استيقظت ڤاي تدريجياً، رأسها يؤلمها بشدة من الضربة الأخيرة في الحلبة. جلست ببطء، محاولة فهم ما حدث. عندما رفعت نظرها، وجدت نفسها في غرفة شبه مظلمة، والإضاءة الخافتة تكشف عن فيكس، الذي كان يجلس بجوارها بهدوء.

"أين أنا؟ ماذا حدث؟" قالت بصوت متعب، وهي تلمس رأسها.

فيكس، الذي بدا هادئًا ولكن واثقًا، أجاب: "أنتِ في مكان آمن. لقد كنتِ في حالة سكر في ساحة القتال، وكان عليّ أن أوقفكِ قبل أن تدمري نفسكِ."

نظرت إليه بحدة، محاولة أن تستعيد ذكرياتها. "لقد هزمتني؟"

ابتسم فيكس ببرود وأومأ. "نعم، فعلت. وكنتِ مذهلة، رغم حالتكِ."

هذا أشعل شرارة الغضب داخل ڤاي. نهضت بسرعة واندفعت نحوه بلكمة سريعة، لكنها تفاجأت عندما تفاداها بسهولة، وأمسك بمعصمها وأدارها بخفة ليكتفها.

"أهدي يا ريد ڤيلڤيت!" قال بابتسامة ساخرة. وقبل أن تستوعب الموقف، قبلها على خدها حيث وُشم الحرف "VI".

تجمدت ڤاي للحظة، مشاعر متناقضة بين الحرج والغضب، قبل أن تسأله: "ماذا تريد مني؟ لماذا أتيت إلى هناك؟"

---

الكشف عن الحقيقة

جلس فيكس على الكرسي المجاور وقال بهدوء: "ڤاي، لم آتِ لإزعاجك. جئت لأخبركِ بشيء قد يكون صعبًا عليكِ تصديقه."

نظرت إليه بريبة. "ما الذي تتحدث عنه؟"

"ڤاندر... والدك. إنه على قيد الحياة."

اتسعت عيناها، وصدمتها الحقيقة التي رُميت في وجهها. "هذا مستحيل! لقد مات! رأيت جثته بنفسي!"

فيكس، الذي بدا جادًا جدًا، أضاف: "ليس كما تعتقدين. لقد تغير، ولكن هو موجود. وأنا أعلم مكانه."

---

التوتر مع جينكس

قبل أن ترد ڤاي، أوقفها فيكس وأردف قائلاً: "ولكن هناك شيء آخر. إذا أردتِ رؤية ڤاندر، ستحتاجين لمواجهة جينكس أولاً. لأنها ستكون هناك."

تجمدت ڤاي، وذكريات ماضيها مع جينكس بدأت تطفو على السطح. "لا أريد رؤيتها الآن. لقد دمرت كل شيء."

"وهل تعتقدين أنها لم تُدمَّر أيضًا؟" رد فيكس بحدة. "لقد مرت بالكثير، تمامًا مثلكِ. وهذه فرصة لتصحيح الأمور، ليس فقط معها، بل مع نفسكِ أيضًا."

---

المواجهة المؤجلة

أخذت ڤاي نفسًا عميقًا، ولم تكن مستعدة بعد لمواجهة أختها، ولكن فكرة رؤية والدها مرة أخرى كانت كافية لجعلها تفكر بجدية.

"حسنًا، سأذهب معك." قالت أخيرًا، ولكن عينيها كانت تملأهما الشكوك.

ابتسم فيكس، ووقف قائلاً: "جيد. استعدي، لأن هذه الرحلة لن تكون سهلة."

......

وسط أضواء النباتات الساطعة، كانت جينكس تنتظر عند المنجم مع إيشا بجانبها، المكان الذي ينبض بالحياة كلما ازداد الضجيج. صمت مشحون كان يلف المكان، عيون جينكس اللامعة تعكس مزيجًا من التوتر والترقب.

عندما اقترب فيكس وڤاي من المكان، رفعت جينكس يدها لتوقفهم. "أخيرًا وصلتم. لدي شيء لأريكم إياه."

---

الاكتشاف المؤلم

قادتهما جينكس إلى غرفة صغيرة داخل المنجم. كانت الغرفة تحتوي على بعض الأغراض الشخصية، وفي وسطها رسالة مكتوبة بخط يد فاندر. جينكس قرأت الرسالة بصوت عالٍ، وعيناها ترتعشان بينما تقول:

"إلى سيلكو... آسف لكل شيء. لو عاد بي الزمن، كنت سأختار طريقًا آخر. ولكنك كنت وستظل دائمًا أخي."

كانت جينكس تقف جامدة، تحمل الرسالة بيد مرتجفة. "لو فقط سيلكو قرأ هذه الرسالة... ربما لم يكن ليحدث كل هذا."

ڤاي التي كانت تقف بجانبها، نظرت إلى الأرض، مشاعر متضاربة تسكنها. "لم يكن الأمر بهذه البساطة، جينكس. سيلكو... صنع قراراته الخاصة."

---

القلق على إيشا

فيكس كان يقف بعيدًا قليلاً، يراقب كل شيء بحذر. فجأة، لاحظ أن أنف إيشا ينزف قليلاً بسبب الوقعة التي تعرضت لها أثناء دخولهم. ركع بجانبها بسرعة، يمسح الدم بقطعة قماش.

"إيشا، هل أنتِ بخير؟" سألها بقلق.

إيشا أومأت برأسها، لكنها بدت متعبة. جينكس اقتربت منهما، وقالت بقلق غير معهود: "هل ستصبح بخير؟"

"ستكون بخير، لكنها تحتاج إلى الراحة." قال فيكس وهو يحمل إيشا برفق.

---

وصول الخطر

بينما كانوا يستعدون للمغادرة، سمعوا صوتًا غريبًا في الخلفية. رائحة الدم جذبت كيانًا كان يترصدهم. ظهر واروويك فجأة، مظهره الوحشي جعل الجميع يتجمد في أماكنهم.

"فاندر؟" تمتمت ڤاي، عينيها تتسعان بدهشة وصدمة.

لكن واروويك لم يتعرف عليهم. انقض عليهم بشراسة، رافعًا مخالبه الضخمة.

---

المواجهة والعناق المؤثر

ڤاي تقدمت بسرعة، متصدية له. "أبي! إنه أنا، ڤاي! أرجوك توقف!"

لكن واروويك لم يستجب، وبدأت المعركة بينهما. استخدمت جينكس أسلحتها لإبعاد الخطر عنهما، بينما حاول فيكس حماية إيشا بكل ما أوتي من قوة.

بعد قتال طويل، استطاعت ڤاي أخيرًا الإمساك به، وعانقته بقوة. "توقف! نحن هنا معك، أرجوك!"

جينكس انضمت إلى العناق، دموعها تنهمر بحرقة. إيشا، رغم ضعفها، اقتربت أيضًا واحتضنته.

فيكس وقف بعيدًا، مراقبًا المشهد. لم يشعر بأنه ينتمي إلى هذا العناق العائلي، لكنه كان سعيدًا لأنه استطاع أن يجمعهم معًا مرة أخرى.

.....

الحوار في المخبأ

جلست جينكس بجانب فاندر، الذي كان بالكاد قادرًا على السيطرة على آلامه. مظهره الوحشي ما زال موجودًا، ولكن ملامح وجهه عكست جزءًا من الإنسان الذي كان عليه.

جينكس: "سمعت عن شخص يُدعى ڤيكتور في الزون، يقولون إنه يستطيع شفاء الأشخاص باستخدام التقنيات الحديثة."

ڤاي: "هذا قد يكون حلًا. نحن بحاجة إلى أي شيء الآن."

لكن فيكس تدخل بسرعة قبل أن يتخذوا أي خطوة: "لا، لن نذهب إليه."

نظرت إليه جينكس بدهشة: "لماذا؟ قد يكون هذا هو الحل الوحيد."

فيكس، بجدية: "أنا أعرف ما سيحدث إذا ذهبتم إليه. ثقوا بي. أنا سأعالجه."

---

لحظة العلاج

وقف الجميع حول فاندر بينما بدأ فيكس يركز طاقته. رفع يديه المشعتين بالضوء الأحمر، وبدأ في إرسال طاقة السحر مباشرة إلى جسد فاندر.

كان الضوء الأحمر ينساب عبر عروق فاندر، وكأن شيئًا داخله كان يحاول مقاومة السحر. وجه فاندر تقلص من الألم، وصوته الوحشي كان يتحول تدريجيًا إلى أنين بشري.

فيكس، الذي كان متوتراً، دفع كل طاقته إلى العلاج. شُعر بالغرفة تمتلئ بطاقة غامرة، وكان الجميع يشعرون بالضغط النفسي والبدني.

---

الإغماء

عندما انتهى فيكس، سقط على الأرض مغشيًا عليه. جينكس ركضت نحوه، وهزته بخوف: "فيكس! استيقظ!"

إيشا كانت تقف بجانبه، عيناها مليئتان بالدموع، بينما كانت ڤاي تراقب الموقف بصمت وقلق.

بعد دقيقة طويلة، بدأ فيكس يستعيد وعيه. فتح عينيه ببطء، ورأى وجه جينكس المليء بالدموع.

فيكس، بابتسامة ضعيفة: "أنا بخير، لا تقلقي. فقط استنفذت طاقتي قليلاً."

---

تحول فاندر

بدأ فاندر يتحرك ببطء. مظهره الوحشي بدأ يختفي، وملامحه البشرية عادت تدريجياً. نهض ببطء ونظر إلى يديه التي عادت إلى حالتها الطبيعية.

"ماذا... ماذا حدث لي؟" سأل بصوت خافت.

فيكس، الذي جلس بجانبه، قال: "لقد قمت بعلاجك، لكن ليس بالكامل. ما زالت لديك القدرة على التحول إلى شكلك الوحشي. لكن التحكم بذلك سيكون مصحوبًا بآلام رهيبة."

---

ردود الفعل

جينكس اقتربت من فاندر، ودموعها تنهمر: "أبي... لقد عدت."

ڤاي انضمت إليها، واحتضنت والدها بقوة. كانت اللحظة مليئة بالمشاعر، بين الحزن والفرح، بين الفقدان والاستعادة.

فيكس، الذي كان يراقب ا

لمشهد من بعيد، شعر بالارتياح لأنه استطاع منحهم هذه اللحظة.

.....

بعد عودة الجميع إلى المخبأ واستقرار الوضع نسبيًا، طلب فاندر التحدث مع فيكس على انفراد. جلس الاثنان في زاوية بعيدة عن الآخرين، حيث كانت الأجواء مشحونة بالمشاعر والفضول.

فاندر يفتح الحوار

فاندر، بنبرة هادئة لكنها مشوبة بالامتنان: "أنتَ أنقذتني، يا فيكس. لكن لدي شعور بأنك تعرف أكثر مما تظهر. لماذا كنت متأكدًا أنك تستطيع علاجي؟ وكيف كنت تعرف الكثير عني وعن الآخرين هنا؟"

رد فيكس بتردد

فيكس، وهو يحاول اختيار كلماته بعناية: "لن أكذب عليك يا فاندر. هناك أشياء لا أستطيع أن أشرحها بالكامل. لكن لنقل إنني... مطلع على بعض الأمور بطريقة لا يمكنك تخيلها."

فاندر، مستفسرًا: "هل هذا له علاقة بتلك القوى التي تستخدمها؟ تلك الهالة الحمراء؟"

فيكس أومأ برأسه وقال: "جزء منها، نعم. لكن ما أريدك أن تعرفه هو أنني لم أفعل ذلك فقط لأنني أستطيع. بل لأنني أردت أن أعطي جينكس وڤاي فرصة لرؤية والدهم مرة أخرى. لقد مرّوا بالكثير."

فاندر يتحدث عن بناته

تنهد فاندر، ونظر إلى يديه التي عادت إلى حالتها البشرية. "جينكس... ڤاي... هما أغلى ما أملك. كنت أعلم أنني سأخسر كل شيء يومًا ما، لكن لم أكن أريد أن أتحول إلى هذا الوحش."

فيكس، مقاطعًا: "أنت لست وحشًا، فاندر. ما حدث لك كان خارج إرادتك. لكنك الآن لديك فرصة ثانية، ولا يجب أن تضيعها."

حديث عن المسؤولية والمستقبل

فاندر، بنبرة جدية: "أنتَ تعرف أكثر مما تقول يا فيكس، وأرى أنك تحمل عبئًا كبيرًا. لكن دعني أحذرك، إذا كنتَ تريد أن تحميهم، يجب أن تكون مستعدًا للقرارات الصعبة. أنا أعلم أن الحرب قادمة، وهي لن ترحم أحدًا."

فيكس، وهو ينظر إلى فاندر مباشرة: "أعلم ذلك. ولهذا السبب سأفعل كل ما يلزم لحمايتهم، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بنفسي."

ختام الحديث

ابتسم فاندر بابتسامة خفيفة، ووضع يده على كتف فيكس: "إذاً نحن متفقان. أنتَ الآن جزء من هذه العائلة، سواء أردت ذلك أم لا. ولا تنسَ، العائلة لا تتخلى عن بعضها."

فيكس، بابتسامة خافتة: "سأفعل كل ما بوسعي، يا فاندر."

ترك فاندر فيكس ليعود إلى الآخرين، تاركًا فيكس في حالة من التفكير العميق حول المسؤولية التي أخذها على عاتقه، وكيف يمكن أن يكون المستقبل مليئًا بالتحديات، لكنه لن يسمح لنفسه بالفشل.

في تلك اللحظة، وقف فيكس وحده، ينظر إلى المجموعة من بعيد، وهو يهمس لنفسه: "العائلة... ربما هذا ما كنت أبحث عنه طوال الوقت."

......

داخل غرفة جانبية في المخبأ، جلس فيكس وفاندر على طاولة خشبية صغيرة. كان الجو هادئًا، فقط صوت القطرات المتساقطة من الأنابيب القديمة يملأ المكان. بدت على فاندر علامات الفضول، بينما بدا فيكس مترددًا، كما لو كان يحاول قول شيء لكنه لا يعرف كيف يبدأ.

فيكس يفتح الموضوع بحذر

فيكس، بعد تنهيدة طويلة: "فاندر، أريد أن أخبرك بشيء، لكنك قد تجده غريبًا."

فاندر يرفع حاجبه ويبتسم: "غريب؟ هذا شيء جديد. أنت مليء بالمفاجآت، يا فيكس. ماذا تريد أن تقول؟"

فيكس، بتوتر واضح: "حسنًا... أنا... أحب جينكس."

توقف فاندر عن التنفس لثانية، قبل أن يرد بحيرة: "تُحب... ماذا؟ تقصد باودر؟"

فيكس، وهو يضرب جبهته بخفة: "نعم، نعم، أقصد باودر! أعني جينكس! حسناً، أتعلم... الاثنتين؟ لا أعرف كيف أشرح."

رد فعل فاندر الكوميدي

فاندر ينفجر ضاحكًا بشكل مفاجئ، ويمسك بطنه: "يا إلهي، كنت أعلم أن جينكس تسبب الفوضى، لكن لم أتوقع أن توقعك أنت في حبها! تقصدين باودر الصغيرة؟ تلك التي كانت تضع قنابل في كل مكان؟!"

فيكس، بخجل ويدافع عن نفسه: "هي ليست نفس الشخص الآن! لقد كبرت... وصحيح أنها ما زالت تفعل ذلك، لكن بطريقة... لطيفة؟!"

فاندر، وهو يكتم ضحكته بصعوبة: "لطيفة؟! يا رجل، هذه الفتاة حرفياً دمرت نصف زون الأسبوع الماضي!"

تحول النقاش إلى جدية

تنهد فيكس وقال: "أنا جاد، فاندر. لم أخبرها بعد، وأريد أن يكون هذا سرًا. لا أريدها أن تشعر بالضغط، خاصة الآن."

فاندر، بعدما أخذ الموضوع بجدية أخيرًا: "أفهم. لكن إن كنت جادًا بشأنها، فأنت تعلم أنها ليست فتاة سهلة. جينكس ليست مجرد شخص، إنها عاصفة. إذا قررت أن تكون معها، فاستعد لكل شيء."

فيكس، بابتسامة واثقة: "أنا مستعد. أعلم أنها فوضوية وصعبة، لكنها بالنسبة لي... الأمل. وسأفعل أي شيء لأكون بجانبها."

نهاية الحوار بتوتر كوميدي

وقف فاندر وربت على كتف فيكس، ثم قال بابتسامة ساخرة: "حسنًا، يا روميو، سأحتفظ بسرّك. لكن فقط تذكر، إذا جرّبت أي شيء غبي مع باودر... أعني، جينكس... ستتعامل معي."

فيكس، بابتسامة خفيفة: "أُقدّر ذلك، يا فاندر. لكن، أليس من المفترض أن أكون الشخص الذي يحميها؟"

فاندر، بضحكة مكتومة: "أنت تحميها؟ أنا فقط أقول إنني سأقف على الهامش وأراقب المسرحية."

غادر فاندر الغرفة وهو يهز رأسه، تاركًا فيكس جالسًا في مكانه، يفكر فيما ينتظره، وفي اللحظة المناسبة التي سيخبر فيها جينكس بحقيقة مشاعره.

2024/11/30 · 31 مشاهدة · 1719 كلمة
Brawleyad
نادي الروايات - 2025