اللهم صلي وسلم على نبينا محمد~

.

.

نظرت حولي حيث كان المكان ضيقا مليئةً بالغبار التي تجعل انفي يشعر بحكة خفيفة ، فلم يكن أمامنا سوى درج طويل علينا الصعود به.

ازلت الرداء عن وجهي واشعلت النار فوق يدي حيث ان المكان كان شديد الظلام ، فأضاءه الشعلة التي بيدي.

"لم اسألك عن الأمر ولكن..هل يمكنك استخدام عنصرين من السحر؟"

نظرت الى ثيو الذي كان بجانبي ونحن نصعد الدرج وفي المقدمة تحرك ريكس وحده ، عندها تذكرت انني قد اظهرت له عنصرين بالفعل وهي ، الماء و النار.

' ليس عليك الثقة بالجميع. '

إن الثقة السريعة تأتي بنتائج عكسية ، فحتى الصديق يمكنه أن يكون عدوك في المستقبل لكن.. ولان الامر سيكون واضحا قريبا قلت له بصدق.

" ليس حقا ، فيمكنني استخدام جميع العناصر الأربعة."

كنت اعلم ان ثيو شخص مخلص بالنظر الى تصرفاته .. وايضا لن يضرني ذلك إن اخبرته بشيء كهذا.

"رائع!! ، لم ارى احدا يستخدم جميع العناصر من قبل."

"هاهاها ، أليس ذلك بسبب كونك في مدينة الاقزام؟"

"هييه! ، تعلم بقدرتنا على استعمال المانا ! ، وايضا جميع العناصر..أليس ذلك نادرا بالفعل؟."

"كنت امزح فقط."

سيكون من الرائع كسب ثقة أعظم حداد في المستقبل.

وصلت انا ثيو داخل طابق يبدو انها الطابق الأول…رغم المسافة البعيدة بين الطابق الارضي والاول لكي يسمى بالطابق الاول.

استطعت رؤية نافذة صغيرة في الجانب الأيمن من الدائرة ولكن لم يدخل الضوء منه بسبب أننا كنا لا نزال في الليل.

'يبدو المكان فارغا.'

بدأ الطابق فارغا بشكل تام وما كان فيه ليست سوى الكثير من الغبار والحشرات فنظرت الى ثيو الذي وقف بجانبي الأيمن لأقول له.

"دعنا نستريح هنا ، سيكون من الرائع البحث عند حلول الصباح."

أومأ ثيو برأسه قائلا.

"صحيح."

وضعنا مفرشا على الارض وبدأت استلقي عليه واضعا كفّي الأيمن على خدي.

"كيو~"

انظر الى ريكس الذي اقترب من رأسي لافكر قليلا.

'أليس صوته أنثوي قليلا بخلاف مظهره؟'

مثل هذا المظهر الذي يبدو الآن كحجم كلب متوسط الحجم..صوت ناعم كهذا غريب على أن يكون لذكر.

'أنا متأكد بأنه ذكر.'

منذ لقائي له قد فحصته بالفعل وكان ذكرا لذلك اسميته بريكس.

نام ريكس بالقرب مني فوق رأسي وكان له فراء ناعمة ودافئة جعلني أشعر وكأنه وسادة كبيرة الحجم.

'الصوت ليس له علاقة بالجنس لدى الحيوانات.'

وضعت رأسي على جسد ريكس وبدأت بالنوم عليه.

***

"كيو~ كيو!"

فتحت عيني لأنظر نحو ريكس الذي بدأ بالدوران حولي لأقول له.

"ماذا؟"

نظرت الى المكان حيث أصبح مشرقا لذا اعتقد انه اراد اخباري بان الصباح قد حل ، لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك.

التفت الى جانبي الايسر وبدلا من ان اقابل ثيو نائما ..

'الى اين ذهب؟'

لا اعلم لما قد يختفي دون اخباري بذلك ، هل ذهب ليبحث عن مكان يقضي فيه حاجته؟

نظرت الى ريكس الذي اصبح هادئا بعد معرفتي للأمر لذا وقفت من على الارض وبدأت بالصعود مع ريكس.

"ربما اقابله في الطريق."

وبعد كل درج اخطوه يصبحوا أكثر هشاشة من سابقتها لذا بدأت اصعد بحذر اكثر لكي لا اكسره.

كنت في المقدمة هذه المرة أما عن ريكس فكان في الخلف يلاحقني.

"اههعع"

سمعت صراخا عاليا في الاعلى و حينها نظرت الى ريكس الذي يبدو انه قد سمعه ايضا لاصعد بسرعة فوق الدرج حتى وصلت اخيرا الى النقطة الاخيرة.

"فيوه.."

بسبب السرعة العالية كسرت العديد من الادراج الخشبية لكن.. ولحسن الحظ لم أتعثر او اسقط.

نظرت حولي لأجد نافذة كبيرة في اليسار تدخل منها أشعة الشمس المشرقة ، وفي اليمين يمكن رؤية مكتبة صغيرة به مصباح زجاجي مع ورقة وقلم ، في المنتصف يمكن رؤية سرير صغير خشبي وايضا…

'ثيو؟'

وقف ثيو بالقرب من السرير حيث بجانبها هيكل عظمي أسود اللون تحلل مع مرور الزمن ، لكن ما جعلني أشعر بالارتياب هو ان ثيو لم يكن في وعيه بالتأكيد.

"لما يدخل بشري الى هذه البرج؟"

'ليس ثيو من يتحدث.'

كان صوت ثيو هو نفسه ، لكن لم يكن ثيو سيقول ذلك وايضا .. اشعر بشيء ما بداخله لذا قلت.

"من تكون؟!"

" سيدة هذه البرج ، اذا من تكون؟"

'اتقصد انها اوليفيا؟'

"ادعى ويليام، والذي بالقرب منك هو صديقي.. لذا هل يمكنك الخروج من داخل جسده؟"

"ويليام.."

لا اعلم ما مشكلتها بإسمي لتفكر طويلا لكنها في النهاية اجابت على حديثي قائلة.

"عليك الاجابة اولا على سؤالي ، ما الذي تريده من هنا؟"

"اردت الحصول على دمعة اوليفيا."

"الدمعة.."

حينها سقط ثيو على وجهه ليخرج منه امرأة سوداء ذات عيون بيضاء تتساقط منها الدموع الحمراء…لا ، بل كانت شبيهة بالدماء.

ارتدت فستانا خفيفا مخصص للنوم ذات لون أبيض لم يمسه القذارة فيتدلى خلف فستانا شعر ازرق مموج وطويل تحمل بيدها جوهرة كبيرة لها لون احمر.

"هل الجميع يأتي هنا من اجل هذه فقط؟"

تنظر الى الجوهرة التي بيدها ، رغم سؤالها البسيط الى انني شعرت بكمية من المشاعر السلبية التي تخرج منه ، الحقد ، والغضب ، والحزن ، والألم .. اجتمع تلك المشاعر بسؤالها ذلك.

"هل انتي اوليفيا؟"

حاولت تجنب طلب الجوهرة منها قبل ان تهدأ لذا سألت عن شيء آخر.

نظرت المرأة نحوي ثم قالت.

"اوليفيا قد ماتت.. انا لست سوى بعض المانا التي تشكلت على صورتها."

"اوه.."

"الجميع قد رفضها!! ، وعندما وجدت أخيرا من تحبه استغلها!.. هل كان الأمر فقط اسهل عليها إن لم تكن حساسة بهذا الشكل."

شعرت وكأنها آسفة على نفسها وكأنها هي من كانت تتحدث عن نفسها ، ولانني بقيت واقفا امام الدرج صعدت الى ارض الغرفة وجلست عليه بالقرب من ريكس.

شعرتُ بنظرة ارتباك منها لكنني اخبرتها بدلا من ذلك.

"لما لا تجلسين؟ وتتحدثي في الاثناء؟."

بعض الاحيان الاستماع لتلك الآلام افضل من مواساتها مئة مرة..

***

"هئ هئ.. ذ ذلك الاحمق!!"

انظر الى اوليفيا التي تنهمر الدموع البيضاء بين خديها لتسقط على الجوهرة حيث كان سابقا تنهمر الدموع الحمراء من عينيها.

وفي المقابل بقي ثيو نائما على بطنه هادئ بشكل مذهل.

نظرت الى اوليفيا التي أكملت بكاءها لاُظهر ابتسامة خفيفة على وجهي وأقول لها بصوت هادئ.

" ان الكثير من المخلوقات تتجه إلى افكار عنصرية لكن تأكدي أن الامور مختلفة عند العديد منهم أيضا."

كنت صادقا في ملامي ولكن عندما نظرتُ الي اوليفيا والتي كانت تتساقط من عينيها الدموع بدأت تلك الدموع بالتحول مرة اخرى الى حمراء صارخة أمام وجهي.

" ما الذي تعرفه!! ، فيبدو من مظهرك على انك عشت بين اشخاص مسالمين و لا تعلم شيئا عن الامي حتى!."

سمعت صراخها المدوي الذي جعل المكان يهتز قليلا ، فحاولت تهدئة نفسي وقلت بحزم نحوها.

" لستِ الوحيدة التي لديها لديها قصة هنا ، لذا لا تجعلي الأمور وكأنكِ تعلمين كل شيء!"

توقف حينها الاهتزاز وبدأت تنظر إلي بتفاجؤ ليعود الدموع بيضاءة كما كان.

نظرت اوليفيا الى الجوهرة قليلا ثم قالت.

"شكرا..واعتذر ايضا."

حينها بدأت بالاختفاء تدريجيا لتصبح كرة بيضاء شفافة تدخل نحو الجوهرة التي سقطت من بين يديها.

'لقد ابتسمت..'

في تلك اللحظة استطعت رؤية وجهها الحقيقي.. بيضاء كاللؤلؤ وعيون زرقاء كالمحيط … مع تلك الابتسامة الفاتنة التي اظهرتها.

لم يعد لتلك المظهر وجود وبقي الجوهرة على الارض.

نظرت الى ثيو الذي لا يزال نائما لأقف على قدمي واوقظه.

"همم؟، ما الذي حصل؟"

فتح ثيو عينيه ليفركه أثناء تربعه على الأرض وهو ينظر الى المكان.

ما لم يعلم الجميع به ان اوليفيا قد تحدثت كثيرا.. كثيرا!!و قد بدأ الشمس بالغروب بالفعل وعندما التفت ثيو الى يمينه قال متفاجئا.

"إنها الجوهرة!!"

نظرتُ الى الجوهر الشبيهة بقطرة الماء ثم قلت لنفسي.

'يبدو أننا قد حصلنا على ما نريده..'

توقفت قليلا اتأمل ارجاء الغرفة والى العظام المستلقي فوق السرير ثم قلت.

"ويبدو أنها حصلت على ما تريده."

"ها؟ ، مع من تتحدث؟"

نظر ثيو حول الغرفة حيث انه لم يجد شيئا لكي اتحدث معه، وبالطبع لم اقل شيئا عن الأمر ، لأقول له.

"دعنا نعود الى المدينة."

.

.

______________

مرحبا ، كيف حالكم؟

OvO من الرائع اننا قد اقتربنا من الفصل 50 و لقد اصبح لهذه الرواية اكثر من شهر لذا.. هل تغير العديد من الامور منذ ذلك الوقت؟ وهل لا زلتم تلاحظون الاخطاء الاملائية ام انني قد تحسنت في ذلك الامر؟

في الحقيقة من المؤسف عدم قدرتي على تعديل الفصول الاولى ولكنني اتمنى ان الفصول التي بعدها افضل من سابقتها.

هل تجدون الاحداث جيدة؟ ام ان لديكم بعض النقد فيها.

شكرا على قراءتكم لكلامي ، واستقبل اراءكم بصدر رحب.

شكرا على القراءة ويوم سعيد لكم~♡

2023/07/31 · 134 مشاهدة · 1298 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025