اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد~
.
.
"إذا ماذا تريدين؟"
جلست مع سيرا أمام إحدى الطاولات المستديرة الموضوعة في النزل ولأنني قد اجتمعت معها في وقت مبكر من الصباح لم يكن هنالك الكثير من الضيوف حولنا.
نظرَت إليّ سيرا وهي تبتسم في وجهي ، فتتحرك قليلا من الكرسي وتقول.
"كيف كانت مدينة تيلا؟"
"هل احضرتني الى هنا من اجل هذا فقط؟"
"حسنا ، لقد انتهيت بالفعل من جميع اعمالي هنا لذا سنعود قريبا الى المقر."
"همم.."
رغم قولها سابقا انها لن تفعل شيئا يبدو انها قد فعلت الكثير من الأمور في غيابي ،لا أريد التورط في مشاكلها لذا لن اسألها عن الأمر.
"صحيح ، كيف علمتي بمكاني؟"
كان من الغريب بالفعل رؤيتها الليلة الماضية مع ثيو لذا كان من المهم بالنسبة لي أن اعلم.
ضاقت عينيها مع تلك الابتسامة التي في ملامحها فتضع ذراعيها على الطاولة وتضم بيدها واضعة ذقنها فوق كفها ثم تقول.
"اليس الامر الامر واضحا؟"
تدلى خصلات من شعرها الاسود الطويل على الطولة وملابسها السوداء المزخرفة بالورود اعطت جمالا لمظهرها ، قد تشعر بأنها قطة ماكرة قد تنقض عليك وأنت نائم في سلام - القطط لطيفة! -.
"هل انت ملاحقة؟"
"لست كذلك."
أعادت سيرا جسدها الى الخلف وهي تحدق في عيني.
"رأيتك سابقا عندما قررت الخروج مع فتى لذا كان من الممتع اللحاق بكما حينها علمت بموقعك اليست فكرة بسيطة؟ ، ويبدو أنك قد تعلمت الهدف الأخير من حضورك الى هنا لذا لم يعد لبقائنا حاجة."
"اوه"
لم يكن لدي بالفعل رد على حديثها لذا بقيت اهمهم على كلامها وحينما انتهى الحديث وقفت من مقعدي قائلا.
"سآتي في الساعة الثامنة ليلا لذا لا تزعجيني الى ذلك الوقت."
بقيت سيرا جالسة على مقعدها دون رد على كلامي لكن يبدو انها لن تفعل شيئا الى ذلك الحين لذا شرعت بالخروج من النزل.
***
"هل ستذهب اليوم اذا؟"
يبدو ان ثيو يشعر بالحزن قليلا لذا قلت له مربتا على كتفه.
"سآتي لاحقا فلم تنتهي من صناعة سيفي الى الآن ، وفي المقابل عندما اراك مرة اخرى عليك ان تجعل الأقزام ينظرون إليك باحترام."
لم يقل ثيو شيئا لفترة ليست بطويلة عندها ظهر ملامح وجهه وكأنه تذكر امرا مهما لذا قال.
"ماذا عن ذلك الشخص؟"
"همم.. سأتحقق من أمره."
حينها ابتعدت عن ثيو لادخل غرفة النوم الذي عشت فيه في الأيام السابقة.
فنظرت الى ظهر الجان الذي يقابلني حيث تدلى شعره الفضي في الخلف .. لم يتحرك من فوق السرير لذا ذهبت لاقابل وجهه.
في الليلة البارحة قد اعطيته احد ثيابي الذي ارتديها ولحسن الحظ قد ناسبه ، معطف بني وقميص ابيض بالداخل مع بنطال جلدي بني اللون ، لم يقل شيئا لي منذ ذلك اللحظة لكن لا اعتقد ان اليوم سيكون كالبارحة لذا تحدثت معه.
"سأعود إلى حيث أتيت."
نظر الي بوجهه الجميل والبارد ، بالطبع لم يكن سيثق بي من أول ليلة رغم انني من انقذته..لا يهم لا اعلم بالفعل ما يجب علي فعله مع هذا الجان لذا لم يعد لدي خيار سوى سؤاله ، وايضا لم ارد ان يأتي معي وسيرا معي
"الن تتحدث؟ ، ان اردت يمكنك البقاء هنا حتى تحصل على المال لتعود الى قصرك."
تغير ملامحه قليلا عند ذكري للقصر وحينها تحدث.
"ما علاقتك بسيلفيا؟"
"تنهد ، هل الأمر مهم بالنسبة لك؟"
اومأ برأسه قليلا ثم بقي يحدق في عيني.
ذهبت لاخذ احد المقاعد فليس من المريح أن أبقى واقفا وحدي ، وعندما جلست قلت.
"قابلتها في حفل ظهوري الأول."
نظر الي غارقا في تفكيره ثم.
"اسمك ويليام اليس كذلك؟ ، هل انت من عائلة الدوق اذا؟"
"صحيح."
"اليس من المفترض أن تكون في الاكاديمية الان."
"حدث أمور غير متوقعة جعلني لا أذهب إلى هناك."
"اوه.."
بدأ الجان بالفعل يصبح اقل حدة معي ، وحينها سألت ما كان يثير فضولي.
"ما اسمك؟"
"فيليكس.. كح! كح!"
بدأ فجأة فيليكس بالسعال نحوي وما كان مثيرا للقلق خروج الدم من فمه لذا ذهبت لاحضار منشفة صغيرة لاقدمها له.
"شكرا."
نظرت إليه وهو يمسح بفمه لاقول.
"منذ متى وأنت مريض؟"
"ليست سوى مرض في القلب من المذهل بقائي حيا إلى الآن.."
ربما لم أكن لالاحظ ذلك ولكن بدا عينيه حزينتان قليلا لذا حاولت تغيير الموضوع.
"ما صلة القرابة بينك وبين سيلفيا؟"
"همم؟ ، انها اختي."
"هاه؟"
انظر اليه باندهاش قائلا لنفسي ' منذ متى وكان لديه شقيق؟'
ابعدت ذلك عن رأسي ، فلم اكن منذ البداية قريبة منها فكيف لي معرفة حياتها الخاصة حتى.
"اذا ماذا ستفعل بخصوص العودة."
نظر الي قليلا حينما سألته ثم ابعد عينيه وبقي صامتا لفترة.
"هل يمكنني البقاء هنا اذا؟"
"اعتقد ان ثيو سيكون راضيا عن ذلك ، لكنني سأتحقق من الأمر."
وقفت من مقعدي و خرجت لاقابل ثيو أمام الباب وهو ينظر الي والابتسامة على وجهه لقد بدا مرتبكا.
'هل كان يتنصت،'
"إذا ما قولك؟"
سألت الموضوع مباشرة دون اية مماطلة فقال.
"هاهاها..لا بأس بذلك"
يحك جانب رقبته الايمن وهو يبعد نظراته عني ، تجاهلت الأمر وقلت.
"إذا اعتني به جيدا."
نظر ثيو بعدها اخيرا وابتسم قائلا.
"اعتمد علي."
***
أنظر إلى ساعتي الدائرية ذات اللون الأسود الذي يشير بعقاربه إلى السابعة والنصف حيث كانت السماء مظلمة بشدة ليس بها ضوء سوى من النجوم المرصعة في السماء ، كان المنظر جميلا لكن كان علي الوصول إلى النزل قبل الثامنة لذا بدأت بالتحرك بعيدا عن الزقاق.
وقبل ان اخرج نهائيا نظرت الى الخلف لفترة وجيزة متذكرا الوقت القصير من بقائي هنا ، كان من السعيد رؤيتهم ، القزمة ثيلا وثيو حتى والده رغم انني لم اره الا لفترة قصيرة والذي بدا عليه الكبر بالفعل الا انه قد قابلني بابتسامة ودودة.
شعوري كان مضطربا حيث لم افهم لما قد اشعر بهذا فأنا لم اعش معهم سوى لبضعة أيام لكنه كان أمرا مريحا بالنسبة لي.
نظرت الى ريكس الذي كان بالقرب من الحقيبة التي امسكها يقف منتظرا حراكي لذا قلت له.
"اعلم اننا لم نقضِ وقتا طويلا بمفردنا هذه الأيام لكن دعنا نتحرك الآن."
وسط اضاءات الشوارع والمنازل بدات انا وريكس بالسير في وسط الحي التي لم يكن به العديد من الأقزام.
***
"تفضل."
"شكرا سيدي."
اقدم الى القزم الذي قابلته أول مرة الرداء الذي قد اعطاني اياه ، لابتعد مع سيرا عن المكتب متوجهين نحو الطائرة التي ستقلع قريبا.
… بعد عشرين دقيقة
"هاه.."
انظر الى سيرا التي تجلس في السرير القريب من الحائط وهي تقرأ كتابا له غلاف ابيض.
'سأنام في الأريكة مرة اخرى.'
انظر الى ريكس الذي يجلس على الأرض فأقول لنفسي.
'على الاقل لن اكون نائما على الارض كريكس."
اضحك بشماتة داخل رأسي على ريكس الذي سينام على أرضية باردة رغم أن الأمر كان طبيعي بالنسبة للحيوانات بالفعل.
بالنظر إلى ريكس مرة اخرى .. لقد بدأ يكبر بالفعل لكنني كنت لا أزال أستطيع تذكر جسده الضئيل السابق.
لم يعد شكله لطيفا وبدلا من ذلك أصبح أكثر روعة وضخامة.
"كيو~"
'رغم الصوت اللطيف الذي يصدره..'
***
في مكان آخر..
"امم فيليكس ، دعنا ناكل الان."
يتحدث ثيو وهو ينظر الى ظهر فيليكس الذي يبدو من عينيه أنه مضطرب قليلا من التحدث اليه ، وعندما التفت فيليكس قال له.
" حسنا."
وقف فيليكس من مكانه وعندها توقف عن الحراك ممسكا بحلقه وكأن هناك من يعصر رقبته فتلوّن وجهه ليصبح شاحبا وعندما أراد ثيو مساعدته اوقفه وبدأ بالسعال.
مر فترة قصيرة حتى عاد وجه فيليدس الى طبيعته قائلا.
"لا بأس أنني معتاد على ذلك بالفعل."
"دعني امسك بيدك للتحقق من عدم سقوطك."
كان ثيو شديد الحرص مع المرضى ، بالطبع لأنه قد اعتنى لفترة طويلة بوالده لذا قد نستطيع القول أنه قد اكتسب من ذلك خبرة.
نظر فيليكس الى ثيو الذي كان وجهه مصمما على ذلك ، فقال له.
"لا بأس."
حينها ابتسم ثيو وامسك بأحد يدَي فيليكس وبدآ بالتحرك.
'يده باردة..'
***
اليوم التالي..
انظر الى المكان الممتلئ بالثلوج البيضاء ، والمطار المليء بالاشخاص الذي يرتدون ثيابا ثقيلة فاقول.
'لقد عدت بالفعل.'
كان من الغريب بالنسبة لي أنني قد عدت الى هذا الطقس البارد بعد أن كنت قبل وقت قصير في مكان دافئ وشديد الحرارة ، لكنني اكتشفت قبل فترة قصيرة عندما كنت لا أزال مع ثيو ان السحر يمكنه تدفئة نفسي أو تبريده عن طريق وضع حاجز من المانا به عنصر النار او الماء.
لم أفعل ذلك لأنه كان يستهلك أكثر من الطبيعي - الحاجز - وبقيت ارتدي الثياب الثقيلة بدلا من ذلك.
"ألن تتحرك؟"
تنظر الي سيرا وهي قد أصبحت أمامي بالفعل لاتحرك انا الاخر دون نطق كلمة - بالطبع ريكس يلاحقني دائما ، لست بحاجة لقول ذلك صحيح؟ -
'يبدو أنني لن أشعر بالراحة في الأيام القادمة.'
كان شعورا لا أكثر ، لكنه سيتحقق قريبا..
________________
مرحبا، لا اعلم ان كنت استطيع تنزيل فصل آخر اليوم لذا أعتذر مسبقا:^:🙏
.
.
قراءة ممتعة~♡