اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد~
.
.
" من المذهل قدرتك على التعلم بسرعة حقا!"
نظر إلي ثيو باعجاب وانا امسك بسيف طويل صنع من معدن طبيعي والقليل من المكونات الاخرى ، هذه المرة قد استطعت فعلها وبسبب ذلك امتلأ شعري بالعرق وكأنني خرجت من الاستحمام لتوي.
نظرت الى ثيو وانا امسح عرقي قائلا.
" التعلم ميزة ، فمن الجيد امتلاكها بالفعل."
وضعت السيف الذي لا يزال ساخنا على الطاولة وابتعدت من المكان لآخذ حماما سريعا.
***
'علي التجهز اليوم..'
انظر إلى المرآة حيث ارتدي قميصا أبيض اللون مع بنطال أسود.
لقد مر بالفعل أسبوع واحد ، وفي ذلك الوقت بدأ ثيو بتعليمي عن طرق صناعة السيوف واعطائي بعض النصائح عن بقية الاسلحة السحرية.. وفي المقابل سيبدأ المزاد ليلا لذا لم يبقى لي سوى القليل من أجل بداية تصنيع سيفي الجديد.
انظر الى المكان الذي يوجد به سرير واحد وخزانة ملابس صغيرة مع طاولة خشبية..هذه الغرفة خاصة بثيو و لكنه قد جعلني ابقى فيه لفترة قائلا أن لدى المنزل غرفة اخرى فارغة.
'ألم يكن من الافضل ان اذهب انا للغرفة الاخرى؟'
حسنا لا يهم..
***
"الى اين انت ذاهب؟"
"سأعود قريبا."
"حسنا."
انظر الى ثيو الذي قد جلس وهو يمسك بدفتر أسود اللون قد أخبرني عنه سابقا بانه يضع فيه الكثير من الافكار الذي يشعر بروعته فيه ، اُمسك بباب الورشة لاغلاقها خلفي ذاهبا بعيد عن الزقاق حيث حل الظلام بالفعل.
أنظر إلى ساعتي التي تشير الى الثامنة مساءً.
"بقي ساعتان."
ذهبت امشي بعيدا عن الحي متوجها نحو منطقة المزاد.
***
داخل احد الاحياء الفقيرة ، التي لم يكن مضيئا كالشوارع الباقية ، وكأن المكان قد هُجِرت سلفا .. ولكن ما لم يعلمه العديد من الأقزام أن في مثل هذه الأماكن يباع الكثير من الأمور الغريبة ، ربما هناك اشياء غير قانونية ايضت في ذلك المزاد ولكنني لم احضر الى هنا من أجل ذلك.
نظرت الى قناع الثعلب الذي امسكه والذي به خطوط زرقاء اللون مع لون الأبيض كان يشكل غالبية القناع ، جعل شكل القناع يذكرني بريكس .. وبذكر ريكس لم احضره اليون معي ، فلقد كان نائما لحسن حظي والا كان سيلاحقني حتى لو طلبتُ منه البقاء.
وضعت القناع على وجهي وارتديت قلنسوة سوداء قد اشترتيها في طريقي لتغطية رأسي وجسدي.
فقد كنت الآن أمام مكان يشبه النزل رغم مظهره القبيح فقد وقف فيه بشري ذو بنية ضخمة ، سيكون من المريب رؤية مشهد كهذه في الاماكن المهجورة.
تقدمت نحو الباب الذي بقربه ليوقفني عن الدخول قائلا.
"سمكة تطير ام عصفور يسبح؟"
انظر اليه للحظة ثم أقول.
"افضّل اللحم المشوي."
"ها__؟!"
طعنت رقبته بالغمد الخاص بسيفي ليسقط ارضا بعد ان فقد وعيه.
'أتمنى ألا يستيقظ قريبا..'
بدأت بالسير داخل ممر طويل وانا اعيد الغمد الى خصري الايمن.
***
"مرحبا بالسيدات والسادة!"
داخل قاعة كبيرة شبيهة بالمسارح جلست في احدى المقاعد المتراصة مع بعضها البعض انظر الى العدد المهول من النبلاء ، اقزام ، جان ، وحتى بشر العديد منهم كانوا هنا ومثلما كنت اضع قناعا على وجهي.. كان الجميع يضع على وجوههم أيضا لأتساءل عن مدى شهرة هذه المكان.
تحدث احد الاقزام وسط مسرح كبير ا قد سُلِّط عليه الضوء من بين الحضور صارخا باعلى صوته نحو الجميع.
"اعلم ان الجميع متحمس من أجل معروضاتنا لهذه السنة ، والخبر الجيد أن العديد منها موجودة."
حينها بدأ الحضور بالتصفيق نحوه اما انا فقد بقيت جالسا انتظر العنصر الذي اريده.
"سيكون أول فقرة من هذه العرض هي اللوحات النادرة.."
بدأ الرجل في التحرك وسط المسرح ينظر الى الحضور ويصرخ قائلا بعد ان خرج أول المعروضات.
"لدينا هنا ايها السيدات والسادة اللوحة الشهيرة ل ×× ، وقد كانت اخر لوحاته قبل ان يموت ، سيبدأ العرض بستة آلاف رون."
مثل جميع المزادات بدأ العديد من النبلاء بإظهار أموالهم بهدف التفاخر ربما طالبين بالمزايدة لتلك اللوحة رغم أنها لم تكن سوى البداية فقط ، عشرة آلاف .. عشرون ألفا..سبعون ألفا ، وبعد أن وصل لتلك العدد لم يعد احد من الحضور يزايد لذا تحدث القزم قائلا.
"سبعون الفا… هل هناك من يريد المزايدة؟، ثلاث .. اثنان.. واحد. ، سيكون اللوحة من نصيب السيد ×× تهانينا!."
وهكذا بدأوا بعرض اللوحات المختلفة والشهيرة ، وبدأ النبلاء بالمزايدة وكأن أموالهم لا تنتهي.
.
.
"سيكون الفقرة التالية عن العبيد..، اعلم ان العديد متشوق لهذه الفقرة كثيرا لذا استعدوا!"
داخل زنزانة حديدية متحركة يدفعها قزمان نحو المسرح ، ليتحدث القزم مرة الاخرى.
"ولان المظاهر دائما ما تعجبكم ايها السادة ، احضرنا لهذه السنة افضل انواع العبيد جمالا ،ولكن .. هناك عيب واحد فيه .. يبدو أن هذا العبد مريض بأحد الأمراض الغير معدية."
انظر الى ذلك الجسد الذي يجلس داخل الزنزانة .. شعر طويل فضي اللون كالحرير يظهر أذنيه الطويلتين بينهم ، مع جسد هزيل خالٍ من العضلات حيث انه لم يرتدي أي ملابس يغطي جسده العلوي ، وتلك النظرة الباردة التي في محياه رغم الموقف الصعب الذي هو فيه ، وتحت رموشه الطويلة التي تمكنت من ملاحظتها من بعيد .. عيون ذهبية تلمع بشدة.
تم تقييد يدَي ذلك الجان بالأصفاد وامتلأ جسده بالعديد من الندوب لكن ذلك لم يجعله ذو مظهر سيئ .
"سيبدأ العرض من عشرة آلاف رون!."
حينها جلس الجان منتظرا مصيره بين النبلاء الذين بدؤوا بالمزايدة ، 20 ألفا ، 50 ألفا ، القى النبلاء عملاتهم عليه كالوحوش.
'اليس لديه وجه مألوف..؟'
بدأت أنظر إليه متجاهلا أصوات الصراخ الذي حولي سائلا عن نفسي ان كنت قد رأيته سابقا..
'جان ولديه شعر فضي..عيون ذهبية؟'
تلك المواصفات بدت مألوفة حتما داخل رأسي لم يستغرق الأمر حتى خرج الصورة في ذهني.
'سيلفيا!؟'
انظر الى ذلك الجان واقول 'هل لديه صلة بها؟'
بدأت شكوكي بالتزايد مع مرور الوقت.
"500 ألف رون!!"
رفعت يدي لاشارك في المزايدة معهم ، بالطبع ليس وكأنني سأدفع جميع اموالي من أجله، وحينها صمت الجميع وهم ينظرون لبعضهم البعض.
"500 ألف رون ، اليس كثيرا؟"
"بالفعل ، الأمر لا يستحق ذلك من اجل الجان."
"هل هناك من يريد المزايدة؟ ، 500 ألف رون ، ثلاثة .. اثنان..وا__"
"ها هو!!"
أمام مدخل القاعة وقف بشري ضخم الحجم مع العديد من الجنود يشير لاحد ما داخل القاعة حيث بدأ العديد من النظرات تتوجه نحوه أيضا ، من قد يكون يا ترى؟ تنهد ، بالطبع لا يوجد من سيكون غيري.
'يبدو أنهم قد أتوا بالفعل.'
وقفت من مقعدي لاستل سيفي أوجهه نحو الجميع ، حيث أصبح العديد من الحضور متفاجئين محاولين الابتعاد عن المكان.
'يبدو ان ليس لدي خيار سوى مواجهتهم ، فلم أحصل ما كنت هنا من أجله بعد.'
قفزت على حواف المقاعد متجها نحو عصابة من الجنود المسلحة.
لوحت بسيفي مخرجا به شعاعا أزرق اللون نحوهم.
'لست في مزاج جيد لرؤية الدماء لذا..'
اخرجت هواء قويا نحوهم وحينما وجهت سيفي عليهم بقوا ساكنين في أماكنهم مما جعل العديد من النبلاء يبتعدون عن المكان ، بالطبع لم اقتلهم لقد جمدتهم لا أكثر.
اتجهت مباشرة نحو القزم الذي يقف على المنصة واشرت سيفي نحو رقبته وقلت.
"يفضّل ان تستمع لي إن أردت النجاة."
"ا ارجوك اعفو عني!!"
"احضر لي حجر استر."
"ح حجر استر؟ ، اوه تقصد ذلك ؟ ح حسنا."
"تحرك"
سِرت مع القزم وانا انظر الى الجان الذي بداخل القفص بشكل غريب حيث لم يتغير تعبيره ابدا حتى بعد احداثي كل هذه الجلبة.
.
.
حركت عيني وانا انظر حول الممر المظلم الذي كنت امشي فيه مع القزم ، روائح قذرة يمكن شمها ، وأصوات انين ينتشر في الأرجاء يمكنني سماعها ، حينها توقف القزم في أحد الخزنة الخشبية فيخرج منها صندوقا متوسط الحجم أسود اللون.
قال لي وصوته يرتجف امامي.
"ه هذا هو ، ل لذا ارجوك ان تبقي على حياتي!"
امسكت الصندوق منه كي انظر الى محتواه ، حجر أسود اللون متوسط الحجم ومن الواضح شدة صلابته ايضا.
'يبدو انه هو بالفعل.'
نظرت الى القزم الذي يبدو عليه الخوف بالفعل وبعدها ادرت رأسي وانا أنظر حول الممر المليئ بالاقفاص والاغراض الاخرى.
طخ!
"اعههه"
قطعت احد قديميه بسيفي دون فصلها عن جسده ليسقط هو على الأرض صارخا من الألم ممسكا بقدمه.
تحركت بعدها بين الممرات كي افتح الزِنزانات واحدا تلو الاخرى..
'لقد فقدوا طعم الحياة بالفعل..'
مع انني قد فتحته من اجلهم ، العديد منهم او بالاخص جميعهم لم يتحركوا من اماكنهم وبقوا ينظرون الى الفراغ الذي أمامهم دون أية علامات حياة في عينيهم.
لم افعل شيئا بخصوص ذلك فلم يكن من احدى واجباتي ، وشرعت بالخروج من المكان.
***
'أصبح المكان هادئا.'
بقي الجنود متجمدين في أماكنهم وهرب النبلاء باكملهم بالفعل ، يا للجبن.
نظرت الى الجان الذي أمامي لاجلس على شكل قرفصاء واتحدث اليه وأنا أحدق في عينيه.
"سيلفيا اوركيديا."
حينها اهتز عينيه واظهر ملامحا مختلفة عن سابقتها لذا علمت أن لديه علاقة بها بالفعل فورا.
"هل تريد الخروج من القفص؟."
***
وسط الشارع الذي كنت امر فيه سابقا ارتديت هذه المرة قميصا أبيض اللون وبنطال اسود يصل الى خصري.
كان بجانبي رجل طويل القامة يصل الى طولي تقريبا او اطول مني حتى مغطى بقلنسوة كنت قد ارتديها سابقا.
تحدث الجان.
"من تكون؟"
"رجل اراد شراء عنصر ما؟"
لم انظر اليه وبقيت اتحرك معه بعيدا عن الحي ، لكنه لم يكف عن سؤالي وقال.
"ما علاقتك بسيلفيا؟"
كانت له صوت عميق وجميل رغم أنه بدا الان باهتا بسبب الجفاف الواضح عليه.
توقفت قليلا من السير وقلت.
"الا يجب ان تهتم بصحتك اولا؟"
"اذا كان الامر كذلك ، لما علي اللحاق بشخص مشبوه مثلك؟"
"تنهد ، انا لم اجبرك على اللحاق بي ، يمكنك الابتعاد عني و لكن كيف ستعيش؟ ليس لديك المال حتى ومن الواضح انك لم تأكل شيئا بعد."
وكأنني سكبت الماء البارد عليه مما جعله يغلق فمه دون ان يقول شيئا ، نظرت اليه قليلا ثم بدأت بالتحرك مرة اخرى.
***
"مرحبا عزيزي."
"..."
انظر الى ثيو الذي بقي مستيقظا رغم حلول منتصف الليل بالفعل وبالقرب منه امرأة لم يعد لدي الطاقة لوصفها ، وبالطبع أعلم أنكم تعلمون بالفعل من تكون.
"لما انتِ هنا؟"
"لقد اختفيت لأسبوعين متتالين ، لقد جعلني ذلك أقلق عليك."
انظر اليها وكأن ملامح وجهي تقول ' هل تمزحين معي؟'
تنهد..
"دعينا نتحدث غدا فأنا متعب بالفعل."
"امم ويليام ، من يكون الذي بجانبك."
نظرت الى الرجل المغطى بالرداء.
'كدت أنساه.'
لذا اجبت ثيو ب. " رأيته في الشارع ،لذا دعه ينام هنا الليلة فقط."
نظر ثيو اليه بحزن ، حسنا .. يمكن لثيو التعاطف معه فقد شعر بحالته ربما.
وقبل ان اتجه نحو غرفتي مع الجان قالت سيرا.
"فلتذهب الى النزل في التاسعة صباحا."
توقفت قبل ان اغلق باب الغرفة ولكنني اقفلتها بعد سماعي لما قالت.
.
.
شكرا على القراءة~♡