مرت سنة منذ اكتشاف الإمبراطورية المقدسة للمملكة الوحشية ، و قد أصبح الجوبلن قوةً لا يُستهان بها، حيث نظموا صفوفهم وعززوا أساليبهم العسكرية حتى بدوا كهمج منظمين، و قلدوا الحضارة البشرية في بناء مدنهم وتأسيس نظام ملكي .
في تلك الفترة، اندلعت المعركة أولى بين جيش الإمبراطورية وقوات الجوبلن في أحد معاقل المملكة الجديدة. لم تكن أرتوريا مشاركة في هذه المعركة، إذ تركز جهودها لاختراق مستوى "الفارس الفطري"، الذي سيمثل تحولا حاسما في قوتها الشخصية و العسكرية .
انطلقت قوات الإمبراطورية بكل ثقة نحو المعقل، متوقعة نصرًا سريعًا، لكن المفاجأة كانت في انتظارهم. تدخل في ساحة المعركة أربعة جوبلن من المستوى الرابع، متحركين بتنسيق دقيق وتكتيكات مدروسة، ليكملهم ملك الجوبلن من المستوى الخامس، الذي يمتلك قدرات قتالية تضاهي مستوى الفارس الفطري. لم يكن ملك الجوبلن متعطشًا للدماء بشكل أعمى؛ فقد تحدث إلى جيش الإمبراطورية المهزوم بنبرة هادئة وعقلانية، معبّرًا عن رؤية نظامه وترتيبه:
"أعلم أنكم قد خسرتم هذه المعركة، لكننا لا نسعى للدمار العشوائي. لقد أسسنا مملكتنا على النظام الذي قلدناه و اخذناه منكم . إن هزيمتكم اليوم ليست هدفنا بقدر ما هي انذار للردع ، فالقوة ليست مقياسها الوحشية فحسب، بل العقل والحكمة في اتخاذ القرار."
بهذه الكلمات التي حملت تحذيرا بطابع تفاوضي بعيدًا عن التوحش المعتاد في الحروب، زادت رهبة الجيش الإمبراطوري الذي انهار أمام التنظيم المتقن للعدو. فقد تكبدوا خسائر فادحة بسبب التدخل المتزامن لتلك القوات المدربة، مما أضفى على الهزيمة طابعًا تكتيكيًا وأثر نفسيًا عميقًا في معنوياتهم.
بعد انتهاء المعركة، عاد جيش الإمبراطورية إلى معسكراته مثقلاً بالخسائر والدمار، حاملين معهم تفاصيلها لم يكن يتصور أحد أنها ستكون هزيمة مطلقة بهذا الحجم. حينما وصل الخبر إلى العاصمة، اجتمعت دوائر القيادة في مجلس النبلاء لإبلاغ أرتوريا، التي كانت تركز بحزم على الوصول إلى مستوى "الفارس الفطري" .
استمعت أرتوريا إلى التقارير بتأنٍ واهتمام بالغ، إذ لم تكن الهزيمة مجرد خسارة عسكرية، بل كانت درسًا حول مدى ذكاء وتنظيم العدو. كانت شخصية ملك الجوبلن، بتصرفاته العقلانية وكلماته الهادئة، مؤشرًا على أن هذه الحرب ستأخذ منحى جديدًا، يستدعي الاستجابة الجادة والتحضير لمواجهة خصم يفكر بعقلانية ويدير معاركه بمنهجية مدروسة.
بتلك اللحظة، قررت أرتوريا أنها قد ارتكبت اكبر خطأ في الاستخفاف بعدوها و خصوصا ان سموه كان دائما يركز في تعليمها معه ان لا تستخف بالعدو مهما كان ضعفه .
"لقد تعلمت درسًا قاسيًا اليوم . يبدوا ان سموه قد توقع كل هذا لذا فقد جهز الامر على هذا الشكل . العدو لا يكتفي بالعدوان العشوائي، بل يبني قوته بعقلانية وتنظيم. يجب ان أبدأ بتنفيذ خطة شاملة لإعادة هيكلة قواتنا وتطوير أساليبنا القتالية لتكون مواكبة لهذا المتغير الجديد. "
وهكذا، كان لحديث ملك الجوبلن تأثير عميق في أذهان قادة و نبلاء الإمبراطورية .
صورة احد اتباع ارون الرئيسيين الملكة و فرقتها الخاصة .