اللهم صلي وسلم على نبينا محمد~

.

.

نظرت الى الاسفل حيث الجثث الهامدة المقطعة تخرج الدماء منها أمام عيني ، لسبب ما لم اشعر بالخوف وبدلا من ذلك كنت هادئا.

' هل كنت بهذا الهدوء سابقا؟ '

تلك الشعور بالهدوء جعلني ذلك ارتعب من نفسي ، لم استطع اخراج مشاعر شفقة او حزن نحوهم أو حتى الخوف مما فعلته سيرا ، مطلقا!

" إذا عزيزنا ، ويليام."

' ما بال عزيزي هذا؟'

اعدت نظري الي سيرا تمسك القزم من خلف ملابس وهو يحاول بشدة الابتعاد عنها ، استطعت ملاحظة العرق الذي يخرج منه ، حته وجهه بدأ بالشحوب.

" اسمعي ، لن اخبر الرئيس لذا افلتيني!"

محاولا المناجاة من أجل البقاء كنت اعلم مسبقا ان سيرا سترفض الفكرة.

تحدثت سيرا قائلة.

" لديك خياران لا ثالث لهما ، ان تقتله او ان اعذبه. "

' هل تركته من اجل هذا؟'

نظرت الى القزم الذي يشعر بالفزع والخوف ، ثم أعدت نظري إلى سيرا.

' هل اقتله..؟'

من هذه اللحظة شعرت بالتردد ، معرفتي بعدم قدرتي لهزيمة سيرا الى الان جعلني ابقى في خيارين ان اقتله او ان تعذبه..في كلتا الامرين سيموت ، انها تسألني ان كنت أريده أن يموت موتة رحيمة ام لا.

اخرجت سيفي من غمده ثم.

*شويش.*

بسلالة وكأنه قطعة اسفنج … انفصل رأس القزم من جسده ، لتُسقِط سيرا جسده على الأرض مع بقية أصحابه.

اقتربت مني سيرا قائلة. " من الجيد انه مات الآن."

لم ارد على كلامها وبدأت انظر الى الجثث التي امامي.

'مقزز'

ليس الجثث بل من افعالي ، حينها قلت لنفسي ' ألم يكن هنا طريقة اخرى؟ ، هل حقا كان علي قتله فقط؟.'

لم استطع الاجابة عن تلك الاسئلة وذهبت اسير عائدا الى المنزل.

"كيو~"

رغم سماعي لصوت ريكس وهو يتحدث لم أنظر إليه حتى ، لم اكن منتبها له لكنه لحق بي وبقي هادئا.

***

أغلقت ستائر غرفتي ، ثم ذهبت استلقي على السرير انظر الى السقف.

شعرت بثقل ما على جسدي وعندما نظرت الى صدري وجدت ريكس نائما علي.

' هاه.. اريد النوم فقط. '

أغلقت عيني حينها غفوت دون ان اشعر.

***

*طخ*

"ااعععخخ"

داخل ساحة ذات ارضية رملية جلس فتى فوق رجل ذو حجم ضخم يمسك بشوكة فضية ، لسحبها من عيني الرجل الضخم.

لم يكن الرجل الوحيد المتأذي فقط بل كان الفتى مليئا بالندوب ايضا في انحاء جسده ، تبعثر شعره الاسود امام وجهه حيث أكمل ضربه للرجل ، أما عن بقية الرجال فبقوا ينظرون الى المعركة المحتدمة بينهم ،البعض كان يضحك قائلين.

" ههه ، جوش هل جعلك فتى مثله تصرخ الما هكذا؟"

وعندما سمع الرجل قول الرجال المحيطين حوله تبدل وجهه من الألم الى الغضب فامسك برقبة الطفل يعصره بشدة جعل وجه الطفل يصبح شاحبا محاولا أخذ انفاسه.

كان الرجل لا يزال يحاول تحمل الالم الذي حصل لعينيه مما جعله يغضب من الطفل ويحاول عصره بيده الضخمة ، وبسبب ذلك امسك الفتى بيدي الرجل الضخم ليفك رقبته عن يده لكن الامر لم ينجح كما أراد.

"اوخ__"

سقط يدي الفتى و بقي ساكنا لا يتحرك والدموع تخرج من عينيه ، كان من الواضح انه قد فقد وعيه لذا اسقطه الرجل على الأرض تاركا يديه يفلت من رقبته قائلا.

" فقط عندما تستيقظ.."

***

"هاه.."

احاول اخذ انفاسي جلست على الفراش اتكئ على الجدار.

"ما هذا؟"

لمست وجهي بأطراف اصابع يدي فشعرت بشيء بارد يلمس وجهي ، اتضح انها كانت دموع تخرج من عيني..

' هل كنت ابكي؟. '

هل أصبح الاحلام مزعجة بالنسبة لي؟ ، لا افهم .. نظرت الى ريكس الذي لا يزال نائما لكنه بدأ يستفيق ليرفع اذنيه الى الاعلى وهو ينظر إلي.

"كيو؟"

أمال رأسه قليلا وهو ينظر الي ليقترب بعدها من يدي اليسرى ويمسح برأسه علي ، لذا قلت له بعد تحريك يدي.

"لست حزينا ، انه حلم مزعج آخر."

أعتقد أنه من المريح عدم كونك وحيدا في مثل هذه الأوقات.

***

اليوم التالي..

'يبدو أن صدع قد ازداد'

نظرت الى سيفي الذي كان متصدعا من كل الجهات مليئة بالخدوش ، وكأنه ارض جرداء فوضعت سيفي في غمده كي ابحث عن ورشة حدادة يساعدني في اصلاحه او تبديله.

.

.

بدأت بزيارة العديد من الورش لكن في كل مرة اطلب تصليحه يُطْلب مني دفع عدد ليس بجيبي.

' انا فقير..'

أكملت البحث عن مكان لتصليحه حتى توقفت قليلا افكر.

'نسيت امر ثيو تماما!'

تذكرت امر ثيو الذي نسيته فقد كنت أخطط للذهاب اليه.

'دعني اسأل الاقزام عن مكان الورشة.'

***

'يبدو أن هذا هو المكان.'

داخل احد الازقة يوجد ورشة عمل غير واضحة ذات بناية قديمة كمنزل صغير وضع في أعلاها لافتة كتب عليها ورشة غرين، رغم انه في مكان غير واضح .. يبدو ان العديد من الاقزام يعلمون عنها خصيصا مَن هم مِن ذوات الخبرة.

فتحت الباب ليرن جرس الباب انظر حولي حيث أن الأرضية كانت من خشب وامتلأت المكان بالعديد من الاسلحة ، رماح ، سيوف ،سكاكين ، دروع.

"مرحبا هل يوجد احد هنا."

بدأت بالتحرك انظر الى مكتبة الاستقبال الفارغة المصنوعة من الخشب القديم حيث ظهر التجاعيد بها ، وجدت بالقرب منها ممرا لذا ذهبت اتفقد المكان.

' يوجد درج هنا.'

"كيو~"

"اعلم انك جائع لكن اصبر قليلا."

ربتُ على رأس ريكس الذي كان يمشي بالقرب مني ثم ذهبت اصعد الدرج.

*صرير~*

كان الصعود بالدرج غير امنا بالنسبة لي ، شعرت وكأنها ستتحطم في اي لحظة حيث أنه في كل خطوة اخطوها يصدر صريرا مزعجا ، توقفت في المنتصف بعد أن رأيت أمامي فتى طويل القامة ذو شعر برتقالي قصير و منفوش بشكل جميل مع عيونه الخضراء التي في أسفلها بعض النموش لكن لم يجعل ذلك من مظهره قبيحا ، كان يرتدي ثيابا بالية له لون بني متسخ.

" سيد ويليام؟"

نظر ثيو الي بنظرات مفاجئة لذا قلت له.

"اتيت من اجل اصلاح سيفي إن أمكن."

" اوه .."

نظر ثيو للاعلى قليلا ثم قال.

" دعنا ننزل إذا. "

***

"همم.."

بدأ ثيو بفحص سيفي قائلا.

" لا أعلم ماذا أقول لكن هذا السيف ذو نوعية جيدة ليكسر بسهولة. "

" كنت استخدمها لثلاث سنوات. "

" صحيح ، يبدو ذلك أيضا من شكل السيف. "

نظر الي ثيو وقال.

" لقد استخدمتها جيدا ، هل قاتلت بها وحش اعلى من مستواك سابقا؟ "

' رغم انه صغير الا انني اعتقد انه خبير..'

"دعنا من هذا ، هل يمكن اصلاحه او من الافضل استبداله؟"

" هاهاها.."

حك ثيو رأسه قليلا ثم قال.

" أعتقد أنه بإمكاني اصلاحه لكن.. كما تعلم ، أريد رد الدين إليك لذا هل توافق على صنعي سيفا آخر لك؟ "

' همم.. '

بدأت بالتفكير عاقدا ذراعي انظر الى السيف التي امامي.

"لا بأس ، لكن هل يمكنني ان اخبرك بمواصفاتها؟"

***

" من الجيد حقا ان تأخذ سيفا مجانيا ، أليس كذلك ريكس؟"

اجلس على كرسي خشبي به منضدة صغيرة دائرية الشكل بالقرب مني قهوة حارة.

على عكس مملكة ايسا واكاديمية تريا ، لا يوجد هنا العديد من المشروبات كالعصائر وإن كان هناك فقد كان سعرها غاليا اكثر من شرائها في مملكة ايسا ، وذلك يرجع بسبب الارض الغير الصالحة للزراعة فقد كان مملكة تيلا مميزا أكثر بمناجمها وأدواتها السحرية والاسلحة.

حسنا القهوة ايضا شيء غير موجود في هذه المدينة ، وبدلا من ذلك حضّرتها بنفسي ، فقد اشتريت القهوة سابقا عندما كنت في اكاديمية تريا بهدف انني اردت شربها دون الذهاب الى المقهى ، ولانه لم يتسنى لي شربها في مقر داركولاين كان من مريح قدرتي على شربها الآن.

*طق طق*

سمعت صوت طرق باب لذا توقف عن شرب قهوتي وذهبت لافتحه.

' انها هي..'

كانت أمامي المرأة الأكثر خبثا و ازعاجا … لم تكن سوى سيرا ، اشك بقدرتها على دخول موسوعة غينيس في عالمي كأكثر امرأة فتكا - لا يوجد شيء كهذا - حسنا لا يهم نظرت اليها وقلت.

" ما الذي تريدينه؟"

"خذ"

" ما هذا؟ "

" دعني ادخل اولا."

تنحيت جانبا لتدخل وانا انظر اليها تدخل وهي تحمل بكيس وانا اقول لنفسي.

' هل هو بعض النقود؟ '

أغلقت الباب خلفي أنظر إلى سيرا التي تتجول أنحاء غرفتي حتى رأت الكوب التي تخرج منه الدخان قائلة.

" ما هذا؟ "

" قهوة "

" اوه ، من اين احضرتها."

ابتسمت نحوي وهي تمسك بالكوب.

" من أكاديمية تريا. "

لم ارد الجدال في الوقت الحالي لذا اجبت مباشرة على اسئلتها ، وايضا من الذي يتشاجر على أحد يسأل عن ماهية كوب القهوة؟

" همم؟ ، لم اجدها سابقا في الاكاديمية. "

" ظهر حديثا ، وايضا .. ماذا؟ هل دخلتي الي هناك؟"

من كان يتوقع أنها قد دخلت اكاديمية تريا هي ايضا؟

" إن كنت لست كذلك فلما اعتبرهم كالكتاكيت؟ "

'...'

"الأهم من ذلك"

"خذه"

رمت سيرا الكيس الصغير الثقيل نحوي لامسكه ثم افتحه لمعرفة ما بداخله.

'انها فعلا نقود..'

نظرت الى سيرا لكي اقول شيئا لكن..

'...'

" طعمه مر ، لكنه جيد في نفس الوقت. "

"..."

انظر الى سيرا وهي تأخذ رشفة من الكوب لتقول لي بعدها.

"هل كنت تريده؟"

"لم أعد كذلك"

فقط اريدها ان تبتعد عني..!

_______________

مرحبا ، جمعة مباركة للجميع.

وشكرا على القراءة🤍

2023/07/28 · 155 مشاهدة · 1425 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025