلني مدينة لك بشيء، أيها المنقذ."
---
خطوة صغيرة للأمام
بعد الإفطار، حاولت جينكس الوقوف، لكنها شعرت بالدوار للحظة. أمسك فيكس بيدها لدعمها، وقال: "اهدئي، ليس عليكِ أن تسرعي."
"أنا بخير!" قالت بإصرار، لكنها لم تسحب يدها.
"بالطبع أنتِ بخير. لأنني هنا." رد بمرح.
"أوه، توقف عن ذلك." قالت
وهي تضحك قليلًا، لكن داخلها كانت تشعر بشيء مختلف.
.........
في مخبأه المظلم في أعماق الزون، كان سيلكو يدور حول نفسه مثل وحش محاصر. الغضب يسيطر على ملامحه المشوهة، وعيناه تلمعان بنظرات لا تبشر بالخير. الأخبار التي وصلت إليه عن جينكس ووجود فيكس بجانبها كانت كافية لتشعل نيران الحقد في داخله.
"كيف تجرؤ؟" صرخ بصوت خشن. "جينكس... تركتني؟ لأجل ذلك الساحر؟"
ضرب الطاولة بقبضته، متناثرًا عليها الأوراق والخطط التي كانت أمامه. الرجال المحيطون به لم يجرؤوا على التحدث أو التدخل. كانوا يعلمون أن سيلكو عندما يكون في هذه الحالة، فإن أي كلمة خاطئة قد تكون نهايتهم.
---
الانتقام المخطط له
جلس سيلكو بعد لحظات، محاولًا تهدئة نفسه. أخذ نفسًا عميقًا وقال بهدوء مزيف: "لا يمكنني السماح بهذا. جينكس ملكي. لقد صنعتها، وأنا من أعطيتها سببًا للحياة. ولن أسمح لأي شخص، حتى ذلك الساحر، أن يأخذها مني."
ثم التفت إلى أحد رجاله المخلصين وقال: "أريدك أن تجد لي موقع ذلك المخبأ. أريد أن أعرف كل شيء عن فيكس. من هو، ما الذي يريده، وكيف يمكننا التخلص منه."
---
جينكس وفكرة العودة
في الوقت نفسه، كانت جينكس تجلس على السرير، تتأمل كلمات فيكس. على الرغم من أن الحادثة الأخيرة أظهرت لها مدى اهتمامه بها، إلا أن جزءًا منها كان لا يزال يشعر بالارتباك.
"سيلكو لن يدعني وشأني." قالت بصوت خافت، وكأنها تتحدث إلى نفسها.
"لن أسمح له بالاقتراب منكِ." جاء صوت فيكس من الخلف، ووقف بجانبها.
"هذا سهل بالنسبة لك أن تقول. لكنه ليس مجرد رجل عادي. إنه يعرف كل شيء عني. يعرف كيف أفكر، وكيف أتحرك."
"لكن الآن، لديكِ شخص يعرفكِ بشكل أفضل." قال بثقة، وعينيه الحمراء تلمعان بنية حقيقية.
---
خطة سيلكو
في تلك اللحظة، كان سيلكو يضع خطته الأخيرة. "سنهاجمهم في أقرب وقت. لن ننتظر حتى يأتوا إلينا. إذا أرادت جينكس الرحيل، فسوف نجعلها تفهم أن الزون لا يمكنها أن تعيش بدونها. وإذا أراد ذلك الساحر التدخل، فسوف يرى وجه الموت بنفسه."
.......
تَعَلُّق
كانت كافية داخل المخبأ مشحونة بالتوتر. فيكس وقفة بجانب جينكس ، يحاول تهدئتها بينما كانت أصوات الجنود تتعالى من الخارج. سيلكو لم يكن يمزح عندما قال إنه سيستعيد جينكس بأي ثمن.
"إنهم هنا." قال فيكس بهدوء، وروح تلمعان بالتصميم.
"فيكس، لا يمكنك مواجهتهم وحدك. انهم كثيرون... ويقومون باستخدام شيمير." قالت جينكس بصوت متوتر.
"لن أدعهم يأخذونكِ، مهمٌّا حدث." قال بنبرة حازمة، وهم بتفعيل طاقته السحرية.
البداية:
عندما اقتحم جنود سيلكو المكان، كان فيكس مستعدًا. باستخدام طاقته السحرية، أطلق موجة من اللهب الأحمر إلى الأبد، مما أجبر جنود سيلكو على الرجوع خطوه الي الوراء
الشمير الذي كانوا يستخدمونه زاد من قوتهم الجسديه وتحملهم. كان الجنود يندفعون نحوه كالوحوش، لكن فيكس لم يتراجع.
"لن تصلوا إليها." قال وهو يطلق العنان لقدراته، مضاعف القدرة.
قتال ملحمي
المعركة كانت شرسة. استخدم فيكس سحره ببراعة، حيث قام بإنشاء درع من الطاقة الحمراء، ووضعه لحماية جينكس . وفي الوقت نفسه، استخدم قبضته القوية لإسقاط الجنود الذين اقتربوا أكثر من المطلوب.
رغم تفوقه، كان عدد الجنود وضغط الشيمير يتجاوز كل توقعاته. مع كل شخص يموت، ظهر خلفه مرتين.
"كم عددهم؟!" صرخ فيكس ، لكنه لم يتوقف.
لحظة الإبداع
بدأت هالة حمراء قاتمة تنبعث من جسد فيكس ، مما يبدو أن هناك شيطان في ساحة المعركة. كانت تأثيره أسرع، وضرباته مؤلمه. حتى الجنود المتأثرون بالشيمير بدؤوا بالتراجع.
لكن هذه القوة كانت تأتي بثمن. كلما استخدم المزيد من السحر، كان يشعر بجسده ينهار.
"هذا لن يتحسن..." تمتم في نفسه ، لكنه لم يتوقف.
سيلكو يتدخل
ظهر سيلكو في النهاية، يمشي نحو فيكس وجينكس . "لقد قاتلت جيدًا، أيها الساحر. لكن لا أحد يستطيع إيقاف ما يريده الزون."
رفع السلاح ووجهه نحو جينكس . "إذا لم تأتِي معي، فسأجعلها النهاية للجميع هنا."
"لا!" صرخت جينكس ، ولكن قبل أن يضغط سيلكو على الزناد، فيكس وقف في طريق الرصاصة، تلقاها في صدره.
النهاية المؤقتة: الشرنقة الحمراء
مع سقوط فيكس على الأرض، بدأ النظام يتدخل. "لا يجب أن يموت ." قال صوت النظام داخل عقله.
جائت كرستاله حمراء كانت تغلف فيكس شيئا فشيئا حتي غرق جسده بالكامل في تلك الشرنقه الكرستاليه الحمراء .
جينكس ، التي كانت تبكي بجانبه، صرخت: "لا! لا تتركني! فيكس!"
لكن النظام تحدث مجددًا: "إنه في حالة بين الحياة والموت. هذه الشرنقة ستحافظ علي جسده... لكنها ستستغرق وقتًا."
كانت جينكس تحدق في الشرنقة الحمراء التي تغلف جسد فيكس. جسده الذي كان ينبض بالحياة والقوة قبل لحظات أصبح الآن محتجزًا داخل هذا القفص الكريستالي، بين الحياة والموت. كانت تعرف أنه فعل ذلك من أجلها، لكنه لم يستطع حماية نفسه من الثمن الذي دفعه.
"لماذا؟ لماذا دائمًا أكون السبب؟" همست لنفسها، دموعها تنهمر بحرقة.
صوت النظام البارد أخرجها من أفكارها وكانت تلك أول مره يتخدث فيها النظام إلي شخص اخر غير فيكس: "لقد ضحى بنفسه ليحميكِ. الشرنقة ستحافظ على حياته، لكن تحتاج وقتًا للتعافي."
"كم من الوقت؟!" صرخت، محاولة كبح شعورها بالعجز.
"غير معروف. يعتمد الأمر على حالته الجسدية والطاقة السحرية المتبقية لديه."
---
ذكريات مؤلمة
جلست جينكس بجانب الشرنقة، رأسها مستند إلى ركبتها، تتأمل جسد فيكس داخلها. بدأت ذكريات الماضي تتسلل إليها، مثل أشباح لم تغادرها أبدًا.
تذكرت كيف تركتها ڤاي، وكيف كان سيلكو يعيد بناءها من الصفر. لكن فيكس... كان مختلفًا. لم يحاول إعادة بناءها أو تغييرها، بل كان يرى فيها شيئًا لم تره في نفسها أبدًا: القوة والأمل.
"أنتَ أحمق..." تمتمت وهي تنظر إليه. "كيف تجرؤ على فعل هذا بي؟ أن تجعلني أصدق أنني لست وحيدة."
---
النقطة الفاصلة
بينما كانت تتحدث إلى نفسها، سمعت خطوات تقترب. رفعت رأسها ورأت ڤاي وكايتلين يقفان عند مدخل المخبأ.
"ما الذي حدث هنا؟" سألت ڤاي وهي تنظر إلى الشرنقة.
"إنه خطؤكم." ردت جينكس بنبرة حادة. "لو لم تأتوا إلينا، لما حدث كل هذا."
"نحن لم نكن نعلم." قالت كايتلين بهدوء.
"بالطبع لم تعلموا!" صرخت جينكس، وقفت وأشارت إليهما بغضب. "أنتم دائمًا تفعلون ما تريدون دون التفكير في العواقب!"
---
قرار جديد
بعد لحظة من الصمت، نظرت جينكس مجددًا إلى الشرنقة. شعرت بشيء مختلف. شعرت بالمسؤولية.
"لن أسمح لأي شخص أن يؤذيه مجددًا." قالت بصوت قوي، وهي تمسك بسلاحها بإحكام.
"جينكس..." حاولت ڤاي التحدث، لكن جينكس قطعتها: "لا تقتربوا. لدي ما يكفي من الندوب بسببكم. سأحميه... بأي ثمن."
---
جلست جينكس بجانب الشرنقة مرة أخرى، تتحدث إلى فيكس كما لو كان يسمعها. "أعلم أنك أحمق، وأعلم أنك تكره سماع هذا... لكنك مهم جدًا بالنسبة لي. لذا أرجوك، لا تموت."