استيقظ فيكس في صباح اليوم التالي وقد بدأ جسده يتكيف قليلًا مع الإرهاق المستمر. ورغم ذلك، فإن الألم الذي يرافقه كل يوم بات جزءًا من حياته اليومية. جلس على حافة السرير، يُحدق في يديه وكأنهما لغز لا يمكنه حله.
"النظام، لماذا أشعر أن هذه القوة ليست لي؟ كلما استخدمتها، كأنها تحاول التهام روحي."
رد النظام بنبرة خالية من العاطفة:
"لأنها كذلك. السحر الكامن هو أحد أخطر أنواع السحر في رونتيرا. إنه ليس قوة طبيعية للبشر. إذا لم تتحكم به، ستدفع الثمن غاليًا."
"رائع. المزيد من الأخبار السعيدة." قال فيكس وهو ينهض بتثاقل. "أخبرني، ماذا عن كيرا؟ لماذا لا أستطيع فهم دوافعها؟"
"لأنها تلعب لعبة معقدة، وأنت قطعة صغيرة في خطتها. لا تثق بها تمامًا."
---
لقاء جديد مع كيرا
في منتصف اليوم، دخلت كيرا إلى مخبأ فيكس دون أي تحذير. حملت في يدها جهازًا صغيرًا يشبه الخريطة الرقمية. ألقت نظرة على المكان بعينيها الحادتين، وقالت:
"مكانك بائس، لكنك تملك عزيمة. هذا ما يهم."
"كيف دخلتِ؟ ألا تسمعين عن الطرق على الأبواب؟" قال فيكس وهو يرفع حاجبه.
"أنت بحاجة إلى حماية أفضل. إذا كنت أستطيع الدخول بسهولة، فسيكون أعداؤك قادرين على ذلك أيضًا."
"هل أتيتِ لتقدمي نصائح أمنية، أم أن لديك خطة أخرى لتدميري اليوم؟"
ابتسمت كيرا وقالت:
"لدي مهمة لك. هذه المرة، ستكون أصعب من كل ما قمت به حتى الآن."
ألقت بالجهاز على الطاولة. ظهرت عليه خريطة ثلاثية الأبعاد لمنطقة عميقة في الزون مليئة بالأنفاق المعقدة.
"ما هذا؟" سأل فيكس وهو يقترب.
"هذه خريطة لأحد مخابئ مصنع الـ"هيكستيك". المصنع يقع تحت الأرض، وهو محمي بنظام أمني معقد. هناك شيء أحتاجه من هناك، وأنت الشخص الوحيد الذي يمكنه الحصول عليه."
"انتظري، تريدين مني اقتحام مصنع هيكستيك؟ هل جننتِ؟"
"لست وحدك. سأكون معك. لكن عليك أن تثبت أنك تستطيع مواجهة التحديات الأكبر."
شعر فيكس بالتوتر، لكنه قرر قبول المهمة. كان يعلم أن هذه فرصته لتطوير قدراته، حتى لو كانت خطيرة.
---
الطريق إلى المصنع
أثناء الطريق إلى المصنع، حاول فيكس استغلال الوقت لفهم كيرا بشكل أفضل.
"إذن، لماذا تساعدينني حقًا؟ ما الذي تستفيدينه من كل هذا؟"
توقفت كيرا للحظة، ثم قالت بهدوء:
"لأنني أحتاج إلى شخص يمكنني الاعتماد عليه. شخص ليس مرتبطًا بأي جهة في الزون. أنت مثالي لهذا الدور."
"دور؟ يبدو أنكِ تخططين لشيء كبير."
"الزون مكان لا يرحم، يا فيكس. إذا لم تملك القوة، ستُدهس. وإذا كنت تملكها، عليك أن تعرف كيف تستخدمها. كل شيء هنا لعبة كبيرة، ومن لا يفهم قواعدها يُمحى."
---
التسلل إلى المصنع
عند وصولهما إلى المصنع، لاحظ فيكس أن الأجواء كانت مشحونة بالتوتر. المصنع كان محميًا برجال مسلحين وآليات حراسة متطورة.
"حسنًا، كيف سنفعل هذا؟ هل لديك خطة؟" سأل فيكس.
"نعم. سأخلق تشتيتًا، وأنت تتسلل عبر الأنفاق الجانبية. بمجرد دخولك، استخدم سحرك لتجاوز الحواجز الأمنية."
"تشتيت؟ ماذا ستفعلين؟"
"لا تقلق. فقط كن مستعدًا."
خرجت كيرا من الظل وتقدمت نحو الحراس بثقة. فجأة، أطلقت قنابل دخانية صغيرة من حقيبتها، مما أربك الجميع. استغلت الفوضى لتقضي على اثنين من الحراس بسرعة مدهشة.
"هيا، تحرك الآن!" صرخت باتجاه فيكس.
اندفع فيكس نحو المدخل الجانبي. شعر قلبه ينبض بسرعة وهو يحاول تجاوز الأنفاق المظلمة. كان يعلم أن أي خطأ هنا قد يكون قاتلًا.
---
المواجهة في الداخل
داخل المصنع، واجه فيكس أول عقبة: حاجز ليزري كان يمنع التقدم.
"النظام، ماذا أفعل؟"
"استخدم سحرك. ركز على تعطيل مصدر الطاقة للحاجز."
أغمض فيكس عينيه، محاولًا التركيز. شعر بالطاقة تتدفق في يديه، ووجهها نحو الجهاز الذي يغذي الحاجز. بعد بضع ثوانٍ، نجح في تعطيله.
"حسنًا، هذا لم يكن سيئًا." قال بفخر.
لكن لم يمضِ وقت طويل حتى سمع صوت خطوات ثقيلة تقترب منه. استدار ليجد آلية حراسة عملاقة تسد الطريق أمامه.
"النظام، أي اقتراحات؟"
"اهرب."
"ماذا؟ هذا ليس مفيدًا!"
---
اختبار جديد للقوة
لم يكن أمام فيكس خيار سوى مواجهة الآلية. ركز كل طاقته وحاول استدعاء أقوى دفعة من السحر الكامن. انفجرت الطاقة من يديه، ودفعت الآلية للخلف، لكنها لم تدمرها بالكامل.
"النظام، أحتاج إلى المزيد من القوة!"
"لا يمكنك استخدام أكثر مما تستطيع تحمله. إذا تجاوزت حدودك، ستدمر نفسك."
رغم تحذير النظام، قرر فيكس المخاطرة. جمع طاقته مرة أخرى وأطلقها دفعة واحدة. الانفجار كان قويًا لدرجة أنه دمر الآلية، لكنه تركه يسقط على ركبتيه، يشعر وكأن روحه تُنتزع من جسده.
"فيكس، هل تسمعني؟" كانت كيرا قد وصلت إليه بعد إنهاء بقية الحراس.
"أنا بخير... بالكاد." قال بصعوبة.
---
الاكتشاف الغامض
داخل المصنع، وجدت كيرا ما كانت تبحث عنه: جهاز صغير ينبعث منه وهج أزرق غريب.
"ما هذا الشيء؟" سأل فيكس.
"شيء يمكنه تغيير كل شيء." قالت كيرا وهي تنظر إليه بعينين تملؤهما الغموض.
"أوه، رائع. شيء غامض آخر لا أفهمه
."
ابتسمت كيرا وقالت:
"لا تقلق، يا فيكس. قريبًا، ستعرف كل شيء."
لكن في داخله، لم يكن فيكس متأكدًا مما إذا كان يريد أن يعرف.