مر الصباح واشرقت الشمس وبدأ الخدم والخادمات في العمل ، ذهبت الى غرفة الطعام لابدأ بأكل فطوري لقد كنت هزيلا بالفعل لذا كان علي ان اعتني بجسدي في الوقت الحالي جلس معي هاين وبدأنا الاكل.
وفي اثناء ما نحن نفعل ظهر شخص لم اتوقع ظهوره.
" ويليام ، هاين مرحبا "
'هاين؟'
هل يشير الى هاين الذي بالقرب مني؟ ، متى أصبحا مقربين هكذا؟ ، نظرت الى هاين الذي لم يبد ردة فعل سيئة وحيا جاك ايضا.
جلس جاك معنا على المائدة لذا احضر الخادمات بعض من الطعام ايضا له وبدأنا نأكل نحن الثلاثة ومع مرور الوقت بدأ رأسي يفكر بكلام جاك لذا وجهت سؤالي عليه مباشرة.
"جاك ، هل انت وهاين تحدثتما مسبقا؟"
" حسنا…، كان ذلك عندما اختفيت ، في البداية لم نتحدث بطريقة جيدة"
"بطريقة جيدة؟"
نظرت الى هاين وكأنني سأثقبه ثم اكمل جاك حديثه وقال.
" لكن ، احم … رأينا ان هناك امور نتشابه به قليلا لذا بدأنا التحدث مع بعضنا "
لم افهم القصة لكن لا يهم ليس من الضرر أن يتخذ هاين صديقا آخر له.
"اذا لما أنت هنا"
سألت جاك عن ذلك فنظر الي بشكل محرج وقال.
" لم يكن هناك سبب ، لقد مللت من الجلوس في مكتبي فقط."
"اوه"
وبعد ان انتهيت من تناول الإفطار وقفت من على المنضدة وبدأت بالمشي وقبل ذلك قلت لهاين أنه لا بأس أن يبقى ليكمل غذاءه.
***
"اذا لما أنت هنا"
سأل ويليام جاك عن ذلك فنظر اليه بشكل محرج وقال.
" لم يكن هناك سبب ، لقد مللت من الجلوس في مكتبي فقط."
' الأمر فقط … انني تذكرت بعضا من الأمور. '
…
[ قبل تسع سنوات ]
في احد الازقة جلس فتى بعيون زرقاء وشعر اشقر نفاث دون أن يتحرك كان من مظهره يبدو كشخص ثري ، لذا كان من الخطر الجلوس في مثل هذه الاماكن مع ذلك لم يعرف احد سبب جلوسه في مثل هذه الاماكن ، ثم بعدها غطى الظلام على الفتى لينظر الى انه كان لطفل صغير منه له شعر اشقر يصل الى كتفه وعيون زمردية لامعه ووجه طفولي دائري الشكل.
" مرحبا لم تجلس هنا؟ ، هل تريد البعض؟ ، لقد اشتراه والدي للتو ، امم اذا اردت لما لا تلعب معي؟ "
ابتسم الطفل للفتى ومد اليه يده المملوءة بالشوكولاته ، لقد كان متسخا.
" ويليام ، اين انت؟ "
وعندما كان ينظر الى يديه سمع الفتى صوت امرأة تنادي طفلها لذا نظر الى الطفل ثم قال.
" يبدو أن امك تبحث عنك لما لا تذهب إليها؟ "
لم يرد الطفل على كلامه ثم ذهب ينظر الى المرأة التي تبحث عن أحد ما ،فركض نحوها ، شعر الفتى قليلا بعدها من الوحدة عندما ذهب لكن بعدها اختفى تلك الشعور.
'كنت وحيدا منذ البداية'
كان ذلك ما يسمعه داخل عقله.
...
" امي امي ، انه هنا ،لما لا نحضره معنا؟ "
" حسنا حسنا "
لم يتوقع الفتى أن الطفل يعود اليه ،شعر بشيء غريب يدق في صدره لم يفهم تلك الشعور لكنه لم يكن سيئا بالنسبة له ايضا.
" ايها الفتى ، هل تريد ان تأتي معنا؟ ، يمكنني احضار الحلوى ايضا "
تحدثت والدة الطفل الى الفتى فشعر انه ان رفض ذلك فسيندم فأومأ برأسه للذهاب معهما.
وقف الفتى على قدميه ثم بدأوا بالتوجه خارج الزقاق ، بعد ذهابهم ظهر ظل طويل لشخص يقف صامتا دون حراك.
بدأ الفتى بالمشي وراءهما فنظر الطفل الى الوراء ليمسك بيده ويبدأ بالمشي مع بعضهما البعض ، ولم يعلما أن ما كان ينتظرهم ليست سوى المتاعب.
"امم"
" امم ما-ما"
أمسك بعض الرجال على الطفل والفتى واختفيا بين الظلال.
" ويليام ... عليك ان-"
استدارت والدة الطفل لكي لا تجدها ولا تجد الفتى الذي كان معهما.
" لما يجب أن تختفي دائما!! "
.
***
داخل أحد المنازل المهجورة تم إدخال الطفل والفتى في مستودع مليء بالصناديق والأمور القذرة نظر الفتى إلى الطفل الذي كان ينظر الى يديه فنظر الطفل إلى الفتى بعدها وابتسم إليه رغم انهما الان كانا في خطر.
" هيهيهي "
'هل هو يضحك ؟'
تساءل الفتى عن ردة الفعل هذا لقد كان من الطبيعي أن يبكي الطفل لأنه قد تم اختطافه او وضعه في مكان قذر وغريب.
" لا تقلق ان والدي قوي جدا ! "
كان من الطبيعي أن يرى الأطفال آبائهم كقدوة لهم وانهم الابطال لذا لم يكن يريد ان يكون لديه أمل من كلام طفل.
" إذا ما اسمك ؟ ، اسمي هو ويليام "
" امم حسنا اسمي هو جاك. "
دخل عليهم رجل منفوخ العضلات تفوح منه رائحة كريهة وبدا على وجهه الغضب.
" هل يمكنكما ان تصمت قليلا؟ ، فلا اريد ان تخربا مزاجي فبسببكما سأصبح ثريا قريبا. "
بعد ان صرخ عليهما الرجل اقفل الباب بقوة .
" لأنني سأصبح ثريا. "
قلد ويليام كلام الرجل وصوته يوحي بالاستهزاء .
" بفف ، هاها.."
أخرج جاك ضحكة من فمه ولكنه توقف سريعا كي لا يسمعه الرجل ، نظر الى ويليام الذي كان مبتسما ايضا ، كان جاك الآن في صراع داخلي لكي لا يخرج ضحكة اخرى .
*طخ طخ طخ*
صدر صوت مريب من خارج الغرفة التي كانا فيه وكأنها تقطيع لشرائح لحم كبيرة ، بدأ جاك و ويليام يشعران بالخوف ، وبعد فترة قصيرة ظهرت شخصية ذات بنية قوية ولكن لم تكن ضخمة وشعر اسود قصير وعيون سوداء مظلمة يفتح الباب بقوة وهو يحمل سيفه بيده ، شعر جاك بالحذر منه ولكنه انخفض عندما سمع قول ويليام.
" أبيي!! "
" ويليام !! "
وقف ويليام يتجه مسرعا لأبيه الذي انزل سيفه و جلس مفتوحا ذراعيه ليستعد لعناق ابنه ، تعانق الوالد مع ابنه ثم قال ويليام.
" ابي رائحتك كريهة "
" يا لك من شقي صغير "
" هيهي "
" دعنا نغتسل ثم نذهب لأكل طعام امك الشهي. "
" اجلل! "
كان الأب يحمل ويليام ليتجه نحو الباب لكنه توقف ثم التفت الى الوراء ثم قال.
" أيها الصغير، ألن تأتي معنا "
" ب بلى "
ركض جاك نحوهم وعند خروجهم من المبنى ظهرت امرأة ذات شعر بني وعيون خضراء تقف أمامهم وهي تضع يديها على خصرها ، ثم قالت
" الم اقل لك ايها الشقي ألا تبتعد عني؟! "
كان وجه الأم غاضبا ، ثم نظرت الى الرجل الذي يحمل ويليام.
" ألم أقل لك يا مارك ألا تظهر أشياء سيئة أمام ابنك؟ ، هاه.. فقط لا تجعلانني اقلق عليكما أكثر من هذا."
اتجه نظرات المرأة بعدها الى جاك ثم انحت قليلا لكي تصل الى طول رأسه ثم قالت
" وانت ايضا ، عندما يمسك شخص غريب يدك عليك أن تصرخ. "
" الست غريبة ايضا.."
نظرت المرأة بتفاجؤ قليلا و ابتسمت ، ثم قالت.
"اااه.. ذ ذلك مختلف عليك ان تميز بين الطيب من الشرير. "
" بفف ، هاهاهاهاه "
" اصمت مارك ، فستكون معاقبا ولن تأكل دجاجة محمرة الليلة. "
كان لا يزال مارك يضحك على زوجته ولكنه توقف بعد أن سمع ما قالته.
" هياا.. لمَ انتي لئيمه هكذا. "
نظر جاك الى تصرفاتهم التي بدت طفولية و ضحك منها.
" دعونا نذهب الى منزل الان " ، الام قالت
***
" أين هو جاك !! "
" إ إنه هنا سيدتي. "
ظهرت امرأة ذات شعر اشقر مربوطة على شكل كعكة مزينة بالاكسسوارات والاساور والملابس الفاخرة الملونة باللون الاحمر ، أظهرت المرأة من استيائها الشديد وهي تلف يديها على بعضهما.
دخل طفل بعيون زرقاء بشعر ذهبي كالحرير يمشي وهو يخفض من رأسه ويمسك بيديه اللتان ترتعشان ملابسه ، نظرت الى المرأة بازدراء ثم قالت.
" أين كنت ؟ "
"..."
" لقد قلت أين كنت!؟؟ "
" ك كنت في الحديقة امي.. "
" كنت في الحديقة بدلا من أن تدرس !! "
صرخت عليه والدته ووجهها ينكمش أكثر فاكثر
" ثم ألم أقل لك لا تناديني امي؟ "
صرخت من جديد عليه ثم صفعته صفعة انزلت من خده بعض الدماء.
" همف ، اذهب ولا تجعلني اغضب عليك مرة اخرى والا كانت العقوبة أشد من هذه الصفعة. "
" حسنا ، سيدتي "
ظهرت خادمة وامسكت بالطفل ثم خرجا بسرعة من أمام المرأة.
***
" سيدي الصغير ، عليك ألا تغضب سيدتي من جديد فأنا لا اريد ان اراك تتأذى . "
" لك_ اوتش "
" فل تتحمل قليلا فقط "
كانت الخادمة تعقم جرح الطفل الذي يتألم ، ثم وضعت الضمادة عليه.
***
[ في غرفة المائدة ]
ظهر رجل و امرأة يجلسان على مائدة طويلة مليئة بالأطباق والأطعمة الشهية التي تفوح رائحتها وزينت الطاولة بالمزهريات و المفرشة المصنوعة من أجود الحرائر ، دخل طفل بشعر ذهبي وعيون زرقاء وعلى خده ضمادة ثم جلس على كرسي المائدة.
" جاك ، ما الذي حدث لوجهك. "
" ف في الحقيقة.."
ردت الخادمة لكن قاطعها الرجل ثم قال
" انا اسألك ويليام ما الذي حصل لوجهك "
رفع جاك رأسه ثم ابتسم وقال
" لم يكن بالأمر المهم لقد سقطت على الارض وانا العب "
شد جاك على يديه سرا ثم قال
" هل نبدأ بالأكل يا أبي؟ "
…
***
" جاك !! ، اين جاك !! احضروه الى هنا !!. "
" ح حاضر. "
لم يأخذ الامر وقتا حتى ظهر جاك امام ناظري والدته.
" اخلع ملابسك "
خلع جاك ملابس دون عناد او السؤال عن السبب ، ارتعش جسده من البرد لذا ضم يديه على جسده.
" أجلس هنا. "
' ستضربني مرة اخرى '
فكر جاك ذلك في نفسه ، كانت والدته تضربه دائما اكان هناك سبب أم لا ، لم يستطع جاك قول شيء او حتى الهروب من الامر فكلما حاول تجنب ذلك كانت ستصبح العقوبة اشد بمئات المرات.
*شك شك شك*
كانت والدة جاك تضرب ظهر جاك بالعصا، وقد كانت الصوت التي تخرج نتيجة عن قوة الضربة عاليا ، لم تتوقف والدة جاك عن ضربه وضربه وضربه.
" هاه .. هاه .. هاه "
توقفت والدة جاك عن ضربن بعد ان اصبح تنفسها تتقطع ثم طلبت من الخادمه اخذ جاك الى غرفته.
***
" يمكنك التوقف إلى هنا "
" لكن.."
" من فضلك."
كان جاك حاليا يبتسم لكن بعد ان اختفت الخادمه اختفت تلك الابتسامة معها.
" هيك .. هيك هيك اهه اهه اهه.. "
تساقطت الدموع من جاك وكأنها بحر تكاد لا تنتهي ، لم يستطع إصدار صوت والصوت الوحيد الذي كان يخرج منه صوت تنفسه التي تكاد تتقطع وتمزق رئتيه في وسط غرفة مظلمة وباردة وكأنه يبتلعه شيئا فشيئا.