جلست على سريري انظر سيرا التي تجلس في الكرسي الخشبي لتبدأ بحديثها.
" هذا المال من رحلتنا الاخيرة. "
" ان كنت قد حصلتي على هذا المال من قتل اولئك الأقزام سأرفض فكرة حصوله."
" اوه ، ليس الأمر كذلك."
هزت سيرا رأسها لتقول.
" انها جزء من قيمة الوحش لا أكثر."
" ما هي الكمية الموضوعة في هذا الكيس؟ "
" خمس مئة قطعة ذهبية."
" !! "
نظرت الى سيرا باندهاش من العدد ، رغم أنني من عائلة غنية الا اني كنت اعلم ان هذا العدد ضخم جدا حيث تساوي خمس مئة قطعة ذهبية بنصف مليون رون ، لذا قلت لها.
" ما هي قيمة السحلية بأكملها؟"
" حسنا قطعتان نقديتان من النوع الاحمر."
' مليوني رون..'
هل كان ذلك الوحش بهذا السعر الضخم؟ ، نظرت الى سيرا وكان بإمكاني استنشاق رائحة عبقة منها ، ابتسمت سيرا وقالت.
" حسنا كنا محظوظين بالفعل ان الوحش لم يتضرر جلده كثيرا ، وايضا فقط لتعلم أنني قد دفعت التعويضات اللازمة لموت هؤلاء المرتزقة والذي قد ساوت مليون رون."
"…"
تلك المرتزقة رغم عدم ارادتي لقتل أحدهم.. لم افهم سبب أمر واحد ، لقد كان لديهم طاقة مشؤومة ، لم تكن مثل المتحولين و لكنها كانت قريبة منهم، لذا قررت سؤال سيرا.
" من هم؟ "
" هم؟ ، يمكنك القول بأنهم أتباع من منظمة ديفليس."
"ديفليس؟"
قالت سيرا وهي تضحك علي.
" هل ظننت أن داركولاين هي المنظمة الوحيدة الموجودة في العالم؟ ، ديفليس شبيهة بمنظمة داركولاين ، يمكنك أيضا رؤية منظمة للمتحولين في مملكة الجان. "
لم اقل شيئا وبدأت انغمس في افكاري.
" لم يذكر شيء كهذا في الرواية.."
ربما لم يتم ذكر الأمر ولكن من يعلم؟ ، منذ البداية تلك الرواية لم لم تكتمل نهايتها في حياتي السابقة او ربما حتى كان الأمر مسَلمٌ به تغير العديد من الأحداث ، لكن السبب الذي اعتقد انه من المنطقي عدم معرفتي لذلك أن الرواية كانت تركز على البطلة أكثر مما هو بداخل العالم.
" لما قد تقتلين من هم حلفائك."
"حلفائي؟ هيه لا تضحكني ، انا لا اتبع أوامر أحد منذ البداية."
"لما انتي في صف المتحولين إذا؟"
لم أفهم مطلقا ما يجول بعقلها منذ البداية.
حينما اطلقت سؤالي عليها بقيت جالسة لا تجيب على سؤالها وكأن عينيها قد اصبحتا بلا حياة للحظة.
لم يمر الأمر طويلا حتى عادت الى طبيعتها قائلة.
" لست في صفهم انها فقط منافع متبادلة."
' لقد قالته في وقت سابق ايضا…'
تذكرت انني قد سألتها من قبل في تلك الأيام الجحيمية عن السؤال ذاته ، لا زلت لا افهم ما تقصده لكن تجاهلت الأمر.
" لما لا تخبرينني عن منظمة الجان؟"
" همم؟ ، ان كنت مهتما فإنها تدعى بمنظمة - ديورا - لا شيء مختلف عنها الا ان مقرهم مختبئ خلف الظلال داخل مكان لا يمكن لأي شخص رؤيته ، لم أزره مطلقا إلا مرة في حياتي لذا لا اعلم الكثير بشأنها فعادة ما يحضرون إلى مقر الآخرين بأنفسهم."
"اوه"
وقفت سيرا بعدها لترمي شيئا صغيرا نحوي وتقول.
" ان كان كل مافي جعبتك قد انتهى فخذ جوهرتك هذه ، فيبدو انك غير مهتم بها او انك قد نسيتها؟."
" اوه.. لقد نسيت أمره بالفعل. "
هكذا ابتعدت سيرا عن الغرفة وخرجت منها لابقى جالسا وحدي انظر الى كيس المال والبروش ايضا ثم ابعد نظري عنهما بعد أن اقترب ريكس مني.
' يبدو انني لست بحاجة للقلق بشأن المال في الوقت الحالي.'
***
اليوم التالي..
" مرحبا سيد ويليام. "
" مرحبا "
انظر الى ثيو الذي كان يقف أمام عتبة بابي ، و على عكس اخر مرة رأيته فيها ، كان يرتدي ثيابا جيدة اليوم يخرج منه رائحة لطيفة ايضا.
" فلتدخل."
تنحيت الى الجانب المدخل لإدخاله ، قد تتساءلون كيف علم بموقعي ، حسنا.. قبل ان اعود الى ادراجي بعيدا من الورشة اعطيته عنواني فقط من اجل إرسال رسالة عند انتهاء الطلب ، أو عند حدوث أمر ما .. لم أعتقد أنه سيأتي بسرعة.
طلبت من ثيو الجلوس على الكرسي الخشبي الذي وضع أمام سريري الذي جلست عليه.
نظر ريكس الى ثيو وحينها قفز فوق فخذيه لينظر ثيو باعجاب نحوه لكنه اعاد تركيزه نحوي وقال.
" في الحقيقة لم أرد إزعاجك ولكن.. "
" هل هناك مشكلة في السيف؟ "
" ليس كذلك لكن اعتقد ان هناك عنصرين ينقصني أحدهما اعلم بموقعها ، والاخر شعور بأنه شيء مفقود."
" لنبدأ بالعنصر الأول ، إذا ما هو؟ "
" دمعة اوليفيا."
" همم؟ "
حينما قال اسم العنصر لفت اسمه انتباهي ، لا اعلم ما قد يكون لذا بدأ ثيو بشرح الأمر.
" هناك أسطورة منتشرة في مدينتي حيث يوجد في أعلى جبل برج طويل عاشت امرأة تدعى أوليفيا ، كان احد انصاف الاقزام جزء منها كان من الجان ، رغم ذلك كرهها الجميع و ازدروا عليها لم يتقبله الجميع ابدا لذا حبست هناك."
ابتسمت له وقلت.
" يبدو انك مستمتع في سرد القصة."
"هاهاها ، ذلك لانني اشعر بترابط بيننا في بعض الأحيان ، اخبرني ابي عن تلك القصة عندما كنت صغيرا."
" اوه.. إذا فلتكمل حديثك."
" رغم أنها نصف قزمة إلا أنها ذات جمال فتان حيث وقع الكثير في جمالها ، وما كان مميزا أكثر من ذلك فيها هي الدموع التي تخرج منها … لم تكن كبقية الدموع بل بدلا من ذلك تشكلت الى كريستالات زرقاء يجنى منه الملايين."
توقف ثيو قليلا ليأخذ أنفاسه ويكمل حديثه.
" ولان تلك الدموع يساوي الملايين ادعى احد الاقزام بحبها وحبسها في تلك البرج يعدها بإقناع الجميع عن مدى لطافتها ، لم يحدث ذلك وبقيت اوليفيا وحيدة في القصر تخرج الدموع منها لتضعها في صندوق صغير منتظرا حبيبها."
" لم يحدث ذلك مطلقا أليس كذلك؟"
" صحيح ، بدأ عينيها تؤلمها من كثرة البكاء حتى اصبحت عمياء لا يمكنها الرؤية ، وعندما عاد حبيبها من أجلها أخذ تلك الدموع الكريستالية قائلا لها - لم اعد أحبك بعد الآن - حينها وقبل أن تموت تشكل دمعة اخيرة في عينيها .. لم تكن زرقاء هذه المرة بل كل كانت حمراء كالياقوت."
"يبدو كقصة مأساوية على أن تحكى للأطفال."
" صحيح.. لكن كلما حدثني ابي عنها ، اعتبرتها مواساة لي لذا كنت أحب سماع تلك القصة كثيرا. "
وكأن ثيو شعر بالحنين حينها بدأ ينظر الى ريكس الذي يلعق قدميه.
قلت بعدها لثيو.
" اذا ماذا عن العنصر الآخر؟ "
" ليس بالشيء الكبير ، اريد حجرا قويا ومميزا لا ينكسر بسهولة."
' قوي ومميز ولا ينكسر بسهولة… اعتقد ان لدى عقلي شيء من هذا القبيل.'
بدأت بالتفكير قليلا عن تلك المواصفات وحينها تذكرت شيئا قد ذكر في الرواية.
'حجر آستر..'
انه عنصر قد تم اكتشافه من قبل أحد العلماء الذين شاركوا في احدى المزادات .. ذلك العالِم قد اهتم بالاحجار الفريدة ورغم أن العديد من النبلاء الذين شاركوا في المزاد لم يضعوا الكثير من اهتمامهم في تلك الحجر ، اهتم بشدة بتلك الحجر الذي ظن الجميع بأنها عديمة الفائدة .. وبعد سنين من البحث عَلِم أخيرا عن مدى أهمية تلك الحجر.
نظرت الى ثيو الذي بدأ باللعب مع ريكس لاعيد انتباهه علي واقول.
" بعد يومين من الآن ، سنذهب الى الموقع ويفضل أن تحضر لي سيفا جديدا لاستعماله."
نظر ثيو الي وعينيه يلمعان بشدة وكأنه متشوق لتلك الرحلة ليقول بحماس.
"حاضر!"
شكرا على القراءة~♡