استغفر الله العظيم~

.

.

" وداعا. "

" الى اللقاء."

*طق*

اغلقت باب غرفتي بعد أن ودّعت ثيو فذهبت امشي نحو سريري انظر الى ريكس الذي لا يزال جالسا فوق الكرسي الخشبي يلعق فَروه الابيض.

فتحت الدُرج العلوي لطاولةٍ صغيرة الحجم كانت بالقرب من السرير ، تأملت ما بداخله رغم أنها كانت فارغة بالكامل ولا يوجد شيء فيها سوى في منتصفها بروش اخضر جميل ، لذا امسكت به وقلت لنفسي وانا انظر اليه.

' بعد تلك المرة لم اقابل اميرة غلاس ، هل ربما ضخي للمانا احد اسباب رؤيتها؟ '

كان ذلك الاستنتاج الوحيد الذي لدي لذا أدخلت المانا على الجوهرة وذهبت أستلقي على سريري.

'لن اسقط هذه المرة.'

عندها أغلقت عيني وبدأت بالنوم.

***

' المكان مظلم هذه المرة ايضا.'

بدأت أتجول حول المكان الذي انا به ، و لم أستطع رؤية شيء فقد امتلأ المكان بالظلام وكأنه سيبتلع أي شيء بداخله ، حينها سمعت صوت احدهم في الخلف.

" يبدو أنك عدت اخيرا "

نظرت إلى المرأةِ ذاتِ الشعر الذهبي التي تخرج منه شعيرات فضية جميلة والى عيونها الهادئة ذات اللون الوردي تبتسم الي وهي ترتدي فستانها الأبيض ذات الأكمام الطويلة والواسعة.

قلت لها مباشرة.

" هل يمكنك تغيير المكان؟ "

نظرت المرأة بتعجب نحوي لتضحك بخفة وهي تغطي شفتيها الورديتين بيدها النحيلة المغطى بكمّ فستانها حيث قالت.

" هاها ، بالطبع."

حينها ودون سابق إنذار تغير المنظر الذي أمامي ، أرض رملية يغطس حذائي بها وهواء عليل تحرك خصلات شعري الامامية والخلفية ، وصوت زقزقة طيور النورس مع أمواج البحر التي تتحرك من البعيد ، رغم انني بداخل عقلي لكنني استطعت الشعور وكأنني في الواقع ، جلست انظر الى المكان الذي حولي حيث اتضح انني بالشاطئ ، لذا قلت للمرأة.

" ليس كآخر مرة."

" من الممل البقاء بنفس المنظر الا توافقني؟"

"حسنا؟"

سارت المرأة بعيدا لتقترب من أمواج البحر حيث ظهر صخرة دائرية الشكل بعيدة عن الأمواج قليلا فتجلس فوقها تنظر الى السماء ، لم يكن الجو مشمسا بل كان غائما لذا شعرت بالبرد قليلا مما جعلني ارتجف للحظة ، نظرت الى جسدي واتضح انني كنت البس الملابس ذاته ، قميص ابيض و بنطال اسود طويل.

لحقت بالمرأة حيث أصبحت بعيدة عني وعندما وصلت وقفت أمام وجهها انظر اليها وهي ترفع رأسها ليتدلى شعرها الذهبي الى الأسفل وهي تنظر الى السماء المليئة بالغيوم ، حيث كان من الصعب رؤية اشعة الشمس تخرج من بين فتحات الغيوم.

قالت المرأة بعدها وهي تزيح نظرها لتوجهها نحوي.

"الن تجلس بالقرب مني؟"

كانت الصخرة كافية لجلوس شخصين لكنني رفضت الفكرة قائلا.

" افضل البقاء واقفا."

ابتسمت المرأة بعدها لتتحدث عن الموضوع الرئيسي اخيرا.

" اظن انني لم أخبرك باسمي سابقا لذا يمكنك دعوتي ب - يور - "

" إذا أيتها الأميرة يور. ، هل نبدأ بالموضوع الرئيسي؟"

"لا بأس ، لذا دعني اخبرك اولا عما بداخلك."

" ما بداخلي؟"

" اجل ، ذكرت سابقا ان لسلالة غلاس ثلاث قدرات مختلفة وهي ، الترويض ، والتحكم ، والختم."

' الترويض و التحكم والختم.'

قلتها في الوقت ذاته بداخل رأسي وانا انظر الى يور التي تضع يدَيْها على الصخرة تتكئ عليها ، أكملت الاميرة يور حديثها قائلة.

" سيكون من الطبيعي رؤية أفراد سلالة غلاس يحصلون على أحد القدرات … لكن جميعها؟ ، سيكون ذلك غريبا."

بقيت صامتا استمع لحديث الاميرة يور وحينها قالت.

" من الرائع قدرتك على امتلاك جميع القدرات."

نظرت اليها قائلا

" أهذا صحيح؟"

ابتسمت يور نحوي وقالت.

" هاهاها ، بالطبع لا كنت أمازحك لا اكثر ، من المستحيل حدوث ذلك. "

'هل هي اميرة حقا؟'

دائما كنت اتخيل الاميرات على أنهن شخصيات عقلاء و لديهن الرزانة والحكمة عالية التي تمكنهم من اعتلاء العرش ، لكن المرأة التي أمامي كسرت تلك القاعدة يبدو عليها حب المزاح كثيرا.

' دعني لا انسى ان اميليا شخصية اخرى.. '

لم يعد مفهوم الاميرات عندي كما كانت سابقا..

أكملت يور كلامها قائلة.

" ليس لديك سوى قدرة واحدة وهي الختم ، بالطبع سيكون مُهِما حصولك عليها والا ستباد البشرية والاجناس الاخرى عن بكرة ابيها أو قد يتم استعبادكم .. لا يهم ففي نهاية كلتا الامرين ستكون نهايتها سيئة ، و رغم ذلك.. لا أعلم ما في الأمر لكن يبدو انك لا تستطيع استخدامها إلى الآن."

" إذا كنت استطيع ختم المتحولين فقط ، لما استطعت ترويض حيوان سحري؟"

في البداية استطعت تفهم تمكني من الاعتناء بريكس الى الان ربما لأن لدي قدرة الترويض ، لكنها الآن تحدثني وتخبرني بامتلاكي قدرة واحدة وهي الختم.

" اتقصد ذلك الثعلب ؟ ، منذ البداية لم يقترب منك."

"همم؟"

"ذلك الثعلب… ، من الواضح أنه استشعر الطاقة الخاصة بي داخل الجوهرة لذا اقترب في البداية من اجلي."

' هل اشعر بالحزن على ذلك؟ '

كان من الواضح أن الأميرة يور لم تكن تطيق الثعلب فقد أظهر ملامح انزعاجها رغم عدم معرفتي لسبب ذلك.

" حسنا ، كان الأمر هكذا بالبداية لكنه فقط شعر بالحب من اطعامك له وما الى ذلك ، ياله من ثعلب."

" لما اشعر وكأنك تكرهينه دون سبب ما؟ "

نظرت الي بتهجم قائلة.

"ربما لا تعلم ذلك ، لكنني محبوسة بذلك الجوهرة وحينما يحركني ذلك الثعلب و يلعب بي أشعر بعدم الاتزان بالدخل جعل اشعر وكأنني احد مقتنياته … بسببه شعرت وكأن رأسي سينفجر! ، حتى عندما كنتَ صغيرا لم تفعل بي مثل فعلته."

" اوه.."

بقيت انظر اليها بطبيعتي لكنني اردت الضحك عليها حتما … سيكون من السيء اغضابها أكثر من هذا.

"إذا ، اعتقد أننا قد خرجنا عن الموضوع الرئيسي ، رغم ان قدرتي هي الترويض لكن لن يكون الأمر مشكلة في تدريبك لاستعمال قدرتك … علينا حل مشكلة عدم قدرتك من استخدامها إلى الآن اولا."

" هل لديك الحل اذا؟ "

" لا. "

نظرت إلي وكأنني لغز يجب عليها حلها لكنها ابعدت نظراتها عني وابتسمت وهي تقول.

"ربما يجب عليك حل معضلتك بنفسك ، دعنا نتقابل الى ذلك الحين،او حتى عندما تجد المفتاح الرئيسي"

انظر اليها وهي تتلاشى مع مرور وقت وقبل ذلك صرخت قائلا.

" مهلا!! "

… استيقظت وانا اجلس على فراشي رافعا يدي انظر الى الجدار الفارغ الذي امامي.

***

بعد يومين..

" هل ستذهب اليوم؟"

" اجل. "

داخل غرفة خشبية به سرير ونافذة صغيرة بالقرب منه جلس فتى ذو شعر برتقالي قصير أمام قزم يستلقي على سريره مغطًا بملاءته.

تحدث ثيو إليه قائلا.

" ابي ، اعتني بنفسك سأعود قريبا. "

" هاها ، أنا من يجب عليه القلق من اجلك. "

ابتسم ثيو إليه وأخذ حقيبة الظهر الضخمة من على الأرض ليمسك السيف الذي بالقرب منه.

التفت ثيو الى الخلف من اجل النزول وقبل أن يختفي من أمام والده قال.

" سأعود. "

بدأ ثيو بالنزول الى الاسفل وعندما خرج من الورشة تمكن من رؤية فتى ذو رداء أسود لم يغطي رأسه بالرداء حيث ظهر شعره الأشقر الجميل وهو يتكئ على الجدار الذي خلفه.

التفت الفتى نحو ثيو ليظهر عيونه الزمردية الجميلة التي تغطيه خصلات من شعره الاشقر الناعم.

قال ثيو له.

" مرحبا سيد ويليام. "

"مرحبا"

ابعد ويليام ظهره من الجدار ثم أمسك بالسيف الذي كان مع ثيو ليقول له بعدها.

" دعنا نذهب اذا."

تحرك ويليام وهو يضع سيفه على خصره ثم يغطي رأسه بالرداء الأسود الذي يرتديه.

.

.

شكرا على القراءة~♡

2023/07/30 · 126 مشاهدة · 1137 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025