كانت السماء تمطر رمادًا أسودًا، كأنها تبكي على ما آلت إليه المدينة المركزية الغربية. أرتوريا، الملك البالغة من العمر 20 عامًا، وقفت على تل مرتفع تُشرف منه على ساحة المعارك درعها الاحمر اللامع كان مغطى ببقع من الدماء والوحل، لكن عينيها الخضراوتين كانتا تشعان بإصرار لا يتزعزع. خلفها، اصطف النبلاء وقادة الجيش، كلهم ينتظرون أوامرها بترقب. الهواء كان مشحونًا بالتوتر، وصراخ الجوبلن البعيد كان يملأ الأجواء كأنذارٍ باقتراب الكارثة.

"لقد وصلنا إلى هذه النقطة، ولن نتراجع"، قالت أرتوريا بصوت عالٍ وواضح، يتجاوز ضجيج الرياح. "هذه الأرض هي أرضنا، وهذا الشعب هو شعبنا. لن نسمح لهذه الوحوش أن تسلب منا كرامتنا وحريتنا!"

بدأت الخطة بالتحرك السريع نحو القرى المحيطة بالمدينة المركزية الغربية. كانت القرى قد دُمرت بالكامل، وأصبحت أطلالًا مليئة بجثث البشر والجوبلن. الفرسان، بقيادة أرتوريا، بدأوا بتطهير المنطقة من الجوبلن من المستوى الأول والثاني، الذين كانوا يتكاثرون بسرعة ويشنون هجمات عشوائية. المعارك كانت شرسة، والجوبلن، رغم ضعفهم الفردي، كانوا يهاجمون بأعداد هائلة.

"لا تتراجعوا! حافظوا على التشكيل!" صاحت أرتوريا وهي تقود فرسانها في هجوم مضاد. سيفها، "اكسكاليبر"، كان يلمع بضوء مقدس كلما قطعت رأس جوبلن. الفرسان، مستوحين من شجاعتها، قاتلوا بضراوة، لكن الخسائر كانت كبيرة. بحلول الليل، كانت المنطقة المحيطة بالمدينة قد تم تطهيرها، لكن ثلث الفرسان كانوا قد سقطوا.

مع اقتراب الجيش من المدينة المركزية، أصبحت المقاومة أكثر شراسة. الجوبلن من المستوى الثالث، الذين كانوا نادرين ولكنهم أقوياء، بدأوا بالظهور. هؤلاء الجوبلن كانوا يتمتعون بذكاء يعادل البشر، وكانوا يقودون الهجمات ببراعة تكتيكية. أرتوريا اضطرت إلى تقسيم جيشها إلى فرق صغيرة لمواجهة هذه التهديدات المتعددة.

"النبلاء، قودوا فرقكم بحكمة. لا تدعوهم يحيطون بكم!" صرخت أرتوريا وهي تشق طريقها عبر صفوف الجوبلن. كل خطوة كانت تكلفها دماء، لكنها لم تتردد. بحلول منتصف اليوم التالي، كانت الجيوش الإمبراطورية قد وصلت إلى أسوار المدينة المركزية.

داخل المدينة، كان ينتظرها التحدي الأكبر: أحد قادة الجوبلن الثلاثة من المستوى الرابع. هذا الجوبلن، الذي كان يُعرف باسم "غورثاك"، كان عملاقًا يبلغ طوله ثلاثة أمتار، ودرعه المصنوع من عظام البشر كان يلمع تحت أشعة الشمس الخافتة. عيناه الحمراوتان كانتا تشعان بالكراهية، وسيفه الضخم كان مغطى بدماء الضحايا.

"أرتوريا، ملك البشر الضعفاء"، هزأ غورثاك بصوت أجش. "لن تكوني أكثر من وجبة لذيذة لي!"

أرتوريا لم ترد بكلمات. بدلاً من ذلك، أطلقت صرخة حرب واندفعت نحوه. الاشتباك كان عنيفًا. غورثاك كان قويًا بشكل لا يصدق، وكل ضربة من سيفه كانت تكاد تقتل أرتوريا لو لم تكن سريعة بما يكفي لتجنبها. لكنها كانت ماهرة، واستخدمت سرعتها وخفة حركتها لإيجاد ثغرات في دفاعاته.

بعد دقائق من القتال الشاق، وجدت أرتوريا الفرصة التي كانت تنتظرها. غورثاك أخطأ بضربة قوية، مما ترك جنبه الأيمن مكشوفًا. أرتوريا استغلت هذه اللحظة ودفعت سيفها بقوة نحو عنقه. النصل المقدس اخترق الدرع العظمي، وقطع رأس غورثاك الذي سقط على الأرض مع دويٍّ مدوٍّ.

مع سقوط غورثاك، بدأت معنويات الجوبلن بالانهيار. الفرسان، الذين كانوا يقاتلون بشراسة، استغلوا هذه اللحظة وبدأوا بدفع الجوبلن إلى خارج المدينة. أرتوريا، التي كانت منهكة ولكنها منتشية بالنصر، قادت الهجوم النهائي.

"لن نسمح لهم بالهروب! طاردوهم حتى آخر واحد!" صرخت أرتوريا وهي تقود فرسانها في مطاردة الجوبلن المتبقين. الجوبلن، الذين فقدوا قائدهم، كانوا في حالة فوضى، وبدأوا بالفرار نحو الغابة.

بحلول الغروب، كانت المدينة المركزية الغربية قد تم تحريرها. أرتوريا وقفت على أسوار المدينة، تنظر إلى الغابة حيث اختفى آخر الجوبلن. الهواء كان مليئًا برائحة الدم والدخان، لكن المدينة كانت حرة مرة أخرى.

"لقد انتصرنا اليوم"، قالت أرتوريا بصوت هادئ ولكن حازم. "لكن الحرب لم تنتهِ بعد. يجب أن نكون مستعدين لما هو قادم".

النبلاء والفرسان، الذين كانوا ينظرون إليها باحترام عميق، هتفوا باسمها. "ليحيا الملك أرتوريا! لتحيا الإمبراطورية المقدسة!"

لكن أرتوريا كانت تعلم أن هذا النصر كان مجرد بداية. الجوبلن لن يتوقفوا، و اختبار سموه ليس بهذه السهولة .

صورة احد اتباع ارون الرئيسيين الحرباء .

2025/02/01 · 46 مشاهدة · 593 كلمة
yomiroo
نادي الروايات - 2025