التوتر قبل العاصفة
كانت جينكس تقف وسط مخبأها، عيناها تتقلبان بين كل شيء أمامها. أفكارها تتصاعد بسرعة، والأصوات داخل رأسها كانت أعلى من أي وقت مضى. كل شيء بدا وكأنه يتداعى.
ڤاي كانت تحاول تهدئتها، تقف بالقرب منها، بينما كان سيلكو يجلس على كرسيه بوجه مشدود.
"أنتِ تحتاجين إلى التهدئة، جينكس." قال سيلكو بصوت هادئ لكنه قاطع.
"تهدئة؟! كيف لي أن أهدأ؟!" صرخت جينكس، رافعة صوتها. "كل ما أحببته رحل أو دُمر، والآن تريدني أن أهدأ؟!"
النقطة الحرجة
أمسكت جينكس بسلاحها الضخم، بازوكا القرش، وعيناها تمتلئان بالدموع والغضب. كانت تدور بين سيلكو وڤاي، غير قادرة على اتخاذ قرار.
"لقد خذلتموني جميعًا!" صرخت بصوت مختنق. "أنتِ تركتني يا ڤاي... وأنتَ، سيلكو، كذبت عليّ طوال الوقت!"
"جينكس، لا تفعلي ذلك!" صاحت ڤاي، لكنها لم تستطع الاقتراب.
سيلكو حاول التحدث، لكن الكلمة الأخيرة لم تكن له. أطلقت جينكس النار دون قصد، والرصاصة استقرت في جسد سيلكو.
لحظة الانهيار
صوت سيلكو وهو يتنفس بصعوبة كان آخر شيء توقعت أن تسمعه. نظرت إلى يديها المرتجفتين، ثم إلى الجرح الذي أصاب الرجل الذي اعتبرته والدها.
"لا... لا! لم أقصد ذلك!" صرخت وهي تقترب منه، دموعها تنهمر بغزارة.
سيلكو، الذي بالكاد يستطيع الحديث، أمسك بيدها وقال بصوت ضعيف: "أنتِ... كنتِ دائمًا ابنتي." ثم استسلم لأنفاسه الأخيرة.
تدمير المجلس
بعد لحظة من الصمت الثقيل، التفتت جينكس نحو نافذة تطل على المدينة. الأفكار في رأسها كانت تتصاعد، والدموع لم تتوقف.
"إذا لم أكن جيدة بما يكفي للجميع، فسأجعلهم يشعرون بما أشعر به."
وجهت بازوكا القرش نحو المدينة، نحو مجلس المستشارين في بيلتوڤر. بابتسامة مختلطة بالدموع، أطلقت القذيفة، مدمرة المبنى بأكمله في لحظة واحدة من الفوضى النقية.
منظورها الخاص
بينما كانت النيران تشتعل والدمار يعم المكان، جلست جينكس على الأرض، تلتقط أنفاسها بصعوبة.
"كيف وصلتُ إلى هنا؟ كيف انتهى بي الأمر بهذا الشكل؟"
تذكرت وجه فيكس عندما كان يحاول دائمًا تهدئتها. شعرت بالحزن العميق لأنها أدركت أن تأثيره عليها كان أكبر من تأثير ڤاي أو سيلكو.
"كيف يمكن لشخص قابلته منذ شهرين فقط أن يصبح كل شيء بالنسبة لي؟" فكرت."كيف
استطاع أن يفعل ما لم يستطع أحد فعله؟"
.......
الزيارة إلى الشرنقة
كانت جينكس تشعر بوحدة لم تختبرها من قبل، فغياب فيكس ترك فراغًا كبيرًا في حياتها. لذلك قررت اصطحاب إيشا الصغيرة إلى المخبأ حيث يرقد فيكس داخل الشرنقة الحمراء.
دخلت جينكس الغرفة المظلمة ببطء، بينما تبعتها إيشا بحذر. الفتاة الصغيرة لم تكن تتحدث، لكنها كانت تعبر عن كل شيء بعينيها الفضوليتين.
"تعالي هنا." قالت جينكس، مشيرة إلى الشرنقة المتوهجة.
---
رد فعل إيشا
حدقت إيشا في الشرنقة، عيناها تتسعان بدهشة. مدت يدها ببطء ولمست السطح الكريستالي، قبل أن تنظر إلى جينكس كأنها تسأل عن ماهية هذا الشيء.
"هذا هو فيكس." قالت جينكس بصوت منخفض. "هو الشخص الذي أنقذني."
نظرت إيشا إلى الشرنقة مرة أخرى، ثم إلى جينكس، وعلامات الحيرة واضحة على وجهها.
"لا يستطيع الحديث الآن، لكنه هنا... يحارب من أجلي." قالت جينكس وهي تنحني لتجلس بجانب الشرنقة.
---
حوار بصمت
إيشا جلست بجانب جينكس، ونظراتها كانت مليئة بالأسئلة التي لم تستطع التعبير عنها بالكلمات.
"أعرف ما تفكرين فيه." قالت جينكس وهي تنظر إلى إيشا. "أنتِ تتساءلين كيف لشخص مثلي أن يستحق شخصًا مثله، صحيح؟"
أومأت إيشا برأسها، وعيناها تلمعان وكأنها تقول: ربما.
ابتسمت جينكس بخفة وقالت: "الحقيقة أنني لا أستحقه، لكنه لا يهتم بذلك. هو يرى فيّ شيئًا لم أره في نفسي أبدًا. شيء يجعله يقاتل من أجلي."
---
رسالة غير متوقعة
فجأة، مدت إيشا يدها وأشارت إلى جيبها، ثم إلى الشرنقة.
"ماذا؟ هل تريدين أن أضع هذا بجانبه؟" سألت جينكس.
أخرجت إيشا قطعة صغيرة من الخشب المنحوت على شكل قلب، كانت قد صنعتها بنفسها. وضعتها بجانب الشرنقة، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة ونظرت إلى جينكس.
"يا لكِ من فتاة غريبة." قالت جينكس وهي تمسح دمعة صغيرة قبل أن تهرب من عينها.
---
الوعد الكبير
وقفت جينكس ووضعت يدها على رأس إيشا. "لا تقلقي. سيعود قريبًا. وعندما يفعل، سأريه كم نحن أقوياء معًا."
كانت إيشا تحدق في الشرنقة بعاطفة صامتة، لكن عينيها تحدثتا بأكثر مما يمكن للكلمات التعبير عنه.
"لن ندعه يذهب مرة أخرى." تمتمت جينكس، لكنها
شعرت أن الرسالة لم تكن فقط لإيشا، بل كانت أيضًا لنفسها.
......
كانت جينكس جالسة بجانب الشرنقة التي تحتوي على فيكس، تتحدث مع إيشا وكأنها تحاول تفسير كل شيء لها، لكنها في الواقع كانت تعبر عن صراعها الداخلي.
"تعلمين، إيشا... فيكس ليس شخصًا عاديًا." قالت جينكس وهي تنظر إلى الشرنقة. "هو قوي جدًا، ليس فقط في القتال، بل في كل شيء. لديه طريقة يجعلكِ تشعرين أنه يفهمكِ دون أن يتحدث كثيرًا."
---
إيشا ترد بطريقتها
نظرت إيشا إلى جينكس، وعينيها تعكسان سؤالًا واضحًا: يعني عنده كاريزما؟ مثلما تفعلين أنتِ؟
ابتسمت جينكس قليلاً، وفهمت الرسالة دون أن تُقال. "هاه... نعم، ربما. لكن أنا كاريزمتي تأتي من كوني فوضوية، بينما هو... لديه هدوء غريب. هذا التوازن بيننا هو ما يجعل كل شيء مثيرًا."
---
ذكريات الألم
بدأت الأفكار تتسلل إلى ذهن جينكس مجددًا. تذكرت كيف كان الجميع يتركها دائمًا، بدءًا من ڤاي وحتى سيلكو. كانت تتساءل: هل سيكون فيكس مثلهم؟ هل سيذهب هو الآخر؟
لكنها سرعان ما تذكرت كلماته لها عندما قال: "لن أترككِ أبدًا، حتى لو طلبتِ ذلك."
"كيف يمكن لشخص أن يقول شيئًا كهذا ويعنيه؟" همست، وكأنها تسأل نفسها.
---
التحدث عن القتال
نظرت جينكس إلى إيشا مجددًا وقالت بابتسامة مشاكسة: "أتعلمين، فيكس ليس فقط جيدًا بالكلام، بل أيضًا رائع في القتال. لقد رأيته يهزم أشخاصًا أكبر منه بكثير. عندما يقاتل، يكون مثل قوة لا يمكن إيقافها."
إيشا ابتسمت بدورها، عينيها تقولان: مثلما تفعلين أنتِ عندما تقاتلين.
ضحكت جينكس قليلاً وقالت: "أوه، لا تقارنيه بي. هو لديه أسلوب خاص. أنا فقط أفعل الأشياء بطريقتي الجنونية."
---
لحظة صدق
بعد لحظة من الصمت، وضعت جينكس يدها على رأس إيشا وقالت بهدوء: "لكن... لا يمكنني تحمل فكرة فقدانه. هل تعرفين ماذا يعني أن تشعري بأنكِ وجدتِ الشخص الذي يكملكِ، ثم تخافي أن تخسريه؟"
أومأت إيشا برأسها، ونظرة تفهم واضحة على وجهها الصغير.
"هذا هو فيكس بالنسبة لي. هو أكثر من مجرد شخص. هو أمني،
وقوتي، وحتى عندما يكون ضعيفًا... هو كل شيء."
.......
بينما كانت جينكس تتحدث إلى إيشا عن فيكس، كان صوتها يحمل مزيجًا غريبًا من الحيرة والإعجاب. كلماتها كانت تنساب بلا تفكير، وكأنها تحاول إقناع نفسها قبل أن تقنع إيشا.
"لا أعرف... هو ليس فقط رائعًا في القتال، أو كيف يهدئني عندما أكون على وشك الانفجار. إنه مختلف... شيء فيه يجعلني أشعر بأني..." توقفت للحظة، عيناها تبحثان عن الكلمات المناسبة.
إيشا، التي كانت تحدق فيها بعينيها الكبيرة المتسائلة، لم تنطق بكلمة، لكنها أمالت رأسها قليلاً وكأنها تقول: كملي، ماذا تشعرين؟
---
بين الحب والتقدير
"هل هذا حب؟" تمتمت جينكس وهي تنظر إلى الشرنقة. "أنا لست متأكدة. لم أشعر بهذا من قبل. ربما هذا مجرد شعور بالامتنان لأنه لا يتركني أبدًا، أو ربما..."
كانت الكلمات عالقة في حلقها.
"لم أكن أعرف أن أحدًا يمكنه أن يفعل ما فعله من أجلي. لا أحد وقف بجانبي كما فعل. حتى ڤاي، أختي... كانت هناك، لكنها رحلت. لكن هو... إنه دائمًا هنا. حتى عندما طلبت منه أن يرحل، لم يتركني."
---
لحظة حيرة
إيشا أمالت رأسها مرة أخرى، هذه المرة وعيناها تحملان تساؤلاً أعمق. أشارت إلى قلبها، ثم إلى الشرنقة، وكأنها تقول: هل تشعرين به هنا؟
ابتسمت جينكس ابتسامة صغيرة وقالت: "ربما... ربما أنتِ على حق. لكن هذا مربك جدًا. لماذا يجب أن يكون كل شيء معقدًا؟"
ثم وقفت فجأة، وضربت رأسها بخفة وقالت: "أوه، لماذا أفكر بهذا؟! هذه المشاعر ليست لي. أنا جينكس. أنا لا أحتاج إلى أحد... صحيح؟"
لكن عندما نظرت مرة أخرى إلى الشرنقة، شعرت بثقل الكلمات التي قالتها.
---
مشاعر غامضة
جلست جينكس بجانب الشرنقة مجددًا، وضعت يدها على السطح الكريستالي وقالت بصوت خافت: "إذا كنت هنا الآن... كنت ستقول لي أن أتوقف عن التفكير وأفعل ما أريده فقط، أليس كذلك؟"
أخذت نفسًا عميقًا وقالت لنفسها: "لا أعرف إذا كان هذا حبًا، أو مجرد شعور غريب. لكنه ب
التأكيد يجعلك مهمًا جدًا بالنسبة لي."