اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد

.

.

بعد أسبوع..

" صباح الخير ويليام."

"صباح الخير."

نظرت الى ثيو الذي يعد الطعام بنفسه داخل مطبخ صغير الحجم اتجه نحو مائدة طعام مربعة الشكل صغير الحجم يكفي لفردين أو أربعة أفراد.

بعد تلك الرحلة بقيت مع ثيو ستة ايام متتالية أخرى منذ عودتنا إلى المدينة أما اليوم فهو اليوم السابع حيث اقترح لي بعد عودتنا أن ابيت في منزله.

*طق!*

فُتح الباب بقوة مما جعل جسدي يرتجف قليلا ، وحين التفت الى الخلف تمكنت من رؤية امرأة قصيرة يبدو انها احد الاقزام ذات شعر برتقالي كشعر ثيو وعيون صفراء كحبات الذرة.

نظرت بابتسامة عالية على وجهها صارخة بصوت صاخب قد خرجت عن انوثتها قائلة.

"ثيو!! ، كيف حالك ايها الشقي!؟"

انظر الى ثيو المرعوب أيضا ليقول وهو يوجه نظراته نحوها.

"ثاليا!،الا يمكنك التوقف عن اخافتي هكذا؟"

"هوهوهوه!، انظر الى نفسك كيف تتحدث معي بعد ان تركتني اعتني بوالدك"

"الم توافقي منذ البداية.."

شعرت للحظة وكأنني كالهواء لا يمكن رؤيته ،ولكن بعد ان تبادلا الحديث نظرَت اليّ القزمة وقالت.

"يا صغير ، الن تعرف نفسك؟"

'صغير؟ الست أضخم منها حجما؟'

انظر اليها مبعدة تلك الابتسامة عن محياها سابقا لارد على قولها.

"يمكنك القول انني صديق ثيو."

سماع قولي جعلها تضيق حاجبيها قائلة وهي تقترب مني.

"صديق؟، هل تقول أن بشري مثلك ليس لديه دوافع خفية؟"

وضعت اصبعها على صدري رغم جدية حديثها لم انزعج من ذلك وعندما اردت فتح فمي والتحدث قاطعني صوت ثيو الذي أصبح بالقرب مني قائلا لها.

"ثاليا توقفي عن هذا أنه شخص طيب."

"ما الذي يجعلك تقول ذلك؟"

أزاحت نظرها عني ووجهته نحو ثيو ، ليرد ثيو عليها قائلا.

"لقد أنقذني العديد من المرات بالفعل."

"همم؟"

نظرَت بتشكك نحوه لكن تلك العينين الذاز ترى فيه الصدق .. وتلك الملامح العازم على كلامه جعلتها تتنهد وتقول.

"هاه..إن كان ذلك ما تقوله فحسنا."

نظرت ثاليا اليّ لتلوح بيدها قاصدا الاقتراب منها ، لذا اقتربت منها متسائلا عما تريد قوله.

امسكت ثاليا بياقتي البيضاء لتلاصق وجهها على اذني و تهمس فيه قائلة.

"إن فعلت بثيو شيئا سيئا واحدا فقط…يمكنك توقع ما سيحصل لك."

ابعدَتْ يدها عني فانظر اليها بحيرة قائلا في نفسي.

'أهذه حماية مشددة ام ماذا؟'

نظرت الى الثيو الذي قد ابتعد عن المائدة لإحضار الأطباق المختلفة وبعد ان عاد وضعها على الطاولة وقال.

"لما لا تجلسين معنا؟"

"لا بأس."

بدت هادئة هذه المرة لتصعد على الكرسي الخشبي ثم تجلس عليه.

صُمِّم مقاعد الاقزام بطريقة مذهلة حيث يمكنهم من تصغيرها وتكبيرها على حسب طولك ، فقد كان من البديهي تعرضهم للعديد من الزوار من اماكن مختلفة ومن اجل تقصير الوقت في صناعة مختلف الاحجام من المقاعد قرر احد الحرفيين صنع مقعد يمكن استخدامه من كلا البشر والجان والاقزام ولقد شُيّد بعمله وقمة ابداعه في ذلك الوقت.

وبعد ان جلس الجميع في مقاعدهم بدأت معهم في تناول الطعام.

نظرت الى ثيو الذي يأكل عجة بيض مقلية مع سلطة خضار قائلا.

"الن يأكل والدك؟"

نظر الي ثيو ثم قال.

"والدي لا يأكل عادة في مثل هذا الوقت ، فحينما يستيقظ يرن الجرس الذي معه."

"اوه"

"ايها الصغير الم يعلمك والديك بعدم التدخل في شؤون الآخرين؟" نظرت اليّ ثاليا وهي تضع قضمة من البيض في فمها.

"ألا يمكنني سؤال صديقي ايضا؟" ، ابتسم نحوها بتصنع لينظر ثيو يمينا ويسارا مرة عندي ومرة عند ثاليا ، فيقول.

"الا يمكنكما التوقف عن ذلك؟ ، أنكما تجعلان شهيتي منخفضة هكذا."

'عليك لوم هذه المرأة.'

رغم انني لست من محبي المشاكل - ربما - الا ان طريقة حديثها تزعجني! هل لديها مشكلة في نظرها لما تدعوني بالصغير؟ ، فقبل أن يعود الامر بمشكلة اخرى قلت لها.

"اسمي ويليام ، توقفي عن مناداتي بهذا الشكل."

"همم"،ابتسمت بإبتسامة عرضة لتكمل حديثها.

"ويليام الصغير ، اليس جميلا؟"

وكأن العروق تخرج من رأسي قلت لها.

"العجوزة ثاليا ، اليس رائعا ايضا؟"

نظرت ثاليا الي لمدة ثم ضحكت بصوت عالي لتقول.

"هاهاهاهاه ، انت مضحك يا صغير."

'هل كان الأمر مضحكا بالنسبة لها؟'

بدأت بالنظر نحوي بودية لتقول.

"اسفة ان كنت قد ازعجتك يا صغير انا قلقة على ثيو الاحمق لا اكثر."

تضع يدها على كتف ثيو التي تكاد لا تصل بعد ان انحنى قليلا من أجلها وقال لها.

"لست أحمقا."

نظرتُ إليهما وانا اقول لنفسي 'ما هذا التغير العجيب؟'

حسنا ، لم اقرر منذ البداية صنع اعداء حولي لذا اعدت ما قلته لها.

"اسمي ويليام لذا لا تدعوني بالصغير."

"ههه حسنا حسنا ، لكن الست صغيرا على ان تكون هنا بالفعل؟"

نظرت إلي قليلا ثم قالت.

"على أقل تقدير تبدو كشخص بعمر السادسة عشر، اليس من الطبيعي ذهاب من بعمرك للاكاديمية؟"

"ستة عشر؟!"

نظر ثيو إلي باندهاش وكأنه لم يسبق ان توقع عمري.

"حسنا ، كنت اخطط للذهاب بالفعل لكن الظروف لم تساعدني على ذلك."

" اوه."

لم تقل ثاليا الكثير وبدلا من ذلك قال ثيو.

"الست صغيرا بالفعل؟!! ، اعتقدت من مظهرك بانك في العشرينيات من عمرك."

'هل تقول بأنني عجوز؟' وكأن كلام ثيو وجّه كسهم في قلبي اجبته قائلا.

"يبدو ان لديك مشكلة في حساب أعمار الآخرين لا اكثر ، ثيو."

استطعت تخيل قوله لعجوز بالثمانينيات من عمره بأنه أصغر من ذلك.

" يا صغير ، ايمكنني أخذ حصتك؟"

نظرت الى ثاليا التي لم تكف عن مناداتي بالصغير توجه ملعقتها نحو احد الصحون سائلا إياي اعطاءها.

"يمكنك اخذها ان توقفت عن مناداتي بالصغير."

"ههه، حسنا لا بأس."

نظرت الى طعامها حيث انتهت من جميع الأطباق المقدمة لها بالفعل أثناء تحدثي مع ثيو فقط.

لذا تناولت طعامي ايضا كي لا تأخذه مني بالكامل.

***

صليل! صليل!

انظر الى ثيو حيث يضرب بمطرقته الكبيرة نحو قطعة معدنية احمَرَّت من شدة الحرارة.

لم تكن رائحة المكان بجميلة أيضا وكأنها مزيج من احتراق المواد والعرق الذي يتصبب من جسد ثيو.

قلت له.

"لما لا تدعني اجرب؟"

"اوه ، حسنا."

طخ!

'ما هذا؟'

انظر الى المطرقة التي سقطت على الارض قبل ان امسكها.

'لما هذه المطرقة ثقيلة جدا؟!'

لا امزح في قولي لقد كان ثقلها ما يقارب فيلا واحدا ! ، نظرت الى ثيو قائلا.

"كيف يمكنكم امساك مثل هذه المطرقة ؟"

"اوه ، نسيت ان اخبرك بتعزيز المانا داخل ذراعك .. يَستعمله الاقزام من أجل حمل الاوزان الثقيلة."

"هكذا اذا… صحيح ، هل يمكنني العمل لديكم؟ أشعر بالفضول حول الحرفية قليلا."

رغم تمكني من حصول المال الا انني اردت توفيرها من اجل المزاد التي ستقام الأسبوع القادم ، وكما اعتقدتم سيكون حجر استر معروضة أيضا هناك.

"اممم ويليام اعلم انك قد ساعدتني في امور كثير.. ، فبعد تلك الرحلة قدمت لي جميع المال الذي قد حصلته من قتل الوحوش.. لكنني لا اعلم ان كنت استطيع دفع اجرتك."

ربما قد تساءل العديد منكم بالفعل كيف تمكن ثيو سابقا من الحصول على الطعام رغم أنه كان في حالة يرثى لها في اول لقاء لنا ، حسنا كان الأمر بسيطا ، فجميع الوحوش التي قضيتها سابقا - باستثناء ذلك الذئب الذي سقط من اعلى الجرف - قد بعتها بثمن جيد بما يقدر ب 60 قطعة ذهبية ولان الحالة المادية لثيو لم تكن جيدة قررت تقديمها له ، بالطبع لم تكن الامور بهذه السهولة فقد اخبرته بأن يستخدمها من اجل تصليح المبنى وتشهيره وما هو مشابه لذلك.

'انه استثمار جيد لا اكثر.'

لم اُرد رؤية أفضل حداد يُهلك قبل ان يقف على قدميه حتى .. ولتجنب تأثير الفراشة ، قررت أن اساعده في النهوض.

نظرت الى ثيو الذي بدا محرجا لذا قلت له.

"لا بأس ، ليس عليك تقديم الراتب المستحق وبدلا من ذلك سيكون تعويضا للبقاء في منزلك."

فكر ثيو قليلا ليجيب بكلمة واحدة وهي 'حسنا.'

'رغم قوله انني قد ساعدته كثيرا ، الا انني ارى انه قد ساعدني ايضا في المقابل.'

ما لم اذكره سابقا وقبل عودتنا الى المدينة بدأ ثيو بتعليمي عن حاجز المانا وطوال الستة ايام بدأت بالتدريب المكثف وقد كان القول أسهل من الفعل حتما ، حيث أن النظرية تقول : - تخيل حاجزا من المانا يلف حولك ويمكنه صد الطاقة الطبيعية التي بالقرب منك. - حتما لم يكن سهلا فالبقاء بمثل تلك التركيز العالي يجعل عقلك وجسدك مرهقان وما كان جيدا ان سعة المانا لدي كانت عالية حيث انني قد وصلت للحلقة الخامسة سابقا ، وبعد التدريب المتواصل يمكنني الان استخدامه لساعة واحدة لا اكثر.

"اذا ، ما رأيك في تقديم النصائح لهذا المتدرب؟"

ولأنني كنت متدربا سابقا في عالمي ، كان من السهل علي تعلم الأمور في ليلة واحدة على الأقل.

"همم ، لما لا نبدأ في طرق هذا السيف؟"

استطعت رؤية الارتباك من عينيه و لكن يبدو أن الأمر لم يكن سيئا بالنسبة له ، لذا ابتسمت قائلا.

"لا بأس."

.

.

قراءة ممتعة~♡

2023/08/01 · 128 مشاهدة · 1345 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025